يمانيون:
2025-04-24@16:53:10 GMT

بين الصهيونية اليهودية والصهيونية المسيحية

تاريخ النشر: 16th, November 2024 GMT

بين الصهيونية اليهودية والصهيونية المسيحية

عبدالله علي صبري

إذا كانت بريطانيا صاحبة الدور الأكبر في دعم الحركة الصهيونية وتحقيق هدفها الرئيس في قيام دولة يهودية على أرض فلسطين، فقد انتقلت الراية بعد الحرب العالمية الثانية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، التي كانت أول دولة تعترف بإسرائيل عند الإعلان عنها في مايو 1948م.

وما كانت أمريكا لتقف هذا الموقف لولا تغلغل ما يسمى بالمسيحية الصهيونية في الكنائس والجامعات الأمريكية، وبروز ما بات يعرف باللوبي الصهيوني أو الإسرائيلي.

ومعروف أن الصهيونية العالمية نشطت في عواصم الدول الإمبريالية، وراهنت طوال تاريخها على القوى الكبرى في تحقيق أهدافها ومشاريعها، التي كانت حتى الآن على حساب الحقوق العربية. وإذا كانت الدول الاستعمارية قد وجدت في الصهيونية أداة مهمة لتحقيق أهدافها في تجزئة الوطن العربي، واستمرار الهيمنة الغربية على مجتمعاته، فإن البعد الديني والثقافي كان حاضرا بقوة في مفاصل المشروع الصهيوني.

التقت المسيحية الصهيونية بالهدف اليهودي في إقامة وطن قومي لهم بفلسطين، ومنحت المشروع الصهيوني دفعة دينية ربما كانت مفاجئة لليهود أنفسهم. وقد تناول مؤلف كتاب الصهيونية المسيحية بول مركلي بشيء من التفصيل جذور العلاقة بين الحركة الصهيونية والصهيونية المسيحية، منذ اللقاء الأول الذي جمع مؤسس الحركة الصهيونية تيودور هرتزل بالقسيس والدبلوماسي البريطاني وليم هيتشلر عام 1896.

وإذا كان هرتزل قد ألف كتاب “دولة اليهود”، فإن هتشلر مؤلف كتاب “إعادة اليهود إلى فلسطين طبقا للنبوءة”، وعنوان هذا الكتاب يلخص طبيعة ومحتوى الصهيونية المسيحية.

بل ثمة من يطرح أن الكنيسة البروتستانتية التي نشأت على يد القس الألماني مارتن لوثر في القرن السادس عشر، هي من آمن وبشر بنبوءة عودة اليهود إلى فلسطين، كونها أرض الميعاد، وهكذا وجدت الصهيونية في البروتستانتية المسيحية، سندا حقيقيا وفاعلا لا يزال تأثيره جليا حتى اليوم.

إلا إن الحركة الصهيونية لم تركن إلى المشاعر والدوافع الدينية على أهميتها في إقامة الدولة اليهودية، بل رفدتها بمشاريع وخطط تنفيذية، بحيث لا تبقى الأهداف حبيسة الشعارات الرومانسية. ومنذ انعقاد المؤتمر الأول للحركة الصهيونية في بازل/ سويسرا 1897، باشر يهود الشتات في أوروبا إلى الهجرات المتلاحقة والمنظمة إلى فلسطين، ويوما بعد يوم توفرت في فلسطين الظروف المادية للصراع بين اليهود والعرب، الذي ما كان له أن يتفاقم ويتطور لصالح اليهود والحركة الصهيونية لولا أن فلسطين كانت تحت الاحتلال البريطاني.

اليوم وقد جرت في النهر مياه كثيرة وأحداث ومنعطفات وأزمات على مدى أكثر من 70 عاما، ما يزال الكيان الصهيوني يعتمد في بقائه على الدعم الغربي والأمريكي، ولا تزال الولايات المتحدة منحازة على نحو فج إلى جانب إسرائيل على حساب حقوق الشعب الفلسطيني. وعلى مدى يوميات طوفان الأقصى وحرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الصهيوني، رأينا كيف أن الإدارة الأمريكية قد غدت جزءا وشريكا كاملا في كل الجرائم التي أمعنت إسرائيل في ارتكابها، فقد أعلن الرئيس بايدن أنه صهيوني ويدعم الكيان الصهيوني، وقال وزير خارجية واشنطن أنتوني بلينكن أنه يزور إسرائيل باعتباره “يهودي” أولا وآخرا، والنتيجة أن كل شعارات حقوق الإنسان سقطت وتبخرت، وبات القانون الدولي الإنساني معلقا ما دام القتلة صهاينة والضحايا عرب..!

