هل تهدد الصين التحالف بين ترامب وماسك؟
تاريخ النشر: 16th, November 2024 GMT
توقع تقرير لمجلة "نيوزويك" أن تؤدي علاقة الملياردير الأمريكي إيلون ماسك بالصين إلى الإضرار بتحالفه مع الرئيس المنتخب دونالد ترامب، وتهدد منصبه المتوقع في الإدارة الجديدة للبيت الأبيض.
ورشح ماسك الذي يترأس شركتي "تيسلا" و"سبيس إكس" لتولي منصب وزير الكفاءة الحكومية، التي أنشأت بالتحالف أيضا مع رجل الأعمال فيفيك راماسوامي .
وقال ترامب في بيان :"سوف يمهد هذان الأمريكيان الرائعان الطريق أمام إدارتي لتفكيك البيروقراطية الحكومية، وتقليص اللوائح الزائدة، وخفض النفقات الباهظة، وإعادة هيكلة الوكالات الاتحادية".
ويأتي ذلك بعد أن أنفق ماسك، أغنى رجل في العالم، عشرات الملايين من الدولارات لمساعدة ترامب في الفوز بالانتخابات، وكان من أشد مؤيديه طوال الحملة.
ورغم العلاقات الوطيدة، يقول الخبراء إن هناك شيئاً واحداً قد يسبب خلافا بين ماسك وترامب، هو الصين. ترامب يكافئ إيلون ماسك بقيادة وزارة الكفاءة الحكومية - موقع 24أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب أن الملياردير إيلون ماسك سيتولى قيادة وزارة الكفاءة الحكومية مع المرشح الرئاسي الجمهوري السابق فيفيك راماسوامي.
وقال نيل توماس، زميل معهد السياسات التابع لجمعية آسيا، إن "ترامب وماسك ربما يختلفان؛ لأن الثاني قد ينتهي به الأمر إلى معارضة السياسات الاقتصادية الصارمة تجاه الصين".
يأتي ذلك بعد أن رشح ترامب اثنين من أبرز المعارضين للصين هما وزير الخارجية ماركو روبيو، ومستشار الأمن القومي مايك والتز، في إشارة إلى نهجه العدائي تجاه العملاق الآسيوي.
وهدد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 60% على جميع الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة، وفرض عقوبات على السيارات الكهربائية الصينية التي يتم تصنيعها في المكسيك لتجنب الرسوم الجمركية، فضلاً عن إلغاء المزيد من الامتيازات التجارية المتبقية لبكين، مما قد يؤدي إلى إشعال حرب تجارية مع البلاد.
وقال ترامب في سبتمبر (أيلول):"الرسوم الجمركية هي أعظم شيء تم اختراعه على الإطلاق".
في المقابل، كان ماسك، حريصاً على عدم انتقاد الحزب الشيوعي الصيني، كون شركته تيسلا تمتلك مصنعاً ضخماً في شنغهاي، يقوم بتصنيع السيارات للسوق المحلية الصينية وكذلك في أستراليا ونيوزيلندا.
وقال في برنامج تلفزيوني في عام 2020: "الصين رائعة". كما هنأ الحزب الشيوعي الصيني بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيسه، بل وعُرض عليه ذات مرة الإقامة الدائمة في الصين.
وفي الوقت نفسه، عندما طلبت الصين من شركة تسلا إجراء تغييرات على سياراتها في عام 2021، واستدعت أكثر من 285 ألف مركبة بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة، امتثل ماسك فوراً. كما امتثل ماسك لاستدعاءات سيارات تسلا في الولايات المتحدة.
وعندما أغلقت الصين مصنعًا لشركة تسلا في عام 2022 لمدة 4 أيام، من أجل الامتثال لأمر البقاء في المنزل على مستوى المدينة من الحكومة الصينية، وسط ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا، امتثل ماسك بهدوء، على الرغم من التحفظ في مواقف مماثلة في الولايات المتحدة.
على سبيل المثال، عندما أغلقت كاليفورنيا مصنعًا لشركة تسلا أثناء تفشي فيروس كورونا في ربيع عام 2020، ادعى ماسك أن السلطات الصحية في الولاية كانت "فاشية".
وأعرب ماسك أيضًا عن مخاوفه بشأن تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين في الماضي.
وأجاب ماسك عندما سُئل عما إذا كان يشعر بالقلق بشأن "العداء المتزايد" بين الولايات المتحدة والصين، قائلاً: "أعتقد أن هذا يجب أن يكون مصدر قلق للجميع".
وفي وقت سابق من هذا العام، انتقد إدارة بايدن لرفع الرسوم الجمركية على السيارات الكهربائية الصينية إلى 100%.
وقال الملياردير في مؤتمر للتكنولوجيا في باريس: "لم أطلب أنا ولا تسلا هذه الرسوم الجمركية".
وأضاف: "الأشياء التي تمنع حرية التبادل أو تشوه السوق ليست جيدة".
تعليقاً على ذلك، تؤكد المؤرخة الرئاسية بجامعة أكسفورد لورا سميث أن تعيين ماسك قد يكون علامة على "افتقار ترامب إلى سياسة حاسمة" بشأن الصين، وهو ما قد يؤدي إلى الخلاف بين الرجلين.
