بوابة الوفد:
2024-12-17@18:50:32 GMT

المرأة.. ذلك الكاىٔن المحير!!

تاريخ النشر: 16th, November 2024 GMT

فى رائعة أناتول فرانس، «الرجل الذى تزوج امرأة بكماء»، نجد أحد القضاة ذوى السمعة الحسنة والعقل الراجح قد تزوج بإحدى النساء ذوات الحسب الرفيع، لكنها للأسف كانت بكماء لا تنطق بكلمة، فتمنى من شغاف قلبه أن يعالجها، فقد كانت غاية فى الفتنة والأنوثة، وكل ما كان ينقصها هو صوتها الذى تخيله عذباً رقراقاً وكان على استعداد أن يضحى بالغالى والنفيس فى سبيل أن تستعيد قدرتها على التحدث، وبالفعل حقق الله أمنيته إذ عثر على مبتغاه فى صورة طبيب بارع استطاع أن يعالج تلك الزوجة الفاتنة.

ولكن -واأسفاه- فقد تبخرت أحلام الزوج فى السعادة، إذ فوجئ بأن زوجته الفاتنة تلك ما إن استعادت صوتها حتى  تحولت إلى كائن ثرثار أنانى، إذ كل ما كان يشغل عقللها زينتها وملابسها وأحدث الصيحات.. إلخ. وطفقت تثرثر طوال الوقت فيما ينفع وما لا ينفع فبدت له كائناً أجوف يعذبه بالثرثرة الفارغة التى كاد يفقد عقله على أثرها!! ولم يجد حلاً  لإنهاء عذابه هذا سوى بأن جعل الطبيب الذى عالج زوجته من قبل يعطيه دواء  أصابه بالصمم، كى لا يسمع زوجته الثرثارة إلى الأبد!!

وبعيداً عن سخرية «أناتول» اللاذعة فى روايته تلك وإظهاره للمرأة فى تلك الصورة التى قد تغضب عزيزاتى ذوات تاء التأنيث، نجد أن المرأة كاىٔن محير منذ أن خلقه الله من  ضلع آدم الأعوج،  وبغض النظر عن أنها كانت سبباً رئيسياً فى خروج آدم من الجنة، فإنه لا يمكن أن تختزل كل مثالبها في مجرد الثرثرة.

فالمرأة قد تكون سبباً في أن يعيش الرجل حياة أشبه بالنعيم وتزخر بالنجاح بما حباه الله لها من الفطنة والعقل والذكاء يصدق فيها قول رسولنا الكريم: «خير متاع الدنيا الزوجة الصالحة»،  أو تكون على النقيض من ذلك، إذ تحول حياة الرجل إلى عذاب مقيم، فتكون سبباً فى شقاىٔه الأبدى، بكثرة طلباتها ونزواتها وغيرتها ممن حولها من النساء، وتكون غير قنوع بما رزقها الله به، للدرجة التى قد يجن معها الزوج، خصوصاً فى هذا الزمان الأغبر الذى طال فيه الغلاء كل شىء وتحول الرجل إلى مجرد كائن مسكين إزاء متطلبات المعيشة التى تكوى الجباه وتحنى الظهور، ما جعل حديث رسولنا الكريم «رفقاً بالقوارير» ينطبق على الرجال قبل النساء!!

وقد شاع العديد من النظريات والافتراضات الطريفة فى محاولة لفهم المرأة ومدى اختلافها عن الرجل، ولعل أطرفها ما تصوره الطبيب النفسى الأمريكى جون جراى من أن النساء قادمات من كوكب مغاير للذى جاء منه الرجال، فالنساء جئن من كوكب «الزهرة»، فى حين أن الرجال أتوا من «المريخ»، لذا فهما كائنان من كوكبين مختلفين صفاتهما مختلفة ومشاعرهما مختلفة رغم تشابههما فى نسق التكوين العام، فعقل المرأة يختلف كلياً عن الرجل ومشاعر المرأة جياشة تختلف تماماً عن الرجل الذى يميل إلى التفكير بعقله لا من خلال العاطفة، لذا يجب ألا تقاس الأمور من خلال منظور واحد لأى منهما، فهما كائنان مختلفان تمام الاختلاف ينتميان إلى كوكبين مختلفين، التقيا على كوكب ثالث وهى الأرض، لذا فكل منهما يجب أن يقدم على فهم الآخر باعتبار أنه كائن مغاير له فى كل شىء ومن هنا يتلاقيان فى نقطة مشتركة يسودها التفاهم والود والتعاطف ما يحقق السعادة لكل منهما على السواء.

