كم عدد القارات في العالم؟.. قد لا تُعجبك الإجابات
تاريخ النشر: 16th, November 2024 GMT
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تقريرا، للصحفي مات كابلان، قال فيه إنّ: "القارئ ربّما سمع أطفاله يرددون لدى عودتهم للمنزل من المدرسة هذا النشيد: ينقسم العالم إلى قارات، وهناك سبع في المجموع. وإذا فهمت الفكرة، فسوف نقوم بسرد أسمائها، من الأكبر إلى الأصغر؛ أو نشيد آخرى مثله. ولكن هل هناك حقا سبع قارات؟".
وأضاف التقرير الذي ترجمته "عربي21" أنه: "يمكن لأي شخص لديه خريطة أن يرى أن آسيا وأوروبا متصلتان. وغالبا ما يطلق عليهما اسم أوراسيا لهذا السبب"، متابعا: "التقسيم تعسّفي لحد كبير، وأكثر تعريفا ثقافيا منه علميا. لذا، هل من العدل أن نقول إنه في الواقع هناك ست قارات فقط؟".
وأوضح: "هذه مجرد الخطوة الأولى على منزلق جيد. ماذا عن أمريكا الشمالية وآسيا؟، إنهما متصلتان بجرف بحر بيرنغ، الذي كان أرضا جافة عبرها البشر ذات يوم وغمرته المياه في الماضي الجيولوجي القريب فقط. من الناحية الفنية، هذا يجعل آسيا وأمريكا الشمالية وأوروبا قارة واحدة. هل يعني هذا أن هناك خمس قارات فقط؟".
وتابع: "يزعم خبراء آخرون أن الأرقام خمسة وستة وسبعة خاطئة ويجادلون لصالح ثماني قارات. بل إن هناك من يذهب إلى حد القول إن هناك قارتين فقط. وهناك وهم بوجود اتفاق عام حول عدد القارات في ظل بساطة الأغنية".
واسترسل: "ينشأ الخلاف جزئيا لأن هناك نوعين من القارات: القارات التي تعترف بها الثقافات في مختلف أنحاء العالم، والقارات التي يعترف بها الجيولوجيون. ويمكن للثقافات أن تحدد القارة بأي طريقة تريدها، في حين يتعين على الجيولوجيين استخدام تعريف".
"قد جعلت الأبحاث الجيولوجية في السنوات الأخيرة تحديد الحدود القارية أقل بساطة مما كان يبدو ذات يوم، حيث يجد الباحثون أدلة على وجود مواد قارية غير متوقعة" بحسب التقرير نفسه.
وقال الجيولوجي بجامعة فريبورغ في سويسرا، فالنتين رايم: "هذا يثير قدرا كبيرا من الاهتمام لأن هناك آثارا مهمة على فهمنا لآليات انفصال القارات وتكوين المحيطات وتكتونيات الصفائح. ولكن بعد الإثارة تأتي عمليات التحقق والمناقشة الدقيقة للتأكد من أن الأدلة قوية".
وأبرز: من الناحية الجيولوجية، لكي تكون قطعة من الكوكب قارة، يجب أن تتوفر فيها أربعة أشياء:
- ارتفاع كبير بالنسبة لقاع المحيط.
- مجموعة واسعة من الصخور النارية والمتحولة والرسوبية الغنية بالسيليكا.
- قشرة أكثر سمكا من القشرة المحيطية المحيطة.
- حدود محددة جيدا حول منطقة كبيرة بما يكفي.
وبحسب المتحدث نفسه: "توجد المتطلبات الثلاثة الأولى في كل كتاب مدرسي للجيولوجيا تقريبا. ولكن الأمر لا ينطبق على الرابع. إن ما هو "كبير بما يكفي"، أو إلى أي مدى "محدد جيدا" يجب أن تكون حدود القارة المحتملة، هي أمور لا تتم مناقشتها كثيرا، ما لم يكن الجيولوجي يدرس أجزاء من الكوكب قريبة من أن تكون قارية".
كذلك، قال الجيولوجي في معهد أبحاث العلوم GNS المملوك للحكومة النيوزيلندية، نك مورتيمر: "أي شيء كبير بما يكفي لتغيير خريطة العالم مهم. إن تسمية وتحديد جزء من الأرض كقارة، حتى لو كان صغيرا ورقيقا ومغمورا، أكثر إفادة من مجرد ترك الخريطة فارغة"، مردفا: "إن هذا يخلق مشاكل في ترقيم القارات".
