رغبة الانتقام غالبًا ما تحرك أصحابها لتبني أفعال وخطط غريبة لا تخطر بعضها على بال كثيرين، ولعل واحدة من أغرب خطط الانتقام ما فعلته امرأة صينية عبر ملاحقة قاتل شقيقها؛ إذ استمرت قرابة 3 عقود تتعقب القاتل حتى تمكنت أخيرًا وبحيلة غير متوقعة أن تُسلمه للعدالة.. فماذا فعلت هذه المرأة؟

قتل الأخ الأصغر وبداية المأساة

بدأت مأساة السيدة الصينية «لي هاييو» في تسعينيات القرن الماضي، حين اختفى شقيقها الصغير لي هوان بينغ بشكل مفاجئ، وعلى الرغم من الجهود المبذولة في البحث عنه، لم يُعثر على جثته إلا بعد أشهر، ليتبين أنه قُتل بطريقة وحشية.

لم تستسلم «لي هاييو» بل بدأت رحلة بحث طويلة وشاقة عن قاتل شقيقها، تجولت خلالها في العديد من المقاطعات الصينية، وواجهت العديد من الصعاب والمخاطر، وبعد سنوات من البحث المضني، تمكنت من تحديد هوية القاتل، وهو رجل يدعى «يي موكينج».

حيلة ذكية لإثبات جريمة القتل

ولتأكيد هوية القاتل؛ لجأت «لي هاييو» إلى حيلة ذكية؛ إذ تواصلت معه عبر الإنترنت لسنوات، متظاهرة بأنها تبحث عن عمل، وبصبر شديد، تمكنت من كسب ثقته والحصول على اعتراف منه بجريمته، ومن ثم بدأت في تكثيف خطواتها لتقديمه للمحاكمة، حسب ما ورد على موقع «odditycentral».

بعد سنوات تمكنت «لي هاييو» من جمع أدلة كثيرة وأبلغت الشرطة التي أتت بدورها وألقت القبض على القاتل «يي موكينج» الذي تمكن من التملص من العقاب في البداية بسبب نقص الأدلة، إلا أن إصرار «لي هاييو» وتصميمها على تحقيق العدالة دفعا بالنيابة العامة إلى إعادة فتح القضية، وحكم القضاء في النهاية بإدانة «يي موكينج»، بعد 27 عامًا من ارتكابه جريمة القتل.

مثال حي لقوة الإرادة

وعلى الرغم من القبض على القاتل، فإن المرأة الصينية تشعر بأن العدالة لم تُكتمل بعد؛ إذ ترى أن عقوبة الإعدام هي الجزاء العادل لجريمته البشعة، وهو ما اتفق عليه كثيرون من رواد منصات التواصل الاجتماعي الذين أكدوا على ضرورة إعدام القاتل، لافتين إلى أن قصة «لي هاييو» تعتبر مثالًا حيًا على قوة الإرادة والعزيمة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: امرأة صينية واقعة غريبة جريمة قتل عقوبة الإعدام حيلة ذكية رغبة الانتقام

إقرأ أيضاً:

حكاية قانون غير شرعي| أمريكا تعاقب الجنائية الدولية لأجل إسرائيل.. وخبير: تقويض للعدالة

أقر مجلس النواب الأمريكي، الخميس، قانونًا يفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية ردًا على إصدارها مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت. 

وجاءت هذه الخطوة وسط تصاعد التوترات بشأن الحملة الإسرائيلية في قطاع غزة، مما يعكس دعمًا أمريكيًا قويًا لإسرائيل ومعارضة لأي محاولات دولية لمحاسبة قادتها.

تفاصيل القانون والتصويت

حصل مشروع قانون "مكافحة المحكمة غير الشرعية" على تأييد كبير في مجلس النواب، حيث صوت لصالحه 243 نائبًا مقابل 140.  
- الداعمون: 198 نائبًا جمهوريًا و45 ديمقراطيًا.  
- المعارضون: لم يسجل أي معارضة من الجمهوريين.  

ويهدف القانون إلى معاقبة أي جهة أو شخص أجنبي يحقق أو يعتقل مواطنين أمريكيين أو من دول حليفة غير أعضاء في المحكمة، مثل إسرائيل.  

ووصف النائب الجمهوري برايان ماست، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، المحكمة الجنائية الدولية بأنها "صورية"، معتبرًا أنها تسعى لاستهداف قادة دولة حليفة للولايات المتحدة.

ويعكس هذا التصويت استمرار الدعم الكبير للحكومة الإسرائيلية في الكونغرس، خاصة بين الجمهوريين الذين استعادوا السيطرة على مجلسي النواب والشيوخ.  
وأكد جون ثون، زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، عزمه تسريع دراسة القانون ليتمكن الرئيس المنتخب دونالد ترامب من توقيعه فور توليه منصبه في 20 يناير.

ومن جانبه، استنكر الدكتور محمد محمود مهران، المتخصص في القانون الدولي وعضو الجمعيتين الأمريكية والأوروبية للقانون الدولي، مشروع القانون الذي أقره مجلس النواب الأمريكي لفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية. وأكد أن هذا القانون يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي واتفاقية فيينا لقانون المعاهدات، معتبراً أنه يمثل خطوة خطيرة تهدد العدالة الدولية.

تهديد لعمل المحكمة الجنائية الدولية

وأضاف في تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، أوضح الدكتور مهران أن هذا التشريع يأتي في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية على إسرائيل لوقف عدوانها على غزة، خاصة مع انضمام المزيد من الدول لدعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، والتي تتهمها بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية وفقًا للمادة الثانية من اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها.