تعرت أمريكا والدول الغربية، ولزمت الأمم المتحدة الصمت، وغدا الدم الفلسطيني مستباحا بلا مكابح، وكانت هذه جناية الصهيونية المسيحية التي وقف أقطابها بالكونغرس الأمريكي وقدموا عرضا سخيفا من التصفيق الحار للمجرم الأكبر نتنياهو.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الصهیونیة المسیحیة الحرکة الصهیونیة

إقرأ أيضاً:

قيادي بحماس: وفد من الحركة غادر الدوحة متوجها إلى مصر

عرضت قناة القاهرة الإخبارية خبرا عاجلا يفيد بأن قياديا في حماس، قال إن وفدا من الحركة غادر الدوحة متوجها إلى مصر لبحث أفكار جديدة للتهدئة في قطاع غزة.

إعلام إسرائيلي: 60% من جنود الاحتياط يلتزمون بالخدمة في غزة بسبب الصعوباتتصاعد حصيلة الضحايا في غزة .. 48 شهيدًا خلال 24 ساعة جراء الغارات الإسرائيلية​مفاوضات حاسمة في القاهرة والدوحة لوقف إطلاق النار في غزةنشأت الديهي يعرض نتائج ما جرى في غزة بعد 7 أكتوبر

نقلت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية عن مصادر عسكرية قولها إن لواء جولاني فقد 114 من مقاتليه وضباطه منذ بدء الحرب وأصيب آلاف من مقاتليه.

وفي سياق آخر؛ ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أساء استخدام سلطته لدفن التحقيق في قضية الأموال القطرية.

وأشارت إذاعة الجيش الإسرائيلي إلى أن الشاباك ليس ميليشيا خاصة لحكومة الاحتلال، مشددة على أن نتنياهو يريد وقف محاكمته.

وفي وقت لاحق؛ ذكرت صحيفة “معاريف” أن قوات من الفرقة 36 تضم لواء جولاني واللواء المدرع 188 وكتيبة هندسة قتالية تعمل في محاور عدة في رفح، وفق ما ذكرت شبكة إعلام متفرقة.

من جانبها، ذكرت حماس أن غزة وصلت إلى "مرحلة المجاعة" مع استمرار الحصار الإسرائيلي.

وقالت حركة حماس إن غزة وصلت إلى "مرحلة المجاعة"، ووصفتها بأنها "واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث".

وبحسب وكالة رويترز ، حملت حماس إسرائيل المسئولية الكاملة عن "العواقب الإنسانية الكارثية التي تتزايد ساعة بعد ساعة".

وقبل وقف إطلاق النار الذي استمر شهرين، حذر خبراء الأمن الغذائي العالمي في نوفمبر من أن هناك "احتمالا قويا بأن المجاعة وشيكة في مناطق" شمال غزة.


 

مقالات مشابهة

  • سلاح الجو النوعي الذي أرعب الحركة الإسلامية
  • احتفالية الطوائف المسيحية في فرنسا بعيد القيامة.. صور
  • أزمة داخل مجلس ممثلي اليهود في بريطانيا بسبب رسالة تنتقد العدوان على غزة
  • إعلام عبري يكشف كواليس اجتماع مركزية “فتح”: فشل تعيين ماجد فرج لعضوية الحركة وعباس أصيب بخيبة أمل وصدمة
  • وزير الاقتصاد والصناعة يصدر قراراً بتشكيل ثلاث إدارات عامة ضمن الوزارة بدل الوزارات التي كانت قائمة قبل الدمج
  • حماس: الجرائم الصهيونية لن تُثني الشعب الفلسطيني عن التمسك بأرضه ومواصلة المقاومة حتى نيل حقوقه المشروعة
  • جلالة الملك يهنئ اليهود المغاربة بعيد الفصح ويشيد بارتباطهم الوثيق بجذورهم
  • دبلوماسي إسرائيلي يصف البابا فرنسيس بـ "المعاد للسامية" ويدعو لمقاطعة جنازته: "دم اليهود ليس بلا قيمة"
  • قيادي بحماس: وفد من الحركة غادر الدوحة متوجها إلى مصر
  • هآرتس: التعليم العالي الأميركي يدمر باسم اليهود