يمانيون:
2025-03-25@21:12:42 GMT

الشهادة نصرٌ حتمي وواقعي

تاريخ النشر: 16th, November 2024 GMT

الشهادة نصرٌ حتمي وواقعي

خديجة المرّي

يتسابقُ الكثيرُ من الناسِ دونَ وعيٍ أَو إدراكٍ لمعنى الشهادةِ في سبيلِ الله، فبعضُهم يُقاتلُ بدافعِ الطمعِ المالي، والبعضُ الآخر لأجلِ مصالحَ شخصيةٍ وأهواءٍ شيطانيةٍ، والبعضُ أَيْـضًا يُمارسُ البغيَ والتجبرَ على عبادِ الله، وهناكَ من يُحاربُ تحتَ لواءِ الضّلالِ والباطلِ بوسائلَ شتّى، وكذلكَ نجدُ من يُقاتلُ بلا هدفٍ أَو غايةٍ أَو مقصدٍ، ولكنهم عندما يُقتَلون يُطلقُ عليهم مُسمّىً أَو لقبٌ “الشهداء” أَو إن صحَّ التعبيرِ “شُهداء الوطن”؛ مُعتقدين أنَّ الشهادةَ مُجَـرّد ألقابٍ تُمنحُ لمن يُقتَلون في المعاركِ دونَ فهمٍ عميقٍ لمعناها الحقيقيِّ وفقَ المفهومِ القرآنيِّ السليمِ، ولا يُدركونَ قيمتها وعنوانها المُهم وهو: “في سبيلِ الله”.

إنَّ للشهادةِ مكانةً عظيمةً وقداسةً خَاصَّة، فهي عطاءٌ من الله يُقابله اللهُ بعطاءٍ، إنها منحةٌ إلهيةٌ، وهبةٌ ربانيةٌ، ومبادئُ وقيمٌ وأهداف دينيةٌ، وهي انطلاقةٌ جهاديةٌ بعزائمَ نبويةٍ مُحمديةٍ، وشجاعة حيدرية، وتضحيات حسينية، وثوراتٌ زيديةٌ، تندرجُ جميعُها في إطار موقفِ الحقِّ وفقَ توجيهاتِ اللهِ ووفقَ تعليماته الحكيمةِ في القرآن الكريمِ، فالشهادةُ تكريمٌ من الله لعباده المؤمنين السائرين في منهجهِ كما قالَ عزَّ وجلَّ: (وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ).

تتطلبُ الشهادةُ من الإنسان المؤمنِ أن يكونَ في حالةٍ من الاستعداد والتأهبِ التامِّ للتضحيةِ بأغلى ما يملكُ وهي “نفسه وروحه” التي ليس لها ثمنٌ إلا الجنة؛ لأَنَّ هذه التضحيةَ هي من تُؤهلُ أمتنا لتصمدَ أمامَ التحدياتِ وتكونَ أكثر عزمًا وثباتًا على مواجهةِ الأخطارِ، وأكثر تماسكًا وقوةً لردعِ كُـلّ الأعداء والصهاينةِ المحتلّين.

الشهادةُ في سبيلِ الله هي شرفٌ وتشريفٌ، اصطفاء وتوصيفٌ، فضلٌ وتفضيلٌ، تبجيلٌ وتعظيمٌ، كرامةٌ وتكريمٌ، سرورٌ دائمٌ ونعيمٌ، وعزٌ أبديٌ خالدٌ يمنحهُ اللهُ لخَاصَّة أوليائهِ الصالحين الذين صدقوا بوعودهِ الربانيةِ، وآمنوا بمصداقيةِ ما وَعَدَهُم بهِ، فانطلقوا في سبيلِ اللهِ بصدقٍ وإخلاص بعزمٍ وثباتٍ، بقوةٍ وإرادَة لا تُقهر، وساروا في المنهجِ والدربِ الذي سارَ عليه من قبلهم الأنبياء والصادقون، مُدركين عِظمَ الأمانة التي حملوها، فمضوا بساحاتِ النضالِ لا يخشونَ في الله لومةَ لائمٍ، وغير مُبالين بالصعوباتِ التي يُواجهونها، فكلُّ التحدياتِ تهونُ في سبيلِ الله ومن أجل إعلاءِ كلمتهِ اللهِ ونصرةِ دينه.

إنَّ الشهادةَ تُمثلُ فوزًا عظيمًا وسعادةً أبديةً مُعدةً من اللهِ للشهداءِ المُخلصين، الذين تُجدَّدُ لهم الحياةَ عنده كما وردَ في قوله: (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)؛ فقد أكرمهم اللهُ بالشهادةِ، ووفقهم وفازوا بما منحهم من منزلةٍ ومكانةٍ رفيعةٍ بقربه.

