أحمد عز لـ«الوطن»: الفنان الحقيقي لا يقيس نجاحه بأرصدته في البنوك
تاريخ النشر: 16th, November 2024 GMT
اختياراته الفنية الجيدة جعلت منه نجماً استثنائياً، وتطويره لأدواته كممثل أصقل من موهبته، وحفاظه على نفسه من متاع الحياة جعله جاهزاً للتألق أمام الكاميرا فى أى توقيت، وانطلاقاً من كل هذه العوامل، اختارت إدارة مهرجان القاهرة السينمائى النجم أحمد عز، لمنحه جائزة فاتن حمامة للتميز فى الدورة الـ45 التى انطلقت قبل أيام داخل دار الأوبرا المصرية.
وكشف «عز»، خلال حواره مع «الوطن»، سبب إهدائه تكريمه إلى الفنان الكبير عادل إمام، وتحدّث عن أحلامه الفنية التى يسعى لتحقيقها مستقبلاً، وأوضح سبل مواجهته للمحبطين بشكل عام، والكثير من التفاصيل خلال السطور المقبلة.
أحمد عز: تكريمي من «القاهرة السينمائي» يُذكرنى ببداياتي.. وأشعر إني عملت حاجة كويسةهل توافقنا الرأى أن تكريمك من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى هو الأهم فى مسيرتك الفنية؟
- بكل تأكيد، فوضع اسمى جنباً إلى جنب مع أسماء عمالقة فى فن التمثيل، والذين كُرموا من المهرجان منذ انطلاقه، يُشعرنى بقيمة ما قدمته فى مشوارى، وأتذكر بداياتى قبل 24 عاماً حين تركت عملى بمجال الفنادق واتجهت للتمثيل دون موافقة أهلى، حيث أشعر حالياً «إنى عملت حاجة كويسة وذات قيمة»، وبعيداً عن هذه الجزئية، أرى أن الفنان الحقيقى لا يقيس نجاحه بأرصدته فى البنوك، «عارف إننا فى زمن مادى، ومن المهم لكل إنسان إنه يكون مأمِّن نفسه مادياً كويس، لأن الواحد مايعرفش لما يكبر إيه اللى ممكن يحصل له»، ولكن يظل التقدير المعنوى للفنان من الجمهور مهماً للغاية على ما يُقدمه، سواء كان معلومة أو محتوى يهدف للتسلية، وانطلاقاً مما ذكرته أشعر بالفخر لتكريمى من مهرجان بلدى العريق الذى يُعد من أقدم المهرجانات السينمائية فى المنطقة العربية، ولكن توقيت التكريم له دلالة كبيرة عندى.
ماذا تقصد من جملتك الأخيرة؟
- توقيت تكريمى يتزامن مع تحقيق فيلم «ولاد رزق.. القاضية» إيرادات تخطت المليار جنيه فى العالم، ودوماً كنت أقول للمنتج وائل عبدالله والمخرجة ساندرا نشأت «عاوز أعمل أفلام قيّمة تجيب إيرادات»، مع العلم أن الأفلام الكوميدية كانت الأعلى تحقيقاً للإيرادات آنذاك، والتاريخ يشهد على كلامى منذ أفلام إسماعيل ياسين مروراً بفؤاد المهندس وعادل إمام مع حفظ الألقاب، وصولاً إلى جيل الكوميديا محمد سعد وهنيدى، ولذلك أشعر بالفخر إزاء ما قدمته والذى يأتى نتاج كرم ربنا علىَّ وعمل واجتهاد ودعم الكثيرين لى.
مش مستني حاجة من شغلي غير إني أنجح وأسيب تاريخ يعيش لسنينبعض الآراء اعتبرت أن خطوة تكريمك من مهرجان القاهرة جاءت متأخرة.. فما تعليقك؟
- لم يتبادر إلى ذهنى هذه المسألة من قريب أو بعيد، لأن ما يشغل تفكيرى دوماً تقديم أفلام ناجحة تعيش لسنوات، وأشكر إدارة المهرجان برئاسة الفنان الكبير حسين فهمى على اختيارى للتكريم، وفى النهاية وحتى لو لم يتم تكريمى فأنا أمتهن مهنة التمثيل لحبى لها، «مش مستنى من وراها حاجة غير إنى أنجح وأسيب تاريخ زى الفنان الراحل نجيب الريحانى».
