يمانيون:
2025-03-03@10:08:23 GMT

بين الصهيونية اليهودية والصهيونية المسيحية

تاريخ النشر: 16th, November 2024 GMT

بين الصهيونية اليهودية والصهيونية المسيحية

عبدالله علي صبري

إذا كانت بريطانيا صاحبة الدور الأكبر في دعم الحركة الصهيونية وتحقيق هدفها الرئيس في قيام دولة يهودية على أرض فلسطين، فقد انتقلت الراية بعد الحرب العالمية الثانية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، التي كانت أول دولة تعترف بإسرائيل عند الإعلان عنها في مايو 1948م.

وما كانت أمريكا لتقف هذا الموقف لولا تغلغل ما يسمى بالمسيحية الصهيونية في الكنائس والجامعات الأمريكية، وبروز ما بات يعرف باللوبي الصهيوني أو الإسرائيلي.

ومعروف أن الصهيونية العالمية نشطت في عواصم الدول الإمبريالية، وراهنت طوال تاريخها على القوى الكبرى في تحقيق أهدافها ومشاريعها، التي كانت حتى الآن على حساب الحقوق العربية. وإذا كانت الدول الاستعمارية قد وجدت في الصهيونية أداة مهمة لتحقيق أهدافها في تجزئة الوطن العربي، واستمرار الهيمنة الغربية على مجتمعاته، فإن البعد الديني والثقافي كان حاضرا بقوة في مفاصل المشروع الصهيوني.

التقت المسيحية الصهيونية بالهدف اليهودي في إقامة وطن قومي لهم بفلسطين، ومنحت المشروع الصهيوني دفعة دينية ربما كانت مفاجئة لليهود أنفسهم. وقد تناول مؤلف كتاب الصهيونية المسيحية بول مركلي بشيء من التفصيل جذور العلاقة بين الحركة الصهيونية والصهيونية المسيحية، منذ اللقاء الأول الذي جمع مؤسس الحركة الصهيونية تيودور هرتزل بالقسيس والدبلوماسي البريطاني وليم هيتشلر عام 1896.

وإذا كان هرتزل قد ألف كتاب “دولة اليهود”، فإن هتشلر مؤلف كتاب “إعادة اليهود إلى فلسطين طبقا للنبوءة”، وعنوان هذا الكتاب يلخص طبيعة ومحتوى الصهيونية المسيحية.

بل ثمة من يطرح أن الكنيسة البروتستانتية التي نشأت على يد القس الألماني مارتن لوثر في القرن السادس عشر، هي من آمن وبشر بنبوءة عودة اليهود إلى فلسطين، كونها أرض الميعاد، وهكذا وجدت الصهيونية في البروتستانتية المسيحية، سندا حقيقيا وفاعلا لا يزال تأثيره جليا حتى اليوم.

إلا إن الحركة الصهيونية لم تركن إلى المشاعر والدوافع الدينية على أهميتها في إقامة الدولة اليهودية، بل رفدتها بمشاريع وخطط تنفيذية، بحيث لا تبقى الأهداف حبيسة الشعارات الرومانسية. ومنذ انعقاد المؤتمر الأول للحركة الصهيونية في بازل/ سويسرا 1897، باشر يهود الشتات في أوروبا إلى الهجرات المتلاحقة والمنظمة إلى فلسطين، ويوما بعد يوم توفرت في فلسطين الظروف المادية للصراع بين اليهود والعرب، الذي ما كان له أن يتفاقم ويتطور لصالح اليهود والحركة الصهيونية لولا أن فلسطين كانت تحت الاحتلال البريطاني.

اليوم وقد جرت في النهر مياه كثيرة وأحداث ومنعطفات وأزمات على مدى أكثر من 70 عاما، ما يزال الكيان الصهيوني يعتمد في بقائه على الدعم الغربي والأمريكي، ولا تزال الولايات المتحدة منحازة على نحو فج إلى جانب إسرائيل على حساب حقوق الشعب الفلسطيني. وعلى مدى يوميات طوفان الأقصى وحرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الصهيوني، رأينا كيف أن الإدارة الأمريكية قد غدت جزءا وشريكا كاملا في كل الجرائم التي أمعنت إسرائيل في ارتكابها، فقد أعلن الرئيس بايدن أنه صهيوني ويدعم الكيان الصهيوني، وقال وزير خارجية واشنطن أنتوني بلينكن أنه يزور إسرائيل باعتباره “يهودي” أولا وآخرا، والنتيجة أن كل شعارات حقوق الإنسان سقطت وتبخرت، وبات القانون الدولي الإنساني معلقا ما دام القتلة صهاينة والضحايا عرب..!

