اليمن.. صمودٌ أبديٌّ وعزيمةٌ لا تلين
تاريخ النشر: 16th, November 2024 GMT
عدنان ناصر الشامي
في ساحة هذا العالم الغادر، حَيثُ تهبُّ رياح الطغيان بكل صلفها، وتلتفُّ جموعُ المنافقين تحت رايات الخضوع والانكسار، تقف شعوبٌ قليلةٌ بعزائم أشدَّ من الجبال، وثبات كالجبال الرواسي التي لا تزل. هناك، وسط لهيب الفتن وظلمات المكايد، يرتفع صوت اليمن، مدويًّا إلى جانب لبنان وفلسطين، سامقًا في وجه عواصف الظلم، ساميًا على المساومات، متيقنًا بوعد الله بنصر محتوم.
لقد أخذ اليمن عهدًا لا يخون، عهدَ الأبطال الذين لا يساومون على قضية، والذين رفضوا كُـلّ اتّفاق يعكر نقاء دمائهم الزكية التي روت تربة العزة والكرامة أرض الإباء ورمز البطولة. إنه موقفٌ شامخٌ كقمم الجبال، وراسخ كالأصول الثابتة، لا تهزّه عواصف الأعداء، ولا تخدعه ملامح السلم الكاذب.. إنهم القوم الذين لا يذلون ولا ينكسرون، عزمهم كالحديد، ووعدهم كالنور، وموقفهم ثابتٌ لا يهتزّ، فهم على يقينٍ بوعد الله، القائل: “وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ”.
هؤلاء الطغاة يظنون أن قلوبنا قد أذعنت، وأن عزائمنا قد ضعفت، لكنهم لا يدركون حقيقتنا. نحن من صُقلت أرواحنا بالتضحية، وصيغت عزائمنا من نور الحق الذي لا ينطفئ. ولو هُزمنا ألف مرة، سنعود أشدّ بأسًا؛ لأَنَّنا الجبل الذي لا ينحني، واللهب الذي لا يخبو. نحن الغالبون، بوعد الله الحق، كما قال تعالى: “وَنَصَرْنَاهُمْ فَكَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ”. نحن الأوفياء لقضيتنا، والثابتون على مبادئنا، نواجه المصاعب بإيمان راسخ، ونتقدم نحو النصر بإرادَة لا تُقهر، فالوعد الإلهي لنا لا يتبدل، ونحن أهل هذا الوعد.
غزة، مدينة الصمود، والقدس، سيدة الأرض، هما قضيتنا التي لا تنطفئ، وعهدنا الذي لا نخونه. غزة هي أمانة في أعناقنا، قلبنا الذي ينبض بالحياة، والقدس، روحنا التي لا يطفئ نورها أي جبروت. هي قضيتنا الثابتة، وصمودنا الذي لا يلين. كيف لا، وقد عاهدنا أنفسنا أن نكون درعها وحصنها، ولو أنكرها العالم بأسره.
إن انكسرنا، فلسنا ممن يعرفون الاستسلام، بل ممن يقومون من عثرة الهزيمة أشد صلابة، نستمد من ضعفنا قوة، ومن قلة عددنا كثرة؛ لأَنَّنا على يقين بوعد الله. نحن الطوفان الذي لا يجف، والنهر الذي لا ينضب، وقضيتنا جسرنا إلى النصر، فَــإنَّا ثابتون على قول الله: “إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم”.
فيا أيها الطغاة، ويا من غلّفت قلوبكم أطماع الدنيا وغرتها، أتدركون من أنتم في مواجهته؟ إنكم تصدّون شعبًا إذَا حوصر، صنع الأمل من رماد الحصار، وَإذَا هُدم، أعاد بناء المجد على أطلال الخراب. تواجهون أرواحا تعانق السماء بعزتها، وترتفع كطائر الفينيق من رماد الحطام، فلا تزيدها النار إلا تألقًا ولا يزيدها الهدم إلا ثباتًا.
نحن قومٌ قد أيدنا الله بقوةٍ لا تهتز، ونحن من صُقلت أرواحهم بصبر الأنبياء، وشُحذت عزائمهم بحراب الإيمان. نحن الذين قال الله فيهم: “ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين”. وعلى هذا الوعد المقدس نحن باقون، وعلى هذا العهد الذي لا ينكسر ثابتون.
