المقاطعة.. حقٌ مشروعٌ لدعم القضية الفلسطينية
تاريخ النشر: 16th, November 2024 GMT
بدر البلوشي
على مدى الأزمان، كانت سلطنة عُمان مثالًا للثبات والعزم في دعم القضايا العادلة؛ حيث يقف الشعب العُماني مع أمته قلبًا وقالبًا، مُساندًا لكل صوت مظلوم، ومدافعًا عن حقوق الشعوب المحتلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
والمقاطعة، في هذا السياق، ليست مجرد خيار عابر، بل هي موقف أخلاقي وشعبي ينبض بالولاء والصدق، يعكس انتماءً أصيلًا ووجدانًا راسخًا يرفض الاحتلال، ويقف ضد آلة القمع التي تستبيح حقوق الإنسان.
وفي الوقت الذي يُثار فيه بعض الجدل حول جدوى المقاطعة وفائدتها، يظهر من مُعطيات الواقع أنها ليست عبثًا أو تفريطًا بالمصالح الوطنية، كما يعتقد البعض، بل على العكس، هي حركة قوية ومتماسكة تستند إلى حق قانوني مكفول في السلطنة. بل إنَّ المؤسسة الدينية العريقة تؤيدها بوضوح، مما يجعلها واجبًا وطنيًا وأخلاقيًا يدعمه الشعب بكافة أطيافه، إيمانًا منه بأن الحق لا يُنال إلا بمواقف ثابتة.
إنَّ تأييد الشعب العُماني لهذه المقاطعة يبرز كرسالة للعالم، بأن هذا الوطن لا يقبل المساومة على القضايا العادلة.
ولعل من الجوانب الأكثر تأثيرًا في هذه الحركة أنَّ المقاطعة لا تقتصر على الأثر الاقتصادي المباشر فقط؛ بل إنها تفتح المجال لتعزيز وعي الأجيال الجديدة بحقوق الأمة وأهمية التضامن العربي والإسلامي. فقد أثبتت الدراسات أن دعم الطلبة للمقاطعة ينمي فيهم إدراكًا قويًا للحقوق والقيم الوطنية، ويزرع بذور الوعي النضالي في سبيل الحق، وهو ما يعزز روح الانتماء للوطن والقضية الفلسطينية، ويجعلها جزءًا لا يتجزأ من هوية الأطفال والشباب.
ومن الزاوية الاقتصادية، شهدت المنتجات البديلة محليًا ازدهارًا؛ ما أسهم في تقوية الإنتاج الوطني، وزيادة فرص العمل في السوق المحلي، وتحفيز الابتكار. هذا النمو لا يقف عند حدود الاقتصاد المحلي، بل يتعدى إلى دعم الشركات الناشئة التي تسعى لتقديم منتجات عُمانية صافية تحل محل المنتجات المستوردة.
ومما لا شك فيه أنَّ تجربة السلطنة التاريخية في دعم القضايا العربية والإسلامية تُثبت أن مواقف عُمان لم تتخل يومًا عن الحق؛ بل ظلت متماسكة تنتهج سياسات متوازنة، تراعي المصالح الوطنية وتلتزم المبادئ السامية للأمة. إنَّ المقاطعة تعزز هذا التوجه الحكيم وتظهر أن الشعب العُماني لا ينفصل عن جسد أمته؛ بل هو سندٌ لكل مَن يسعى لنيل حقوقه. وهي تجسد رسالة واضحة للعالم بأن الشعوب قادرة على التعبير عن مواقفها بطرق حضارية، ما يثبت أنَّ المقاطعة ليست مجرد سياسة، بل هي منظومة أخلاقية تعبر عن عمق هذا الشعب وجذور حضارته.
وأخيرًا.. المقاطعة لا تُعبِّر فقط عن سيادة القرار الوطني، بل هي دعوة قوية لإظهار سيادة الإرادة الشعبية، ودعوة للالتفاف حول حق مشروع وأسلوب حضاري يرفض انتهاك العدالة. إنها وسيلةٌ يعبر من خلالها كل إنسان عن رفضه لكل ظلم وانتهاك.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
وكيل الأزهر: ملتقى الكاريكاتير خطوة في مسيرة دعم القضية الفلسطينية
أعلن مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب بالأزهر الشريف عن انطلاق الموسم الثالث من ملتقى الأزهر الدولي للكاريكاتير والبورتريه تحت عنوان «غزة... صمود لا ينكسر»، خلال الفترة من 15 يناير إلى 15 فبراير 2025م، برعايةٍ كريمةٍ من فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وإشراف عام من أ. د. محمد الضويني، وكيل الأزهر، وبإشراف تنفيذي من أ. د. نهلة الصعيدي، مستشارة شيخ الأزهر لشؤون الوافدين، رئيس مركز تطوير تعليم الطلَّاب الوافدين والأجانب.