تُعتبر الشهادة نصرًا حتميًّا وواقعيًّا، نصرًا بكل ما تعنيه الكلمة، كما قال السيّد حُسين -رضوان الله عليه-: «أنت منتصرٌ أَيْـضًا عندما تسقط شهيدًا في سبيل الله، أنت منتصرٌ أَيْـضًا أنت عملت ما عليك أن تعمله، فبذلت نفسك ومالك في سبيل الله». وكما قال أَيْـضًا السيّد حسن -سلام الله عليه-: «إن انتصرنا انتصرنا، وإن استشهدنا انتصرنا». فهي نصرٌ للدين ونصرٌ للأُمَّـة بأكملها، وإن الأُمَّــة التي تعشق الشهادة هي الأُمَّــة التي ستظل قويةً وصامدةً وثابتةً وقادرةً على مواجهة أعدائها، ولن تنحني أَو تستسلم لهم، وهي الأُمَّــة التي لا تُهزم ولا تُقهر ولا تركع للذل مهما كان، بل ستحمي وتصون مقدساتها وتدافع عنها.

ومن المهم جِـدًّا أن نُرسخ مفهوم الشهادة وعظمتها بمعناها القرآني لنجعلها إرثًا تاريخيًّا للأجيال القادمة، فشعبٌ يعشق الشهادة هيهات أن يخضع لأعدائه.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: فی سبیل

إقرأ أيضاً:

فعالية في ذمار إحياءً لذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام

يمانيون/ ذمار أقيمت بمحافظة ذمار اليوم، فعالية مركزية إحياء لذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام، تحت شعار “فزت ورب الكعبة”.

وفي الفعالية التي نظمتها منظومة التوعية التعبوية بالمحافظة، بحضور مسئول التعبئة بالمحافظة أحمد الضوراني، وقيادات تنفيذية وتعبوية، استعرض عضو رابطة علماء اليمن العلامة إسماعيل الوشلي، جانبا من سيرة حياة الإمام علي، وصفاته ومواقفه وما تحلى به من مناقب ومكارم الأخلاق وقوة إيمان وشجاعة وحكمة.

وأشار إلى مكانته عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودوره في نصرة الدين والمستضعفين، مبينا أن فاجعة استشهاده مثلت جرحا غائرا في الإسلام والمسلمين، وبفقدان الأمة هذا العلم عانت الانحراف.

وحث العلامة الوشلي، على محاربة الأفكار والبدع التي يروج له أعداء الدين، والسير على خطى الإمام علي في مواجهة الطغاة والمستكبرين.

من جانبه، تطرق مدير مكتب هيئة الأوقاف بالمحافظة فيصل الهطفي، إلى الأسباب التي أدت إلى استشهاد الإمام علي رضي الله عنه، بسيف محسوب على الإسلام، والذي مثل بداية لانحراف الأمة عن مسارها الصحيح.

وبين، أن الإمام علي، قرين القرآن وباب مدينة علم رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وسلم، وخير قدوة في الشجاعة والكرم والدفاع عن الحق، مؤكدا أهمية اتباع نهج آل البيت وتعزيز الارتباط بهم، كسبيل لعزة الأمة ومواجهة طواغيت العصر.

فيما أكد المستشار الثقافي لرئيس جامعة ذمار حسن الموشكي، أهمية إحياء هذه المناسبة لاستلهام الدروس والعبر من سيرة حياة الإمام علي بن أبي طالب، وفاجعة استشهاده، والاقتداء بنهجه.

وأشار إلى حركة النفاق التي تستخدم الدين لإبعاد الناس عن دين الله، ونهج رسوله الكريم، واتباع آل بيته الأطهار، لافتا إلى أن من يتولون الإمام علي، هم الذين يواجهون اليوم اليهود والنصارى ويقفون موقف الحق، فيما غيرهم تولوا أعداءهم وسقطوا في الدنيا والآخرة.

بدوره، أشار مدير المدرسة الشمسية أحمد الحمزي، إلى جوانب من فضائل الإمام علي، وما تعانيه الأمة اليوم من ضعف وبؤس نظرا لابتعادها عن ولاية الإمام علي، ومصادر الهداية الصحيحة.

واعتبر إحياء هذه الذكرى إحياء للقيم والمبادئ المحمدية، داعيا للمضي على خطى الإمام علي، والالتفاف حول القيادة لإصلاح واقع الأمة وتحقيق عزتها.

مقالات مشابهة

  • رسول الله صلى الله عليه وسلّم والعشر الأواخر من رمضان
  • رسول الله صلى الله عليه وسلّ والعشر الأواخر من رمضان.
  • مديريات المحويت تُحيي ذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام
  • دعاء الصائم عند الإفطار .. اغتنم الدعوة التي لا ترد
  • الطاهر ساتي: قادمات الأيام ..!!
  • أفضل دعاء في ليلة القدر.. كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم
  • توزيع عائدات النفط على العراقيين.. انهيار اقتصادي حتمي خلال عامين
  • استئناف الحرب على لبنان حتمي والحسم بيد حزب الله
  • أمسية رمضانية في إب بذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام
  • فعالية في ذمار إحياءً لذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام