جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-24@19:45:18 GMT

سُلطان حكيم.. ونهضة مُتجددة

تاريخ النشر: 16th, November 2024 GMT

سُلطان حكيم.. ونهضة مُتجددة

 

حاتم الطائي

◄ عُمان أحرزت نجاحات مُتعددة منذ انطلاق مسيرة نهضتنا المُتجددة

◄ جلالة السلطان يقود سفينة الوطن نحو شطآن الرخاء والازدهار

◄ السلطنة تؤكد الالتزام بدعم القضية الفلسطينية في مواجهة الإجرام الإسرائيلي

 

ينعمُ وطنُنا عُمان بنهضةٍ تتجددُ يومًا وراء يوم، وعامًا تلو العام، يقودها بحكمةٍ واقتدارٍ سُلطاننا المُفدى حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السلطانُ هيثم بن طارق المُعظم- حفظه الله ورعاه- وسدد على طريق الخير خُطاه، مُستشرفًا المستقبل المزدهر لهذا البلد العزيز، ماضيًا بكل عزم ويقين نحو تحقيق الأهداف الطموحة للرؤية الوطنية "عُمان 2040"، والتي أشرف جلالته- أيده الله- على إعدادها؛ والتي ترسم مسارات الغد المُشرق لكل أبناء عُمان النُجباء.

وعلى مدى خمس سنواتٍ من مسيرة نهوضنا المُتجدد، أحزرت السلطنة نجاحات أبهرت العالم، وألهمته كذلك، انتقلت خلالها بلادنا من الضيق إلى الفرج، ومن العسر إلى اليُسر، واستطاعت أن تتجاوز تحديات عدة، لم تنجح بلدان أخرى في تجاوزها رغم فارق الموارد، لكن الإرادة التي لا تلين والإدارة الحصيفة لمختلف الأزمات، برهنت على أنَّ عُمان المجد لا تتأثر بأمواج البحر العاتية؛ بل تتصدى لها كالفُلك التي تجري في البحر، شامخة كالجبال، أشرعتها سامقة تُعانق السماء في عِزَّة وفخار.

استطاعت بلادنا أن تؤكد للعالم أجمع أنَّ الإنسان العُماني قادر على تحمُّل الصعاب من أجل أن يحيا الوطن ويتجاوز العقبات، مهما عظُمَت، ويتخطى العراقيل مهما تعددت، وفي ذلك برهان مُبين على أن طبيعة الإنسان العُماني تُقاوم الضغوط وتتكيف معها ثم تُدرك جيدًا كيفية تحويلها إلى نقاط قوة ومنطلقات متينة لاستنهاض الهمم، وبلوغ الأهداف المنشودة. وقد تجلى ذلك في العام الأول من مسيرة النهضة المتجددة، فبينما تستعد عُمان لانطلاقة وثّابة نحو المُستقبل، تفاجأت بجائحة صحية ضربت العالم بأسره، ولم تترك قرية ولا أي بقعة على وجه المعمورة إلّا وأصابتها في أعماقها، فانكمشت الاقتصادات، وتراجعت الموارد، وانصب اهتمام الجميع على مكافحة عدو قاتل لا يراه أحد ولا يعرف له آلية عمل، لكن بلادنا ظلت صامدة وسعت بكل جد وإصرار إلى مواجهة ذلك الخطر، وقد كلفنا ذلك الكثير، مثل جميع دول العالم. لكن ما نفخر به جميعًا هو ما تحقق من تعافٍ في جميع المجالات، واستطاع اقتصادنا الوطني أن يبدأ المسار الصاعد نحو استعادة مكانته. وبالفعل تحقق ما كُنا نطمح له جميعًا، بفضل التوجيهات السامية السديدة، والعمل الدؤوب لجميع مؤسسات الدولة، بجانب مثابرة المواطن وتحمُّله للكثير من الضغوط الاقتصادية، إيمانًا منه بأنَّ تقدمه وازدهاره يتطلب التضحية والبذل والفداء.

ثم مرَّت الفترات الصعبة، واستطعنا أن ننطلق نحو آفاق أرحب من النمو الاقتصادي، وعيننا على جذب الاستثمارات والارتقاء بمعيشة المواطن، فتواصل تنفيذ الخطط والبرامج والاستراتيجيات، من أجل زيادة الموارد المالية وضبط الإنفاق العام، بالتوازي مع تنفيذ العديد من المشروعات، مع التركيز على المشروعات الإنمائية في المحافظات، بالتزامن مع تخصيص 20 مليون ريال لكل محافظة؛ الأمر الذي أسهم في تنفيذ مشروعات واعدة تضمن توفير احتياجات المواطن من الخدمات الأساسية وكذلك الترفيهية.

