نواكشوط - تحولت عملية قمع لمعلمين مشاركين في وقفة احتجاجية منظمة أمام القصر الرئاسي، ومرخصة من السلطات، إلى حدث كبير جعل نقابات التعليم الأساسي والثانوي تتوقف عن التدريس طيلة يوم أمس الجمعة، ودفع حزب التجمع الذي يقود مؤسسة المعارضة للتضامن مع المعلمين، وأسال تدوينات منتقدة وداعية لإظهار قدسية المعلم، وفقا للقدس العربي.


وأكدت سبع وثلاثون نقابة من نقابات التعليم الأساسي والثانوي في موريتانيا في بيان مشترك «أن ما يتعرض له المدرسون من قمع ومن إهانة هو ميسم شرف لأنهم يرفضون امتهان العلم وأهله، وأن الاحتكام إلى العنف هو أسلوب غابوي تجاوزه الزمن وألا بديل عن الاستجابة لتحقيق مطالب المدرسين المشروعة وفي مقدمتها التسريع بتوقيع المحضر النهائي للحوار، إضافة إلى التراجع الفوري عن الإجراءات الجائرة المسلطة حالياً على المدرسين كالتحويلات التعسفية وسياسة التضييق، والفصل المتسرع من الإطار دون مبرر».
وأضافت النقابات:»نوجه تهنئتنا لزملائنا المدرسين بمناسبة نجاح التوقف والوقفات المصاحبة له، مؤكدين مواصلتنا لمسارنا النضالي الذي سيتواصل حتى تتحقق كافة بنود العريضة المطلبية الموحدة وينال المدرس كرامته».
وزادت: «نؤكد تضامننا التام مع كافة زملائنا الذين تعرضوا للاعتداء الآثم من طرف عناصر الشرطة أثناء الوقفة السلمية بنواكشوط؛ وفي هذا الإطار ندعو زملاءنا المدرسين إلى التوقف عن التدريس غداً الجمعة، في كافة المدارس الابتدائية والمؤسسات الإعدادية والثانوية على امتداد التراب الوطني؛ كما نؤكد تشبثنا بالحق في المتابعة القضائية لكافة الجهات التي تمالأت وشاركت في الاعتداء المدان على مناضلينا».
ووصفت النقابات ما تعرض له نشطاؤها بأنه «تصرف وحشي عدواني، حيث أقدمت عناصر الشرطة، حسب تأكيداتها، على قمع المدرسين المطالبين بحقوقهم، ضمن وقفة احتجاجية سلمية بساحة الحرية في نواكشوط، دعت إليها نقابات التعليم الأساسي والثانوي واستجاب لها حشد كبير من المدرسين بالتزامن مع توقف عن التدريس لمدة أربع ساعات شمل كافة المدارس الابتدائية والمؤسسات الإعدادية والثانوية على عموم التراب الوطني، للمطالبة بتحقيق العريضة المطلبية المودعة لدى وزارة التربية وإصلاح نظام التعليم».
«إن هذا التصرف العدواني، تضيف النقابات، لا يعكس فقط همجية عناصر الأمن وبعدهم عن أبسط مستوى من المدنية والتعاطي مع الوقفات السلمية التي يكفلها القانون، ولكنه يعكس أيضاً صورة قمعية لتعاطي السلطات الإدارية التي كانت هي من استدعى الشرطة وسلطتهم كالوحوش الضارية على المدرسين».
وسارع التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (الإسلاميون) لإعلان تضامنه مع نقابات التعليم، في بيان أكد فيه «أنه في وقت يتطلع فيه المهتمون بإصلاح قطاع التعليم وكل الغيورين على بناء هذا الوطن وازدهاره، إلى اتخاذ إجراءات حكومية حقيقية تحسن من ظروف المدرس وتؤَمّن له حياة كريمة هو أهل لها عن جدارة واستحقاق، تجابه السلطات وقفة مطلبية لجموع من المدرسين السلميين في ساحة الحرية بقمع وحشي واعتداءات جسدية عنيفة في عودة صادمة لعهود بائدة من التضييق على الحريات العامة حسبناها أصبحت من الماضي الذي تمت القطيعة معه».
«إننا في حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية، يضيف البيان، إذ ندين ونستنكر انتهاك كرامة المدرس ضمن حادثة سبقتها حوادث ووقائع أخرى تسيء إلى مهنة ورسالة المدرس النبيلة والشريفة، لنؤكد إدانتنا الشديدة لما تعرض له المدرسون من قمع وإهانات مرفوضة ومطالبتنا للسلطات المعنية بفتح تحقيق فوري في الحادثة وإيقاع أقسى العقوبات بالضالعين فيها، إلى جانب التنديد بالإجراءات التعسفية الأخيرة والشطط في استخدام العقوبات الإدارية والتي طالت العديدين فصلاً من الوظيفة وتعليقاً للراتب وتحويلاً تعسفياً».
وأضاف حزب التجمع الذي يقود مؤسسة المعارضة الموريتانية: «نؤكد تضامننا الكامل مع المدرسين ودعمنا التام لمطالبهم المشروعة التي سطروها في عرائضهم المطلبية تطلعاً إلى إصلاح جاد للمنظومة التعليمية مع ضرورة الحفاظ على المكتسبات المتعلقة بتعزيز الهوية ومكانة اللغة العربية في النظام التربوي الوطني واعتبار التراجع عن ذلك المكسب خطاً أحمر لا يجوز المساس به».
ودعا «الوزارة الوصية إلى اعتماد أسلوب الحوار والتشاركية في التعاطي مع مطالب المدرسين المحقة بدل اللجوء إلى أساليب العنف والقمع والتكميم المرفوضة».

