الدوافعُ المحرِّكة لمفاوضات الذات
تاريخ النشر: 16th, November 2024 GMT
يمانيون/ كتابات/ الدكتور عبدالرحمن المختار تردّدَتْ كَثيرًا وبشكل واسع وعلى كافة المستويات، سياسيًّا وإعلاميًّا، وبمختلفِ اللُّغات، وحُبست انتظارًا لنتائجها أنفاس المغفلين، إنها المفاوضات التي لطالما وُصفت بدايات ماراثونات جولاتها بأنها إيجابية.
وشخصيًّا كتبتُ كَثيرًا منذ أشهر خلت عن وَهْمِ وزيف وخداع وتضليل الترويج لتلك المفاوضات، ومن عناوين تلك الكتابات (إتقان الإدارة الأمريكية لُعبةَ الوساطة) وَ(الوساطة مُستمرّة والإبادة مُستمرّة) وَ(الإدارة الأمريكية المجرم الوسيط) وللإنصاف فقد تحدث بعض المحللين عن سبب عدم نجاح المفاوضات خلال المرحلة الماضية، وأن السبب يكمن في أن كيان الاحتلال يفاوض نفسه، وَأَضَـافَ البعض أن هذا الكيان المجرم يتفاوض مع حليفه الإدارة الأمريكية! ولم يكن يتفاوض مع حماس في المراحل السابقة، ومع حزب الله في الوقت الراهن!
والحقيقة أن النخبة العربية القادرة على قراءة الوقائع بالشكل الصحيح غائبة أَو مغيَّبة، والتعاطي مع هذه الوقائع بشكل يومي والتوصيف لما يجري لا يخلو من السذاجة إن أحسنا الظن بأُولئك المتحدثين على القنوات العربية وعلى مدى أكثر من عام، أما من انحاز منهم إلى العدوّ تبعًا لانحياز أنظمة الحكم العربية الوظيفية، فأُولئك يجتهدون غايةَ الاجتهاد في الترويج لما يخدم أهدافَه بتجريع شعوب الأُمَّــة الخداع الزيف والتضليل، وباستثناء النظرة الثاقبة للقيادات الجهادية، فَــإنَّ النخبةَ العربية منساقة تمامًا وراء تضليل الإدارة الأمريكية، ومنخدعةٌ بترويجها للحلول السحرية، التي ترفعُ سَقْفَها بدايةَ جولاتها التفاوضية، لتعلِنَ انهيارَها في نهاية كُـلّ جولة!
وقد تحدث أمين عام حزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في أول خطاب له أنه لا قيمةَ لما يجري على الساحة العربية من حراك سياسي! ولا تعويلَ على ذلك، وهذه النظرة تكرّرت وتتكرّرُ باستمرار في أحاديث القيادات الجهادية في محور المقاومة، لكن أثرها محدود؛ بسَببِ توظيف الإدارة الأمريكية وغيرها من القوى الاستعمارية الغربية، والكيان الصهيوني الوظيفي، والكيانات العربية الوظيفية لماكينة إعلامية ضخمة جِـدًّا لترويج الخداع والزيف والتضليل؛ بهَدفِ صرف نظر الرأي العام عن حقيقة دور القوى الاستعمارية في الجريمة المقترفة منذ أكثر من عام في قطاع غزة وامتداداتها إلى الضفة الغربية ولبنان!
وليس عنا ببعيد ذلك الترويج الصهيوأمريكي خلال شهر سبتمبر الفائت، لوقف وشيك لإطلاق النار على طول الحدود اللبنانية مع الأراضي المحتلّة، ولم يكن لوسائل الإعلام من تناول سوى هذا الوقف المرتقَب، الذي أُشيعت حوله أجواءٌ غايةٌ في الإيجابية والتفاؤل، خُصُوصًا عندما تزامن ذلك الترويجُ مع البيان الرئاسي الأمريكي الفرنسي المشترك، وإعلان وزير الخارجية السعوديّ عن ولادة ما سُمي بـ (التحالف الدولي لحل الدولتين)، غير أن تلك الأجواء انتهت بالعملية الإجرامية التي استهدفت أمين عام حزب الله سماحة السيد المجاهد الشهيد حسن نصرالله –رضوان الله عليه- وانتهى في حينه تمامًا أي حديث عن وقف إطلاق النار أَو استمرار التفاوض، وكل ما تناولته الماكينة الإعلامية لقوى الإجرام، هو استمرار الهجمات الصهيونية على لبنان للاستفادة من حالة الإرباك لتفكيك حزب الله!