وتابع: "لنتأمل أيسلندا، التي تقع فوق صدع يمتد حول الأرض، وهو الفرع الأطلسي من سلسلة التلال المحيطية الوسطى. إن النشاط البركاني هناك يفصل ببطء بين الصفائح التكتونية التي ترتكز عليها أميركا الشمالية وأوروبا. وتقع معظم هذه التلال عميقا تحت المحيط. ولكن في أيسلندا، يقع فوق مستوى سطح البحر".
وأضاف: "هناك لغز آخر وهو أن البراكين هناك غالبا ما تنفث الحمم البركانية المكونة من القشرة القارية المنصهرة، على الرغم من أن أيسلندا تبعد آلاف الأميال عن أي قارة. ولذلك يشتبه بعض الجيولوجيين في أن أيسلندا ليست جزيرة وحيدة في البحر، بل هي في الواقع جزء من قارة (وإن كان تحديد أي قارة قد يصبح معقدا أيضا)".
وأكد: "تجد هذه الفكرة دعما قبالة الساحل الشرقي لأفريقيا"، مردفا: "إن سلسلة التلال المحيطية الوسطى في البحر الأحمر تفصل أفريقيا عن آسيا. ويحدث هذا الانفصال بمعدل نمو الأظافر. وعلى طول معظم هذا التلال، يكون الانفصال واضحا ومباشرا".
واستطرد: "لكن الانفصال يكون أكثر فوضوية حيث يلتقي البحر الأحمر بخليج عدن. بدلا من نقطة واضحة للترقق حيث تتشكل قشرة المحيط، فإن القشرة القارية بين أفريقيا وآسيا تتفتت إلى مئات القطع. وفي هذا الموقع، لا توجد نقطة واضحة حيث تنتهي أفريقيا وتبدأ آسيا".
من جهتها، قالت عالمة جيولوجيا بجامعة درهام في إنجلترا، جيليان فولغر: "إنها مثل قطعة حلوى قوية وسميكة للغاية تتمدد ولكنها لا تنكسر". فيما نشر رايم وزملاؤه مؤخرا دراسة في مجلة الجيولوجيا، تظهر أن أيسلندا أيضا لديها قطع حلوى ممتدة بشدة تحت البحار المحيطة بها.
وبحسب الدراسة فإنه "بدلا من الانفصال الواضح بين أمريكا الشمالية وأوروبا، يبدو أن هناك مزيجا معقدا من الصخور المنصهرة وشظايا القشرة القارية المنتشرة في مسار بين كتلتي اليابسة يمر عبر أيسلندا. ومثلها كمثل النقطة التي يلتقي فيها البحر الأحمر وخليج عدن، لا توجد نقطة واضحة حيث تنتهي أمريكا الشمالية وتبدأ أوروبا".
وأضافت: "إذا كانت إفريقيا لا تزال متصلة بآسيا عبر خليج عدن وكانت أمريكا الشمالية لا تزال متصلة بأوروبا، فإن هذا من شأنه أن يفسد أنشودة "القارات السبع؛ وإذا كانت القشرة بين هاتين القارتين تتمدد ولكنها لا تنكسر، فهل هي محددة جيدا بما يكفي لتحديد كتلتي اليابسة كقارتين منفصلتين؟ أم أنهما لا تزالان قارة واحدة؟؛ثم هناك نيوزيلندا، التي تدمر الأشياء حقا بالنسبة لأطفالنا".
ووفقا للتقرير نفسه، فإنه "على الرغم من أن نيوزيلندا وأستراليا غالبا ما يتم تصنيفهما معا، إلا أنهما لا تقعان في نفس القارة. وفي حين تعتبر أستراليا على نطاق واسع قارة في حد ذاتها، فإن فكرة أن نيوزيلندا جزء من قارتها الخاصة، زيلانديا، هي حجة أحدث".
وأبرز: "تمتد الجروف المغمورة التي ترتفع عاليا فوق قاع المحيط لأميال أبعد من الدولة الجزيرة الصغيرة. وعلى طول حواف تلك الجروف، توجد مياه عميقة وقشرة محيطية أرق من القشرة الموجودة أسفل الجروف. وتُظهِر عينات الحفر وعينات قاع البحر والصخور التي تم جمعها من المنطقة أن الكتلة العملاقة التي تقع عليها نيوزيلندا تتكون من صخور نارية ومتحولة ورسوبية غنية بالسيليكا، تماما كما هي الحال مع جميع القارات الأخرى".
