جريدة الرؤية العمانية:
2024-11-16@19:51:49 GMT

دمج الأندية: بناء أم هدم؟!

تاريخ النشر: 16th, November 2024 GMT

دمج الأندية: بناء أم هدم؟!

 

أحمد السلماني

انطلقت فكرة دمج الأندية في سلطنة عُمان قبل نحو 24 عامًا كجزء من مشروع حكومي طموح هدفه توجيه الدعم المالي واللوجستي بشكل أكثر فعالية للأندية الرياضية، جاءت هذه الخطوة في ظل رؤية تهدف إلى تقليص عدد الأندية ليحصل كل منها على موارد وأصول أكبر، ويصبح أكثر قدرة على تقديم برامج وأنشطة رياضية وثقافية واجتماعية متنوعة.

لكن، وكما أظهرت التجارب والسنوات، لم يأت هذا المشروع بالنتائج المرجوة؛ بل أثّر سلبًا على العديد من الأندية التي فقدت هويتها، وشعبيتها، ودعم جماهيرها، وتراجعت بشكل ملحوظ على الساحة الرياضية وحتى الثقافية والاجتماعية.

ونبدأ بنادي أهلي سداب، الذي وُلد من اندماج ناديي الأهلي وسداب. هذا النادي مثال لتراجع ملحوظ في الحضور والشعبية. في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، كان الأهلي من الأندية المسيطرة على البطولات المحلية، وسداب لم يكن بعيدًا عن المشهد، إلّا أنَّ الدمج أدخله في حالة من عدم الاستقرار الإداري. أدى هذا إلى انقسام داخلي بين الفئات المنتمية للناديين السابقين، ما جعل جماهير سداب أو الأهلي تتخلى عن دعم النادي الموحد عند عدم وجود تمثيل لها في الإدارة. والنتيجة كانت ظهور النادي بمستوى متذبذب وضياع للروح الجماهيرية.

قصة مشابهة نجدها في نادي مسقط، الذي نتج عن دمج ناديي البستان وروي. النادي يُعاني الآن من أزمات إدارية، وافتقاد للقاعدة الجماهيرية، مما جعله يبدو عاجزًا عن التنافس بقوة؛ بل أصبح يشارك في بعض الرياضات من باب الحفاظ على مكانته الاسمية فقط.

نادي السلام، الذي نتج عن اندماج ناديي شناص ولوى، يعاني من نفس المشكلة؛ حيث يظهر على فترات متقطعة ويغيب في أغلب الأوقات عن المنافسات الرياضية، باستثناء بروز نسبي في الكرة الطائرة. والأمر ذاته ينطبق على أندية أخرى مثل البشائر (من دمج آدم ومنح) والاتفاق (من دمج إبراء والمضيرب)؛ حيث تسبب الدمج في تقليص الانتماء والولاء، وعانت الأندية القديمة من إهمال لمقارها ومنشآتها.

ورغم أن الهدف الأساسي من الدمج كان نبيلًا، إلّا أن النتائج جاءت عكسية، فالأندية المندمجة تعاني من ضمور على كافة الأصعدة، وفقدت حاضنتها الجماهيرية. قد يكون هذا بسبب فقدان الهوية المميزة لكل نادٍ قبل الدمج، وتعدد المصالح بين الأطراف المندمجة، مما أدى إلى تراجع الاهتمام بالفرق الرياضية بالنادي والانصراف عن دعمها.

وخلال العقدين الماضيين، ازداد عدد السكان في السلطنة، وأُشهرت أندية جديدة في ولايات مثل العامرات، نخل، طاقة، إزكي، دماء والطائيين، وضنك، وذلك تحقيقًا لرؤية "عُمان 2040" التي يقودها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- بهدف توفير بيئة حاضنة للأنشطة الرياضية والثقافية. ومع ذلك، لا تزال الأندية تعاني من غياب الجماهير، والمنشآت الرياضية الحديثة في كثير من الأحيان مهجورة.

الفرق الأهلية: البديل الحاضر والمنافس

وفي ظل هذا الوضع، برزت الفرق الأهلية كبديل قوي، وحققت جماهيرية واسعة في بطولاتها الكروية؛ حيث جذبت أعدادًا كبيرة من المتابعين. ولم يكن هذا الظهور مجرد بديل بل استحوذ على دور مُهم في المجتمع، ما يدل على وجود فجوة كبيرة بين الأندية التقليدية والجماهير، والتي يجب على الجهات المعنية أن تعمل على سدها.

