شارك الشيخ المحفوظ بن بيّه، الأمين العام لمنتدى أبوظبي للسلم، رئيس «لجنة الدين والمجتمع المدني للذكاء الاصطناعي» في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الحريات الدينية، الذي عقد في مبنى وزارة الخارجية بالعاصمة التشيكية تحت عنوان «البحث عن التفاهم في عصر الأزمات»، بمشاركة عدد كبير من الشخصيات الدبلوماسية والسياسية والفكرية وصناع السلام عبر العالم.


افتتح المؤتمر المبعوث الخاص للحريات الدينية والحوار الديني روبرت رهاج، ومساعد وزير خارجية جمهورية تشيك إدوارد هلسيس، وأكدا أن الهدف من عقد المؤتمر هو تبني مبادرات ميدانية وتدابير عملية لتوحيد الصفوف حول القضايا المشتركة، وهي قضايا السلام العالمي والعدالة الإنسانية، في جوّ تضامني يرفض كل مشاعر الكراهية وعلى وجه الخصوص من أجل التصدّي لتنامي الحركات المتطرّفة والمعادية للإسلام والمسلمين.
وفي كلمة له في الجلسة الافتتاحية، استعرض الشيخ المحفوظ بن بيه الرّؤية الإماراتية التي تقدّم للعالم نموذجاً حضارياً متجسّداً على أرض الواقع للتّعايش السعيد بين الديانات والثقافات والأعراق، من خلال المراهنة على قيم السّلام والأخوة الإنسانية والتضامن، في مقابل قيم الكراهية والتنابذ التي يراهن عليها صناع الموت.
واستعرض بهذا الصدد الوثائق الإماراتية الكبرى كإعلان أبوظبي للسلام (2014)، وإعلان مراكش (2016)، ووثيقة الأخوة الإنسانية (2019)، وميثاق حلف الفضول الجديد (2019)، وإعلان أبوظبي للمواطنة الشاملة (2021)، وغيرها من الوثائق والإعلانات التي تعتبر معالم ومنارات مشعة على طريق الاستئناف الحضاري، وميلاد إنسانية الأخوة والتضامن.
وفي هذا السياق، استلهم المحفوظ بن بيه من حكمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، معتبراً أن صناعة السلام ليست مجرّد وظيفة أو مهنة محددة الوقت والغايات، وإنما هي مسعى حياة، ومهمة تمتدّ من المهد إلى اللحد، مضيفاً أن هذا يحتّم على محبي السلام جميعاً واجب الحفاظ على جذوة الأمل متّقدة ومشعل الرجاء مضيئاً، مهما أظلمت الآفاق وتلاحقت الأحداث.
وفي إطار شرحه لجهود منتدى أبوظبي للسلم، أوضح الأمين العام أن المنتدى يتبنى مقاربة «أولي بقية» التي تتقاطع مع نظرية «الأقلية المبدعة التي تصنع التاريخ» بحسب عبارة المؤرخ الأمريكي توينبي، ولذلك فإن المنتدى، انطلاقاً من الرؤية الاستراتيجية لدولة الإمارات، أصبح اليوم بشهادة الكثيرين من صناع القرار والمراقبين الدوليين هو الشريك الأبرز والأهم للفعاليات الكبرى العالمية في مجال الحريات الدينية وتعزيز السلم.
وفي نفس السياق استعرض الأمين العام الشبكة الواسعة للشراكات المتعددة التي تربط المنتدى بمختلف الجهات المعنية في الأمم المتحدة، والاتحاد الإفريقي، والولايات المتحدة، وأوروبا، والعالم الإسلامي، والتي من خلالها يهدف المنتدى إلى التأسيس لنوع جديد من الحوار التعارفي، يرتقي بالحوار الديني والحضاري إلى مستوى حوار المفاهيم وبناء التعارف حول المشتركات الإنسانية.
وبخصوص تنامي حركات الكراهية ومعاداة المسلمين أكد الشيخ المحفوظ بن بيه أن هذه الحركات هي الحليف الموضوعي والشريك الفعلي للحركات الدينية المتطرفة، حيث يغذّي كل واحد من الطرفين الطرف الآخر، ويقدّم له العناصر الضرورية لنموه ووجوده، ولذلك فعندما نكافح التطرّف فنحن نكافح المعاداة للإسلام ومشاعر الخوف من المسلمين، وفي المقابل عندما نواجه مشاعر العداء للمسلمين فنحن أيضاً نقضي على البيئة المساعدة لنمو حركات التطرف واستغلال الخطاب الديني.
يذكر أن مؤتمر الحريات الدينية هو مبادرة دولية بالتعاون بين منظمة الحريات الدينية الدولية وعدد من الحكومات لنشر الوعي العالمي بقضايا الأقليات الدينية وما تتعرض له من اضطهاد وانتقاص لحقوقها، ولبناء مقاربات تشريعية واجتماعية لتعزيز نماذج المواطنة الشاملة والتفاهم الإنساني.
(وام)

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات التسامح الحریات الدینیة

إقرأ أيضاً:

