#سواليف

#الأردني بين ” #الأب و #الولد “: وطنٌ يُباع على طاولة #الوراثة و #التوريث

أ.د #محمد_تركي_بني_سلامة

في زمنٍ بات فيه الوطن شبيهًا بشركة عائلية تُدار بعقلية “الأب والولد”، نجد أنفسنا كشعب نعيش على فتات الكرامة، نتجرع مرارة التهميش ونحلم بعدالة مفقودة. لقد تحول الحلم الأردني إلى كابوسٍ مرير، حيث تُوزَّع المناصب والمغانم على أبناء علية القوم وكأن الدولة إرثٌ خاص، بينما المواطن البسيط لا يجد إلا الله سندًا له.

مقالات ذات صلة الحوثيون يعلنون مهاجمة “هدف حيوي” بميناء إيلات 2024/11/16

الدين العام يتكدس كالجبال، يطاردنا كظلٍ ثقيل، ولا أحد يعرف إلى أين أنفقت هذه المليارات المتراكمة. ومع ذلك، تجد الدولة سخية حين يتعلق الأمر بتعيينات “أبناء الذوات”، برواتب خيالية لا تُصدق. طفلٌ يولد اليوم في الأردن، وهو لا يزال يحبو، يُحمَّل دينًا يُقدر بـ5600 دينار، وكأن صراخه الأول في الحياة إعلانٌ بتحمل عبء ديون ليس له فيها ناقة ولا جمل.

بينما يُرهق الجندي على الحدود دفاعًا عن الأرض، ويُرهق المُعلم في تعليم الأجيال، ويُرهق الطبيب في إنقاذ الأرواح، نجد “أبناء الذوات” يتسلمون رواتب تعادل دخل مئات العائلات الأردنية. كيف يمكن لعقلٍ أن يستوعب أن أحدهم يحصل على 25 ألف دينار شهريًا بينما يكافح الآلاف لتأمين الحد الأدنى من مقومات الحياة؟

إن هذا العبث بمنظومة العدالة الاجتماعية لا يخلق إلا مزيدًا من الانقسام والإحباط في النفوس. لقد أصبحنا كشعب نشعر بأننا “ضيوف” في وطننا، نعيش في ظل نظام يفتقر إلى أبسط مقومات الإنصاف. المواطن العادي لا يطالب بالمستحيل، بل بحقه في العيش الكريم والعدالة التي كفلها الدستور.

نحن نواجه دولة تسير بلا بوصلة، تقودها صالونات سياسية منفصلة عن واقع الشارع الأردني. تلك الصالونات، التي يبدو أنها عاجزة عن إدراك أن الوطن على حافة الهاوية، مستمرة في نهجها وكأنها تخوض تجربة اجتماعية عجيبة في إدارة الدولة بأسلوب “حرق المراحل”. لكن ماذا عن الشعب؟ من يتحمل فاتورة هذا الفشل؟

الأسئلة كثيرة، والإجابات غائبة. هل ينتظرون أن نصل إلى نقطة اللاعودة؟ هل سنظل نراقب بصمت هذا الانهيار التدريجي؟ أم أن الوقت قد حان لتغيير النهج قبل فوات الأوان؟

لك الله يا أردني، فقد خذلتك سياسات غارقة في التوريث والتنفيع. لك الله يا أردني، في وطنٍ بات فيه الحلم مساواة مستحيلة. لكن هل يكفي الله وحده؟ أليس من حقنا أن نطالب بالعدالة والمساءلة؟ أليس من حقنا أن نقف ونسأل: إلى أين تأخذنا هذه السفينة الغارقة في الفساد؟

ربما الأمل الوحيد المتبقي هو صوت الشعب، ذلك الصوت الذي لطالما كان القوة الدافعة للتغيير. لا يزال هناك من يؤمن بوطنٍ تُدار فيه الدولة لخدمة الجميع، لا لفئة بعينها. وإن كان هذا الأمل يبدو بعيد المنال، فإنه يبقى شعلة لا تنطفئ في قلوب من يرفضون الانكسار.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف الأب الولد الوراثة التوريث محمد تركي بني سلامة

إقرأ أيضاً:

أول تعليق لـ “حماس” على قرار أنصار الله بإمهال الاحتلال 4 أيام قبل استئناف العمليات البحرية

حماس تُثمّن قرار أنصار الله بإمهال الاحتلال 4 أيام قبل استئناف العمليات البحرية لدعم غزة

الجديد برس| خاص|

ثمنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) “قرار حركة أنصار الله، بقيادة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، بإمهال العدو الصهيوني أربعة أيام قبل استئناف العمليات البحرية الهادفة إلى فرض حصار على موانئ الاحتلال، في حال استمرار حكومته الفاشية في منع دخول المساعدات الإنسانية والبضائع إلى قطاع غزة”.

وأكدت حماس في بيان لها مساء اليوم الجمعة، على حسابها على منصة التليجرام رصدها “الجديد برس” ، أن هذا القرار الشجاع يعكس عمق ارتباط الشعب اليمني الشقيق بقيادة أنصار الله بالقضية الفلسطينية والقدس، مشيرة إلى أنه امتداد لمواقف الدعم والإسناد التي قدمتها الحركة والشعب اليمني على مدار خمسة عشر شهرًا من حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.

وطالبت حماس المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالتحرك العاجل لوقف جريمة التجويع التي تمارسها حكومة الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين الأبرياء في قطاع غزة، من خلال إغلاق المعابر ومنع دخول الإغاثة والمساعدات الإنسانية.

كما دعت شعوب ودول العالم العربي والإسلامي إلى اتخاذ خطوات فاعلة لكسر الحصار عن إخوانهم في قطاع غزة، والعمل بكل السبل لإفشال مخطط الاحتلال الفاشي لتجويعهم وحرمانهم من حقهم في الحياة.

وأكدت حماس أن هذا القرار اليمني يعكس التضامن العميق مع الشعب الفلسطيني، ويُظهر استمرار دعم اليمن للقضية الفلسطينية في مواجهة العدوان الإسرائيلي، مشددة على أهمية توحيد الجهود العربية والإسلامية لمواجهة التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية وكسر الحصار المفروض على غزة.

هذا القرار يأتي في إطار التصعيد الأخير في الأراضي الفلسطينية، حيث يواصل الاحتلال الإسرائيلي انتهاكاته ضد الشعب الفلسطيني، مما يستدعي ردود فعل قوية من القوى الداعمة للقضية الفلسطينية.

مقالات مشابهة

  • رؤية إسرائيلية: استقالة هاليفي وتعيين زامير غير كاف لإنقاذ “إسرائيل” من الفخ
  • القائد يحذر “إسرائيل”: الحصار بالحصار
  • الملك الأردني يلتقي المشاركين في اجتماع دول جوار سوريا ويؤكد أهمية التنسيق للتصدي للتحديات المشتركة
  • تفقد مشروع رصف “عقبة القوة” في البيضاء
  • الأميرة سارة بنت خالد بن مساعد ترعى السحور الخيري بـ “إنسان”
  • “نور القرآن يضيء الدروب”.. 66 حافظًا وحافظة للقرآن يكرمون في عدن
  • أول تعليق لـ “حماس” على قرار أنصار الله بإمهال الاحتلال 4 أيام قبل استئناف العمليات البحرية
  • مناوي: برمة ناصر الأب الروحي ل”الجنجويد”
  • فصل الدين عن الدولة.. توظيف “أعمى” في العراق
  • مسئول بوزارة الأوقاف يشارك في أعمال المجالس العلمية الهاشمية بحضور ولي العهد الأردني