اليمن يثبّت مفاعيل “زمن هروب حاملات الطائرات الأمريكية”
تاريخ النشر: 16th, November 2024 GMT
يمانيون – متابعات
في كلمته الأخيرة، أكّد السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، تثبيت اليمن لمعادلات زمن هروب حاملات الطائرات الأمريكية بما تشكله من رمزية رئيسية لهيمنة ونفوذ الولايات المتحدة في المنطقة والعالم.
ففي الوقت الذي حاولت الولايات المتحدة التكتم على عملية الاستهداف النوعية الجديدة التي طالت حاملة الطائرات “أبراهام لينكولن” في البحر العربي، خصص القائد جزءاً من خطابه لتسليط الضوء على ظروف عملية الاستهداف ودلالاتها، ووجه رسائل تحد جديدة بشأن المضي في هذا المسار التاريخي وغير المسبوق؛ الأمر الذي يعيد وضع الولايات المتحدة وإدارتها الجديدة في مواجهة الواقع الجديد الذي صنعه اليمن والذي لا مفر منه.
القائد كشف أن عملية استهداف حاملة الطائرات “أبراهام لينكولن” ومدمرتين أمريكيتين أحبط “أكبر هجوم جوي” كان العدو يخطط لتنفيذه ضد اليمن منذ بدء العدوان الأمريكي البريطاني، وهو ما يمثل صفعة إضافية تكرس حقيقة الهزيمة التاريخية للولايات المتحدة أمام اليمن، بما في ذلك على المستوى العملياتي، فهذا على الأرجح هو أول هجوم استباقي يستهدف حاملة طائرات أمريكية وينجح في منعها عن تنفيذ عملية عسكرية كبيرة؛ الأمر الذي يمثل تفوقاً عملياتياً مهيناً للبحرية الأمريكية، التي عانت طيلة عام كامل من فشل ذريع في تحقيق أي إنجاز في مواجهة جبهة الإسناد اليمنية لغزة.
وتوجه هذه العملية الاستباقية صفعة خاصة للإدارة الأمريكية الجديدة وشركائها الذين يسعون للتهويل على صنعاء بخطوات تصعيدية جديدة خلال المرحلة المقبلة، حيث توضح العملية أن اليمن هو من يمتلك زمام المبادرة وأن سقف التصعيد الأمريكي لن يكون أعلى من سقف النجاح اليمني العملياتي الراسخ والذي يستند إلى إنجازات تراكمية صلبة ومنظمة وغير عشوائية.
وبالتالي فإن الهجوم يعيد وضع القادة الأمريكيين وبشكل صادم أمام الحقائق التي حاولوا الهروب منها وتغييرها أو التغطية عليها في الحد الأدنى، وأبرزها حقيقة أن فاعلية أسطول البحرية الأمريكية بأدواته وتكتيكاته قد تم تجاوزها بشكل تأريخي حاسم، وأن هناك الآن زمناً جديداً فرضه اليمن وثبته في ميدان الحرب البحرية.
وبالنسبة لأمريكا فإن عنوان هذا الزمن هو “زمن هروب حاملات الطائرات” وهي النقطة التي حرص القائد على تسليط الضوء عليها بشكل خاص، حيثُ كشف أن الحاملة “لينكولن” ابتعدت مئات الأميال بعد استهدافها، وهو أمر له دلالة كبيرة بالنظر إلى أن هذه هي المرة الثانية التي تلجأ فيها حاملات الطائرات الأمريكية إلى الفرار من الضربات اليمنية، بعد الهروب الكبير لـ”أيزنهاور” من البحر الأحمر منتصف هذا العام.
وبحسب معلومات متتبعي حركة حاملة الطائرات فإن “لينكولن” استهدفت بعد حوالي يوم من اقترابها من منطقة العمليات اليمنية في البحر العربي، وهو ما يصدّق على ما أكده السيد القائد في كلمته بشأن التوجيه باستهداف الحاملة فور رصد اقترابها، وهو تأكيد أشفعه القائد بتحد جديد أوضح فيه أنه لو فكر الجيش الأمريكي بإيصال حاملة الطائرات إلى البحر الأحمر فإنه سيتم استهدافها بشكل أكبر وأدق، وأن على الأمريكيين أن يجربوا ذلك إن أرادوا؛ الأمر الذي يضاعف صدى الصفعة التاريخية المهينة الموجهة للولايات المتحدة ويؤكد أن المسألة ليست مسألة إنجاز عملياتي محدود، بل هي مسألة واقع جديد مفروض بالقوة، تنتهي فيه عربدة حاملة الطائرات الأمريكية وما تمثله من رمزية لهيمنة الولايات المتحدة في المنطقة، فبينما وجهت عملية الاستهداف صفعة ميدانية للبحرية الأمريكية، فإن التحدي يوجه صفعة لصناع القرار والسياسات التي تتحرك على ضوئها حاملات الطائرات، وهو ما يصنع مشهداً متكاملاً لواقع جديد وثابت.
