«مؤتمر دبي الدولي».. يناقش دور المكتبات في بناء جسور التواصل
تاريخ النشر: 16th, November 2024 GMT
دبي (الاتحاد)
شهد اليوم الأول من مؤتمر دبي الدولي للمكتبات 2024، والذي تنظمه مكتبة محمد بن راشد، 4 جلسات مميزة وثرية، استعرضت أدوار المكتبات في عصر الذكاء الاصطناعي، والفرص الرقمية المستقبلية، بالإضافة إلى مناقشات حول كيفية توظيف الذكاء الاصطناعي في المكتبات العامة، وتسليط الضوء على المكتبات الأيقونية التي تحمل تراثاً ثقافياً غنياً، بالإضافة إلى جلسة عن دور المكتبات العامة في بناء جسور بين الثقافات وحماية التراث.
بعنوان «اغتنام عصر الذكاء الاصطناعي.. انتهاز فرص المستقبل الرقمي»، سلط البروفيسور مارك كوالكيفيتش، أستاذ ورئيس قسم الاقتصاد الرقمي في كلية إدارة الأعمال بجامعة كوينزلاند للتكنولوجيا، خلال محاضرته، الضوء على كيفية استفادة المكتبات من قوة الذكاء الاصطناعي لتعزيز خدماتها وقدراتها.
واستعرض الإمكانات التحويلية للذكاء الاصطناعي في جمع وتنظيم الكم الهائل من المعلومات التي تحتويها مجموعات المكتبات بشكل أكثر فعالية لجعل المعرفة أكثر سهولة للجمهور.
وأشار المتحدثون في جلسة «المكتبات الأيقونية وذخائرها»، بمشاركة معالي محمد أحمد المر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، والدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، وهيلين شينتون، أمين مكتبة وأرشيف كلية ترينيتي في دبلن بإيرلندا، وديفيد ماندل، مدير مركز المعارض والتفسير الثقافي بمكتبة الكونغرس بالولايات المتحدة، والدكتور كولين بي بيلي، مدير مكتبة جي بي مورغان بنيويورك في الولايات المتحدة، إلى أن ما يميز المكتبة الأيقونية التركيز على مجموعاتها الفريدة وأهميتها المعمارية ورسالتها الثقافية. وأكد معالي محمد المر على مجموعات مكتبة محمد بن راشد العالمية والطابع الكوزموبوليتاني الذي يميزها، مما يجعلها فريدة من نوعها في العالم العربي.
وأوضح الدكتور أحمد زايد، كيفية تمثيل المكتبات لرسالتها ورؤيتها وتأثيرها على المجتمع.
وقدم الدكتور «بيلي» نبذة حول تطور مكتبة جي بي مورغان على مدى قرن من الزمن كمركز ثقافي وأكاديمي، بينما تطرقت هيلين شينتون إلى الدور المزدوج لمكتبة كلية ترينيتي في دعم التميز الأكاديمي وتعزيز التفاعل المجتمعي.
وعرض ديفيد ماندل النهج المستخدم في مكتبة الكونغرس للحفاظ على الكنوز الوطنية وعرضها، كما يتضح في معرض «جمع الذكريات». وأظهر المتحدثون معاً كيف تتجاوز المكتبات دورها التقليدي كحافظات للمعرفة لتصبح مؤسسات أيقونية للتراث والإلهام.
وخلال جلسة «جسر بين الثقافات والمجتمعات: المكتبات العامة حارسة للتراث»، بمشاركة مريم الفلاحي، مستشار السياسات والاستراتيجيات للتنمية الاجتماعية في الأمانة العامة للمجلس التنفيذي لإمارة دبي، وخالد الناصري، مدير منشورات المتوسط في إيطاليا، أكد المتحدثون أن المكتبة اليوم في مجملها هي مؤسسة ثقافية كاملة وشاملة ولم يعد دورها يقتصر على توفير مساحات للقراءة فقط، وأنه لا توجد مؤسسة أخرى تقوم بدور مماثل لما تقوم به المكتبات العامة، إذ إنها الوحيدة التي تحفظ وتنظم وتتيح الكتب والمخطوطات واللوحات للأجيال القادمة حتى تستطيع التعرف على التراث والتاريخ.