وفي إطار الاهتمام بالمواطن والمساعي الحكومية الحثيثة من أجل تخفيف العبء عن كاهله، أولت الحكومة حرصًا كبيرًا على إطلاق منظومة الحماية الاجتماعية، من أجل توفير العيش الكريم لكل إنسان في هذا الوطن المعطاء، كما تواصلت مخصصات الدعم للمواطن، لكي يحصل على الخدمات بأسعار تتناسب ومتطلبات الحياة، على الرغم من التحديات المالية التي تواجهها الدولة. ولا شك أن منظومة الحماية الاجتماعية، حتى وإن شابتها بعض التحديات، إلّا أنها تُسهم في تعزيز مستويات معيشة المواطنين، لا سيما من الفئات المستحقة، وربما تكاد تكون عُمان واحدة من الدول القلائل في منطقتنا والعالم التي توفر الدعم المالي لمختلف فئات المجتمع من المتسحقين، ونفخر بأنَّ العُماني في بلده يحظى بالاهتمام الكبير في هذا الجانب، ولا أدل على ذلك من أنَّ منفعة الأطفال ومنفعة كبار السن، لا تتضمن شروطًا مُحددة، لكي ينتفع بها كل طفل وكل مُواطن تجاوز الستين عامًا، في تقدير لا مثيل له لفئتين مؤثرتين في المجتمع، فطفل اليوم هو شاب الغد وقائده، وكبير السن هو ذلك المواطن القدير الذي أفنى عمره من أجل أن ينعم الوطن بالرخاء والاستقرار.

هذه التطورات في الشأن الداخلي، قابلتها كذلك مُنعطفات خطيرة للغاية في الشؤون الدولية من حولنا، لكن النَّهج العُماني الراسخ والسياسات الوطنية التي لا نحيد عنها، كانت بمثابة البوصلة التي ترشدنا نحو القرارات السليمة والخطوات الناجعة. ولا أدل على ذلك من الموقف الشريف العادل لسلطنة عُمان فيما يتعلَّق بحرب الإبادة التي تدور رحاها في قطاع غزة على أيدي شرذمة من أعداء الإنسانية ولصوص الأوطان وقتلة البشر وسفّاحيها، تلك الحرب الشعواء والاعتداءات الخسيسة التي تقودها عصابة من المُتطرفين الصهاينة في ربوع فلسطين وامتدت إلى جغرافيات أخرى في لبنان واليمن وإيران وسوريا والعراق. فمنذ اليوم الأول أعلنتها بلادنا صريحة بلا مواربة، أنها ترفض رفضًا قاطعًا أي اعتداء وتُدين بأشد العبارات العدوان الآثم الجبّان الذي تسبب في تدمير كامل قطاع غزة، والآن يسعى للنيل من لبنان. أكدت عُمان كذلك مطالبتها بإجراء تحقيق دولي عادل وشامل في جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والتجويع التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي المُجرم، ومُعاقبة إسرائيل وكُل جناة الحرب أمام محكمة دولية، علاوة على تعويض الشعب الفلسطيني عن أكثر من 76 عامًا من الاحتلال واغتصاب الأرض وانتهاك الحقوق، وفرض الحصار والتجويع على شعب لا ذنب له سوى أنَّه ضحية مؤامرة دولية لزرع كيان سرطاني يدوس بأقدامه القذرة على القانون الدولي، ويهلك الحرث والنسل ويُدمر الأرض، رغبةً في إرضاء شهيته المُتعطشة للدماء.

كما واصلت عُمان التأكيد على التزامها الراسخ بالتعاون الدولي البناء الساعي لبسط الاستقرار ونشر السلام في العالم أجمع، انطلاقًا من ثوابتها المؤمنة برسالة التعايش والوئام والمؤتلف الإنساني الجامع لكل شعوب الأرض الحريصة على السلام.

ويبقى القول.. إنَّ عُمانَ صاحبة الحضارة العريقة والتاريخ المجيد الضارب في جذور المسيرة الإنسانية، منذ الإنسان الأول وعلى مر العصور، كانت وما تزال، أرضًا للرخاء والازدهار، تتلاقى مياهها الفيروزية بثرواتها الثمينة، مع جبالها الشماء ووديانها العميقة، وبواديها الشاسعة، لتُشكِّل لوحة بانورامية تخطف الأنظار وتُبهر العقول وتأسر الأفئدة، وما يزيد هذه اللوحة جمالًا وبهاءً، سلطانٌ مُفدّى، صاحب رؤية استشرافية ترى المستقبل بعينِ التفاؤل، وعزم مُتجدد على التقدُّم بخطى وئيدة نحو منازل الازدهار ومُستقر الرخاء والنماء.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

جهاز الاستثمار العُماني يستثمر في صندوق "جولدن جيت فينتشرز" السنغافوري

مسقط - العُمانية
 أعلن جهاز الاستثمار العُماني عن استثماره في الصندوق الاستثماري الجديد السنغافوري "جولدن جيت فينتشرز" المعني بالاستثمار في الشركات الناشئة في الشرق الأوسط ويبلغ رأسماله 100 مليون دولار أمريكي تعزيزًا للتوجه الحكومي في دعم الشركات الناشئة وتعزيز الاستثمارات فيها بما يحفّز منظومة الابتكار ويدعم ريادة الأعمال.

