الكنيسة فى ذكرى «تجليس البابا».. قداس وأساقفة بلا «سيمنار»
تاريخ النشر: 16th, November 2024 GMT
البطريرك يستعيد الهدوء بعد تشكيل لجنتين مجمعيتين وإعادة «أبانوب» للمقطمتكليف الأنبا دانيال والأنبا إبرام والأنبا يوليوس برئاسة لجنة دراسة التعاليم المخالفةالمسيئون للآباء على صفحات التواصل الاجتماعى سيحاسبون داخل كنائسهمالمسار الإصلاحى مستمر.. والحوار مع الكنائس الأخرى قائم لحين تحقيق الوحدة
تهيأت أجواء الاحتفال بالذكرى الثانية لتجليس البابا تواضروس الثانى -بابا الإسكندرية- بطريرك الكرازة المرقسية على الكرسى المرقسى، بعد سلسلة إجراءات اتبعها «البطريرك الإصلاحى» فى إذابة الخلافات التى تلت الإعلان عن «سيمنار المجمع المقدس» المؤجل لأجل غير مسمى بقرار بابوى.
وأقيم حفل تجليس البابا تواضروس الثانى على الكرسى المرقسى بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية فى التاسع عشر من نوفمبر عام 2012، بعد 15 يوماً من اختياره بطقس القرعة الهيكلية خلفاً للبطريرك الراحل البابا شنودة الثالث.
وتحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالذكرى الثانية عشر لجلوس البطريرك رقم 118 فى تاريخ الكنيسة، بمركز لوجوس البابوى، بدير الأنبا بيشوى بوادى النطرون، فى حضور أعضاء المجمع المقدس.
ويأتى ذلك، دون أية مظاهر احتفالية باستثناء قداس صباحى يرأسه البابا تواضروس الثانى، يعقبه لقاء بأساقفة المجمع المقدس.
ورغم إلغاء «سيمنار المجمع» فإن البابا تواضروس استطاع بخبرة السنوات تضميد جراح الكنيسة خلال أسبوع واحد من ظهور بعض معارضى جدول المتحدثين، وأعلن عقب اجتماع لـ«اللجنة الدائمة» للمجمع المقدس والتى تضمن نحو 23 أسقفاً انسجام الأساقفة، وتأكيدهم على وحدة الكنيسة، ورفض التعاليم المخالفة.
وخلال الاجتماع ذاته طرح البابا تواضروس بصحبة أعضاء اللجنة الدائمة تشكيل لجنتين مجمعيتين إحداهما لرصد المخالفات العقائدية، والتعاليم الكنسية الخاطئة لدى القائمين على أمر التعليم، والأخرى لملاحقة المسيئين للكنيسة، والآباء عبر وسائل التواصل الاجتماعى.
وبالقرب من احتفال الكنيسة بالذكرى الثانية عشر من جلوسه على الكرسى البابوى، علمت «الوفد» أن تشكيل لجنة المخالفات العقائدية ضمت 3 أساقفة هم على الترتيب «الأنبا دانيال - سكرتير المجمع المقدس، والأنبا إبرام مطران الفيوم، والأنبا يوليوس أسقف مصر القديمة».
وتعمل اللجنة المشكلة خصيصاً لرصد التعاليم الخاطئة، ومعاقبة المخطئين، وفق آلية استدعاء، ومحاسبة المخطئ فى التعاليم الكنسية، أو المسىء إلى الكنيسة، والآباء، ومحاسبته داخل الكنيسة التابع لها.
ولا يشكل غياب المظاهر الاحتفالية فى ذكرى التجليس أى استثناءات، نظير إصرار البطريرك على إبقاء يوم التجليس عادياً، مصحوباً بطقوس إيمانية، ولقاءات مع أساقفة المجمع لمناقشة أمور لاهوتية، وكنسية مهمة.
بجانب الانتهاء من تشكيل اللجنتين المجمعيتين، أنهى البابا تواضروس الثانى أزمة الأنبا أبانوب أسقف المقطم، والتى خلفت جدلاً كبيراً فى أعقاب الإعلان عن مخالفاته، واستقالته من الخدمة، عقب اعتذار صريح من الأسقف داخل المقر البابوى فى حضور اثنين من الأساقفة.
