لم تكن جماعة تقدم/ قحت واثقة من شىء في اي يوم. فتقدم هي الابنة مجهولة الاب التى تبناها واشرف على رعايتها المجتمع الدولى. ومع كثرة المشرفين والحاضنين لها، لم تعد تقدم تعلم في اي اتجاه تسير، ولذلك وجد المشرفون عليها انهم مضطرين للاجتماع كل مرة لتوضيح الطريق لها لانها – حسب تنشئتها- عاجزة عن التفكير لنفسها لذلك سرعان ما تتوه وترتبك وتخلط الاوراق.
رغم ذلك هنالك امر وحيد تثق تقدم في صحته و تعلمه تماما، و هو رفض الشعب السوداني في الداخل والخارج لها. هذا امر تعلمه ويعلمه سدنتها.
و بدلا من ان تراجع تقدم خطل مواقفها التى تسير عكس المواقف الوطنية المتمثلة في رفض الشعب للمليشيا ومطالبته بسحقها، سافر بعض الدراويش من قادتها الى بريطانيا لمطالبتها بتبني تقديم مشروع قرار في مجلس الامن لفرض حظر على الطيران وارسال قوات اممية ومنع الصادرات وغيرها من الاجراءات الاخري لخنق البلاد ومن ثم اضعاف قدرتها على الدفاع عن نفسها وبذلك تتمكن المليشيا من الانتصار عسكريا ومن ثم عودة قحت للحكم تحت حراسة الجيوش الاجنبية!
لا ادري لماذا قام هولاء الدراويش بهذه (اللفة الطويلة) وكان بأمكانهم ان يطالبوا العالم صراحة بحملهم الى السلطة كوكلاء له بعد ان يجهز جيشا غازيا ليقهر به الشعب السودانى وجيشه! وطالما كان هدف تقدم واضحا لم يكن هنالك مبرر لهذه (اللفة الطويلة) ومحاولة الاختباء خلف مصطلحات لزجة (حماية المدنيين) اصبحت معانيها ومضامينها معروفة للجميع.
واجه قادة تقدم رفضا شعبيا واضحا في لندن وكان الموقف بمثابة فضيحة مجلجلة امام انظار المشرفين والعالم. ولقلة حيائها ونضوب ماء وجهها لم يرعوي قادتها ويعودوا الى الجادة، بل استمرأوا الاستمرار في مشروعهم وواصلوا اجتماعاتهم في اوروبا استكمالا لخطتهم لوضع السودان تحت الوصاية واوصلوا الامر لمجلس الامن متوقعين صدو قرار بارسال قوات اممية تحقق لهم هدفهم بالعودة للسلطة تحت بند حماية المدنيين!
كانت تلك هي اخر محاولاتهم للعودة للسلطة على ظهر طائرات ودبابات مجلس الامن. الان انتهت المحاولة الى بوار كبير واسقط في يدهم.
هكذا كسرت جسارة ووطنية السودانيين في الداخل والخارج جماعة تقدم وساقتهم الى مزبلة التاريخ حيث مصير العملاء وخونة الاوطان. انفض سامر داعميهم الاقليمين والكل ينادى انج سعد فقد هلك سعيد.
رغم كل ذلك علينا الحذر ثم الحذر فتقدم نبت شيطاني له مائة روح، سيمضون في ارتكاب كل الجرائم في المواطنين بمليشياتهم كما يحدث في الجزيرة حاليا ليبرروا للعالم موقفهم.
كسرناهم الآن، ولكن علينا اليقظة ومتابعة شيطانهم الجديد الذى سينبت من رماد جثثهم. لا تضعوا السلاح ابدا حتي يجتث اخر جنجويدى من بلادنا لنقيم سرادق عزاء شهدائنا في (اردمتا) حسب وعد الفريق ياسر العطا لنا عندما زرناه في امدرمان في فبراير الماضي.
ان انكسار تقدم حاليا لا يعنى نهايتها وموتها الابدي، انما سيتم ذلك بعد تنظيف بلادنا من كل المرجفين والذين في قلوبهم مرض وخاتف لونيين ومن يقف في منزلة بين المنزلتين وحتى اولئك الذين تصرفوا بعدم اكتراث للمعركة يجب ان يطالهم العقاب والتوبيخ، فمن لم يتفاعل ايجابيا مع صد الغزو ليس له الحق في تولى الوظيفة العامة. هذا امر يجب ان لا نضيع وقت فيه ويجب تنظيف دولاب الدولة من المرجفين والخوفة واذيالهم.