وتهدف هذه الشراكة إلى تمكين الشركات الناشئة العُمانية وتحفيز وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة ونقل المعرفة إلى السوق المحلي إضافة إلى إيجاد فرص عمل وأعمال للشباب العُماني ودعم إنشاء مراكز البحث والتطوير؛ ما يسهم في ترسيخ مكانة سلطنة عُمان كمركز إقليمي للابتكار والاستثمار في التقنية.

وقد باشر الصندوق استثماراته في المنطقة من خلال الاستثمار في الشركة العُمانية (بيانات) المتخصصة في تقديم حلول تحليل البيانات عبر نموذج البرمجيات كخدمة (ساس)، الأمر الذي يُجسّد توجهات جهاز الاستثمار العُماني في دعم الشركات الناشئة؛ تحقيقًا لمستهدفات رؤية "عُمان 2040" في تعزيز الاقتصاد الرقمي ودعم رواد الأعمال العُمانيين.

وقال إبراهيم بن سعيد العيسري رئيس استثمارات الأسواق الخاصة في جهاز الاستثمار العُماني إن هذه الشراكة تأتي في إطار جهود الجهاز لتنويع استثماراته وتعزيز البُعد العُماني في مشروعاته الخارجية المتمثل في إعادة توجيه هذه الاستثمارات نحو القطاعات المحلية؛ بما يسهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية وتشجيع الابتكار التقني.

وأضاف أن هذه الخطوة تدعم الأجندة الوطنية للجهاز عبر الاستثمار في القطاعات المستقبلية مثل الطاقة المتجددة والتقنية والذكاء الاصطناعي والتقانة الطبية بالإضافة إلى الإسهام في إيجاد فرص عمل للشباب وفرص أعمال مُستدامة للمؤسسات المحلية.

من جانبه قال مايكل لينتس الشريك في "جولدن جيت فينتشرز" لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إن التعاون مع جهاز الاستثمار العُماني يمثل محطة مهمة في مسيرة الشركة نحو الإسهام بفعالية في تشكيل مستقبل الابتكار وريادة الأعمال في المنطقة وترسيخ أسس متينة لتوسيع وتعزيز القيم المستدامة للمستثمرين.

وأشار إلى أنه في إطار هذه الشراكة يعتزم الصندوق السنغافوري "جولدن جيت فينتشرز" افتتاح مكتب له في سلطنة عُمان؛ ما يسهم في تعزيز استثماراته في الشركات الناشئة العُمانية واستقطاب الكفاءات المحلية فيها ودعم برامج التمويل الأولي والتأسيسي لها، إلى جانب تعزيز التواصل مع منظومة الاستثمار في جنوب شرق آسيا، الأمر الذي سيسرّع من تدفق الاستثمار الأجنبي إلى السوق المحلي، خاصة وأن الصندوق يُعدّ من أبرز الصناديق الاستثمارية المتخصصة في دعم الشركات الناشئة.

وقد تأسس الصندوق السنغافوري في عام 2011م، واستثمر في أكثر من 100 شركة عبر آسيا والولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، منها تسع شركات مليارية.

يُذكر أن هذا الاستثمار يأتي تعزيزًا لتنويع استثمارات محفظة الأجيال التي تدير وتشرف على استثمارات الجهاز الخارجية في مختلف القطاعات، ويسعى من خلالها الجهاز إلى دعم النمو الاقتصادي وتعزيز الاستدامة المالية.

مقالات مشابهة

  • يوم المُعلِّم العُماني
  • جلالة السلطان يهنئ أمير الكويت بمناسبة العيد الوطني
  • تعاون بين IGI Developments ونهضة المنصورية للتنمية في مجال الرياضة
  • نيابةً عن جلالته.. السّيد أسعد يودّع سفراء اليابان والهند وكوريا
  • بحث سبل تطوير الصناعات وتعزيز تنافسية المنتج العُماني
  • يوم المعلم العُماني.. استثمار مُستدام
  • عُمان تحتفل غدًا بـ"يوم المُعلِّم العُماني" تقديرًا للأدوار الرائدة في العملية التربوية والتعليمية
  • المُعلِّم العُماني.. صانع الأجيال وركيزة النهضة
  • تحديات المنهج التعليمي العُماني.. ما بين الواقع والتطلعات!
  • جهاز الاستثمار العُماني يستثمر في صندوق "جولدن جيت فينتشرز" السنغافوري