ويدخل البابا تواضروس عامه الثالث عشر على الكرسى البابوى محملاً بأعباء إجراء حوارات لاهوتية مع الكنائس، وفى القلب منها «الأرثوذكسية الشرقية»، وتوطيد أركان لوائحه الكنسية «لائحة تنظيم وخدمة الكهنة، لائحة الرهبنة القبطية وإدارة الحياة الديرية، لائحة مجالس الكنائس، لائحة الأب الأسقف ونظم إدارة الإيبارشية، لائحة تنظيم الخدمة، لائحة المرتلين، ولائحة التكريس البتولى، بجانب تعديل لائحة المجمع المقدس التى وضعها البابا شنودة فى 1985، وتعديل لائحة انتخاب البطريرك الصادرة عام 1957».
وأرجع كمال زاخر منسق جبهة العلمانيين الأقباط لجوء البابا تواضروس الثانى لإقرار مثل هذه اللوائح، لرغبته فى تجنب أى صراعات داخل المجمع المقدس.
وعلى صعيد الحوار مع الكنائس الأخرى، ورغم تعرض البابا للعديد من الانتقادات، فإن البطريرك يعتزم مواصلة إقامة الحوارات مع الكنائس الأخرى بهدف الوصول إلى التكامل، والوحدة المسيحية.
وقال خلال لقاء لجنة حوار الكنيستين «المصرية، والروسية» بالمقر البابوى - الخميس الماضى إن كنيسته تشجع، وتقدر الحوار المستمر بينهما، لافتاً إلى أن تلك الزيارات تبنى جسوراً للحوار، وتبادل الخبرات الروحية.
وأضاف أن الكنيستين لديهما خبرات مشتركة يمكن من خلالها تعزيز المحبة، والتعاون، رغم الاختلافات العقائدية.
وتأسست لجنة العلاقات بين الكنيستين عقب اللقاء الأول بين البابا تواضروس الثانى، والبطريرك كيريل عام 2014، حسبما أفاد الأنبا سيرابيون عضو اللجنة، مؤكداً اجتماعها كل عامين، وأن الحوار اللاهوتى المشترك هو الأساس لاستعادة الشركة الكاملة بعد حل الخلافات اللاهوتية.
وسبق أن دعا البابا الكنائس الأرثوذكسية حول العالم لاجتماع بدير الأنبا بيشوى -وادى النطرون- وهو الاجتماع الأول من نوعه منذ عام 1993.
وأعرب عن سعادته بالتفاف الكنائس الأرثوذكسية حول مائدة مستديرة، مشيراً إلى أن الخلافات اللاهوتية لم تمنع من الاتفاق الكامل حول القضايا الاجتماعية مثل رفض الزواج المثلى، داعياً إلى ضرورة تحقيق التفاهم الكامل، والوحدة المسيحية عبر لجنتى العلاقات، والحوار.
ومنذ اعتلائه الكرسى البابوى ألقى البابا تواضروس الثانى نحو 350 عظة، وهى طقس أبقى عليه البطريرك الحالى بعد أن اعتاد سابقة إقامته بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، ونظيرتها فى الإسكندرية، مستحدثاً تنويع أماكنها بكنائس القاهرة، والمحافظات.
وألقى البابا أولى عظاته فى الثلاثين من يناير عام 2013، لكنه ألغى عادة الإجابة عن أسئلة الأقباط أثناء عظته.