معركتنا لا تحتمل منطقة وسطى ولا الحياد ولا (لا للحرب) وكما قال الرئيس الامريكي الاسبق جورج بوش الابن (اما معنا او مع الارهابيين)!
فاليتخذ كل موقعه و يجب ان يطال الحساب الجميع!
هذه الارض لنا
على عسكوري
*نشر بصحيفة اصداء سودانية ١٤ نوفمبر ٢٠٢٤
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
الصامت المتحكم
ظل المؤتمر الوطني من اكثر القوي السودانية صمتا و اكثرها تحريكا للاحداث .
ثار الحديث حول المؤتمر الوطني منذ الاحد الماضي إثر تصريحات لقادته حول إنعقاد مجلس شوراه .
لم يكن الحديث عن شان داخلي موفقا و لكنه حدث .
منذ نهاية حقبة الانقاذ ظلت مواقفه هي الفاعلة فقد كان موقف رئيسه المشير البشير بتسليم السلطة دون تنازع هو ما حفظ البلاد من فتن و صراع كبير و ما اكد انه لا يريد السلطة و لا يسعي لها .
عندما عزم الدعم السريع علي الإستيلاء علي السلطة سعي لكسب الوطني لصفه في معركته و كان الرد القوي علي قائد الدعم السريع بأنا لن نقف معكم لانكم ( بندقية للإيجار ) كان ذلك هو السبب الأول في ان يضع التمرد سمة ( الفلول ) ثم يطلقها علي الشعب السوداني كله و يتحرك بها في دعايته الحربية و إنتهاكاته و كانت شاهدا علي انها حجة لا تفف علي ساق و انها محض غضب و تعبير عن خذلان يحس به .
لم يتأخر المؤتمر الوطني في دعم القوات المسلحة ضد التمرد .
إذ سرعان ما إنخرط شبابه في القتال من تلقاء انفسهم و من القيم التي إستقوها منه .
ظلت مواقفه تمثل الترياق السياسي ضد قحت سابقا وتقدم لاحقا و تمثل الارضية السياسية في وجه داعمي التمرد من السياسيين .
ظلت تقدم تنسج الاقاويل السلبية و تنسبها للوطني و لا تستطيع ان تحدد قائلها و جل افعالها إن لم يكن كلها هي رجع صدي لما يحدثه الوطني .
بل تصدت قواعد المؤتمر الوطني للمبعوث فولكر صانع الوثيقة الدستورية و الداعم الأكبر للدعم السريع حتي تم طرده من البلاد .
إسهام المؤتمر الوطني في تطوير و نهضة القوات المسلحة سبق قيام الحرب فهو صاحب المساهمة
الكبيرة في بناء جيشنا بقوته الحالية و خاصة سلاح الطيران المتميز بقوة الأداء بل كان هو الحاسم في المعركة .
و يقف التصنيع الحربي شاهدا و هو الذي قام علي شباب و علماء الوطني .
إسهامات المؤتمر الوطني ممتدة نجدها في قطاعات الطلاب التي صنع فيها قيادات في شتي المجالات .
و بث فيها و في المجتمع السودان من قيم الإسلام التي تجلت في المساجد و المجتمع كله .
وصمه المعارضون له بكل قبيح و لكنه عاد و هو بعيد عن السلطة اقوي منه و هو يملكها .
الذين يطالبونه بمراجعة تاريخه و افعاله هم الأحق بذلك إذ ظل هو مع الشعب و الجيش و الوطن و ظلت تقدم و من معها هم اهل الحرب و من يوقد نارها و هم من تصيبهم لعنة السودانيين اينما كانوا داخل و خارج السودان .
ظل الوطني الحزب السوداني الوحيد الذي له مجلس شوري و له جلسات منتظمة و يغير قياداته و لم تكن تقدم و احزابها و من يدور في فلكها تتوفر علي مؤسسات شوري .
ما بعد الحرب مرحلة تختلف عن سابقتها و هي التي تستحق ان ينظر فيها الوطني و يعيد ترتيباته وفقا لمقتضياتها إذ يحتاح لقدر اكبر من الشوري داخله و يحتاج تجديد القيادات و المنهج و البرامج لتوافي مكتسباته و ما حققه.
ستكون التحديات كبري و تكون الحاجة لبناء وطني جديد اكثر إلحاحا .
علي الوطني ان يدرك حقيقة قوته البينة و الحاجة له مستقبلا و عليه البناء علي ذلك حتي لا يكون اقل من آمال و طموح قواعده و الشعب السوداني فيه
راشد عبد الرحيم
________________
نقلا عن المحقق.