الحرة:
2024-10-07@03:50:16 GMT

فسيفساء ألوهية المسيح تثير الجدل

تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT

فسيفساء ألوهية المسيح تثير الجدل

تثير فسيفساء مسيحية قديمة تحمل إشارة مبكرة إلى معتقد "إلوهية المسيح" غضب علماء الآثار المنقسمين بشأن اقتلاع الأرضية المزخرفة التي تعود إلى قرون، والتي تقع بالقرب مما يعتقد أنه موقع هرمجدون (معركة نهاية العالم) في النبوؤات الدينية، وإعارتها إلى متحف أميركي تعرض لانتقادات بسبب ممارسات استحواذ سابقة.

ويعد القرض المقترح لمتحف الكتاب المقدس في واشنطن بتعميق العلاقات بين إسرائيل والمسيحيين الإنجيليين في الولايات المتحدة، الذين أصبحت إسرائيل تعتمد عليهم للحصول على الدعم السياسي وموارد السياحة وغيرها من المزايا، وفقا لأسوشيتد برس.

الموزاييك تحتوي على نصوص أثرية هامة

وفسيفساء مجدو "Megiddo Mosaic"، كما يسميها الآثاريون، هي جزء مما يعتقد أنه أقدم قاعة صلاة مسيحية في العالم كانت تقع في قرية من العصر الروماني في شمال إسرائيل.

واكتشفها علماء الآثار الإسرائيليون في عام 2005 خلال حفريات أجريت كجزء من التوسع المخطط لسجن إسرائيلي.

ويقع السجن على مفترق طرق تاريخي على بعد ميل جنوب تل مجدو على أعتاب وادي يزرعيل الواسع والمسطح.

ويستخدم المجمع المحاط بسياج فولاذي أبيض تعلوه أسلاك شائكة لاحتجاز السجناء الفلسطينيين.

والحقل المجاور للسجن، المليء بالفخار ومخلفات الماشية، هو المكان الذي يعتقد فيه بعض المسيحيين أن معركة (هرمجدون) الحاسمة بين الخير والشر ستكون في نهاية الزمان.

وبالنسبة لبعض المسيحيين، وخاصة الإنجيليين، ستكون هذه هي اللحظة التي طال انتظارها.

وقالت سلطة الآثار الإسرائيلية إنها ستقرر ما إذا كانت ستمضي بخطوة الإعارة في الأسابيع المقبلة، بعد مشاورات مع هيئة استشارية.

ونقلت الوكالة عن جيفري كلوها، كبير أمناء متحف الكتاب المقدس، إن القرار بشأن الإعارة بيد سلطة الآثار الإسرائيلية وحدها.

وأضاف أن المتحف "بالطبع سيرحب بفرصة تثقيف آلاف من زوارنا حول قطع مهمة من التاريخ مثل هذه الفسيفساء".

وأعرب العديد من علماء الآثار والأكاديميين عن اعتراضات صاخبة على فكرة إزالة فسيفساء مجدو من مكانها - والأكثر من ذلك عرضها في متحف الكتاب المقدس.

وقال كافان كونكانون، أستاذ الدين في جامعة جنوب كاليفورنيا، إن المتحف يعمل بمثابة "آلة الكتاب المقدس القومية المسيحية اليمينية" مع صلات مع "المؤسسات الأخرى التي تروج للإنجيليين البيض والقومية المسيحية وأشكال المسيحية الصهيونية".

وقال "ما يقلقني هو أن تفقد هذه الفسيفساء سياقها التاريخي الفعلي وستعطى سياقا آيديولوجيا يستمر في مساعدة المتحف على سرد قصته".

ويرفض آخرون فكرة تحريك الفسيفساء على الإطلاق قبل اكتمال الدراسة الأكاديمية.

ويشارك ماثيو آدامز، مدير مركز عالم البحر الأبيض المتوسط، وهو معهد أبحاث أثري غير ربحي، في الحفريات في "تل مجيدو" ومعسكر الفيلق الروماني المتاخم لـ"ليجيو" إنه "من السابق لأوانه تحريك هذه الفسيفساء".

وردا على سؤال حول الانتقادات الموجهة لممارسات متحف واشنطن، قال كلوها، "إن المتاحف الكبرى والمؤسسات المتميزة الملتزمة بالحفاظ على التاريخ كان عليها التعامل مع قضايا التراث الثقافي، لا سيما في السنوات الأخيرة".

واستنادا إلى الاكتشافات الأخرى الموجودة في الحفريات وأسلوب الحروف في النقوش، قام علماء الآثار بربط أرضية الفسيفساء بالقرن الثالث - قبل أن تتحول الإمبراطورية الرومانية رسميا إلى المسيحية وعندما كان أتباعها لا يزالون مضطهدين.

ومع ذلك، كان أحد المانحين الذين دفعوا لتزيين بيت العبادة القديم قائدا يخدم في معسكر الفيلق الروماني المجاور.