تعرت أمريكا والدول الغربية، ولزمت الأمم المتحدة الصمت، وغدا الدم الفلسطيني مستباحا بلا مكابح، وكانت هذه جناية الصهيونية المسيحية التي وقف أقطابها بالكونغرس الأمريكي وقدموا عرضا سخيفا من التصفيق الحار للمجرم الأكبر نتنياهو.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الصهیونیة المسیحیة الحرکة الصهیونیة

إقرأ أيضاً:

وزير السياحة يبحث زيادة الحركة من ألمانيا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

استقبل  شريف فتحي وزير السياحة والآثار، بمكتبه بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة، السفير يورجن شولتز سفير دولة ألمانيا بالقاهرة، لبحث سبل تعزيز أطر التعاون القائمة وفتح آفاق أرحب للتعاون المستقبلي بين مصر وألمانيا في مجالي السياحة والآثار

وخلال اللقاء، تم استعراض مؤشرات الحركة السياحية الوافدة من السوق الألماني إلى المقصد السياحي المصري خلال العام الماضي وسبل التعاون لزيادة أعداد السائحين الألمان إلى مصر خلال الفترة القادمة ولاسيما في ظل شغفهم واهتمامهم بمنتج السياحة الشاطئية وزيارة الوجهات والمدن الساحلية.

كما تم بحث سبل العمل على تعزيز الترويج للمقاصد السياحية المصرية وتسليط الضوء على الوجهات السياحية ولاسيما الجديدة في مصر في السوق الألماني، بالإضافة إلى بحث إمكانية تنظيم زيارات تعريفية لرؤساء مجالس إدارة عدد من الشركات السياحية وممثلي وسائل الإعلام والمدونين والمؤثرين الألمان إلى عدد من الوجهات السياحية بمصر لتعريفهم بما تتمتع به من مقومات ومنتجات وأنماط سياحية متنوعة تلبي كافة أذواق واهتمامات السائحين ولاسيما السائح الألماني.

وتطرق اللقاء للحديث عن التعاون في مجال العمل الأثري لاسيما أعمال الحفائر والترميم بالعديد من المواقع الأثرية في مصر والإشارة إلى أن هناك حوالي 39 بعثة أثرية ألمانية تعمل في مصر.

ومن الجدير بالذكر أن العلاقات المصرية الألمانية تشهد تعاوناً في مجالي السياحة والآثار؛ حيث شاركت الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي خلال شهر فبراير الجاري في المعرض السياحي الدولي Boot المتخصص في سياحة الغوص والأنشطة البحرية والرياضات المائية الذي أقيم بألمانيا، كما شاركت في شهر نوفمبر 2024 في معرض TC Leipzig.

وفي مجال الآثار، تم توقيع مذكرة تفاهم في عام 2024 بين المجلس الأعلى للآثار ومؤسسة التراث الثقافي البروسية في مجال إعادة اكتشاف المخطوطات والبرديات القديمة في المتاحف المصرية والتي تهدف إلى "إعادة اكتشاف البرديات القديمة والمخطوطات في المتاحف المصرية"، ورفع كفاءة العاملين في مجال البرديات وتوثيق وترميم ونشر مجموعة من البرديات المختارة.

وقد حضر اللقاء  عمرو القاضي الرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، والدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والسفير خالد ثروت مستشار وزير السياحة والآثار للعلاقات الدولية والمشرف العام على الإدارة العامة للعلاقات الدولية والاتفاقيات بالوزارة، وفيليكس هالا (Felix haala) المستشار الثقافي بالسفارة الألمانية بالقاهرة.

مقالات مشابهة

  • قيادي في حماس: الحركة لن توافق على تمديد المرحلة الأولى من اتفاق غزة
  • بعد التهنئة برمضان.. ما أبرز الفتاوى اليهودية التي تشجع على قتل الفلسطينيين والعرب؟
  • بعد التهنئة برمضان.. ما أبرز الفتاوى اليهودية التي تشجيع على قتل الفلسطينيين والعرب؟
  • رئيس دفاع النواب: فلسطين قضية مصر الأولى التي خاضت من أجلها حروب كثيرة
  • حماس: لا توجد حاليا أي مفاوضات مع الحركة بشأن المرحلة الثانية
  • افتتاح فعاليات السوق الخيري السنوي لجمعية الشابات المسيحية
  • عشية الشهر الكريم:استمرار الاقتحامات والاعتقالات والاعتداءات الصهيونية في مناطق الضفة المحتلة
  • صحيفة: مصر طلبت من حماس تسليم الصواريخ والقذائف.. بماذا ردت الحركة؟
  • فاروق حسنى ناعيا رباب نمر: أثرت الحركة التشكيلية بإبداعاتها المتميزة
  • وزير السياحة يبحث زيادة الحركة من ألمانيا