سُلطان حكيم.. ونهضة مُتجددة
تاريخ النشر: 16th, November 2024 GMT
حاتم الطائي
◄ عُمان أحرزت نجاحات مُتعددة منذ انطلاق مسيرة نهضتنا المُتجددة
◄ جلالة السلطان يقود سفينة الوطن نحو شطآن الرخاء والازدهار
◄ السلطنة تؤكد الالتزام بدعم القضية الفلسطينية في مواجهة الإجرام الإسرائيلي
ينعمُ وطنُنا عُمان بنهضةٍ تتجددُ يومًا وراء يوم، وعامًا تلو العام، يقودها بحكمةٍ واقتدارٍ سُلطاننا المُفدى حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السلطانُ هيثم بن طارق المُعظم- حفظه الله ورعاه- وسدد على طريق الخير خُطاه، مُستشرفًا المستقبل المزدهر لهذا البلد العزيز، ماضيًا بكل عزم ويقين نحو تحقيق الأهداف الطموحة للرؤية الوطنية "عُمان 2040"، والتي أشرف جلالته- أيده الله- على إعدادها؛ والتي ترسم مسارات الغد المُشرق لكل أبناء عُمان النُجباء.
وعلى مدى خمس سنواتٍ من مسيرة نهوضنا المُتجدد، أحزرت السلطنة نجاحات أبهرت العالم، وألهمته كذلك، انتقلت خلالها بلادنا من الضيق إلى الفرج، ومن العسر إلى اليُسر، واستطاعت أن تتجاوز تحديات عدة، لم تنجح بلدان أخرى في تجاوزها رغم فارق الموارد، لكن الإرادة التي لا تلين والإدارة الحصيفة لمختلف الأزمات، برهنت على أنَّ عُمان المجد لا تتأثر بأمواج البحر العاتية؛ بل تتصدى لها كالفُلك التي تجري في البحر، شامخة كالجبال، أشرعتها سامقة تُعانق السماء في عِزَّة وفخار.
استطاعت بلادنا أن تؤكد للعالم أجمع أنَّ الإنسان العُماني قادر على تحمُّل الصعاب من أجل أن يحيا الوطن ويتجاوز العقبات، مهما عظُمَت، ويتخطى العراقيل مهما تعددت، وفي ذلك برهان مُبين على أن طبيعة الإنسان العُماني تُقاوم الضغوط وتتكيف معها ثم تُدرك جيدًا كيفية تحويلها إلى نقاط قوة ومنطلقات متينة لاستنهاض الهمم، وبلوغ الأهداف المنشودة. وقد تجلى ذلك في العام الأول من مسيرة النهضة المتجددة، فبينما تستعد عُمان لانطلاقة وثّابة نحو المُستقبل، تفاجأت بجائحة صحية ضربت العالم بأسره، ولم تترك قرية ولا أي بقعة على وجه المعمورة إلّا وأصابتها في أعماقها، فانكمشت الاقتصادات، وتراجعت الموارد، وانصب اهتمام الجميع على مكافحة عدو قاتل لا يراه أحد ولا يعرف له آلية عمل، لكن بلادنا ظلت صامدة وسعت بكل جد وإصرار إلى مواجهة ذلك الخطر، وقد كلفنا ذلك الكثير، مثل جميع دول العالم. لكن ما نفخر به جميعًا هو ما تحقق من تعافٍ في جميع المجالات، واستطاع اقتصادنا الوطني أن يبدأ المسار الصاعد نحو استعادة مكانته. وبالفعل تحقق ما كُنا نطمح له جميعًا، بفضل التوجيهات السامية السديدة، والعمل الدؤوب لجميع مؤسسات الدولة، بجانب مثابرة المواطن وتحمُّله للكثير من الضغوط الاقتصادية، إيمانًا منه بأنَّ تقدمه وازدهاره يتطلب التضحية والبذل والفداء.
ثم مرَّت الفترات الصعبة، واستطعنا أن ننطلق نحو آفاق أرحب من النمو الاقتصادي، وعيننا على جذب الاستثمارات والارتقاء بمعيشة المواطن، فتواصل تنفيذ الخطط والبرامج والاستراتيجيات، من أجل زيادة الموارد المالية وضبط الإنفاق العام، بالتوازي مع تنفيذ العديد من المشروعات، مع التركيز على المشروعات الإنمائية في المحافظات، بالتزامن مع تخصيص 20 مليون ريال لكل محافظة؛ الأمر الذي أسهم في تنفيذ مشروعات واعدة تضمن توفير احتياجات المواطن من الخدمات الأساسية وكذلك الترفيهية.