وتحمل الفسيفساء نقوشا يونانية، من بينها تقدمة "للإله يسوع المسيح".

ومنذ فتح أبوابه في عام 2017، واجه متحف الكتاب المقدس انتقادات بسبب ممارسات الجمع والترويج لأجندة سياسية مسيحية إنجيلية.

وفي عام 2018، اضطر إلى إعادة لوح قديم من بلاد ما بين النهرين نهب من العراق والاعتراف بوجود تزوير في العديد من شظايا لفائف البحر الميت التي يمتلكها المتحف.

كما صادرت السلطات الأميركية آلافا من الألواح الطينية وغيرها من الآثار المنهوبة من طرف مؤسس المتحف، ورئيس شركة متاجر "هوبي لوبي" الشهيرة، الإنجيلي كريستيان ستيف غرين، وأعادتها إلى العراق.

ويرعى المتحف حفريتين أثريتين في إسرائيل، وله معرض برعاية سلطة الآثار الإسرائيلية.

وقال كلوها إن المتحف يخطط أيضا لسلسلة محاضرات تضم علماء آثار من سلطة الآثار الإسرائيلية.

وأصبح المسيحيون الإنجيليون، الذين تتزايد صفوفهم في جميع أنحاء العالم، من أشد المؤيدين لإسرائيل، حيث تبرعوا بمبالغ كبيرة من المال وزاروا البلاد كسياح وحجاج.

وفي الولايات المتحدة، يضغطون أيضا على السياسيين في الكونغرس لدعم إسرائيل، وفقا للوكالة.

ويقول الإنجيليون، الذين يشكلون أكثر من ثلث مسيحيي العالم الذين يقدر عددهم بنحو ملياري نسمة، إن تقاربهم مع إسرائيل ينبع من الجذور اليهودية للمسيحية.

ويرى البعض أن تأسيس إسرائيل يحقق نبوءة الكتاب المقدس، مما يبشر بعصر مسيحي متوقع عندما يعود يسوع ويقبل اليهود المسيحية أو يموتون.

وقد ولد هذا المبدأ عدم ارتياح بين بعض الإسرائيليين، لكن السياسيين منهم احتضنوا الدعم الإنجيلي لإسرائيل رغم ذلك.

ومنذ اكتشافها، ظلت الفسيفساء مدفونة تحت أراضي سجن مجدو. لكن في السنوات الأخيرة، بدأت الحكومة الإسرائيلية في وضع خطة متعددة السنوات لنقل السجن من موقعه الحالي وتطوير موقع سياحي حول الفسيفساء.

وموقع تل مجدو الأثري هو بالفعل نقطة جذب رئيسية للمسيحيين الإنجيليين الذين يزورون الأراضي المقدسة.

وتتوقف حافلات محملة بالحجاج في طريقهم من وإلى الجليل لرؤية أنقاض لمدينة التوراتية والصلاة في الموقع الذي يعتقدون أن نهاية العالم ستحدث فيه.

ولم تناقش سلطة الآثار الإسرائيلية ولا المتحف الشروط الدقيقة لمقترح القرض، لكن إسكوزيدو اقترح شيئا مشابها للجولة العالمية التي استمرت عقدا من الزمن لفسيفساء رومانية عثر عليها في مدينة اللد بوسط إسرائيل حتى أكملت إسرائيل متحفا لإيوائها.

لكن الخبراء متشككون بشأن اقتلاع الفسيفساء.

وقالت كانديدا موس، أستاذة اللاهوت في جامعة برمنغهام التي شاركت في تأليف كتاب عن متحف الكتاب المقدس "بمجرد أن تأخذ أي قطعة أثرية خارج سياقها الأثري، فإنها تفقد شيئا ما، وتفقد الإحساس بالمساحة والبيئة التي تم التنقيب فيها لأول مرة".

واعتبر رافي غرينبرغ، أستاذ علم الآثار في جامعة تل أبيب، أن الاقتراح ينم عن نزعة استعمار، حيث انتزعت القوى المهيمنة تاريخيا الاكتشافات الأثرية من المستعمرات.

وقال: "حتى لو لم تعترف إسرائيل أبدا بأنها مستعمرة، فإنها في الواقع تتصرف كمستعمرة، وهو ما أجده غريبا".

وقال غرينبرغ إن الاكتشافات الأثرية "يجب أن تبقى حيث هي وألا يتم اقتلاعها ونقلها إلى الخارج إلى بلد مختلف والاستيلاء عليها بشكل أساسي من قبل قوة أجنبية".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: علماء الآثار

إقرأ أيضاً:

المنشآت النووية تثير قلق العالم.. كيف ترد إسرائيل على الهجوم الإيراني؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 تعهدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي الإيراني الذي وقع الثلاثاء الماضي والذي شمل أكثر من 180 صاروخا باليستيا وتم إحباط جزء منه والجزء الأخر استهدف بعض المناطق في الأراضي المحتلة.