وركزت جلسة «الذكاء الاصطناعي والمكتبة: فصل جديد»، بمشاركة البروفيسور مارك كوالكيفيتش، وليزا سافولاينن، نائب مدير المكتبة الوطنية الفنلندية، ولويس كويفيه- جن، الرئيس التنفيذي للمعهد المعتمد لأخصائيي المكتبات والمعلومات (CILIP)، على الدور المتطور للذكاء الاصطناعي في المكتبات، واستكشاف إمكاناته وحدوده، وأنه أداة تعتمد على البيانات وتتطلب مشاركة بشرية كبيرة لتوجيه تطويره وتطبيقه.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: مؤتمر دبي الدولي للمكتبات مكتبة محمد بن راشد الذكاء الاصطناعي مکتبة محمد بن راشد الذکاء الاصطناعی المکتبات العامة
إقرأ أيضاً:
فاطمة سعيد سالم.. متخصصة في تقنيات الذكاء الاصطناعي
خولة علي (أبوظبي)
تسعى فاطمة سعيد سالم إلى استكشاف أحدث الاتجاهات في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، والتحول الرقمي، والأمن السيبراني، حيث تمثل هذه المجالات جوهر الابتكار والتطور في القرن الحادي والعشرين. بالرغم من أن مسيرتها المهنية كمهندسة معمارية، لم تتوقف عند حدود مجالها الأول، بل اتخذت خطوات جريئة نحو تطوير نفسها وتوسيع خبراتها عبر الانضمام إلى قطاعات متعددة، وقد تتميز رحلتها الأكاديمية بمثابرتها على التعلم المستمر، حيث حصلت على عدة درجات علمية في مجالات الإدارة الهندسية، القيادة الاستراتيجية، وتحليل البيانات. وتمكنت من تحقيق إنجازات بارزة، مثل إصدار أول كتاب إماراتي في مجال البيانات الضخمة، وتخصصها في مشاريع التحول الرقمي في عدة قطاعات حيوية.
عن بداية مسيرتها وخطواتها نحو التميز المهني تقول فاطمة سعيد سالم: بدأت مسيرتي المهنية مباشرة بعد تخرجي في الجامعة بتخصص بكالوريوس هندسة معمارية، حيث انضممت إلى شركات استشارة هندسية، وكنت أؤمن بأن النجاح الحقيقي يبدأ من العمل الجاد والتحدي مع الذات، فطورت عملي من مهندس معماري لمدير مشاريع هندسية، ثم التحقت بالقطاع العسكري الأمني لأعمل كمدير مشاريع التطوير، وبعدها انتقلت إلى العمل في القطاع الحكومي حيث شغلت مناصب عدة. وبعد التخصص الأكاديمي في مجالات تحليل البيانات والبيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي قررت أن التحق بمجالات جديدة مثل العمل في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي كمدير مشاريع الذكاء الاصطناعي.
وأثبت فاطمة جدارتها في إدارة بعض المشاريع المهمة، ولم تكتف بهذه الرحلة إنما قررت أن تضع خبرتها في مجالات وقطاعات جديدة، ومنها عملها في القطاعات المالية المهمة كمدير منتجات البيانات والذكاء الاصطناعي وعلاقات الأعمال، وهي مازالت مستمرة في رحلة التحدي والعطاء بلا حدود في كل مجال تلتحق به.
