لم يهتم أو ينشغل رجل الشارع فى تاريخه بالأمور التى تتعلق بالسياسة النقدية، ومعدلات التضخم، وغيرها من هذه الأمور مثل هذه المرحلة، ربما هذا الاهتمام غير المسبوق له أسبابه التى تتعلق بمعيشته، واحتياجاته فى ظل ارتفاع رهيب للأسعار، مقابل دخل متدن لا يغنى ولا يسمن.
تساؤلات كثيرة مع اقتراب كل اجتماع للبنك المركزي، لتحديد سعر الفائدة، تثبيت وإبقاء أو خفض، وكل مستفيد له أمنيات وأحلام، فالمستثمر يمنى النفس بالخفض، حتى يتمكن من الاستثمار والتوسع فى هذه الاستثمارات، والمواطن صاحب الوديعة البنكية «نفسه ومنى عينه» يبقى سعر الفائدة كما هو إن لم يرتفع، بمنطق «خير وبركة»، حتى الحكومة «نفسها» خفض من أجل خفض أعباء الديون المتراكمة عليها، لكن «ما باليد حيلة».
صحيح رغم أن بنك الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى فى اجتماعه السابق قام بخفض أسعار الفائدة بصورة هامشية، واقتصاديات الدول تسير على نهجه، إلا أن الأمر مختلف فى السوق المحلى المصري، بسبب العديد من الاعتبارات المهمة، ومنها أن معدلات التضخم لا تزال فى مستويات مرتفعة، بعدما وصلت إلى 26.5% فى أكتوبر2024 مقابل 26.4% فى سبتمبر الماضى من نفس العام، بسبب ارتفاع أسعار الوقود، لتكون الزيادة الثالثة خلال عام2024.
كل المؤشرات تشير إلى تثبيت سعر الفائدة، فى الاجتماع القادم خلال أيام، بسبب العديد من العوامل الرئيسية، منها معدلات التضخم، التى يتحمل منها الجزء الأكبر التجار فى الأسواق دون «ضابط أو رابط»، كذلك سعر الفائدة الحقيقي، وهو الفرق بين نسب معدلات التضخم، وأسعار الفائدة، وخفض الفائدة بنسبة 1% سيكون له تأثير كبير على تحويل أسعار الفائدة الحقيقية الموجبة إلى سالب.
ليس التضخم، ولا سعر الفائدة الحقيقى المتحكم فى حركة سعر الفائدة، بل الأموال الساخنة أيضًا، فلن يسمح البنك المركزى بالتضحية بكل هذه التدفقات النقدية الدولارية، عبر استثمارات المحفظة، أو الأموال الساخنة، خاصة أن ارصدة المستثمرين الأجانب فى أذون الخزانة المصرية تظهر استقرارًا، خاصة بعد رفع أسعار الفائدة فى مارس 2024، مع تعويم الجنيه المصري، حيث شهدت حيازات الأجانب من أذون الخزانة زيادة كبيرة، بلغت 36.1 مليار دولار، وهو يعكس اهتمامًا متزايدًا من قبل المستثمرين الأجانب.. كل هذه المؤشرات تستبعد الاتجاه لخفض أسعار الفائدة فى الاجتماع الذى سيعقد خلال أيام، وبالتالى الأقرب هو التثبيت.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: خارج المقصورة رجل الشارع تحديد سعر الفائدة سعر الفائدة أسعار الفائدة سعر الفائدة
إقرأ أيضاً:
بنوك تخفض الفائدة بين 1% و3% لتحقيق التوازن المصرفي
قال الدكتور علاء علي، الخبير المصرفي، إن البنك المركزي المصري سيعقد غدًا اجتماع لجنة السياسات النقدية لبحث مصير أسعار الفائدة في ظل التطورات الاقتصادية الأخيرة.
جاء ذلك في تصريح خاص للإعلامية فاتن عبد المعبود خلال برنامج "صالة التحرير" المذاع على قناة صدى البلد.
ارتفاع طفيف في أسعار الغذاء وتراجع التضخم الأساسيوأوضح الخبير المصرفي أن مؤشر أسعار الغذاء شهد ارتفاعًا ملحوظًا، بينما تراجع معدل التضخم الأساسي. هذه المعطيات قد تؤثر في قرار البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة.
توقعات بتثبيت الفائدة ورفعها بنسبة طفيفة في حال الحاجةوتابع الدكتور علاء علي أن التوقعات تشير إلى تثبيت أسعار الفائدة خلال اجتماع الغد. وأضاف أنه في حال اتخاذ قرار برفع الفائدة، سيكون ذلك بنسبة طفيفة، مشيرًا إلى أن البنك الفيدرالي الأمريكي خفض الفائدة بنسبة 1% خلال ثلاثة اجتماعات متتالية.
البنك المركزي المصري وتنفيذ الإصلاحات الماليةوأشار الخبير المصرفي إلى الإصلاحات المالية التي نفذها البنك المركزي المصري في مارس 2024، والتي ساهمت في القضاء على السوق الموازية، بالإضافة إلى جمع 25 مليار دولار تم استخدامها في أذون الخزانة.
البنوك الخاصة تخفض الفائدة لتحقيق التوازن في الأسواقكما لفت الدكتور علاء علي إلى أن بعض البنوك الخاصة في مصر قامت بخفض الفائدة بنسبة تتراوح بين 1% و3%، بهدف تحقيق التوازن في القطاع المصرفي، وذلك بعد التأثير الكبير الذي تحدثه الفائدة المرتفعة على الاستثمارات المحلية، خاصة أن العديد من المستثمرين يعتمدون على الإقراض من البنوك لتنفيذ مشاريعهم الاقتصادية.