وأوضح وكيل الأزهر، أنَّ ملتقى الأزهر للكاريكاتير يحمل هذا العام عنوان «غزة... صمود لا ينكسر» تحت شعار «كن إنسانًا»، لتسليط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وهي خطوة جديدة في مسيرة دعم الأزهر للقضية الفلسطينيَّة، من خلال فنٍّ راقٍ، باعتبار الفن أداة للتعبير عن القضايا الإنسانية والدفاع عنها، فضلًا عن دعم صمود أهل غزة وربط الفن بالرسائل الإنسانية السامية، مشددًا على أنَّ الملتقى يعكس مواقف مصر التاريخيَّة في دعم قضايا الأمة العربية والإسلامية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينيَّة.
من جانبها أوضحت أ. د. نهلة الصعيدي، أن ملتقى الأزهر للكاريكاتير أنَّ الملتقى يتضمن ورش عمل فنيَّة مخصصة للطلاب الوافدين بالأزهر، تهدف إلى تطوير مهاراتهم في مجالي الكاريكاتير والبورتريه، كما تسعى إلى تمكين المشاركين من التعبير عن القضايا الإنسانية بأسلوب إبداعي يعكس القيم الإنسانية والتراث العريق، وتشجع الطلاب على تقديم أعمال فنية تسلط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني وتعزز وعيهم بالقضايا الدولية، بما يُسهم في نشر قيم العدالة والسلام.
ويهدف الملتقى إلى دعم رسالة الأزهر الشريف في تعزيز الفن الهادف الذي يعبر عن الثقافة الإسلامية والفكر الوسطي المعتدل، مع تسليط الضوء على أهمية القضية الفلسطينية ودعم صمود الشعب الفلسطيني.
شروط المسابقة
1. أن يكون عمر المشارك 18 عامًا على الأقل.
2. أن تكون الأعمال المشاركة أصلية وحديثة ولم تُقدم في مسابقات أخرى.
3. تقديم إقرار كتابي يثبت أن العمل من إنتاج الفنان.
4. تُستبعد الأعمال المنتجة باستخدام الذكاء الاصطناعي، ويتحمل المشارك المسؤولية الأدبية والقانونيَّة حال ثبوت ذلك.
5. يُستبعد الفائزون بالمراكز الثلاثة الأولى في أحد فروع المسابقة من الترشح لنفس الفرع في العام التالي.
6. يُسمح بالمشاركة في قسمي المسابقة، لكن يمكن الترشح للفوز في فرع واحد فقط.
7. الحد الأقصى لإرسال الأعمال: عملان في كل قسم.
8. يجب أن يكون حجم العمل المقدم لا يقل عن A3 ولا يتجاوز 2 ميغابايت.
أقسام المسابقة
1. الكاريكاتير
يشمل لوحات فنيَّة تسلط الضوء على معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة، وتجسد صمودهم في وجه العدوان.
2. البورتريه
يتناول رسم شخصيات فلسطينية بارزة مثل:
شيرين أبو عاقلة: الصحفية التي عُرفت بـ"صوت فلسطين".
ناجي العلي: الفنان الكاريكاتيري المعروف بشخصية "حنظلة".
محمود درويش: الشاعر الفلسطيني الكبير ومؤلف وثيقة إعلان الاستقلال الفلسطيني.
جوائز المسابقة
مسابقة الكاريكاتير والبورتريه:
المركز الأول: 1000 دولار.
المركز الثاني: 700 دولار.
المركز الثالث: 500 دولار.
جوائز تشجيعية:
ثلاث جوائز تشجيعية بقيمة 1000 جنيه لكل فائز من المشاركين في ورش العمل.
يحصل جميع الفائزين على شهادات تقدير من فضيلة الإمام الأكبر ودرع الأزهر الشريف.
للمشاركة في المسابقة، يُرجى زيارة بوابة الأزهر الإلكترونية للاطلاع على شروط المسابقة وتفاصيل التقديم. يتم إرسال الأعمال عبر البريد الإلكتروني: [email protected] قبل الموعد النهائي للتقديم.
وستُعلن أسماء الفائزين وموعد إقامة ملتقى الأزهر الدولي الثالث للكاريكاتير والبورتريه عبر بوابة الأزهر والقنوات الإعلامية المختلفة.