وبعد استيعاب مجاهدي حزب الله أثر الصدمة، وبمُجَـرّد استعادتهم زمام المبادرة، والبدء بتوجيه ضربات منكلة بجيش الاحتلال الوظيفي الصهيوغربي، والتي أصابت بالذعر قطعان المستوطنين في كامل النطاق الجغرافي للأراضي المحتلّة، عادت إلى الواجهة الإعلامية والسياسية سردية المفاوضات، وما توفره من فرص ثمينة لوقف إطلاق النار وإحلال السلام، واتسعت المساحات في مختلف وسائل الإعلام للترويج لجولات جديدة من المفاوضات، وبعثت الإدارة الأمريكية بموفدَيها (هوكتسين) إلى بيروت والأراضي المحتلّة وَ(بلينكن) إلى المنطقة عُمُـومًا، بالتزامن مع تشغيل أدواتها في المنطقة من أنظمة عربية وظيفية، لإشاعة أجواء التفاؤل بقرب التوصل لوقف وشيك لإطلاق النار في لبنان وغزة، لينتهي الأمر من جانب الأمريكي وبشكل مفاجئ بالإعلان عن فشل الجولة التفاوضية، وليعبر رئيس الحكومة اللبنانية عن دهشته من هذه النتيجة غير المتوقعة التي جاءت بالعكس تمامًا من الأجواء التفاؤلية التي سادت اللقاءات السابقة لها.
ورغم أن النتيجة التي انتهت إليها جولة (هويستين، بلينكن) هي المتوقعة وفقًا للمعطيات، لكن البعض يتمسك بالسير وراء زيف وخداع وتضليل الإدارة الأمريكية، ويتلقى الصدمات المتتالية في جولات الوَهْمِ التفاوضية، وليس هناك من حَـلّ أمام النخبة العربية لتجاوز حالة التبلد والسذاجة سوى تسليط الضوء على الدور الحقيقي للإدارة الأمريكية في الجريمة، والإشارة إليها وفقًا لذلك بكل وضوح، لنزع قناع الزيف والخداع والتضليل الذي ترتديه، ووصمها بكل صراحة وصرامة بعار الجريمة، التي اقترفتها ولا تزال تقترفها إلى اليوم، أما بغير ذلك فعلى الجميع أن يتوقَّعَ من الجولات التفاوضية للإدارة الأمريكية أكثر مما ترتَّبَ على سابقاتها من نتائج، وعلى الجميع أن يضعَ علامةَ استفهام كبيرة بحجم مأساة غزة ولبنان عن سبب انتهاء الجولات التفاوضية منذ أكثر من سنة إلى تلك النتائج!
وسيدرك الجميع أن ما جرى ويجري ليس تفاوُضًا، ولا وساطة؛ لأَنَّه بكل بساطة لا وجودَ لطرف محايد يدير وييسِّرُ المفاوضات بين طرفَي النزاع المسلح، إن سلَّمنا جدلًا وقَبِلنا بوصف ما جرى بين الكيان الصهيوني وحماس، ويجري بين هذا الكيان المجرم وحزب الله، بأنه نزاع مسلح وفقًا لترويج الماكينة الإعلامية للقوى الاستعمارية الصهيوغربية، وكياناتها الوظيفية في المنطقة العربية، مع تمسُّكِنا وبإصرار شديد على سابق وصفنا لما جرى ويجري بأنه جريمة إبادة جماعية توزع أدوارها مجرمون متعددون ومحترفون بين مباشر لأفعالها ومشارك فيها بصور وأشكال متعددة!