صقر غباش: زايد أسس الدولة على ركائز التسامح والعدل والأخوة الإنسانية

أبوظبي: سلام أبوشهاب
قال صقر غباش، رئيس المجلس الوطني الاتحادي: في التاسع عشر من شهر رمضان من كل عام، تتجدد في وجداننا ذكرى يوم زايد للعمل الإنساني، يوم تستذكر فيه دولة الإمارات والإماراتيون والإنسانية جمعاء، إرثاً وعطاءً إنسانياً سيظل خالداً جيلاً بعد جيل، فقد أسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، هذه الدولة الميمونة على ركائز ثابتة قوامها التسامح والعدل والأخوة الإنسانية التي لا تعرف عرقاً، أو جنساً، أو لوناً، أو طائفةً، بل هي ركائز ومبادئ كان يرى فيها في كل إنسان أخاً، وفي عون كل محتاج واجباً، وفي الوقوف مع كل متضرر أو لاجئ مسؤوليةً، حتى جعل من الخير نهج حياة، ومن الإنسانية امتداداً لروح الإمارات.
قال صقر غباش إنّ المجلس الوطني الاتحادي: إذ يحيي يوم زايد للعمل الإنساني، فإنه لا يستذكر مسيرته في بناء دولة الاتحاد وإرثه الكريم في إرساء مبادئ التسامح والتعايش والسلام فحسب، بل يجدد عزمه على صون هذا الإرث الإنساني الذي سيظل أصيلاً ومتأصلاً فينا، قيادةً وشعباً، برؤى تعكس امتداد نهج العطاء الذي أمسى ثقافة وهوية إماراتية.
جاء ذلك في كلمة ألقاها في بداية الجلسة الثامنة التي عقدها المجلس، بمقره في أبوظبي مساء أمس الأول، وحضرها عبد الرحمن العويس، وزير الصحة ووقاية المجتمع، وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني والدكتور عمر حبتور الدرعي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة.
قانون الزكاة
ويهدف مشروع قانون المنصة الوطنية للزكاة الذي وافق عليه المجلس خلال الجلسة إلى حوكمة وتنظيم وإدارة عمليات تلقي وجمع وتوزيع وصرف الزكاة، واستثمار الفائض منها وفق الأحكام والضوابط الشرعية والقانونية وضمان وصول الزكاة إلى الفئات المستحقة، وتنسيق الجهود والتكامل بين الجهات المصرح لها في الدولة لتوزيع الزكاة في مصارفها الشرعية والتحقق من أن أموال الزكاة يتم التصرف فيها وفقاً للأحكام الشرعية ومن خلال القنوات المشروعة.
ووفقاً لمشروع القانون ينشأ في الهيئة منصة وطنية رقمية موحدة يطلق عليها «المنصة الوطنية للزكاة»، تتضمن بيانات الجهات المصرح لها وبيانات الفئات المستحقة والنسب المخصصة لكل فئة، وبيانات أموال الزكاة المجمعة والموزعة وأي بيانات أخرى يصدر بها قرار من رئيس الهيئة وتلتزم الجهات المصرح لها بإتمام جميع العمليات المالية المتعلقة بالزكاة عبر الأنظمة والإجراءات التي تحددها السلطة المختصة وتنظم آلية توثيق حصيلة تلقي وجمع وتوزيع الزكاة وأي بيانات أخرى متعلقة بها في المنصة، بقرار من رئيس الهيئة بالتنسيق مع السلطة المختصة والجهات الحكومية المعنية وتحدد شروط وإجراءات تحديث البيانات الواردة في المنصة الوطنية للزكاة بقرار من رئيس الهيئة.
حالات استثنائية
ويحظر على الجهات المصرح لها توزيع الزكاة خارج الدولة إلا في حالات استثنائية، مثل الكوارث الطبيعية أو الأزمات الإنسانية الكبرى التي توجه الجهات المعنية في الدولة بتقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين منها وعلى الجهة المصرح لها الراغبة في توزيع الزكاة خارج الدولة، أن تقوم بتقديم طلب عبر المنصة الوطنية للزكاة، وعليها في حال صدور الموافقة على التوزيع خارج الدولة، التنسيق مع الجهات المعنية في الدولة بتقديم المساعدات الخارجية وفقاً للآليات والضوابط التي تحددها هذه الجهات.
استثمار الفائض
ويجوز للسلطة المختصة الموافقة على قيام الجهة المصرح لها باستثمار الفائض من أموال الزكاة لديها وفقاً للشروط الآتية: تقديم المستندات الدالة على وجود فائض في أموال الزكاة لدى الجهة المصرح لها وعدم وجود فئات مستحقة في الدولة يمكن صرف فائض أموال الزكاة عليها وأن يكون الاستثمار في الأوجه الجائزة شرعاً وقانوناً والبعيدة عن مخاطر الخسارة وبما يتلاءم مع الطبيعة الشرعية للزكاة، وتوظيف الأرباح الناتجة عن هذه الاستثمارات بشكل مباشر في مصارف الزكاة الشرعية وفق أحكام هذا القانون وتوثيق جميع الاستثمارات في المنصة الوطنية للزكاة وأي شروط أخرى تحددها السلطة المختصة.