Your browser does not support the video tag.

المصدر: شبكة الأمة برس

كلمات دلالية: نقابات التعلیم عن التدریس

إقرأ أيضاً:

بشأن التدريس في المدارس القريبة من القصف.. هذا ما تقرر اليوم

التقى وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال الدكتور عباس الحلبي الدفعة الأولى من الطلاب اللبنانيين الذين فازوا بالمنح الدراسية الجامعية في جامعات الجزائر، وعددهم 18 طالبا وطالبة مع اهاليهم، في حضور المدير العام للتعليم العالي الدكتور مازن الخطيب والمسؤول عن المنح الجامعية وليد زين الدين والمستشار الإعلامي ألبير شمعون.


وأشار الخطيب إلى ان "الجامعات الجزائرية تتمتع بمستوى رفيع ويتولى التدريس فيها أساتذة من حملة الدكتوراه من افضل جامعات فرنسا واوروبا"، لافتا إلى "عدد السنوات المطلوب إنجازه في كل اختصاص ليتطابق مع القوانين اللبنانية للمعادلات"، مؤكدا أنهم "سيرفعون إسم لبنان عاليا".

بدوره، أوضح زين الدين ان "هذه الدفعة هي الأولى منذ العام 2002"، منوها بالدور الذي لعبه الحلبي وسفير الجزائر في هذا السياق .

  من جهته، رحب الحلبي بالطلاب وأهاليهم في وزارة التربية ، وتوجه بالشكر إلى حكومة جمهورية الجزائر وإلى وزارة التعليم العالي فيها عبر سفير الجزائر في لبنان ، الذي أسهم بصورة عملية في إتاحة هذه الفرصة للتخصص الجامعي أمام طلاب لبنان .

وأشار وزير التربية إلى أن "الجزائر دولة شقيقة مناضلة ولها وقفات كثيرة ومشرفة تجاه لبنان، وكانت إحدى الدول الأعضاء المشرفة على اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية اللبنانية، كما كانت لها وقفة مشرفة أخرى ورائعة حيث أرسلت بواخر الفيول لكي تعود الكهرباء بعدما حلت العتمة".

ولفت الى أن "هذه المنح تفتح امام الطلاب مسارا مهما لكي يتمكنوا من بناء مستقبلهم، خصوصا في ظل هذه الظروف المعقدة والخطرة التي يمر بها لبنان".

ودعا الحلبي الطلاب الذين حصلوا على المنح إلى "الإفادة من فرصة العمر والإجتهاد لكي يحققوا المعارف والمهارات، وأن يرفعوا إسم لبنان عاليا"، مؤكدا ان "اندفاعهم يعطي الأمل بمستقبل لبنان ونهوضه من جديد"، ودعاهم إلى "الاتصال بالوزارة في حال واجهتهم اي صعوبات لكي تتم المتابعة الفورية مع السفراء".


ثم اجتمع الحلبي مع رئيس رابطة معلمي التعليم الأساسي الرسمي حسين جواد وأعضاء الرابطة، ورئيس رابطة أساتذة التعليم الثانوي بالإنابة حيدر اسماعيل وأعضاء الرابطة، في حضور المدير العام للتربية عماد الأشقر ومدير التعليم الثانوي خالد فايد ومدير التعليم الأساسي جورج داوود ومستشاري الوزير .