وعلى كُـلّ حال، وحتى مع فرضية وصف ما يجري بأنه نزاع مسلح، فلا وجود -كما ذكرنا آنفًا- لطرف محايد ييسر المفاوضات بين أطراف هذا النزاع، والإدارة الأمريكية التي وصفناها في عنوان مقال سابق بأنها (المجرم الوسيط) تقدم نفسها منذ أكثر من عام بأنها وسيط إلى جانب وسيطَينِ عربيَّينِ شريكَينِ لها في الجريمة هما مصر وقطر، استخدمتهما للضغط على حماس، ومعرفة أوضاع المجاهدين الميدانية في غزة، ومدى قدرتهم على الصمود، لتستخلص نقاط الضعف وتتصرف سياسيًّا وميدانيًّا على أَسَاس ذلك، ولا يعني الإدارة الأمريكية بحال من الأحوال الوضع الإنساني لسكان غزة، بل إنها تضغط من خلاله على المجاهدين لتفرض عليهم خياراتها الإجرامية!
وليس هناك من دور مستقل للوسيطين العربيين مصر وقطر؛ فدورهما وظيفي ينحصر في خدمة الأهداف الإجرامية للإدارة الأمريكية، ولا يتعداه أبدًا إلى كونهما وسيطَينِ مستقلين أَو محايدين، وذات اللعبة لعبتها ولا تزال تلعبها الإدارة الأمريكية مع الحكومة اللبنانية، وبمساندة من الأنظمة العربية الوظيفية، وفي لعبتها التفاوضية ترسل الإدارة الأمريكية موفدَيها إلى المنطقة، أَو تستدعي إلى واشنطن أيًّا من موظفيها في قاعدتها المتقدمة المسماة دولة “إسرائيل”، وكما يجري الترويج حَـاليًّا لزيارة من يسمونه وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي (رون تيرمر) إلى واشنطن، وما تروج له ماكينتها الإعلامية من توفر فرصة حقيقية لوقف إطلاق النار في لبنان.
إن ما يجري في جولات المفاوضات -سواء تعلق الأمر بإرسال الموفدين من واشنطن، أَو استدعاء مسميات لموظفيها من قاعدتها المتقدمة في المنطقة- لا يعدو عن كونه تشاوُرًا بين فريق المجرمين وتقييم لنتائج أفعالهم الإجرامية، وآثار الأفعال المقاومة للجريمة، وهذا التشاور والتقييم يجري فقط بين الشركاء في الجريمة، وأما الأدوار المسندة للأنظمة العربية الوظيفية في ما يسمى بالجولات التفاوضية، فذلك لا يُخرج مسمى الجولات التفاوضية عن وصفها الحقيقي؛ باعتبَارها جولات تشاور لتقييم المجرمين لمسارات فصول جريمتهم، ومدى تأثرها بالأفعال المقاومة، فإذا ما وجد الشركاء المجرمون أن الأفعال المقاومة مؤثِّرة بادروا إلى تحريكِ جولات المفاوضات، فإذا ما تم إحراز تقدم ميداني لصالح فصل من فصول الجريمة يتم الإعلانُ عن فشل جولة المفاوضات وهكذا.
ولذلك فمن السذاجة الاعتقاد بأن الإدارة الأمريكية يمكن أن توقف الجريمة، إذَا كانت المعطيات لصالح استمرار اقتراف أفعالها؛ فالإدارَةُ الأمريكية مجرم، والمجرم معنيٌّ بتحقيق النتيجة الجُرمية لفعله الإجرامي، وما لم يتم قمعُ المجرم لمنعه من الاستمرار في اقتراف جريمته فلن يتوقَّــفَ من تلقاء نفسه إلَّا بعد تحقُّقِ نتيجة فعل الإجرامي، ومن السذاجة الاعتقاد أن الإدارة الأمريكية تقيِّمُ أي اعتبار للجوانب الإنسانية، فهذه الإدارة مجرم والمجرم متحلل من كُـلّ القيم الإنسانية والأخلاقية، والواجب إدراك حقيقة تأثير الفعل المقاوِم على تحَرّك الإدارة الأمريكية نحو إعلان التراجع تكتيكيًّا عن أفعالها الإجرامية أَو التذرع بالاعتبارات الإنسانية، لعقد جولات تفاوضية وهمية؛ فدافعها لذلك هو حمايةُ كيانها الصهيوني الوظيفي الإجرامي المسمى دولة “إسرائيل” من تصاعُدِ تأثيرات الفعل المقاوِم المزلزل لوجود هذا الكيان المجرم في المنطقة العربية.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الإدارة الأمریکیة ة الأمریکیة فی الجریمة فی المنطقة حزب الله أکثر من ما یجری
إقرأ أيضاً:
أهميّةُ خطابات السيد القائد في رسم خارطة الطريق للبلدان العربية والإسلامية
يمانيون../
رغم المخاطر الأمنية التي تحيط بمحور المقاومة، إلا أن السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- يحرص أسبوعيًّا على إلقاء خطابه في كُـلّ خميس منذ بدء معركة “طوفان الأقصى” ودخول اليمن كمحارب رئيسي في هذه المعركة، ليرفع معنويات المجاهدين بكلماته الصادقة والنابعة من استشعاره بالمسؤولية أمام الله وأمام شعبه، وليذكر الناس بواجباتهم تجاه القضية الفلسطينية، ويحذر من عواقب تفريط الشعوب.