لماذا قررت إهداء تكريمك للفنان الكبير عادل إمام على وجه التحديد؟
- لأنه المُلهم، والذى نجح فى تحقيق المعادلة الصعبة فى السينما، والمتمثلة فى تقديم أفلام جماهيرية متضمنة رسائل ومضامين حتى ولو كانت للتسلية، كما أنه قدم أفلاماً تجبرك على مشاهدتها مهما مر الزمن عليها، «مين مايتفرجش على أفلام أستاذ عادل فى بداياته أو مرحلة الوسط ومنها (اللعب مع الكبار، المشبوه، مرجان أحمد مرجان)؟ والحقيقة أنه نجم يصعب تكراره وتكرار تاريخه بعدد الأفلام التى قدمها فى مشواره، «ربنا يديله الصحة والعمر».
ما النصيحة التى لا تنساها من الزعيم؟
- التقيت به أثناء مباراة لكرة القدم داخل مزرعة المنتج وائل عبدالله على طريق «مصر - إسكندرية» الصحراوى، وكنت وقتها قدمت فيلم «ملاكى إسكندرية»، فقال لى آنذاك «أبوك وأمك فى الشغلانة دى الالتزام والورق»، والحقيقة أنها كانت نصيحة غالية وفى محلها تماماً.
تمنيت مشاركة فاتن حمامة البطولة في «دعاء الكروان».. وبرمي نفسي في الشغل كجزء من العلاج النفسيمهرجان القاهرة السينمائى منحك جائزة فاتن حمامة للتميز.. فلو سألتك عن فيلم من أفلام سيدة الشاشة العربية كنت تتمنى تقديم دور البطولة أمامها فيه ماهو؟
- مقاطعاً: فيلم واحد بس؟ أفلام الفنانة الكبيرة فاتن حمامة كانت رائعة، لأنها كانت تجيد اختيار السيناريوهات الجيدة، مثل أفلام «دعاء الكروان»، «أفواه وأرانب»، «صراع فى الميناء»، فلم يكن فى رصيدها فيلم دون المستوى.
الناقد رامى المتولى اختار «حلم عز» اسماً للكتاب الذى كتبه وأصدره مهرجان القاهرة عن مسيرتك.. هل ترى أن حلمك فى المهنة اكتمل؟
- أود توجيه الشكر لرامى المتولى على جهده فى الكتاب، ولكن «لسه بدرى على أحلامى»، فهذا التكريم تحفيزى لما هو قادم، لأنى «حاسس إنى ماعملتش حاجة لسه».
أمريكا غزت العقول بأفلامها رغم أن تاريخها لا يضاهي تاريخنا.. وأتمنى تقديم أفلام تاريخية بطريقة تجارية على غرار «Troy»جملتك الأخيرة ندرجها تحت بند التواضع.. أم ماذا؟
- هى حقيقة بالفعل، فأنا لم أقدم أفلاماً تاريخية بعد، ومنها أعمال تُظهر تاريخنا الإسلامى الذى يستحق تقديم الكثير عنه، فلو تم تقديمها بشكل معين فربما نظرة الغرب لنا تختلف كثيراً، وأرى أننا مقصرون كصُناع للسينما فى هذا الاتجاه، وأتساءل «فين خالد بن الوليد؟ فين طارق بن زياد؟ فين عمرو بن العاص»؟، وهذه الأفلام يمكن تقديمها بشكل تجارى مثل فيلم «Troy» الذى حقق نجاحاً جماهيرياً كبيراً، وهنا أنا أتحدث عن التاريخ الإسلامى فقط، ولم أتحدث عن أيام الفراعنة مثلاً، ويكفى أن أقول لك إن أمريكا غزت العقول بأفلامها رغم أن تاريخها لا يمكن مضاهاته بتاريخنا، ولكن يظل الفن والإعلام هما السلاح والحصان الرابح فى الزمن الذى نعيشه.