وقد حرص القائد على توضيح ذلك من خلال تسليط الضوء على انفراد اليمن على مستوى العالم كله بالقدرة على اتخاذ قرار استهداف ومطاردة حاملات الطائرات الأمريكية وتنفيذ ذلك القرار عمليًّا وبتحد معلن.
ولا شك أن هذه الاعتبارات على رأس الأسباب التي ألجأت البنتاغون إلى محاولة التكتم على استهداف حاملة الطائرات والاعتراف باستهداف المدمرتين فقط، خصوصاً بعد ما أحدثته عمليات استهداف حاملة الطائرات “أيزنهاور” من أصداء مدوية دفعت وسائل إعلام أمريكية إلى الحديث عن انتهاء زمن هذه القطع البحرية “الأسطورية” والحديث بشكل صريح عن هزيمة أمريكا.
وفي هذا السياق أيضاً تجدر الإشارة إلى أن تكتم الجيش الأمريكي على استهداف الحاملة “لينكولن” أصبح الآن أقل فائدة، بعد أن كسر حقائق استهداف الحاملة السابقة حاجز التكتم، على لسان القائد السابق لمجموعة “أيزنهاور” وأيضاً في تقارير لاحقة تحدثت عن وصول الصواريخ اليمنية إلى الحاملة، واقتراب أحدها لمسافة 200 متر فقط منها، وهو ما يعني فشل كلّ أنظمتها الدفاعية الصاروخية والجوية في اكتشاف الهجوم والتصدي له، وبالتالي فإن إنكار استهداف الحاملة “لينكولن” لن يذكر إلا بمحاولات الإنكار السابقة التي انكشف زيفها لاحقاً.
——————————–
المسيرة – ضرار الطيب
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: حاملات الطائرات الأمریکیة الولایات المتحدة حاملة الطائرات وهو ما
إقرأ أيضاً:
الاشتباك المتكرر مع حاملة الطائرات و 3 اهداف قاتلة
أولا: الحد من الدور الهجومي الذي تلعبه حاملة الطائرات الأمريكية وتحويل وضعها إلى الدفاع وبالتالي إفشال الهجمات الواسعة التي يكون العدو قد حضر لها ضد الجمهورية اليمنية، وهذه تكتيكات دفاعية مهمة تتخذها القوات المسلحة اليمنية في إطار تصديها للعدوان ضد البلد.
ثانيا: تحقق الهجمات اليمنية على حاملة الطائرات اليمنية حالة إرباك واسعة وقلق وإرهاق في صفوف البحرية الأمريكية وإرهاق لدى الجنود وفقا لاعترافات قادة وضباط أمريكيين خلال الأشهر الخمسة عشر الماضية، ففي إحدى المقابلات مع قائد حاملة الطائرات أيزنهاور كريس هيل أكد أنه لم يكن يجد حتى وقتا لارتداء ملابسه الرسمية ويبقى بملابس النوم، وقال كارل إلزوورث، قائد سرب الساحل الغربي: "لا أستطيع أن أتذكر آخر مرة خاضت فيها البحرية مهمة أكثر تحديًا مع مزيج من التمديدات المتعددة، والفرص المحدودة للغاية للراحة والاسترخاء، والقتال الحقيقي. ليس فقط للطيارين، بل ولطاقم المجموعة الضاربة بأكملها أيضًا، في أكثر المعارك نشاطًا في البحر منذ الحرب العالمية الثانية".
قال قائد سفينة ماسون جوستين سميث،إن البحرية تواجه بيئة عمل مختلفة في البحر الأحمر عما كانت عليه في الخليج العربي في ثمانينيات القرن العشرين.
وقال سميث "إنك تواجه تهديدات أكثر تطوراً، وتواجه التواجد داخل منطقة اشتباك بالأسلحة لعدة أيام وأشهر في كل مرة".
وبحسب بزنس انسايدر قال أحد البحارة في البحرية الذي خدم في مركز المعلومات القتالية على المدمرة يو إس إس جرافيلي أثناء انتشارها: إن الطاقم ربما يكون لديه ثوانٍ فقط للرد على صاروخ قادم اعتمادًا على سرعته.
إن "الحوثيين" عدو لا يمكن التنبؤ بتصرفاته، ويمكن أن تحدث عمليات إطلاق الصواريخ في أي لحظة.
وفي ظل هذه البيئة، كان على البحارة الحفاظ على حالة تأهب قصوى على مدار الساعة أثناء مسح الرادار وأجهزة الاستشعار الأخرى بحثًا عن علامات تشير إلى هجمات قادمة.
وإلى جانب الصواريخ المضادة للسفن، أثبت الحوثيون أيضًا فاعليتهم في استخدام الزوارق المسيرة المحملة بالمتفجرات لضرب السفن التجارية.
وهذه السفن غير قادرة على الدفاع عن نفسها إلى حد كبير، على عكس السفن الحربية الأميركية في المنطقة، والتي لم تتعرض حتى الآن للضرب على الرغم من بعض الحوادث التي كادت أن تودي بحياتها.