لذا لا تجزع أيها الرجل، فبعيداً عن تلك الثرثارة فى رائعة أناتول فرانس التى أفقدت زوجها عقله، فثمة فرصة سانحة كى تحيا بسعادة مع ذلك المخلوق الزهرى المحير المسمى بـ«المرأة» دون أن تصيب نفسك بالصمم!!

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: خارج السرب

إقرأ أيضاً:

ندوة في كلية الاقتصاد المنزلي بجامعة الأزهر فرع طنطا حول العنف ضد المرأة

استضافت كلية الاقتصاد المنزلي بجامعة الأزهر فرع طنطا، ندوة تثقيفية بعنوان "مجابهة العنف ضد المرأة"، حاضر فيها الدكتور محمد بناية، مشرف وحدة التطوير والمتابعة بمرصد الأزهر.

واستعرض الدكتور محمد بناية، صورًا من الانتهاكات التي تتعرض لها المرأة الفلسطينية، والتي تنوعت بين العنف الجسدي، والنفسي، والاجتماعي، حيث تعاني المرأة في قطاع غزة على وجه التحديد من عدم الاستقرار والقلق المستمر والخوف الدائم، نتيجة التهجير القسري، وقصف المنازل، وتدمير البنية التحتية، وبهذا تتخطى تحديات المرأة الفلسطينية أُطر الحياة اليومية.

أما الدكتور عبدالله عابدين، المشرف بمرصد الأزهر، فقد تحدث عن تداعيات ظاهرة رهاب الإسلام على أبناء الجالية الإسلامية خاصة النساء والأطفال، حيث أكد خلال محاضرة حملت عنوان "الإسلاموفوبيا سبب في معاناة المرأة في أوروبا" أن الخوف المرضي من الإسلام تحول إلى ممارسة تمييزية وعنصرية ضد المسلمين بسبب انتمائهم الديني، مشيرًا إلى استغلال تنظيمات اليمين المتطرف للأزمات المجتمعية، في نشر أفكارها العنصريَّة واستقطاب الشباب، بالإضافة إلى تنفيذ هجمات عنصرية ضد الآخر المختلف دينيًا وعرقيًا وحتى لونًا معهم.

و تطرق الدكتور إيهاب شوقي، مشرف وحدة التقارير الدورية بالمرصد، إلى كيفية استغلال التنظيمات الإرهابية للمرأة؛ لا سيما مع تشكيل النساء في صفوف تنظيم داعش الإرهابي نحو (15%) من إجمالي عدد العناصر به، وهو الأمر الذي اتضح بعد انهيار سيطرة التنظيم على أماكن نفوذه في عام 2019م. 

وأضاف "شوقي" أن مرصد الأزهر حرص منذ اللحظات الأولى لإعلان ما أسماه التنظيم بـ "دولة الخلافة" على تناول ظاهرة انضمام النساء إلى داعش بالتحليل والدراسة، وقد أسفرت جهود المرصد عن إصدار كتاب "النساء في صفوف الجماعات المتطرفة" و"المرأة وداعش" وفيهما تم رصد أساليب استقطاب النساء والفئات المستهدفة منهن، مع توضيح كيفية الوقاية من الأيديولوجيات المتطرفة التي تبرع التنظيمات في غرس أفكارها في العقول عبر التزييف والتضليل من خلال المواد الإعلامية والشعارات الوهمية.

وتأتي الندوات التثقيفية التي ينظمها مرصد الأزهر في عدد من كليات جامعة الأزهر في محافظات مصر، ضمن جهوده التوعوية واستراتيجيته الفكرية لتفنيد الأفكار المتطرفة وحماية الشباب من السقوط في فخ الدعاية الخاصة بالتنظيمات الإرهابية.

مقالات مشابهة

  • العلاج فى مستشفيات الحكومة.. رحلة عذاب
  • فيش وتشبيه الرئيس السورى القادم!!
  • آثار أفغانستان.. كنوز حضارية دمرتها ثلاثة عقود من الحروب
  • هل عاد الزمن «العثمانلى»؟!
  • في زمن الحرب … المرأة السودانية تسعى جاهدة لصنع السلام وإنجاز العدالة والمساءلة
  • “أسمر جميل عاجبني لونه”
  • ندوة في كلية الاقتصاد المنزلي بجامعة الأزهر فرع طنطا حول العنف ضد المرأة
  • صفات تقتل صفة الأنوثة في المرأة
  • أكشن وضحك ورومانسية.. أفلام نص السنة «لكل مزاج فيلم»
  • كريم وزيرى يكتب: حكايات القوادم.. عندما كتبت كوكب الشرق مقالًا عن الحب