من أين تستمد الطاقة والشغف فى الزمن الصعب الذى نعيشه حالياً؟
- «جزء من العلاج إنك ترمى نفسك فى الشغل»، وأنا من الشخصيات «اللى بتدوس على نفسها» لإيمانى بأن الشغل علاج مهما كان متعباً ومرهقاً، ومن حلاوة مهنة التمثيل التنقل بين الشخصيات والتعايش معها، لأنها تدفعك خارج المنطقة التى قد تصيبك بالضيق، أما الشغف بالنجاح فهو ما يدفعنى للاستمرار حتى ولو كنت مجهداً، وأتذكر جملة قالها لى الأستاذ عادل إمام «التمثيل أمتع وأتعب حاجة فى الدنيا».
ألم تشعر بالخجل أو الإحراج حينما كنت تطرق الأبواب فى بداياتك الفنية؟
- أؤمن جيداً بأن من يسعى لشىء لا بد أن يكون دؤوباً، «لأن لو كل حاجة بسهولة هيبقى النجاح بسهولة»، ولكن يجب أن تشعر بالتعب كى تحس بقيمة ما تقدمه، وأقول لكل مبتدئ «اسعى ورا حلمك من غير ما تذل نفسك»، وأذكر المخرج الكبير جمال عبدالحميد الذى طرقت بابه من دون سابق معرفة، وأتاح لى فرصة العمل فى مسلسل «زيزينيا»، وهذا موقف لا يمكن أن أنساه له، وبالمناسبة «لو كان رفض طلبى كنت هحاول مرة واتنين وتلاتة لحد ما تيجى الفرصة المناسبة»، لأننى لم أكن أطلب مساعدة مادية من أحد، ولكنى كنت أطلب الفرصة لإثبات موهبتى، وهذا حق مشروع لكل شخص فى أى مجال.
كيف تخطيت ما يتبعه بعض المخرجين والمنتجين من تنميط الممثلين فى شخصيات بعينها استناداً على وسامتهم وهيئتهم الشكلية؟
- لا يمكن أن أغفل دور المنتج وائل عبدالله والمخرجة ساندرا نشأت، فبعد أن حققت نجاحاً فى مسلسل «ملك روحى» مع النجمة يسرا، قررت شركة «أوسكار» إنتاج 3 أفلام لى من بطولتى، وحينها «كانوا بيفكروا ازاى يقدمونى للناس ويغيروا من جلدى»، بحيث أتجه لأن أكون ممثلاً أكثر من الموديل، ومن هنا كان الأساس الذى بنيت عليه اختياراتى فيما قدمته بعد ذلك.
الساعي للنجاح عليه تحمل كلام المحبطين.. ورسالتى لكل مبتدئ: «اسعى ورا حلمك من غير ما تذل نفسك»هل التقيت بأشخاص حاولوا إحباطك أو قالوا إنك لا تصلح للعمل ممثلاً أثناء مرحلة البدايات؟
- الإحباط جزء من هذه المهنة، لأن النجاح يأتى بأشخاص لن يحبوا نجاحك، «إحنا مش ملايكة على الأرض، ومحدش يفتكر إنه لما ينجح هيلاقى كل الناس بتحبه وواقفة فى ضهره»، وليت المسألة تقتصر على ذلك، ولكن «فيه ناس ممكن تطلّع فشلها فيك، وهذه هى سُنة الحياة فى كل المجالات»، وفى رأيى من يسعى للنجاح فلا بد أن يتحمل الضريبة كاملة، ومنهم من سيزعم عدم امتلاكك للموهبة من الأساس، أو من سيظل يردد «هو ليه البنى آده ده بياخد هذا الكم من الفرص؟»، فلابد من عدم الوقوف عند مثل هذه الأمور.