وحول الخطاب الأخير للسيد القائد، يؤكّـد عضو المكتب السياسي لأنصار الله فضل أبو طالب، أنه “كان خطابًا تاريخيًّا قدَّم فيه رؤية دقيقة وشاملة للأحداث”.
ويقول أبو طالب في منشورٍ له على منصة “إكس”: إن السيد القائد -حفظه الله- “قيّم التوجّـهات وحدّد الأولويات ووضع الحلول والمعالجات”.
خطابٌ استراتيجيٌ تاريخي:
من جانبه يحلل عضو المكتب السياسي لأنصار الله علي القحوم، بالقول: “خطاب سماحة السيد القائد المفدى وفخر الأُمَّــة -يحفظه الله- كان خطابًا استراتيجيًّا وتاريخيًّا واستثنائيًّا جسّد فيه قيم الإسلام الأصيل والموقف العروبي والإنساني والديني تجاه قضايا الأُمَّــة”.
ويوضح في تدوينة نشرها على حسابه في منصة “إكس” أن السيد القائد أكّـد على بوصلة العداء تجاه أعداء الأُمَّــة جمعاء أمريكا و”إسرائيل” والتمسك بالقضية الفلسطينية ونصرة ومساندة غزة والتضامن والوقوف مع شعوب الأُمَّــة المعتدى عليها من قبل الصهاينة المجرمين، متطرقًا في تحليله إلى أن السيد -حفظه الله- أكّـد أَيْـضًا على أهميّة وضرورة الوحدة العربية والإسلامية في الموقف المشرف في التكاتف وتوجيه الموقف والتحَرّك الجاد تجاه الأخطار والتحديات والمؤامرات التي تستهدف شعوب المنطقة”.
ونوّه القحوم من وحي خطاب السيد إلى “تعزيز الوعي والبصيرة والجهاد ورفع راية الإسلام وإسقاط مشروع أمريكا و”إسرائيل” المسمى بالشرق الأوسط الجديد وإشعال الفتن المذهبية والطائفية والعنصرية كمرتكز أَسَاسي في تحقيق هذا المشروع الخطير والخبيث وإشعال الاقتتال بين أوساط الشعوب العربية والإسلامية والصراعات البينية وإقحام المنطقة في دوامة لا نهاية لها”.
و”يرمي هذا المشروع الشيطاني الاستعماري إلى تمزيق أوصال الدول والشعوب من خلال التقسيم الديمغرافي والسياسي والمذهبي والطائفي وتصبح المنطقة ودولها وشعوبها ضعيفة وتكون السيادة والهيمنة للأمريكي والإسرائيلي في التحكم بمصير الأُمَّــة العربية والإسلامية واستباحة سيادتها واستقلالها وسلب حقوقها ونهب ثرواتها وفرض واقعًا جديدًا وخطيرًا على الأُمَّــة كُـلّ الأُمَّــة” -حسب تحليل القحوم-.