وتابعت: "إذا نظرنا إلى إدارة ترامب الأولى، فمن الواضح أن العديد من أعضاء طاقمه كانوا يختلفون معه بسبب ولائهم الشخصي، وليس بسبب القضايا السياسية الجوهرية. وربما كان هذا انعكاسًا لافتقار ترامب للخبرة السياسية في ذلك الوقت، الأمر الذي جعله أقل التزامًا بالسياسات الحاسمة".
"كيسنغر جديد"ولكن في حين أن هناك احتمالا ًلحدوث خلاف بين الرئيس التنفيذي لشركة تسلا والرئيس المنتخب، فإن سميث وتوماس اتفقا على أن ماسك قد ينتهي به الأمر إلى تشكيل سياسات ترامب تجاه الصين، ما يساعد في إدارة العلاقات بين الدولتين.
وقالت سميث: "الآن بعد أن أصبح ترامب وماسك قريبين للغاية، يبدو أن ترامب يريد بقاءه إلى جانبه بالنظر إلى الثروة من الموارد التي يمتلكها ماسك لتشويه سمعة خصمه".
وأشارت إلى أن ترامب في نهاية المطاف "رجل أعمال يحترم نجاح ماسك"، وبالتالي فإن "علاقتهما الوثيقة قد تؤدي إلى أن يصبح الرئيس القادم أكثر استهدافًا في سياسته تجاه الصين ويختلف مع صقور الأمن في فريق السياسة الخارجية".
ويعتقد آخرون أن ماسك قد يكون بمثابة كيسنجر الجديد في الصين، حيث يساعد في التوسط في صفقة بين واشنطن وبكين.
ويُنسب إلى الدبلوماسي الأمريكي هنري كيسنغر، الذي توفي عام 2023، الفضل في تطبيع العلاقات بين الولايات المتحدة والصين بعد زيارته التاريخية لبكين في يوليو 1971.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية ماسك ترامب الصين الولايات المتحدة عودة ترامب إيلون ماسك الولايات المتحدة الصين الانتخابات الأمريكية الولایات المتحدة الرسوم الجمرکیة دونالد ترامب إیلون ماسک فی عام
إقرأ أيضاً:
هل سيشتري إيلون ماسك الشبكة الاجتماعية تيك توك؟
أعلنت الشبكة الاجتماعية "تيك توك" أنها قد تبيع أنشطتها إلى رجل الأعمال الأمريكي، إيلون ماسك، وذلك عقب ما يوصف بـ"استيلائه" على موقع التواصل الاجتماعي "إكس" (تويتر سابقا).
وبحسب بيان شركة الشبكة الاجتماعية "تيك توك"، إثر ردّها على تقرير لوكالة "بلومبيرغ" فإنه: "من المتوقع أن يحسم قضاة المحكمة العليا في القانون الذي من المفترض أن يدخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/ يناير، إما ببيع أنشطتها في الولايات المتحدة أو مواجهة حظر استخدامها في البلاد".
وكان تقرير لوكالة "بلومبيرغ" قد ذكر أنّ: "مصادر في الصين تدرس صفقة قد تؤدي إلى بيع خدماتها في أمريكا لأغنى رجل في العالم، في حالة ما إذا وافقت المحكمة العليا في الولايات المتحدة على حظر استخدام التطبيق"؛ فيما كان يأتي رد "تيك توك"، في السابق، وبشكل متكرر أنها لن تبيع أنشطتها في الولايات المتحدة.
كذلك، أبرز تقرير "بلومبيرغ"، بحسب مصادر وصفها بـ"المطلعة" فإنّ: "أحد السيناريوهات الممكنة التي تتم دراستها من قبل المسؤولين في الصين هذه الأيام هو أن منصة الوسائط الاجتماعية "إكس" (تويتر سابقا) وهي التابعة لماسك سوف تستحوذ على أنشطة "تيك توك" في الولايات المتحدة".
من جهتها، لم يصدر بعد، موقع التواصل الاجتماعي "إكس" أي تعليق بخصوص ما يقال. فيما يشار إلى أن ماسك كما هو معروف، هو حليف مقرب من الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، الذي من المتوقع أن يعود إلى البيت الأبيض في 20 كانون الثاني/ يناير، الذي لم يتبقّى له إلا ستة أيام.
وفي الشهر الماضي، كان ترامب قد ضغط على المحكمة العليا، من أجل تأجيل قرارها حتى توليه المنصب، وذلك من أجل منح نفسه الفرصة لإيجاد ما وصف في عدد من التقارير بـ"قرار سياسي".
إلى ذلك، كانت إدارة بايدن قد كشفت أنه بدون بيع شركة "تيك توك"، فإنه قد تستخدم الشركة كأداة للتجسس والتلاعب السياسي لصالح الصين. غير أن الشركة بدورها نفت هذا الأمر لعدد من المرات، مبرزة غياب أي تأثير للحزب الشيوعي الصيني، وقالت إن القانون الذي يحظرها في الولايات المتحدة ينتهك حقوق التعبير للمستخدمين.