ردك يأتى بعد اكتسابك لخبرة واسعة.. ولكنى أتحدث عن ردة فعلك فى بداياتك الفنية؟
- لا أنكر شعورى بالحزن والغضب أحياناً وقتها، ولكنى أتحلى بروح التحدى منذ صغرى، فأنا شخص عنيد للغاية ومن أكثر الناس جلداً للذات إذا شعرت بتقصيرى فى حق نفسى، ولكن ما أفكر فيه دوماً «إنى عاوز أعمل فيلم حلو وأروح أنام»، فأنا لا أريد شيئاً من أحد، فإذا أعجبك ما أقدمه فهذا كرم كبير، وإذا لم يُعجبك فسأجتهد فيما هو قادم.
هل ترى أن خوضك لتجربة المسرح جاء متأخراً؟
- نعم، ولكن تأخر الخطوة لم يكن تقاعساً منى أو من أبناء جيلى، ولكن الحركة المسرحية شهدت نوعاً من أنواع الخفوت فى فترة معينة، وذلك لانعكاس ارتفاع تكلفة الإنتاج السينمائى على أسعار تذاكر السينما، والتى أثرت بالتبعية على أسعار تذاكر المسرح، فأصبح المسرح مُكلفاً إنتاجياً، ما دفع النجوم إلى الاتجاه إلى السينما والتركيز فيها، ولكن تظل تجربة المسرح من أمتع التجارب إن لم تكن الأمتع على الإطلاق، لأن الممثل يلمس حب الناس بشكل لحظى عما يقدمه، كما أن المسرح أشبه بصالة الألعاب الرياضية، فكلما تذهب إليه للتمرين وبناء القوام العضلى فذلك سينعكس على شكل جسمك، فهو حقاً أبوالفنون.
لو طلبت منك توجيه رسالة للفنان حسين فهمى بعد ممارسته لمهامه كرئيس للمهرجان بعد أيام من رحيل شقيقه «مصطفى»، وذلك فى واقعة مشابهة لما مررت به بعد وفاة والدتك ونزولك لتصوير فيلم «مسجون ترانزيت» بعد يومين من رحيلها ماذا تقول؟
- «ربنا يصبره ويعينه»، لأن تصرفه وقراره ليس هيناً بالمرة، وكلامى عن تجربة تيقنت منها أننى ارتكبت أكبر «غلطة» فى حياتى، وذلك حين قررت النزول لتصوير فيلم «مسجون ترانزيت» بعد يومين من وفاة أمى، فوقتها «كتمت حزنى وداريته فى حاجة تانية»، وفى النهاية نحن بشر من لحم ودم، ولكن قرار الفنان حسين فهمى ينم عن شعوره بالمسئولية وإدراكه لقيمة مهرجان القاهرة السينمائى، الذى لا يُعد مهرجانا فنياً فقط، ولكنه مهرجان يضع مصر فى مكانة معينة وسط المهرجانات العالمية، وبالعودة لموقفه فهذا هو قدَر الكبير الذى لا بد أن يتحمل.
وما نصيحتك للممثلين الشباب؟
- ليس لدىّ نصيحة أفضل مما نصحنى به الأستاذ عادل إمام، وإن كنت أتمنى حظاً أكبر لهم وتحقيقهم نجاحات أكبر تفوق تلك التى حققتها، من أجل الحفاظ على الريادة السينمائية التى يحملها كل جيل على عاتقه، وعن نفسى أرى الفنان سفيراً لبلده فى أى مكان.