يأتى ذلك بالتوازى مع رسامات، وتجليس، وترقية أساقفة بلغ عددهم نحو 102 أسقف منذ جلوسه على الكرسى البابوى، وكانت السيامة الأولى فى 10 مارس 2013، وبلغ عدد الأساقفة الجدد وقتها 11 أسقفاً، وضمت الأخيرة 6 أساقفة فى مارس 2024، وهم (الراهب القمص إقلاديوس السريانى أسقفاً ورئيساً لدير الأنبا باخوميوس الشايب بالأقصر، والراهب القمص أنسطاسى السريانى أسقفاً لإيبارشية نجع حمادى وتوابعها، تجليس الأنبا أكسيوس أسقفاً لإيبارشية المنصورة وتوابعها، والأنبا توماس التوماسى أسقفاً، ورئيساً لدير القديسة العذراء والملاك بالبهنسا محافظة المنيا، وتجليس الأنبا ميخائيل أسقفاً، لإيبارشية حلوان والمعصرة وتوابعها، بجانب نقل خدمة الأنبا أرشليدس الأسقف العام بتورنتو، ووسط كندا للخدمة بكنائس عين شمس والمطرية وحلمية الزيتون).
وفيما اعتبره مهتمون بالشأن الكنسى تحولاً فى شخصية البطريرك منذ قدومه إلى الكرسى المرقسى، اعتنى البابا بالتواصل إلكترونياً مع الشأن العام عبر حسابه على منصة التغريدات القصيرة «x- تويتر».
وبدأ البابا تواضروس تغريداته فى السابع والعشرين من نوفمبر عام 2012، وتواصلت التغريدات بشكل غير منتظم حتى توقفت فى 17 أبريل 2016.
وجاءت آخر التدوينات كما يلى: «الزيارات الدولية المتلاحقة لمصر: ملوك - قادة - رؤساء - وأعضاء برلمانات - وزراء - وفود رجال أعمال، وشركات، أكبر تقدير على سلامة طريقنا للمستقبل».
وبلغت تغريدات البطريرك نحو 173 منشوراً، راوحت بين الشأن العام، والعظات الروحية، والتهنئة بالمناسبات العامة.
لكن البابا الذى يتابع حسابه على منصة «x» نحو 125 ألفاً أعلن فى أغسطس 2018 امتثاله لقرارات لجنة الرهبنة، وشئون الأديرة بإغلاق الحسابات الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعى على خلفية حادث مقتل الأنبا إبيفانيوس رئيس دير الأنبا مقار.
يشار إلى أن البابا تواضروس الثانى ولد فى عام 1952 باسم «وجيه صبحى باقى سليمان»، وحصل على بكالوريوس الصيدلة من جامعة الإسكندرية عام 1975، وبكالوريوس الكلية الإكليريكية عام 1983، وزمالة هيئة الصحة العالمية بإنجلترا عام 1985، والتحق بالرهبنة عام 1988، ورسم قساً عام 1989، وسيم أسقفاً عام 1997.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الاحتفال بالذكرى الثانية تجليس البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية البابا تواضروس الثانى المجمع المقدس مع الکنائس على الکرسى
إقرأ أيضاً:
الكنيسة القبطية الأرثوذكسية: البابا تواضروس اهتم بتوظيف الوسائل الحديثة لضمان وصول" كلمة الله" إلى جميع الأجيال
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
نشرت الصفحة الرسمية للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، تحت عنوان “مواكبة الزمان لخدمة الإيمان .. البابا تواضروس الثاني خليفة مارمرقس الـ 118”، عندما دخل مارمرقس الرسول إلي الإسكندرية، استخدم المخراز الذي أصاب يد أنيانوس قائلاً: " أيها الإله الواحد، كانت تلك اللحظة بداية لتحول عظيم، إذ بشره مارمرقس بالإيمان المسيحي، لتبدأ رحلة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
وأضافت الصفحة الرسمية في ما نشرته منذ قليل، في الذكري الـ"12" لتجليس قداسة البابا ، بان قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، يسير علي نفس الدرب في عصرنا الحديث، فقد اهتم قداسته بتوظيف كل الوسائل الحديثة لنشر الكلمة الإلهية، وأسس موقع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ليكون منصة للجميع، وقام بعمل اجتماعات zoom مع الأساقفة والكهنة، لمتابعة الخدمة داخل وخارج مصر، كما أقام فعاليات متميزة تجمع الأساقفة، الرهبان، الشباب، لضمان أن تصل كلمة الله بأحدث الطرق إلي جميع الأجيال .
464300961_970961908405194_4473513770903787112_n 465596369_981607944007257_7046581879381900944_n