يا طغاة العالم، قد تنطفئ ناركم، ولكن نار عزيمتنا لن تخبو، فنحن جمرٌ متّقدٌ لا يُطفأ، وسيوفٌ لا تنثني، ولن نقبل إلا بالنصر المؤزر الذي وعدنا به رب العزة والجلال، مهما طال الطريق أَو اشتد البلاء: ونقول لكم “إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآتٍ، وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ”.
أخيرًا.. أيها العالم، حتى لو فنيت أرواحنا، وذُرّ رمادنا في الأفق، لن تغيّروا مسارنا، ولن تنكسر عزيمتنا، ولن تنطفئ جذوة قضيتنا. نحن جمرٌ لا ينطفئ، ونارٌ تتقد في الظلام لتضيء طريق الفتح الموعود. سيبقى الحق فينا شعلةً خالدة، والنصر لنا، بإذن الله ووعده الصادق.
“وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ، إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ”.
هذا هو عهدنا، وهذه هي إرادتنا، ثابتون على الطريق، لا نحيد ولا نتراجع، حتى يتحقّق وعد الله الحق.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: بوعد الله الذی لا
إقرأ أيضاً:
بيان البرهان الذي تتوقعه الجماهير
المواطنون الكرام سيذيع عليكم الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة ورئيس مجلس السيادي بيانا هاماً فترقبوه.
بيان الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان:
“إلى جماهير الشعب السوداني الصابر الصامد والواقف على ثغور البلاد بسواعده ودمه وابنائه تضحياته التي أذهلت العالم.
السلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته قال تعالى: هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين* ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين” صدق الله العظيم.
إنها كلمات مختصرة ومفردات تعد على الأصابع الممسكة بالسلاح والقابضة على الزناد، كلمات في وجة العاصفة والكلام في وجة العواصف أصدق ما فيه ما قل ودل.
لقد ظلت قواتكم المسلحة وكل المنظومة العسكرية والأمنية تقدم الغالي والنفيس في معارك الشرف والعزة والبطولة والكرامة والتضحيات، ما لانت لهم يوماً قناة ولا توارت صدوهم العارية عن المواجهة، ومن على الميمنة والميسرة منهم وقفت قوات الإسناد والمستنفرين والمقاومة الشعبية رابضون كالليوث وصامدون كالجبال الراسيات، ولأن المرحلة القادمة هي مرحلة التحرير والتغيير والتعمير فهي بهذه الشعارات ستكون وتظل معركة الشعب كله بكل قبائله وفئاته وقواعده وقواه الحية من الجنينة غربا إلى طوكر شرقاً ومن حلفا شمالاً إلى الرنك جنوباً.
معركة لا تستثني أحداً ولم ولن يتخلف عنها أحد، إنها النفرة العظمى التي تنتظر الجميع البندقية على الأكتاف والأنفس على الأكف حتى نطهر أرضنا شبراً شبراً من عصابات المرتزقة والقتلة واللصوص. معركة ليس فيها هدنة ولا استراحة محارب حتى نعيد الأرض خالصة للنماء والأنهار صافية بالقراح والجماهير موشحة بالكفاح، ومنذ اليوم سيكون كلما نملك مشاعاً للمعركة، لا ثروة لأحد إلا بعد الانتصار ولا ابناء لأحد إلا بعد الجلاء، ولا وقت لأحد إلا بعد الاستقلال الذي عرفه رافع رايته الأولى “مثل صحن الصيني لا فيهو شق لا فيهو طق”.
موائدنا منذ اليوم هي موائد الأشعريين في باحات المساجد وقارعة الطريق، نتساوى في الفقر قبل أن نتساوى في الغنى، ونتساوي في الجراح قبل أن نتساوى في المجد. فانفروا خفافاً وثقالاً فإن كل شعوب العالم الحر وقوى الخير والسلام تنتظر بفارغ الصبر انتصاركم الباهر والمزلزل على قوى الظلام والارهاب والضلالة والردة.
وستبقي رايتنا القادمة في يد الشباب الناهض الذي سيبني سودان الكفاية والعدل والعلم والايمان، السودان الذي سيشرف الانسانية جمعاء باعلان الولايات المتحدة السودانية
شباب لم تحطمه الليالي
ولم يسلم إلى الخصم العرينا
ولم تشهدهم الساحات يوما
وقد ملؤوا نواديهم مجونا
فما عرفوا التهتك في بنات
ولا عرفوا التخنث في بنينا
الله اكبر والعزة للسودان
الجندي/ عبدالفتاح عبدالرحمن البرهان.
حسين خوجلي
إنضم لقناة النيلين على واتساب