من التطرُّف إلى التغريب: رحلةُ تشويه الدين على يد الوهَّـابية
تاريخ النشر: 16th, November 2024 GMT
رهيب التبعي
على مدار عقود طويلة، تعرض الإسلام لحملة تشويه ممنهجة، كان أبرز أدواتها الفكر الوهَّـابي الذي انتشر بدعم سخي من النظام السعوديّ تحت مسمى “السلفية”. لكنه في جوهره كان مشروعًا سياسيًّا بحتًا، هدف إلى تمزيق وحدة الأُمَّــة الإسلامية، وإغراقها في بحر من التكفير والغلو والتطرف.
لقد أنفق آل سعود مليارات الدولارات لنشر هذا الفكر في العالم الإسلامي، ولم يكن ذلك حبًا بالدين أَو حرصًا على نقائه، بل خدمة لأجندات خارجية تهدف إلى إضعاف المسلمين من الداخل.
امتد تأثير هذا الفكر إلى إنتاج جماعات متطرفة لم تعرف من الدين سوى العنف والإرهاب. فبدلًا عن أن تكون الأُمَّــة الإسلامية رمزًا للحضارة والسلام، أصبحت تُعرف في الإعلام الغربي بأنها مهد للتطرف، وصار الإسلام يُتهم زورًا بالإرهاب؛ بسَببِ أفعال هذه الجماعات التي خرجت من عباءة الوهَّـابية.
لكن اليوم، وبعد أن أَدَّت الوهَّـابية دورَها في تشويه الدين ووسمه بالإرهاب، تبدلت استراتيجية النظام السعوديّ. فبدلًا عن الغلو في التشدّد، اتجه آل سعود نحو الغلو في التغريب والترفيه؛ بهَدفِ قطع صلة المجتمع بهويته الدينية والثقافية. ما نشهده الآن هو انغماس في مشاريع تستهدف تغريب المجتمع السعوديّ بشكل خاص، والإسلامي بشكل عام، بحجّـة الانفتاح والتطور.
إن هذا الانتقال من التطرف إلى التغريب لا يقل خطورة عن الأول، فكلاهما يشترك في هدف واحد: تدمير الهوية الإسلامية. وفي وقت تحتاج فيه الأُمَّــة إلى الوحدة والاعتدال لمواجهة التحديات الكبرى، يتم جرها نحو استقطابات جديدة تزيد من ضعفها وانقسامها.
لعل الحل يكمن في العودة إلى الإسلام الصحيح، الإسلام الذي يجمع بين الرحمة والعدل، بين الإيمان والعمل، وبين الهُوية والانفتاح المتزن. كما أن الواجب على علماء الأُمَّــة ومفكريها التصدي لهذه المشاريع التخريبية، والعمل على تصحيح المفاهيم الخاطئة، ورفع الوعي بين الشعوب الإسلامية.
إن الأُمَّــة الإسلامية قادرة على استعادة مكانتها إذَا عادت إلى جوهر دينها الحقيقي، بعيدًا عن التشدّد الذي مزقها، والتغريب الذي يسعى لطمس هويتها. وما ذلك على الله بعزيز.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
خطبة موحدة بمساجد بنين تدين هجمات جماعة نصرة الإسلام
نظّم الاتحاد الإسلامي في بنين، وهو أعلى مؤسسة إسلامية في البلاد، أمس الجمعة خطبة موحّدة في 6 آلاف مسجد على عموم التراب الوطني، لإدانة الهجمات التي نفّذتها جماعة نصرة الإسلام والمسلمين على موقعين للجيش شمال البلاد على الحدود المشتركة مع بوركينا فاسو والنيجر.
وأعرب الاتحاد الإسلامي عن إدانته للهجمات التي تبنّتها جماعات ترفع شعار نصرة الدين والجهاد، وقال إن الإسلام بريء من العنف وسفك الدماء بغير وجه حق.
وقال المتحدث باسم الاتحاد الإسلامي إن الأمين العام للهيئة عبد الجليل يوسوفو سيقود جولة دعوية تستمر شهرا كاملا في العديد من القرى ليوضّح للعامة أن الإسلام الصحيح ينبذ العنف والكراهية.
وأصدر رئيس الاتحاد إدريسو بخاري بيانا دعا فيه جميع المسلمين إلى الوحدة والتضامن في وجه التطرف الذي أفسد الكثير من الدول.
وتأتي الجهود التي يبذلها الاتحاد الإسلامي، بعد تزايد الهجمات ضد مواقع الجيش الحكومي على الحدود الشمالية، وتقول السلطات إن ذلك بسبب محاولة مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية والقاعدة دخول البلاد عن طريق النيجر وبوركينا فاسو.
وفي 17 أبريل/نيسان الجاري نفّذت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين هجومين منفصلين ضد جيش بنين، أسفرا عن مقتل 54 جنديا، وإصابة العديد من الأفراد الآخرين.
وفي أوائل يناير/كانون الثاني الماضي، لقي 28 جنديا مصرعهم في هجوم تبنته الجماعة المحسوبة على تنظيم القاعدة ضد القوات الحكومية، قرب الحدود المشتركة مع بوركينا فاسو.
إعلانوتوترت العلاقة بين بنين وجارتيها منذ تولي قادة عسكريين الحكم في منطقة الساحل، حيث يعتبر قادة الانقلابات أن رئيس بنين باتريس تالون حليف قوي لفرنسا، وتحتضن بلاده قواعد فرنسية يمكن أن تعمل على تهديد الأمن والاستقرار في المنطقة.
وفي منتصف مارس/آذار الماضي، أعرب الرئيس تالون عن أسفه لتدهور العلاقات مع النيجر وبوركينا فاسو، واعتبر أن غياب التعاون الأمني معهما صعّب العمل على مكافحة الإرهاب في المنطقة.