صورة إسرائيلية سوداء عن تدهور الظروف الاقتصادية بسبب الغلاء وتكلفة الحرب
تاريخ النشر: 16th, November 2024 GMT
مع دخول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ولبنان عامه الثاني، تزداد صعوبة الإسرائيليين في إخفاء التبعات الاقتصادية لهذا العدوان على واقعهم المعيشي، فقد أصبح كل شيء لديهم أكثر تكلفة، وسوف ترتفع ضريبة القيمة المضافة قريبا، وتنهار الشركات.
وقال الكاتب في صحيفة "معاريف"، ليئور ديان: قال "أنا كصحفي وأعمل في مجال الدعاية، أضطر للعمل في بعض المهن الأخرى لكسب لقمة العيش الكريمة، لدي طفلان، وسيارة تأجير تشغيلية، لكن ليس لدي شقة تمليك، لدي حاضر، ولكن ليس لدي مستقبل، أعيش في تل أبيب، المدينة التي فازت بلقب "أغلى مدينة في العالم" منذ ثلاث سنوات".
وفي مقال ترجمته "عربي21" أضاف ديان "لدي حد أقصى قدره 35 ألف شيكل (9300 دولار) جديد على بطاقتي الائتمانية، ولكن بطريقة ما في نهاية الشهر أقابل دائمًا أمين الصندوق في السوبر ماركت الذي يخبرني أن البطاقة لم يتم إصدارها، وبعد ذلك أسارع لأقرب ماكينة صراف آلي لإحضار النقود".
وذكر "أحصل على راتب شهري أعلى من المتوسط في اللغة الاقتصادية، بل أعلى من ذلك، ولكن لسنوات عديدة سألت نفسي ذات السؤال: كيف يصل الشخص إلى النقطة التي يشتري فيها لنفسه شقة؟ لدي أصدقاء في عمري من المجال الإعلامي يخشون كل يوم من وصول قرار بإقالتهم من العمل، وآخرون يعملون في الزراعة يستيقظون كل صباح وهم يشعرون بأن العمل ينهار عليهم، وآخرون يعملون لحسابهم الخاص، ولديهم ملف ضريبة دخل، ولا يوجد معاش تقاعدي، وآخرون موظفون في شركات ضخمة يحصلون على كوبونات في أيام العطل بمتوسط مبلغ 400 شيكل".
وأشار إلى أن "هؤلاء الأصدقاء من أبناء جيلي، لكن كلمة مستقبل تبدو لهم جميعا كأنها لعنة، عندما كنت في الـ18 من عمري، وانضممت للجيش، طُلب مني فتح حساب مصرفي، وقيل لي أن البنوك تطرق أبواب الإسرائيليين، وتوزع العمولات التي تتحول لمليارات على المساهمين في أرباح ربع سنوية، وأن أصحاب البنوك هؤلاء يديرون العالم".
وأوضح "ثم وصلت لمكان عمل منظم، وكان علي اختيار هيئة لأعتني بها عندها فقط تم إخباري أنه من خلال أموال تقاعدي، يأخذ أباطرة الاقتصاد القروض، ويستفيدون من رؤوس أموالهم، حينها تحطمت العديد من الأوهام أمامي، وتبخرت أشياء كثيرة آمنت بها، خاصة انعدام الأمان والشعور بالمستقبل الغامض".
وبين أن "لدي بعض الأحلام الصغيرة التي حققتها، لدي الكثير من الأحلام التي تخليت عنها، لدي عدد منها ما زلت على استعداد للقتال من أجلها، ولدي الكثير منها بودّي أفعلها لكني لا أجرؤ على الحلم بها على الإطلاق، وحلم اقتناء الشقة من هذه الفئة من الأحلام، ومؤخرًا أيضًا، يندرج حلم دخول السوبر ماركت والخروج منه دون ضرر بمئات وآلاف الشواكل ضمن هذه الفئة".
وقال إن "الشعور بالقلق واليأس لدى جيلي أن الحياة في اسرائيل تهزمهم، لأنهم باختصار فشلوا في توفير المهام الأساسية المتمثلة في تحقيق الاستقلال المالي، وتكوين أسرة، وشراء منزل، لأنها كلها تثقل كواهلهم، حتى أصبح القلق المالي مرضًا يصعب التعافي منه".
وأكد "لدي العديد من الأصدقاء الإسرائيليين الذين يعانون من ذات المرض، من كل الفئات: عازبون ومتزوجون، لديهم أطفال أو بدون، موظفون أو يعملون لحسابهم الخاص، جميعهم يتحدثون عن نفس الشعور بالاختناق في حياتهم في هذه الدولة، هذا المرض في كل مكان، ويختلس الإسرائيليون النظر من كل زاوية، وأقراني في جميع أنحاء الدولة يمشون ورؤوسهم منحنية، ويخفون رعب العجز المالي واليأس العقلي الذي يطاردهم".