حلم العالميةحلم العالمية عندى مرتبط بزيادة عدد المشاهدين لأعمالى، فإذا كانوا تعدوا الملايين فى المنطقة العربية، فأرغب فى تجاوز هذا الرقم على مستوى العالم، وأريد أن أنقل فكرى لمن هم فى الخارج، وبالمناسبة «أنا ماعنديش حاجة اسمها الخواجة أحسن منى، إحنا كمصريين وعرب أحسن منهم»، لو أتيحت لنا الفرصة للعمل فى مناخ منضبط من ناحية الإنتاج والتصوير والإخراج وطبيعة الموضوعات المقدمة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مهرجان القاهرة السينمائي مهرجان القاهرة مهرجان القاهرة السینمائى فاتن حمامة عادل إمام
إقرأ أيضاً:
مهرجان فنون الأداء .. ينطلق للعالمية بروح المحليه المصرية
يواصل مهرجان فنون الأداء، تقديم دعمه للمسرح والفنون الإدائية، فى دورته الرابعة، والتي تم افتتاحها يوم الأحد الماضي، ويستمر حتي يوم 20 ديسمبر، بمسرح السامر ، بحضور الدكتورة غادة جبارة رئيس أكاديمية الفنون|، والمخرج أحمد البوهي الرئيس الشرفي للدورة الرابعة (دورة الراحل صلاح السقا).
ويشارك فى المهرجان خمسة عروض، هم عرض " هوجة عرابي " من تأليف : أحمد الملواني، و إخراج عبده بكري، وعرض – " عصا موسي " تأليف رضا عواد، وإخراج محمد مصطفي، وعرض " ١٩٩٢" تأليف و إخراج محمد شاكر، وعرض " البروه " تأليف و إخراج : محمد عزت، دراماتورج عبدالله، وعرض " السيرة الفرعونية " تأليف هادي محي الدين، وإخراج محمد عصام.
وأهدت الفنانة ولاء الحديني،تكريم للفنان الراحل نبيل الحلفاوى، بالوقوف دقيقة حداد فى حفل الافتتاح ، والاحتفاء به على مدار ايام المهرجان وعرض فى الافتتاح عرض " كازينو بديعة "عدد من الأغاني التراثية تفاعل معها الجمهور، ونالت إعجاب كل الحضور بما تحمله من نوستالجيا وأداء معبر من قبل الفرقة .
ويقدم المهرجان ( 6 ) ورش متنوعة، يقدمها خبراء في المسرح وفنونه الأدائية وهم : الفنان محمد سراج الذي يقدم ورشة في التمثيل، الفنان محمد السوري ويقدم ورشة تحليل نصوص، ويقدم ورشة اللهجات المصرية الدكتور إبراهيم حنفي، أما ورشة تصميم الاستعراضات فيقدمها الدكتور محمود صلاح، أما ورشة تدريب تحريك العرائس فيقدمها الفنان أحمد نعيم، بالإضافة لورشة في الإخراج ويقدمها د.محمد الشافعي، ولكنها قاصرة علي المخرجين الخمس الذين يقدمون عروضهم في المهرجان .
وعبر الكاتب والمخرج أحمد البوهي، الرئيس الشرفي لمهرجان فنون الأداء، عن أهمية العودة إلى الجذور الثقافية، مستندًا إلى قول الأديب الكبير نجيب محفوظ "الإغراق في المحلية هو الطريق إلى العالمية"، وعبر عن شغفه بالموروثات الثقافية المصرية وتأثيرها العميق عليه، مشيدًا بأعمال الرواد في هذا المجال.
وصف البوهي الفنون الشعبية بأنها ليست مجرد فن، بل هي القوة الناعمة التي تصوغ الهوية المصرية، لافتًا إلى ضرورة دعم المعهد العالي للفنون الشعبية لضمان نقل هذا التراث وتأصيله، وأكد أن مهرجان فنون الأداء يمثل بداية مشوار طويل نحو تعزيز الثقافة المصرية على الساحة العالمية.
وأكد البوهي على أهمية امتلاك أساس ثقافي محلي قوي لبلوغ الرسائل الفنية أبعاداً عالمية، معرباً عن تطلعه لأن يصبح مهرجان فنون الأداء حدثاً دولياً يعرض ثقافتنا وسط الثقافات المغايرة، وأضاف أنه كان دقيقاً في اختيار المكرمين بالمهرجان تقديراً لإسهاماتهم الرائعة في مجالات فنون الأداء المختلفة.