وقال سميث "أعتقد أن الفرق بين حرب الناقلات وما نفعله في البحر الأحمر هو التهديد الأطول مدى والقدرة على التواجد داخل منطقة أكبر - مع وجود خطر التعرض للاستهداف أو الاشتباك الذي لا بد من حدوثه".
وأكد سميث"إن التحديات ــ من الكشف والدعم، وفرق المراقبة والاستعداد ــ أعلى كثيراً.
ولهذا السبب أقارن ذلك بالحرب العالمية الثانية أكثر من تفوقه، كما أعتقد، على ما شهدناه خلال حرب الناقلات". (بزنس انسايدر) وقد أدى هذا الوضع إلى أزمات نفسية لدى جنود البحرية الأمريكية ما دفع بقيادة البحرية إلى الاستعانة بمرشدين نفسيين،
كما أدت حالة الإرهاق إلى ضعف في المدارك والقدرات ما تسبب بحوادث من بينها اسقاط طائرة اف 18 وحادث تصادم حاملة الطائرات ترومان مع سفينة تجارية. إلى جانب ذلك فإن الانتشار الطويل للسفن الحربية يؤدي إلى التقليل من عمرها ويؤثر على مستقبل البحرية الأمريكية بشكل عام.
ثالثا: استنزاف البحرية الأمريكية في كل اشتباك يجري يتم تهديد قدرة البحرية الأمريكية على الاستدامة وتعطيل استمرارية الأسطول في البحر الأحمر، حيث تنفق البحرية مخزونها الاستراتيجي في مواجهة الطائرات المسيرة اليمنية والصواريخ الباليستية الأسرع من الصوت والصواريخ المجنحة. يقول سيباستيان برونز، الخبير البحري في مركز الاستراتيجية والأمن البحري ومعهد السياسة الأمنية في جامعة كيل في ألمانيا: "لقد أثبت الحوثيون أنهم قوة هائلة. إنهم جهة فاعلة غير حكومية تمتلك ترسانة أكبر وهي قادرة حقًا على إحداث صداع للتحالف الغربي.
هذا هو المستوى الأعلى في الوقت الحالي، وعندما تواجه القوات البحرية مشكلة في الاستدامة على هذا المستوى، فإن الأمر مثير للقلق حقًا".(فورين بوليسي) لقد استخدمت البحرية الأمريكية في البحر الأحمر المئات من الصواريخ الاعتراضية وذلك أكثر مما تم استخدامه خلال ثلاثين عام وفقا للقائد البحري المتقاعد برايان كلارك.
وفي يناير الماضي، كشفت البحرية أنها أطلقت ما يقرب من 400 ذخيرة منذ أكتوبر 2023 كجزء من العمليات القتالية في البحر الأحمر، بما في ذلك 120 صاروخًا من طراز SM-2، و80 صاروخًا من طراز SM-6، وإجمالي 20 صاروخًا من طراز Evolved Sea Sparrow (ESSM) وصاروخًا من طراز SM-3 . وتتراوح تكلفة الوحدة الواحدة من هذه الصواريخ بين 12.5 و28.7 مليون دولار أمريكي لصواريخ SM-3، وحوالي 4.3 مليون دولار أمريكي لصواريخ SM-6، وما يصل إلى 2.5 مليون دولار أمريكي لصواريخ SM-2، وفقًا لموقع The War Zone .
وخلال جلسة تأكيد تعيينه وزيرا للبحرية، أقر جون فيلان بأن البحرية تواجه نقصا في الذخائر. وقال فيلان في جلسة الاستماع التي عقدت في 27 فبراير/شباط: "لذا، إذا تم تأكيد ترشيحي، أعتزم التركيز على هذا الأمر بسرعة كبيرة وحل هذه المشكلة لأنني أعتقد أننا عند مستوى منخفض بشكل خطير من منظور المخزون، وكذلك الجديد".
هذا الاستنزاف يهدد جاهزية البحرية الأمريكية لأي معركة مستقبلية وكفاءتها المتدنية أصلا. وإلى جانب الاستنزاف تواجه السفن البحرية مشكلة في إعادة تحميل الصواريخ في مسرح العمليات، ونفاد صواريخ مدمرة معينة يجعلها أكثر عرضة للاستهداف، بالرغم من أن جميع السفن في الوقت الحالي تقع في الخطر، وبحسب قادة عسكريين أمريكيين فإن ما تحتاجه القوات المسلحة اليمنية هو صاروخ واحد فقط ينجح في الوصول إلى سفينة حربية، بينما تحتاج البحرية الأمريكية إلى القدرة على الاعتراض بنسبة مئة بالمئة وهذا شيء صعب ومكلف للغاية وغير مستدام.
رابعا: إن الجرأة في مواجهة حاملة الطائرات الأمريكية التي تعد رمزا للقوة الضاربة وإجبارها على التراجع إلى الخلف وتعطيل فاعليتها، ينعكس سلبا على مكانة البحرية التي كانت تقول إنها الأقوى في العالم، وكانت تعتمد على مجرد الحضور في منطقة ما لإثارة مخاوف الخصم وإجباره على الرضوخ.