وتابع بالقول: "بينما يعتقد القليلون أن زيلانديا قارة من الناحية الثقافية، "فإنها تُعَد قارة جيولوجية بشكل متزايد"، كما يقول الدكتور مورتيمر"، مضيفا: "لكن ليس الجميع يتفقون، ويشيرون إلى المعيار الرابع المزعج الذي يتم تجاهله في معظم الكتب المدرسية".
وأوضح: "إن القشرة التي تشكل زيلانديا يتراوح سمكها بين 10 و30 كيلومترا، مما يجعلها أكثر سمكا من قشرة المحيطات التي يبلغ سمكها سبعة كيلومترات. لكنها ليست سميكة مثل قشرة القارات الأخرى، والتي تتراوح عادة بين 30 و46 كيلومترا. وهذا يجعل الحدود بين زيلانديا والمحيط أقل وضوحا وأكثر صعوبة في التمييز".
"كما أن الحجم يخلق مشاكل. فإنه بمساحة 4.9 مليون كيلومتر مربع، فإن زيلانديا المعروضة أصغر كثيرا من أستراليا، التي تبلغ مساحتها 7.7 مليون كيلومتر مربع فقط" وفقا للتقرير.
وأكد: "ثم هناك حقيقة مفادها أن زيلانديا مغمورة في الغالب. إن الوجود فوق الماء ليس جزءا من التعريف الجيولوجي للقارة، ولكن يبدو أنه مهم ثقافيا، لأن الناس معتادون على التفكير في القارات على أنها أرض جافة".
وأضاف: "لا يزال الجيولوجيون يتجادلون حول ما تعنيه هذه الاكتشافات حول القشرة القارية والمحيطية لعدد القارات. ما هو مؤكد هو أن البحث يكشف عن وجود أكثر من طريقة لانفصال قارتين، وأن الانقسام ليس دائما نظيفا أو حتى كاملا".
قال رايم: "يوجد في الأساس قارتان رئيسيتان فقط. القارة القطبية الجنوبية وكل شيء آخر، حيث أن أمريكا الجنوبية متصلة بأمريكا الشمالية عبر بنما، وأمريكا الشمالية متصلة بآسيا عبر مضيق بيرينغ، وآسيا متصلة بأوروبا وأفريقيا وأستراليا عبر جبال الأورال وسيناء وإندونيسيا على التوالي". فيما لا يتفق مورتيمر مع هذا الرأي.
ويقول: "إن زيلانديا منفصلة عن أستراليا بحوض محيطي يبلغ عرضه 25 كيلومترا وعمقه 3600 متر. واستنادا إلى منطق فالنتين، فإن هذا يعني أن هناك في الواقع ثلاث قارات".
لكنه أقر ببعض عدم اليقين، مضيفا: "ما لم يتم العثور على الحوض على أنه قشرة قارية عميقة جدا، مثل حالة أيسلندا، وفي هذه الحالة ستكون زيلانديا جزءا من أستراليا".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية العالم أوروبا امريكا أوروبا العالم صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أمریکا الشمالیة بما یکفی أن هناک
إقرأ أيضاً:
طرح تذاكر كأس القارات للأندية في قطر
الدوحة (د ب أ)
أعلنت اللجنة المحلية المنظمة لبطولة كأس القارات للأندية لكرة القدم (قطر 2024)، انطلاق مبيعات تذاكر المسابقة، اعتباراً من اليوم، وتقام البطولة الدولية المرموقة، في الفترة من 11 إلى 18 ديسمبر، بمشاركة ريال مدريد الإسباني (حامل لقب دوري أبطال أوروبا)، والأهلي المصري (بطل دوري أبطال أفريقيا 2024)، وباتشوكا المكسيكي (بطل كأس أبطال كونكاكاف 2024)، والفائز الذي لم يتحدد بعد في بطولة كوبا ليبرتادوريس عام 2024.
وفيما يلي أسعار تذاكر المباريات: ديربي الأميركتين، الأربعاء 11 ديسمبر، وكأس التحدي، 14 ديسمبر (استاد 974): الفئة 1 - 150 ريالاً قطرياً، الفئة 2 - 70 ريالاً قطرياً، الفئة 3 وتذاكر المشجعين من ذوي الإعاقة - 40 ريالاً قطرياً، المباراة النهائية لكأس القارات للأندية 18 ديسمبر، (استاد لوسيل) الفئة 1 - 1000 ريال قطري، الفئة 2 - 600 ريال قطري، الفئة 3 وتذاكر المشجعين من ذوي الإعاقة - 200 ريال قطري.