براق المنبهي

تشهد المنطقة العربية تحولات جذرية في المشهد العسكري والسياسي، حَيثُ أطلق حزب الله والقوات المسلحة اليمنية سلسلة من العمليات النوعية التي تُعيد رسم خريطة الصراع الإقليمي. فمن جهة، أعلن حزب الله عن بداية فصل جديد من المقاومة، بعد أن وجه ضربة موجعة لـ “إسرائيل” باستهداف مقر وزارة الحرب الإسرائيلية وهيئة أركانها في تل أبيب بصواريخ متطورة.

ومن جهة أُخرى، أظهرت القوات المسلحة اليمنية قدرة استثنائية على إحباط أي عدوان على أراضيها، مستهدفة حاملة طائرات أمريكية ومدمّـرات حربية في البحر الأحمر.

عملية حزب الله غير المسبوقة في تل أبيب تُمثل تحولًا جذريًّا في موازين القوى في المنطقة؛ فرسائل حزب الله، التي عبر عنها الأمين العام الشيخ معين قاسم، تؤكّـد أن لا مكانَ آمنًا للكيان الإسرائيلي في فلسطين المحتلّة، مهما بلغت قدراته العسكرية من تطور.

هذه العمليات ليست ردود فعل عابرة، بل هي جزء من استراتيجية مدروسة تهدف إلى فرض واقع جديد على الصراع مع “إسرائيل”. فإطلاق الصواريخ من القرى التي ادعى نتنياهو سيطرته عليها يُظهر زيف ادِّعاءاته ومهزلة زعمه بالسيطرة على قرى جنوب لبنان.

تُعاني “إسرائيل” من حالة قلق وتصدعات في جبهتها الداخلية، حَيثُ تواجه الحكومة انتقادات لاذعة؛ بسَببِ فشلها في مواجهة التحديات المتصاعدة. يزداد قلق المواطنين الإسرائيليين من عجز حكومتهم عن حماية أراضيهم، مما يثير تساؤلات جدية حول قدرة المؤسّستين العسكرية والسياسية على مواجهة التحديات الراهنة.

أظهر حزب الله، من خلال استخدام صواريخ متطورة كـ “فادي 6” و”قادر 2″، تطورًا ملحوظًا في قدراته العسكرية؛ مما يُشكل تحديًا استراتيجيًّا لـ “إسرائيل”. ويؤكّـد الشيخ معين قاسم على استمرار الضربات وعدم وجود ملاذ آمن لجنود العدوّ، مما يعزز معنويات مقاتلي المقاومة في ظل تراجع معنويات جيش الاحتلال المُثقل بالخسائر.

فشل الحملة البرية الإسرائيلية في جنوب لبنان، ودخولها في مناورة برية ثانية، يُظهر ضعف قدراتها العسكرية ويُفضح أكاذيب نتنياهو حول احتلاله لقرى لبنانية. فقد أطلق حزب الله صواريخه من تلك المناطق، مُثبتًا زيف ادِّعاءاته أمام الرأي العام العالمي.

وليس فشل “إسرائيل” في لبنان وحدَه ما يُثير القلق، بل تُضاف إليه العملية النوعية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر، والتي استمرت لثمان ساعات واستهدفت حاملة الطائرات الأمريكية “أبراهام لنكولن” ومدمّـرتين حربيتين، باستخدام مسيرات وصواريخ مجنحة وبالستية. تُظهر هذه العملية قدرة اليمن على إحباط أَيِّ عدوان على أراضيها، وتُؤكّـد على تصاعد قدرات المقاومة في المنطقة، مُرسلةً رسالةً قويةً حول قدرة المقاومة على مواجهة القوى العظمى.

تطرح هذه التطورات تساؤلات جوهرية حول مستقبل المنطقة: هل تُشير هذه العمليات إلى بداية مرحلة جديدة من المواجهة بين المقاومة وإسرائيل؟ وهل ستُؤدّي إلى تصعيدٍ أكبرَ في التوتر الإقليمي؟

من الواضح أن المقاومة في المنطقة، ممثلةً بحزب الله والقوات المسلحة اليمنية، تزداد قوةً وقدرةً على مواجهة أي عدوان، مُفضحةً في الوقت ذاته ادِّعاءات “إسرائيل” حول سيطرتها وفاعليتها العسكرية.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: المسلحة الیمنیة حزب الله

إقرأ أيضاً:

«اقتصادية النواب»: وقف إطلاق النار يعكس ثقل مصر الإقليمي في المنطقة

أشاد الدكتور محمد سليمان، رئيس لجنة الشئون الاقتصادية بمجلس النواب وأمين حزب مستقبل وطن بمحافظة القاهرة، بالدور القيادي الذي تلعبه مصر في دعم القضية الفلسطينية، مؤكد أن التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة يعكس ثقل مصر الإقليمي، وحرصها الدائم على تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني

وقال في تصريحات لـ«الوطن» إن إعلان الهدنة بالتنسيق مع الولايات المتحدة وقطر هو ثمرة عام كامل من الجهود الدبلوماسية المكثفة التي بذلتها القيادة السياسية المصرية، مؤكدا أن هذا الاتفاق ينص على تسهيل دخول المساعدات الإنسانية العاجلة لأهالي غزة، ما يعكس التزام مصر التاريخي تجاه القضية الفلسطينية، كما أن مصر لا تدخر جهدا لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة بشكل عام.

وتابع: «دعم الدولة المصرية على مدار التاريخ  ثابت ومستمر، كما أنها تتصدر المشهد في كل مبادرات تهدف إلى حماية حقوق الشعب الفلسطيني وتعزيز فرص إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس، كما أن سعادة الشعب المصري تزداد كلما خطت الأمة العربية نحو التكاتف والتضامن»، معربا عن أمله في أن تكون هذه الهدنة بداية لمسار جديد نحو تحقيق سلام شامل يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني في حياة كريمة وآمنة.

مقالات مشابهة

  • باحثة: إسرائيل ستستغل الهدنة لاستئناف العمليات العسكرية للقضاء على المقاومة
  • «اقتصادية النواب»: وقف إطلاق النار يعكس ثقل مصر الإقليمي في المنطقة
  • لبنان.. انطلاق مشاورات تشكيل الحكومة وحزب الله يتجه للمقاطعة
  • بلينكن: بايدن اتخذ خطوات سريعة لمنع اتساع الصراع في الشرق الأوسط
  • بلينكن: هدفنا الأساسي كان منع حزب الله وحماس من تشكيل خطر على إسرائيل
  • فجوة التكنولوجيا ومعركة أولي البأس: ليست قدراً لحسم الصراع
  • اليمن تستهدف وزارة دفاع العدو الإسرائيلي
  • ما تاريخ صفقات التبادل التي أجرتها إسرائيل مع دول عربية وفصائل المقاومة؟
  • ما تاريخ صفقات التبادل التي أجربتها إسرائيل مع دول عربية وفصائل المقاومة؟
  • إطلاق صاروخ من اليمن تجاه إسرائيل وتعطل العمليات بمطار "بن غوريون"