ونضع هنا فيما يلي مقترحات وحلول للنهوض بالأندية:

1. تطوير الفكر الإداري للأندية: يجب أن تعمل وزارة الثقافة والرياضة والشباب على إعداد برامج لتأهيل القيادات الإدارية وإكسابهم مهارات حديثة في الإدارة بالاندية.

2. إعادة النظر في دعم الأندية: زيادة الدعم الموجه للأندية والأندية المندمجة لتشجيع التنافس وتحقيق التوازن.

3. تشجيع اندماج من نوع آخر: بدلاً من الدمج القسري، يمكن التفكير في شراكات استراتيجية بين الأندية لرفع الكفاءة دون فقدان الهوية.

4. الاعتراف بالفرق الأهلية: توفير الدعم لهذه الفرق وتحويلها إلى أندية هواة تعترف بها الوزارة وتقدم لها الدعم في بعض الخدمات مثل انخفاض تعرفة الكهرباء والمياه.

5. تحفيز الجمهور على المشاركة: تكوين منشآت الأندية باضافة بعض المرافق كالمقاهي والمكاعم مثلاً والألعاب وتشجيع تنظيم فعاليات متنوعة داخل الأندية تجذب العائلات والشباب وتعيد إشعال الحماسة الجماهيرية.

وختامًا.. لا بُد من التعامل مع أزمة الدمج وتأثيرها على الأندية بواقعية، والعمل على تطوير رؤية جديدة تحقق التوازن بين الحفاظ على هويات الأندية جميعها والاستفادة من التجارب السابقة لدعم مستقبل الرياضة في عُمان، الأندية هي قطب الرحى في الرياضة والتخلي عنها هو هدر للطاقات والأموال؛ إذ إن وضعها الحالي يحتاج إلى قرارات جريئة وثورة في الفكر والأدوات لتمكينها.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

محمد فراج يتحدث عن عشقه لـ النادي الأهلي ويكشف كواليس مشاهدة مباراة السوبر المصري

أكد الفنان محمد فراج على عشقه للنادي الأهلي، واهتمامه بمتابعة كل مبارايات المارد الأحمر، ويستمتع بمهارات حسين الشحات، وكريم فؤاد، وأكرم توفيق، وعلي ربيعة، ومصطفى شوبير.

وأوضح محمد فراج في لقاء خاص مع الإعلامية شيرين سليمان، ببرنامج سبوت لايت، المذاع على قناة صدى البلد، أنه لم يترك فعاليات مهرجان الجونة السينمائي من أجل مشاهدة مباراة الأهلي والزمالك في كأس السوبر المصري، كما يروج البعض، مشيرًا أن يوم المباراة تزامن مع حفل افتتاح المهرجان، وقمت بمشاهدة المبارة على الهاتف المحمول، مثل أي مشجع أهلاوي يتمنى فوز النادي الأهلي.

وأضاف محمد فراج، أن مباراة الأهلي والزمالك في كأس السوبر المصري، حازت على اعجابه، على الرغم من الأداء فهي بالنهاية بطولة حصل عليها النادي الأهلي، والفوز بها يحجب الكلام عن الأداء، وبعد ذلك نبحث في الأخطاء من أجل الدراسة والمعالجة.

وأشار محمد فراج، إلى أنه يهوى لعب كرة القدم منذ مرحلة الطفولة، وتربى على عشق النادي الأهلي وهو صغيرًا، كما أنه لاعب جيد في «البلاي ستيشن»، ويفوز على أصدقائه من الفنانين.

مقالات مشابهة

  • فخري لاكاي| نجم الزمالك السابق يتمنى وجود هذا النجم في النادي
  • لاعب مفاجأة على ردار النادي الأهلي
  • محمد فراج: أعشق النادي الأهلي وشاهدت مباراة السوبر المصري على الموبايل
  • ليفربول يعرض على أرنولد عقدًا الأعلى أجرًا في النادي
  • محمد فراج يتحدث عن عشقه لـ النادي الأهلي ويكشف كواليس مشاهدة مباراة السوبر المصري
  • الحشود الجماهيرية تتوافد الى الساحات لنصرة وغزة ولبنان
  • رئيس مدينة بورفؤاد يشدد على ضرورة متابعة تنفيذ القرارات الصادرة عن اللقاءات الجماهيرية
  • النادي المصري ينعى ضحايا حادث طريق المطرية بورسعيد
  • الإمارات: الالتزام بتعزيز «الدبلوماسية الرياضية» في بناء السلام