ويوصي القحومُ في تحليله بأنه “يجبُ الانتباهُ والاحترازُ لهذه المخطّطات الاستعمارية المدمّـرة والمهلكة لكل مقدرات الأُمَّــة، مع التأكيد في الخطاب ومضامينه على معرفة العدوّ الحقيقي للأُمَّـة والتصدي بحزم وقوة لمشاريع الغرب والصهاينة في تمزيق الأُمَّــة وحرف بوصلة العداء تجاه الداخل العربي والإسلامي وتجاوز كُـلّ الخلافات السياسية والمذهبية والطائفية والعنصرية والانطلاق في مواقف مشرفة وجهادية ضد عدو الأُمَّــة أمريكا و”إسرائيل” وإسقاط القطبية الواحدة وإنهاء المؤامرات والمشاريع الاستعمارية ومخطّطات التقسيم الجديدة، ولتكن الأُمَّــة واحدة وموحدة في هذا الموقف والاصطفاف العربي والإسلامي في المواجهة والموقف حتى الانتصار وزوال “إسرائيل” بإذن الله”.
استنهاض مُستمرّ للشعوب المتخاذلة:
وفي لقاءٍ سابق مع “المسيرة” كان قد تحدث عضو المكتب السياسي لأنصار الله محمد الفرح، عن أبرز ما تتضمنه خطابات السيد القائد الأسبوعية، قائلًا بأن السيد -حفظه الله- على طول هذه الحرب العدوانية الهمجية على الشعب الفلسطيني في غزة هو لم يتوقف عن إلقاء الخطابات الأسبوعية وتحفيز الناس دائمًا على مسألة المواجهة لهذا العدوّ ولتبقى هذه القضية الحية في وجداننا ومشاعرنا.
ويضيف: “ولأجل أن تبقى هذه القضية الفلسطينية في صدارة أولويات الناس وصدارة اهتماماتهم يسعى السيد -يحفظه الله- دائمًا لمحاولة التذكير بالجرائم الوحشية التي تحصل هناك، جرائم فضيعة لا مثيل لها مطلقًا”، مُشيرًا إلى أن السيد القائد “يقدم دائمًا الإحصائيات في هذا الصدد، ويستنهض الشعوب العربية ويسعى بكل جهده باستمرار لتذكيرها بمسؤوليتها والمخاطر التي تترتب التفريط والإهمال والتقصير والتخاذل، إضافة إلى خلق حالة من البصيرة والوعي تجاه هذه الأحداث والاستفادة منها”.
وتطرق الفرح لحرص السيد بأنه “يعرّج في خطاباته على قضية ما يقدمه الشعب اليمني وبقية الجهات في محور القدس والمقاومة”، مواصلًا “ثم يأتي إلى الفقرة الأخيرة وهي أن يدعو الشعب اليمني إلى الخروج، ولا يزال الشعب اليمني مرابطًا وصابرًا في مختلف الساحات الجهادية رغم تعرضه للاستهداف بشكل شبه يومي من الطائرات الأمريكية والبريطانية والصهيونية، وَأَيْـضًا خروجه إلى الساحات في أكثر من 500 ساحة وما فوق ذلك بتفاعل كبير”.
القائد وحدَه من يرسُمُ خارطةَ الطريق ويفضحُ المخطّطاتِ التآمرية:
وفي السياق أكّـد عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، في تدوينة سابقة، أن خطاب السيد القائد هو الخطاب الجامع والذي على ضوئه ترسم السياسة ويؤخذ منه المحدّدات أمام أي قضايا أَو غيرها.
وأشَارَ إلى أنه “ومع أي حدث قد تُتخذ مواقفُ تعتبر شخصيةً ويجب أن يعرف الجميع هو أن أية تصريحات لا تتفق مع ما تحدث السيد القائد أَو ما يصرح به رسميًّا فلا تعبر عن الموقف بالضرورة”، وذلك بمعنى أن السيد القائد -حفظه الله- هو من يرسم الطريق ويحدّد الموجهات في كُـلّ أسبوع يلقي فيه خطابه.
أما الناشط الإعلامي جمال أبو مكية، فقد أكّـد أن كلمة السيد القائد -يحفظه الله- تُعد بمثابة نقطة تحول تاريخية، حَيثُ أسقط فيها الأقنعة وكشف المخطّطات التي تحاك ضد الأُمَّــة.