وأشار إلى أن الفنون الشعبية تتفرد بقدرتها على صب الثقافة المصرية ونقلها عبر الأجيال، مما يكسبها رونقاً خاصاً يجعلها تتصدر المشهد الفني العربي، وأكمل البوهي بتأكيده على أن الفن الشعبي ظل لسان حال الثقافة المصرية، مقدماً إياه بالعالم بأبهى صورة من الأصالة والإبداع.
وأبرز البوهي دور المعهد العالي للفنون الشعبية في حفظ وتطوير هذا التراث الفريد، مما يجعله يستحق كل الدعم والإيمان بدوره الرئيسي في نقل هذه الفنون بأشكالها المتنوعة لأكبر جمهور ممكن. وأعرب عن أمله في أن يعتبر هذا المهرجان مجرد خطوة البداية في مسيرة طويلة من العمل والإبداع والعطاء لتعزيز مكانة الفنون الشعبية في العالم.
وقالت الدكتورة غادة جبارة، إن الاستمرارية تعني النجاح، وهذا المهرجان عزيز علي قلبي لأنه ولد معي عندما كنت نائبا لرئيس الأكاديمية، وأنا سعيدة بهذا المجهود الكبير الذي قام به المعهد والدكتورة سمر سعيد عميد المعهد العالي للفنون الشعبية، وسعادتي أكبر بأن الدورة تحمل اسم المخرج الكبير الراحل صلاح السقا وهو مبدع من مبدعينا، وأشكر المخرج أحمد البوهي فهو فنان وشخص مخلص جدا في عمله، وأشكر كل شركاء النجاح وهم البنك التجاري الدولي ومسرح السامر وكل الداعمين، واشكر كل أبنائي الطلبة والطالبات المشرفين لنا دائما .
وعقب كلمة غادة جبارة تم تكريم رواد فنون الأداء، الدكتور الفنان سامي عبد الحليم، الراحل الدكتور سميح شعلان، المخرج والفنان الراحل عبد الرحمن الشافعي وتسلمها نجله الفنان أحمد الشافعي، الفنان الراحل محمود رضا، والراحل المخرج صلاح السقا الذي تحمل الدورة الرابعة اسمه،
ونال الشيخ ياسين التهامي، تصفيقا حادا عقب صعوده علي المسرح والاعلان عن تكريمه، والذى قال أنا فخور بتكريمى من مهرجان فنون الأداء والتراث المصرى اصل الفنون، ونشأ “التهامي” في بيئة دينية، ودفع والده به إلى إلحاقه بالتعليم الأزهري، حتى وصل إلى السنة الثانية في المرحلة الثانوية الأزهرية، ثم انقطع عن الدراسة لظروف خاصة، واتجه إلى مجال الإنشاد الديني الذي حقق فيه شهرة متسارعة محليًا وعالميًا، طاف “التهامي” منشدًا عديدًا من دول العالم ونال العديد من التكريمات وأخرج حفل الافتتاح المخرج والفنان أسامة فوزي، وعرض عقب مراسم حفل الافتتاح العرض المسرحي الأدائي "92 ١٩.
وتتكون لجنة تحكيم مسابقة العروض الأدائية خلال هذه الدورة من فنانين وأساتذة مسرح ومخرجين وهم : الأستاذ الدكتور الفنان أيمن الشيوي، الدكتور محمود صبري، مصمم الديكور المسرحي حازم شبل، المخرج محمد الصغير ، والمخرج أحمد حسن.
مهرجان فنون الأداء في دورته الرابعة يرأسه شرفيا المخرج أحمد البوهي، ويقام تحت رعاية الأستاذة الدكتورة غادة جبارة رئيس أكاديمية الفنون، وتحت إشراف الأستاذة الدكتورة سمر سعيد عميد المعهد العالي للفنون الشعبية، وبإشراف من الأستاذة الدكتورة ولاء محمد رائد اللجنة الفني، ومدير المهرجان الفنان حسن علي، ومنسق عام المهرجان الفنان عمرو محروس.