وكان عرض لعدد كبير من القضايا الإدارية واللوجستية بهدف إنجاح العام الدراسي حضوريا ومن بعد، وتم التداول في مطالب الهيئة التعليمية من ملاك ومتعاقدين وعاملين في المدارس، وساد جو إيجابي الإجتماع، شمل كل المسائل المطروحة.


من جهة ثانية، أصدر وزير التربية البيان الآتي: "لما كان عدد من المدارس والثانويات والمهنيات الرسمية والخاصة يعمل حضوريا بعد انطلاق التدريس في 4 تشرين الثاني 2024، وبعضها الآخر باشر بالتعليم المدمج أو عن بعد وفق مقتضيات الواقع الأمني، ولما كانت وزارة التربية والتعليم العالي قد أصدرت تعميما يفرض على المدارس والمهنيات الخاصة المفتوحة حضوريا تحمل المسؤولية وأن توفر التعليم عن بعد في آن ليكون لدى الأهالي إمكان تعليم أولادهم عن بعد في مدرستهم، إذا كان الوضع لا يطمئنهم في التعليم الحضوري،

ولما كانت الأوضاع الأمنية الناتجة عن العدوان الإسرائيلي الذي يتعرض له لبنان، قد تسببت بإقفال المدارس والثانويات والمهنيات الرسمية والخاصة الواقعة في المناطق الأكثر خطورة،

وبسبب تطورات العدوان اليومية على مناطق عدة في الضاحية الجنوبية لبيروت والتي أثرت على مناطق في محيطها،

يُطلب إلى جميع المسؤولين والمديرين عن المدارس والثانويات والمهنيات الرسمية والخاصة في محيط المناطق التي تتعرض يومياً للقصف، لما يشكله ذلك من خطر على انتقال التلامذة وأهاليهم والأساتذة إلى مدارسهم، الالتزام بالآتي:

أولا: تعليق العمل بالتعميم السابق الذي ينص أن على مديري المدارس في المناطق المتاخمة للضاحية الجنوبية أو في أي منطقة متاخمة للمناطق المستهدفة بصورة يمكن أن تشكل خطرا، على المتعلمين تقدير الوضع على الأرض وعدم فتح مدارسهم حضوريا.

ثانيا: اعتماد التعليم عن بُعد، وعدم اعتماد التعليم الحضوري أو المدمج في المدارس القريبة من مناطق القصف حتى لو كانت تعتبر مناطق آمنة.

ثالثا: يتحمل كل مدير المسؤولية عن عدم الالتزام بمضمون هذا البيان، وعليه تأمين التعليم عن بعد، إلى أن تقرر الوزارة، بعدما تزول الأسباب الأمنية التي تشكل خطورة على المدارس والمتعلمين.

إننا نشدد على كل مدير أو مسؤول عن اي مدرسة أو ثانوية أو مهنية رسمية كانت أو خاصة الالتزام بما ورد أعلاه، وتنظيم تدريس التلامذة وفق الآليات المتاحة في ظل هذه الظروف الاستثنائية".

مقالات مشابهة

  • صفعة أشعلت الاحتجاجات.. غضب عارم في موريتانيا بعد اعتداء على مدرس
  • برز في «فيرمونت وسفاح التجمع».. ماهو عقار GHP الذي كانت تتعاطاه الإعلامية الشهيرة؟
  • أعضاء لجنة شؤون التعليم بمجلس النواب يجتمعون برئيس مجلس التخطيط الوطني
  • الحملة العنصرية تجاه حركات دارفور ينبغي أن تتوقف الآن
  • لقجع: التشريع الجمركي الذي نقوم به يخدم الإقتصاد الوطني ولا يخضع لمقاربات خدمة مصالح الأشخاص
  • بشأن التدريس في المدارس القريبة من القصف.. هذا ما تقرر اليوم
  • الإتحاد الدستوري: ميزانية الإستثمار التي جاءت بها حكومة أخنوش رافعة للإقتصاد الوطني
  • مناصرون لفلسطين ينظمون تظاهرة قبل مباراة فرنسا وإسرائيل
  • مناصرون لفلسطين ينظمون تظاهرة قبل مباراة فرنسا و"إسرائيل"