ويوضح في تحليلٍ للخِطاب على حسابه في منصة “إكس” أن السيد استعرض بوضوح التحديات الراهنة، وبيّن أن الأعداء يعملون على زرع الفتنة وزعزعة الاستقرار، مردفًا أن القائد أشار إلى أن الحل يكمن في الوحدة والتكاتف بين جميع الشعوب الإسلامية وضرورة الالتزام بالمبادئ والقيم الدينية.
ويواصل أبو مكية: “كما شدّد على أهميّة عدم التراجع عن المبادئ، وأن هذا الالتزام هو ما يضمن النصر والنجاح في مواجهة المخطّطات العدائية”، مؤكّـدًا أن “كلمته كانت دعوة لتجديد العهد مع فلسطين والدفاع عنها كما أكّـد على الوقوف مع الشعب السوري واللبناني بكل الوسائل الممكنة”.
ويبيّن أن كلمة القائد هي “خارطة طريق واضحة للمستقبل، تحمل في طياتها رسالة أمل وثقة في قدرة الأُمَّــة على تجاوز الصعوبات وتحقيق الانتصارات”.
حرصُ القائد على الأُمَّــة الإسلامية:
من جهته يكتُبُ نائبُ رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى، مراد أبو حسين، عن كلمة السيد القائد -يحفظه الله- بأنها كانت شافيةً كافيةً وضّحت فيها كُـلّ المسارات وكلّ الأحداث والتحديات والمؤامرات ورسمت الخطط العرضية والرؤية القوية لوحدة الأُمَّــة وقوتها وعزتها بالتحَرّك تحت راية الله وفي سبيله في مواجهة العدوّ الإسرائيلي والأمريكي.
ويضيف أبو حسين في منشوره على منصة “إكس” بالقول: “تلحظ من كلمات وخطابات السيد القائد -يحفظه الله- حرصه على الأُمَّــة وشدته على العدوّ الإسرائيلي والأمريكي، وحكمته في مواجهتهم، وقوته في ارتباطه بالله وثقته به، والتوضيح للمخاطر والتبين للطريقة السليمة لوقاية الأُمَّــة، وحبه وألمه على غزة وفلسطين، وعشقه للجهاد في سبيل الله، واعتزازه بشعبنا العزيز الصادق المجاهد، وقوة علاقته بالله من خلال القرآن الكريم وتعزيز خوفه من الله”.
بدوره يقول الصحفي الفلسطيني فايد أبو شمالة: إن “خطاب السيد الحوثي: تشخيص مسؤول، وعلاج مأمول”.
ويؤكّـد في منشورٍ على منصة “إكس” أنه “لم يتغير موقف السيد القائد اليمني عبد الملك بدر الدين الحوثي في كلمته تجاه ما يجري من حرب الإبادة في غزة فقد سرد بشكل مفصل كُـلّ ما قام به العدوّ الصهيوني من جرائم وعدوان وقدم أرقامًا وإحصاءات عن عدد المجازر والشهداء والمصابين” مردفًا: “ولم يتغير موقفه قيد أنملة من مساندة اليمن واليمنيين لغزة مهما كانت الأثمان والتضحيات؛ لأَنَّ ذلك هو الواجب الذي لا تراجع عنه”.
ويشير أبو شمالة إلى الخروج الأسبوعي في المسيرات وضرب العمق الصهيوني بالصواريخ والمسيَّرات وفرض الحصار البحري على الكيان وداعميه، مؤكّـدًا أن السيد “لم يتغيّر تشخيصَه لحالة الضعف والهوان والتخاذل التي تمر بها الأُمَّــة والتي تمنعها من مواجهة أعدائها وتجعلها أُمَّـة ذليلة وخانعة؛ بسَببِ عدم استعدادها للمواجهة والتضحية وقبولها بمخطّطات العدوّ للسيطرة على خيراتها ومقدراتها”.
ويختتم أبو شمالة حديثه بالقول: “لم تختلف نبرةُ الألم العميق والحزن الشديد التي تنبعث من صوته القادم من بعيد متجهًا نحو فلسطين وسوريا ولبنان؛ باعتبَارها الجغرافيا الأقربَ للعدو والتي تتعرض بشكل يومي لهجماته واعتداءاته”.
المسيرة: أصيل نايف حيدان