وأشار إلى أن محاولة عرقلة عمل المحكمة الجنائية الدولية تعتبر جريمة بموجب المادة 70 من نظام روما الأساسي، التي تحظر أي أفعال تعيق تحقيقات المحكمة أو إجراءاتها القضائية. كما أن هذه المحاولات تتناقض مع المادة 18 من اتفاقية فيينا، التي تلزم الدول بعدم إفراغ المعاهدات الدولية من موضوعها وغرضها.

وأوضح الدكتور مهران أن توقيت هذا القانون يبدو كأنه محاولة واضحة لحماية المسؤولين الإسرائيليين من الملاحقة القانونية على جرائم الحرب المرتكبة في غزة. وأكد أن المادة 5 من نظام روما الأساسي تمنح المحكمة الجنائية الدولية اختصاصًا للنظر في جرائم الحرب، الجرائم ضد الإنسانية، وجرائم الإبادة الجماعية، مما يجعل هذه الضغوط الأمريكية خطوة تهدف إلى تقويض العدالة الدولية.

وأضاف أن تزايد الدول المنضمة لدعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل يعتمد على المادة 63 من النظام الأساسي لمحكمة العدل الدولية، والتي تتيح للدول التدخل في القضايا المتعلقة بتفسير المعاهدات الدولية.

تعارض مع الاتفاقيات الدولية

وأشار الدكتور مهران إلى أن منع قضاة ومسؤولي المحكمة من دخول الأراضي الأمريكية يتعارض مع المادة 48 من نظام روما الأساسي، التي تضمن للموظفين الدوليين الحصانات اللازمة لأداء مهامهم. كما أن التهديد بإلغاء تمويل المحكمة يشكل انتهاكًا للمادة 119 من نظام روما الأساسي، التي تنظم آليات حل النزاعات المتعلقة بوظائف المحكمة القضائية، ويقوض استقلالية المحكمة بشكل خطير.

وشدد الدكتور مهران على أن الضغط الأمريكي على المحكمة يمثل شكلًا من أشكال التهديد المحظور بموجب القانون الدولي، مؤكدًا أن استمرار إسرائيل في تجاهل قرارات مجلس الأمن وأوامر محكمة العدل الدولية يمثل انتهاكًا واضحًا للمادة 94 من ميثاق الأمم المتحدة، التي تلزم الدول بتنفيذ أحكام محكمة العدل الدولية.

وفي ختام تصريحاته، دعا الدكتور مهران المجتمع الدولي إلى التصدي لهذه المحاولات لتقويض العدالة الدولية، مؤكدًا أن المادة 1 من ميثاق الأمم المتحدة تجعل تحقيق العدالة أحد الأهداف الرئيسية للمنظمة الدولية. وحذر من أن استمرار مثل هذه الضغوط يهدد النظام القانوني الدولي بأكمله، ويؤكد ضرورة تعزيز دعم المحكمة الجنائية الدولية لضمان استقلاليتها وحماية دورها في تحقيق العدالة العالمية.

ردود أفعال المحكمة الجنائية الدولية

من جهتها، دافعت المحكمة الجنائية الدولية، التي أُنشئت لمحاكمة مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية، عن قراراتها، مؤكدة أنها تستند إلى أدلة قوية ومؤكدة لمنع استمرار الجرائم.  

في المقابل، هاجم الجمهوريون في الكونغرس المحكمة بشدة منذ إصدار مذكرتي الاعتقال، متهمين إياها بالتحيز، وهو ما رفضته إسرائيل ووصفت الاتهامات الموجهة إليها بأنها باطلة وغير شرعية.

وتعد هذه الخطوة أحد أبرز الإجراءات التشريعية التي اتخذها الكونغرس الجديد بعد بدء مهامه الأسبوع الماضي.  

- سبق لمجلس النواب أن أقر مشروع القانون في يونيو الماضي، لكنه لم يُطرح للتصويت في مجلس الشيوخ بسبب سيطرة الديمقراطيين حينها.  

- يعكس القانون تحالفًا قويًا بين الجمهوريين وإسرائيل، في ظل سيطرة الجمهوريين الحالية على الكونغرس.

تأتي هذه الخطوة كجزء من الجهود الأمريكية المستمرة لحماية حلفائها، وعلى رأسهم إسرائيل، من أي محاسبة دولية. ومع استمرار المحكمة الجنائية الدولية في تأكيد التزامها بمعايير العدالة الدولية، يبقى الجدل قائمًا حول دور الولايات المتحدة في تعطيل هذه الجهود، وتأثير ذلك على مستقبل العدالة الدولية.

مقالات مشابهة

  • معمرة صينية عمرها 124 عاماً.. تُلهم الملايين وتكشف أسرار روتينها اليومي
  • الخلود يفوز على الأهلي في الوقت القاتل.. فيديو
  • فصائل فلسطينية تعقب على قصف الاحتلال لجنين وارتقاء 6 شهداء
  • مقتل امرأة على يد شقيقها خطأً بالبصرة
  • رئيس وزراء روسيا: موسكو تمكنت من التكيف مع العقوبات الأجنبية
  • أسرار غريبة وراء قصص ميكي ماوس.. لماذا فشلت محاولة انتحاره؟
  • واقعة غريبة بالفنيدق.. اعتقال فتاتين تتجولان بزي الدرك
  • حكاية قانون غير شرعي| أمريكا تعاقب الجنائية الدولية لأجل إسرائيل.. وخبير: تقويض للعدالة
  • نهر يجف وباب من الذهب يظهر.. حكايات غريبة يعيشها جودر في ألف ليلة وليلة
  • العقوبات الأمريكية على الجنائية الدولية.. حماية لـ نتنياهو وجالانت أم تقويض للعدالة؟