محطات علمية محفزة
أكبر تحد لها كمهندسة معمارية أن تحول ما ترسمه على الورق إلى واقع ملموس يراه البشر ويدونه التاريخ، بعدها وبسبب طبيعة عملها التي تتطلب منها المزيد من المعرفة والعلم بمجال إدارة المشاريع والإرادة الاستراتيجية، خاضت الماجستير الأول في الإدارة الهندسية والمشاريع بالإضافة إلى ماجستير الإدارة الفعالة والقيادة الاستراتيجية. وبعد إدراكها لأهمية تحليل البيانات والأعمال والذكاء الاصطناعي لمواكبة تطورات واحتياجات العصر، قررت التخصص في ماجستير العلوم في تحليل الأعمال والبيانات الضخمة لتثبت جدارتها وتؤكد على مدى قدرة المرأة الإماراتية وتميزها في المجالات الصعبة. وتذكر أن مسيرة التعليم والارتقاء الأكاديمي لا تقف عند حد معين، كما أن موجة علوم البيانات والذكاء الاصطناعي متناهية السرعة والتقدم.
عالم التكنولوجيا
ترى المهندسة فاطمة أن الذكاء الاصطناعي كان ولا يزال يشكل خريطة جديدة في عالم التحول الرقمي والتكنولوجيا المتقدمة والحلول الذكية، فهي مجموعة من التقنيات والأنظمة التي تمكن الآلات من التعلم والتفكير واتخاذ القرارات بشكل مستقل وبدون تدخل الإنسان، وبالتالي فهي تمثل طفرة كبيرة في العالم والتكنولوجيا. وتحقق إنجازات ونجاحات هائلة في مجال الطب والتعليم والصناعة والتجارة والأمن السيبراني و الفلك و البيئة، وذلك من خلال، قوة الإبداع وتوفر الدقة المتناهية في البيانات والتحليلات ودعم عملية صنع القرار إلى جانب تقليل الخطأ البشري. وهذا ما دفعها للمساهمة، وترك بصمتها في مجال الذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات والأعمال وأمن البيانات.
الروبوتات
وتقول فاطمة: إن الذكاء الاصطناعي من أهم التكنولوجيات التي تحدث تحولات جذرية في حياتنا اليومية والمجتمعية، وهو من الأدوات التي ستؤثر بشكل كبير على المستقبل القريب والبعيد، وفي الكثير من القطاعات والمجالات. وأجد أن أكثر التطبيقات ذات أثر كبير في المستقبل القريب، هي في القطاعات الطبية والصحية حيث استخدام الروبوتات والأنظمة في بعض الإجراءات لتحسين التجربة الطبية والصناعية، حيث بعض الأنظمة المتخصصة بأعمال التقارير الدقيقة والتنبؤات والتحليلات والرقابة والجودة، وتأثيره في القطاع التعليمي والتربوي من خلال تسهيل العملية التعليمية وإثراء التعليم بإمكانات وأدوات ذات تأثير إيجابي وفعال.
تشكل ملامح المستقبل
وترى فاطمة أن الذكاء الاصطناعي سيؤثر على نحو 64% من الوظائف حول العالم، فيحل محل بعضها ويكمل بعضها الآخر، حيث يرسم ملامح جديدة مبتكرة متنوعة تتميز بالديناميكية العالية والتجدد المستمر في تمكين الأدوات المستخدمة لرفع مستوى الإنتاجية في كل مجال، و تحسين الأداء في كل مهام، و تعزيز الكوادر لرفع استعداديتها لمواكبة التطورات السريعة و الحاجة الملحة لموجات التكنولوجيات المتقدمة.
إنجازات ومشاريع
من أبرز المشاريع والإنجازات التي حققتها المهندسة فاطمة إصدارها أول كتاب إماراتي في مجال البيانات الضخمة وهو "فضاءات البيانات الضخمة" 2020، وسجِّل من ضمن الكتب العلمية الأكثر مبيعاً في عام 2021. وهي عالمة مستقبل ومحلل طويل الأمد إماراتية معتمدة من معهد المستقبل في أميركا عام 2022، ومتخصصة في مشاريع التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي في قطاعات حيوية مختلفة، منها: المالية والأكاديمية والصناعية والطبية، بالإضافة إلى البيئة والمناخ، حيث بلغ عددها نحو 35 مشروعاً.