في الحديث النبوي الشريف عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "ما من عبدٍ يبتليه الله ببلاءٍ في جسده، إلا قال الله للملك: اكْتُبْ له صالح عمله الذي كان يعمل، فإن شَفاهُ غسله وطهره، وإن قبضه غفر له ورحمه" (مسند أحمد)، هذا الحديث يحمل في طياته رسائل عظيمة للمسلمين في كيفية التعامل مع البلاء والصبر عليه.

البلاء من الله: اختبار ورفع درجات

يشير الحديث إلى أن البلاء لا يُعتبر محنة فقط، بل هو أيضًا اختبار من الله سبحانه وتعالى لرفع درجات المؤمن.

عندما يُصاب الإنسان بمرض أو أذى في جسده، يكتب الله له في سجلاته الصالح من الأعمال التي كان يؤديها قبل إصابته. وهذا يعني أن المؤمنين الذين يواجهون البلاء هم في معركة روحية، حيث تُكتب لهم الحسنات من خلال صبرهم على ما ابتلاهم الله به.

الشفاء والتطهير

يتطرق الحديث أيضًا إلى ما يحدث عندما يشفى المريض أو عندما يقبضه الله. ففي حالة الشفاء، يطهر الله جسده ويغسله من الذنوب كما يغسل الماء النجاسة. أما إذا كانت النهاية هي وفاة المبتلى، فإن الله يغفر له ويشمله برحمته. هذه اللمسات النبوية توضح لنا أن البلاء ليس مجرد مكروه، بل قد يكون بابًا للرحمة والمغفرة.

دور البلاء في التزكية الروحية

إن البلاء يحمل في طياته تذكيرًا للمؤمنين بأن الدنيا ليست هي المحطة النهائية، بل هي دار اختبار، وأن ما يصيب المسلم من أذى في جسده أو ماله هو وسيلة لرفع درجاته عند الله. كما أن البلاء هو فرصة لتنقية النفس، والعودة إلى الله بالدعاء والتوبة.

الصبر على البلاء: مفتاح الأجر العظيم

من خلال هذا الحديث، يتبين أن المؤمن الذي يواجه البلاء بالصبر والاحتساب هو من يحصل على أجر عظيم.

 فهو لا يحظى فقط بالأجر عن الأعمال الصالحة التي كان يؤديها قبل البلاء، بل يحصل أيضًا على مغفرة الله ورحمته، ما يجعله في منزلة أعلى.

 

حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلّمنا كيفية التعامل مع البلاء بروح من التفاؤل والأمل، ويؤكد أن البلاء لا يعني عقابًا أو حظًا سيئًا، بل هو جزء من سنة الله في الأرض، وجزء من خطة لرفع درجات المؤمنين، بلاء المؤمن هو فرصة لاحتساب الأجر، وتنقية النفس، والتقرب إلى الله.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: البلاء من الله الحديث النبوي الحديث النبوي الشريف الله البلاء الصبر على البلاء الحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم

إقرأ أيضاً:

مطران بنها: الصوم مدرسة لتقويم السلوك وضبط النفس

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

الصوم ليس فقط امتناعاً عن الطعام والشراب، بل هو فرصة ثمينة للتأمل في جوانب عدة من حياة الإنسان. في حديثه عن قيمة الصوم، قدّم الأنبا مكسيموس مطران بنها دروسًا عميقة حول كيفية استخدام هذا الشهر الكريم لضبط النفس على أربعة مستويات هامة.

ففي كلمة تأملية، تحدث الأنبا مكسيموس عن أربعة دروس أساسية يمكن أن يتعلمها المؤمنون من الصوم، وهي دروس تلامس جوانب حياتهم اليومية وتساعدهم على تقويم سلوكهم وأخلاقهم:

على المائدة: ضبط البطن

يتعلم المؤمن من الصوم كيف يضبط شهوات جسده، حيث يعتبر الامتناع عن الطعام والشراب أداة لتطهير الجسد من الشهوات المفرطة. يعد هذا النوع من الضبط فرصة لتعزيز القوة الإرادية وضبط النفس.

 مع الناس: ضبط اللسان

الصوم يعلم الإنسان كيف يضبط لسانه ويقلل من الكلام غير المفيد أو المؤذي. في هذه الفترة، يركز المؤمن على ممارسة الصمت والتحلي بالكلمات الطيبة والمشجعة، بعيدًا عن الغيبة والنميمة.

في الطريق: ضبط العين

أثناء الصوم، يولي المؤمن اهتمامًا خاصًا للطريقة التي ينظر بها إلى العالم من حوله. من خلال التحكم في نظرته، يختار أن يكون أكثر تأملًا ووعيًا في ما يراه ويهتم بما هو نقي ومفيد.

مع النفس: ضبط الفكر

أهم درس يمكن أن يتعلمه الإنسان هو كيفية ضبط فكره وأحاسيسه. الصوم يساعد على تطهير الذهن من الأفكار السلبية ويشجع على التركيز على الأمور الإيجابية التي تقود إلى السلام الداخلي والتوازن الروحي.

يذكر إن تعليمات الأنبا مكسيموس تشجع المؤمنين على استخدام فترة الصوم كفرصة للتحول الروحي والنفسي. من خلال تعلم ضبط البطن واللسان والعين والفكر، يمكن للإنسان أن ينمي قدراته على التعامل مع تحديات الحياة اليومية بشكل أكثر توازنًا وروحانية.

مقالات مشابهة

  • مطران بنها: الصوم مدرسة لتقويم السلوك وضبط النفس
  • نزلة برد شديدة.. شيخ الأزهر يعتذر عن لقاءاته بناء على نصيحة الطبيب
  • دور برد شديد.. شيخ الأزهر يلغي اجتماعات اليوم الثلاثاء بناء على نصيحة الأطباء
  • ولاتنسوا الفضل بينكم
  • شيخ الأزهر: الدعاء يرد القضاء والإلحاح فيه عبادة ومفتاح استجابة
  • شيخ الأزهر: الدعاء يرد القضاء.. والإلحاح فيه عبادة ومفتاح استجابة
  • هل الرحمة تجوز على غير المسلم؟.. الدكتور أيمن أبو عمر يجيب
  • علامات ليلة القدر.. كيف يعرف المسلم أنها نزلت عليه؟
  • مفتي الجمهورية: اليأس ليس من صفات المؤمن.. والتشاؤم لا أصل له في الإسلام
  • البقاء لله.. مات أبي