وفي إطار الاهتمام بالمواطن والمساعي الحكومية الحثيثة من أجل تخفيف العبء عن كاهله، أولت الحكومة حرصًا كبيرًا على إطلاق منظومة الحماية الاجتماعية، من أجل توفير العيش الكريم لكل إنسان في هذا الوطن المعطاء، كما تواصلت مخصصات الدعم للمواطن، لكي يحصل على الخدمات بأسعار تتناسب ومتطلبات الحياة، على الرغم من التحديات المالية التي تواجهها الدولة. ولا شك أن منظومة الحماية الاجتماعية، حتى وإن شابتها بعض التحديات، إلّا أنها تُسهم في تعزيز مستويات معيشة المواطنين، لا سيما من الفئات المستحقة، وربما تكاد تكون عُمان واحدة من الدول القلائل في منطقتنا والعالم التي توفر الدعم المالي لمختلف فئات المجتمع من المتسحقين، ونفخر بأنَّ العُماني في بلده يحظى بالاهتمام الكبير في هذا الجانب، ولا أدل على ذلك من أنَّ منفعة الأطفال ومنفعة كبار السن، لا تتضمن شروطًا مُحددة، لكي ينتفع بها كل طفل وكل مُواطن تجاوز الستين عامًا، في تقدير لا مثيل له لفئتين مؤثرتين في المجتمع، فطفل اليوم هو شاب الغد وقائده، وكبير السن هو ذلك المواطن القدير الذي أفنى عمره من أجل أن ينعم الوطن بالرخاء والاستقرار.
هذه التطورات في الشأن الداخلي، قابلتها كذلك مُنعطفات خطيرة للغاية في الشؤون الدولية من حولنا، لكن النَّهج العُماني الراسخ والسياسات الوطنية التي لا نحيد عنها، كانت بمثابة البوصلة التي ترشدنا نحو القرارات السليمة والخطوات الناجعة. ولا أدل على ذلك من الموقف الشريف العادل لسلطنة عُمان فيما يتعلَّق بحرب الإبادة التي تدور رحاها في قطاع غزة على أيدي شرذمة من أعداء الإنسانية ولصوص الأوطان وقتلة البشر وسفّاحيها، تلك الحرب الشعواء والاعتداءات الخسيسة التي تقودها عصابة من المُتطرفين الصهاينة في ربوع فلسطين وامتدت إلى جغرافيات أخرى في لبنان واليمن وإيران وسوريا والعراق. فمنذ اليوم الأول أعلنتها بلادنا صريحة بلا مواربة، أنها ترفض رفضًا قاطعًا أي اعتداء وتُدين بأشد العبارات العدوان الآثم الجبّان الذي تسبب في تدمير كامل قطاع غزة، والآن يسعى للنيل من لبنان. أكدت عُمان كذلك مطالبتها بإجراء تحقيق دولي عادل وشامل في جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والتجويع التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي المُجرم، ومُعاقبة إسرائيل وكُل جناة الحرب أمام محكمة دولية، علاوة على تعويض الشعب الفلسطيني عن أكثر من 76 عامًا من الاحتلال واغتصاب الأرض وانتهاك الحقوق، وفرض الحصار والتجويع على شعب لا ذنب له سوى أنَّه ضحية مؤامرة دولية لزرع كيان سرطاني يدوس بأقدامه القذرة على القانون الدولي، ويهلك الحرث والنسل ويُدمر الأرض، رغبةً في إرضاء شهيته المُتعطشة للدماء.
كما واصلت عُمان التأكيد على التزامها الراسخ بالتعاون الدولي البناء الساعي لبسط الاستقرار ونشر السلام في العالم أجمع، انطلاقًا من ثوابتها المؤمنة برسالة التعايش والوئام والمؤتلف الإنساني الجامع لكل شعوب الأرض الحريصة على السلام.