وأضاف "أذهب إلى السوبر ماركت، وفي كل مرة يُصيبني ارتفاع الأسعار بالدهشة، وبينما كمية المنتجات قليلة، فإن الأسعار ترتفع، ورغم أنني أفترض نفسي بطريقة ما ناجح في حياته، لكن هذا التوصيف لا يساعدني فعلا على توفير احتياجاتي، أجلس في المنزل وأتابع الأخبار، التي تُخبرنا أن أسعار الحليب والخبز والغاز ترتفع من جديد، ليس هذا فقط، ففي الآونة الأخيرة، ارتفعت أسعار مواقف السيارات للسكان بنسبة 25 بالمئة، والآن على جدول الأعمال ميزانية 2025، التي تحمل معها أخبارا قاتمة، سترتفع ضريبة القيمة المضافة بنسبة 1 بالمئة، وتجميد معدلات الضرائب، وتجميد الحد الأدنى للأجور، وترتفع رسوم التأمين الوطني، ومجموعة من المراسيم الأخرى التي يمكن تلخيصها بخسارة 7000 شيكل للعائلة المتوسطة".
وأشار أن "صراخ الإسرائيليين من هذه الحياة الباهظة انعكاس لما يجري ويحدث من حرب مكلفة، كل يوم قتال في غزة ولبنان يكلف 500 مليون شيكل (133 مليون دولار)، هذا هو السعر بالشيكل، دون قياس التكلفة العقلية لكل يوم قتال، والنتيجة هي انخفاض الدخل للإسرائيليين نتيجة للحرب التي تخوضها الدولة، مع العلم أنه ليس لديهم رغبات كبيرة جدا كاقتناء مجموعة من الساعات الفاخرة، أو التجول في الطرقات الإسرائيلية بسيارات فاخرة، أو قضاء إجازة كل عام بمنتجع تزلج فاخر في جبال الألب، بل يمكنهم تدبر الأمر دون ملابس مصممة إيطالية".
وختم بالقول إن "الإسرائيليين على استعداد للقبول بكل واقع اقتصادي سيء، دون بالشعور بأن كل شيء يمكن أن ينهار عليهم في أي لحظة، هم فقط لا يريدون أن يشعرون بالاختناق طوال الوقت، يريدون بعض الهواء والشعور بأن لديهم فرصة للعيش في هذا العالم بطريقة معقولة، وأن يكون لديهم مستقبلًا صغيرًا، حتى لو كان صغيرًا حقًا".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية الإسرائيلي إسرائيل الاحتلال الاقتصاد الإسرائيلي حرب غزة علاء الاسعار المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
في ذكرى وفاتها.. قصة دخول فاتن حمامة الفن بسبب صورة أثناء بكائها
تحل اليوم 17 يناير ذكرى وفاة سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، إذ رحلت عن عالمنا عام 2015، وكانت قد تعاونت في مسيرتها الفنية مع كبار الفنانين والمخرجين وكان أول ظهور لها كطفلة أمام الفنان محمد عبد الوهاب في فيلم "يوم سعيد" في عام 1940، وبجانب مجموعة من نجوم الفن أبرزهم علوية جميل، عبد الوارث عسر، فردوس محمد، فؤاد شفيق، ومن إخراج محمد كريم وتأليف عبد الوارث عسر ومحمد كريم.
كانت كواليس دخول الفنانة فاتن حمامة عالم الفنفريدة من نوعها، حيث تحدثت فاتن حمامة في برنامج "سهرة مع فنان" مع الإعلامية أماني ناشد، أنه كانت هناك واحدة من المجلات تقوم بعمل مسابقة جمال للأطفال وكان لا يزال عمرها خمس سنوات حينها، وخلال المسابقة حصلت على المركز الثالث من بين الأطفال، وبعد مرور ثلاثة أشهر كان هناك مسابقة أخرى للزي، وارتدت فيه ملابس ممرضة وأخبروها أن هناك شخصا مريضا أمامها لكي يلتقطوا لها صورة، الأمر الذي جعلها تقوم بالبكاء.
وذكرت أنه تم التقاط الصورة وهي تبكي والدموع تملأ عينيها، إذ حازت الصورة على إعجاب المخرج محمد كريم وقام باختيارها لتقدم دور في فيلمه "يوم سعيد" بطولة الفنان محمد عبد الوهاب، وكان من المفترض أن تقدم مشهداً واحداً ولكن فوجئ المخرج بموهبتها لذلك قدمت عدة مشاهد في هذا الفيلم، وكانت هذه المرة الأولى التي يتعرف فيها الجمهور على فاتن حمامة.
أبرز أعمال فاتن حمامةقدمت الفنانة فاتن حمامة عدة أفلام حققت نجاحاً كبيراً أبرزها فيلم "الحرام" عام 1965، فيلم "الاعتراف" في نفس العام، فيلم "الحب الكبير" عام 1968، فيلم "الخيط الرفيع" 1971، فيلم "إمبراطورية ميم" عام 1972، فيلم "دعاء الكروان" عام 1959، فيلم "ليلة القبض على فاطمة" عام 1984.