ويعتقد بعض المحللين وفق ما نقلته وكالة رويترز أن إسرائيل من المرجح أن ترد باستهداف المنشآت العسكرية الإيرانية، وخاصة تلك التي تنتج الصواريخ الباليستية مثل تلك التي استخدمت في هجمات الثلاثاء. كما قد تقوم بتدمير أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية ومنشآت إطلاق الصواريخ. 

فيما رأى البعض الأخر أن توجيه ضربات إلى المنشآت النووية الإيرانية قد يؤدي إلى تأخير قدرة طهران على إنتاج سلاح نووي. إن البرنامج النووي الإيراني منتشر في العديد من المواقع، وبعضها فقط مبني تحت الأرض.

ولكن من المرجح أن يؤدي أي هجوم كبير على البنية الأساسية النووية لإيران إلى عواقب وخيمة، بما في ذلك احتمال اندفاع إيران نحو بناء سلاح نووي. وقد قالت واشنطن إنها لن تؤيد مثل هذا التحرك من جانب إسرائيل.

ويرى البعض أن هناك "احتمالا واضحا" بأن تتمكن إسرائيل من ضرب المنشآت النووية الإيرانية، ولكن ليس هناك احتمال "لأنك عندما تفعل شيئا كهذا فإنك تضع القيادة الإيرانية في موقف يسمح لها بالقيام بشيء دراماتيكي للغاية ردا على ذلك". 

كما قد تضرب إسرائيل صناعة النفط الإيرانية، الأمر الذي قد يلحق الضرر باقتصادها. وقد يستفز مثل هذا الهجوم إيران بدورها لضرب منشآت إنتاج النفط في دول أخرى. وقد يؤدي هذا إلى ارتفاع أسعار الوقود، وهي قضية رئيسية في الحملات الانتخابية الأمريكية، قبل أن يختار الأمريكيون رئيسا جديدا وكونغرسا جديدا في انتخابات نوفمبر المقبل.

كما يبدو أن الرد العسكري هو الخيار الأكثر احتمالا، لكن هناك خيارات أخرى لا تتضمن ضربات صاروخية أو غارات كوماندوز.

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه سيفرض المزيد من العقوبات على إيران. وتحظر العقوبات التي تفرضها واشنطن على إيران بالفعل كل التجارة الأمريكية مع البلاد تقريبًا، وتجمد أصول حكومتها في الولايات المتحدة وتحظر المساعدات الخارجية الأمريكية ومبيعات الأسلحة.
 

كما يرى بعض الخبراء أن إسرائيل قد ترد إما في الشرق الأوسط أو في الداخل الإيراني. حيث قد تضرب فصائل إيرانية في المنطقة، سواء الحوثيين في اليمن أو تكثيف الضربات على حزب الله المنهك، أو في سوريا.

كما رأى مسؤولون أمريكيون أن سيناريو استهداف المنشآت النووية الإيرانية مطروح كخطة للرد، وفق ما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز"

كما أوضحوا أن عدة سيناريوهات مطروحة لكن أكثرها تطرفا قد يكون ضرب إسرائيل لمنشآت نووية إيرانية في أصفهان. وأكدوا أن إنتاج إيران قنبلة نووية يتطلب في الوضع الراهن عدة أسابيع، ولكن في حال ضرب المنشآت النووية سوف يستغرق ذلك وقتا أطول بكثير.

مقالات مشابهة

  • اغتيال السادات.. من هم القادة العرب الذين دفعوا حياتهم ثمنا للتقرب من إسرائيل ومن يخشى ذات المصير؟
  • متاحف الآثار تكرس شهر أكتوبر لتسلط الضوء على البراعة العسكرية للمصريين القدماء
  • قفزة ماسك في خطاب ترامب تثير الجدل بمواقع التواصل
  • ضربة إسرائيلية قرب معابد بعلبك في لبنان تثير مخاوف على سلامة الآثار الرومانية التاريخية
  • “المسيح سيخلف نتنياهو”.. هكذا تحيي إسرائيل الحلم التوراتي بإعادة احتلال لبنان
  • شاهد بالصورة والفيديو.. المودل آية أفرو تثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة وتظهر داخل غرفتها بــ(الشورت) القصير أثناء عرضها لكريمات البشرة التي تستخدمها وساخرون: (جنيتي رسمي)
  • مصادر أمنية لبنانية تثير الجدل بشأن مصير هاشم صفي الدين
  • المنشآت النووية تثير قلق العالم.. كيف ترد إسرائيل على الهجوم الإيراني؟
  • المسيح سيخلف نتنياهو!.. هكذا تحيي إسرائيل الحلم التوراتي بإعادة احتلال لبنان
  • 6 تصريحات نارية لـ القندوسي تثير الجدل في الأهلي.. ورسالة مثيرة لـ إمام عاشور