ويبقى القول.. إنَّ عُمانَ صاحبة الحضارة العريقة والتاريخ المجيد الضارب في جذور المسيرة الإنسانية، منذ الإنسان الأول وعلى مر العصور، كانت وما تزال، أرضًا للرخاء والازدهار، تتلاقى مياهها الفيروزية بثرواتها الثمينة، مع جبالها الشماء ووديانها العميقة، وبواديها الشاسعة، لتُشكِّل لوحة بانورامية تخطف الأنظار وتُبهر العقول وتأسر الأفئدة، وما يزيد هذه اللوحة جمالًا وبهاءً، سلطانٌ مُفدّى، صاحب رؤية استشرافية ترى المستقبل بعينِ التفاؤل، وعزم مُتجدد على التقدُّم بخطى وئيدة نحو منازل الازدهار ومُستقر الرخاء والنماء.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
بيانٌ مشترك بين سلطنة عُمان ومملكة البحرين | تفاصيل
رحب السُّلطان العماني هيثم بن طارق و العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة بإنشاء الشركة العُمانية – البحرينية للاستثمار، مشدّديْن على أهميّة توسيع آفاق التّعاون والشّراكة الاقتصاديّة والاستثمارية من خلال استكشاف مزيد من الفرص وتطويرها، وتشجيع القطاعين العام والخاص على تنويع مجالاتها وبما يُلبّي طموحات البلدين والشعبين الشقيقين.
ونصَّ البيانُ المشترك الصادر اليوم بمناسبة زيارة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين سلطنة عُمان يومي 14 و15 يناير 2025م على الآتي: انطلاقا من الروابط التاريخية الراسخة بين سلطنة عُمان ومملكة البحرين والعلاقات الأخويّة الوطيدة التي تجمع بين السُّلطان هيثم بن طارق سُلطان عُمان وأخيه و الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين ، وتعزيزًا للعلاقات الثُّنائية المتينة بين البلدين الشقيقين، استقبل السُّلطان هيثم أخاهُ الملك الذي حلّ ضيفًا عزيزًا على سلطنة عُمان على رأس وفد رفيع المستوى في زيارة "دولةٍ" يومي الثلاثاء والأربعاء 14و15 رجب 1446هـ الموافقين 14 و15 يناير .
وعُقِدت خلال الزيارة مباحثاتٌ ثُنائيّة موسّعة في جوّ سادته روح الأخوّة الصّادقة استعرضت خلالها مسيرة العمل المشترك والتعاون الثنائي الوثيق ومتانة الوشائج القائمة بين الجانبين.
وأشاد القائدان بنموّ العلاقات والمصالح المتبادلة، مشدّديْن على أهمية توسيع آفاق التعاون والشراكة الاقتصادية من خلال استكشاف مزيد من الفرص وتطويرها، وتشجيع القطاعين العام والخاص على تنويع مجالات الشراكة الاقتصادية والاستثمارية بما يُلبّي طموحات البلدين والشعبين الشقيقين، ورحّبا في هذا الصدد بإنشاء الشركة العُمانية – البحرينية للاستثمار متمنّين لها التوفيق والنجاح.
وقد شهدت الزيارةُ التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية في مجالات متعدّدة تهمّ الجانبين، تضمنت قطاعات وعددًا من المجالات الأخرى ذات الاهتمام المشترك والتي من شأنها تعزيز الشراكة بين البلدين.
واثني الجانبان بنجاح أعمال اللجنة العُمانية - البحرينية المشتركة ودورها النشط في تعزيز التّعاون الثُّنائي وتنفيذ المشروعات المشتركة التي تخدم مصالح البلدين، مؤكّديْن على أهمية استمرار جهودها لتطوير مجالات جديدة للشراكة بما يحقّق تطلّعاتهما المشتركة، بما في ذلك تشجيع المبادرات الاقتصادية والاستثماريّة بين القطاعين العام والخاص.
وتناول الجانبان مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية وما تحقّق من منجزات بارزة على صعيد العمل الخليجي المشترك ونحو مزيد من الترابط والتعاون والتكامل بين دول المجلس لما فيه خير وصالح شعوبها.
كما ناقش الجانبان عددًا من القضايا والمستجدّات الإقليميّة والدوليّة ذات الاهتمام المشترك، وشدّدا على أهمية تسوية النزاعات والخلافات بالطرق السّلمية وضرورة تعزيز الحوار والتّعاون الدولي لدعم جهود تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
واكدا على أهمية تعزيز التشاور وتكثيف التنسيق في مواقفهما بما يخدم المصالح المشتركة ويقوّي دعائم الاستقرار والأمن والازدهار لجميع شعوب المنطقة والعالم أجمع.