ولا يجوز في جميع الأحوال للجهة المصرح لها بعد حصولها على الموافقة، استقطاع النصيب الشرعي من الأرباح الناتجة عن استثمار أموال الزكاة سواءً لها أو للسلطة المختصة.
وبحسب مشروع القانون تلتزم المنشآت التي تتلقى الزكاة وتجمعها وتوزعها بتوفيق أوضاعها وفق أحكام هذا القانون خلال مدة لا تزيد على سنة من تاريخ العمل به ولمجلس الوزراء بناءً على اقتراح من رئيس الهيئة تمديد المهلة لمدد أخرى.
الازدحام المروري
وقال الدكتور عدنان حمد الحمادي، عضو المجلس، في سؤال برلماني إلى المهندس سهيل المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية، عن الازدحام المروري بين إمارتي دبي والشارقة، في معرض الرد الكتابي الوارد للمجلس من الوزير أوضح البدء بأعمال المشاريع التطويرية على المحاور الرئيسية خلال عام 2024، وجارٍ استكمالها، هذه الإجابة كانت قبل سنة ونصف السنة، متى سيتم هذا الإنجاز؟
وأضاف الحمادي: الوزير تحدث في الرد الكتابي عن ثلاث نقاط أساسية، عن تشريع وعن نسب وعن تنسيق في التشريع ويوجد قصور تشريعي لم يعالج هذه المشكلة، التشريع ركز فقط على تنظيم حركة المرور دون أن يتعامل مع أبعاد هذه الأزمة المتمثلة في الازدحام المروري، نظراً للتوسع العمراني، وارتفاع عدد المركبات.
وأضاف: ذكرنا قبل سنة ونصف السنة، أن هناك 58 ألف سيارة تدخل إلى مدينة دبي يومياً، وتشير هيئة الطرق والمواصلات في إمارة دبي أن العدد مليون و200 ألف سيارة، وإدارة المرور والترخيص، وهيئة الطرق في دبي تصدر ما معدله 4000 رخصة قيادة ومدارس التعليم في إمارة دبي تسجل يوميا 36 ألف ساعة تدريبية، فكيف لنا إيجاد حلول لهذه الأزمة؟
وقال إذا ما حسبنا أيضاً الساعات المهدرة على الطريق، القيادة بين دبي والشارقة لمسافة 15 كم، فإن ثلث عدد أيام عمل الموظف مهدرة هلى هذا الطريق.وكان الوزير قد أشار في الرد الكتابي إلى 4 إجراءات لمواجهة الزحام المروري وهي: تحديث السياسات والتشريعات الحالية المتعلقة باقتناء المركبات وترخيصها للحدّ من نسبة نمو المركبات غير الطبيعية وتجاوزت (8%) مقارنة بالنسبة العالمية (2%) سنوياً، وتعزيز محاور الطرق الحالية الرابطة بين الإمارات بمشاريع وطنية على المستويين المحلي والاتحادي ودراسة استحداث محاور طرق جديدة رابطة بين إمارات الدولة ودراسة تعزيز مشاريع النقل الجماعي وتكاملها بين إمارات الدولة واستحداث أنماط نقل عام تحفز على توجيه التنقل عبرها والتقليل من استخدام المركبات الخاصة.
وطالب سعيد راشد العابدي، عضو المجلس، في سؤال برلماني إلى المهندس سهيل المزروعي بإعادة النظر في قرار الحصول على المسكن لمن بلغت 60 سنة، بحيث تتوافق هذه المادة في القانون مع سياسة واستراتيجية الدولة في تمكين المرأة.وذكر المزروعي، في الرد الكتابي أنه حدّدت ضوابط وشروط الحصول على المساعدات السكنية لمختلف الفئات الاجتماعية وضمنت ست فئات لاستحقاق المرأة المواطنة غير المتزوجة بحسب الحالة الاجتماعية.

مقالات مشابهة

  • صقر غباش: زايد أسس الدولة على ركائز التسامح والعدل والأخوة الإنسانية
  • صقر غباش: الشيخ زايد رمز إنساني عالمي
  • الشؤون الدينية بمسجد روما: العمل الإنساني في الإمارات امتداد لإرث الشيخ زايد
  • الشيخ زايد.. أوسمة وألقاب عالمية تقديراً لإسهاماته الإنسانية
  • رئيس البرلمان العربي: مسيرة الشيخ زايد الإنسانية مبعث فخر واعتزاز
  • سفيرة الإمارات: الشيخ زايد ترك لنا إرثا عظيما من الإنسانية والعطاء
  • ذياب بن محمد بن زايد: «يوم زايد للعمل الإنساني» مناسبة نستلهم منها القيم الإنسانية التي أسست لاستدامة العطاء الإماراتي
  • ذياب بن محمد بن زايد: نستلهم من "يوم زايد للعمل الإنساني" القيم الإنسانية التي أسست لاستدامة العطاء الإماراتي
  • «إسلامية دبي»: الشيخ زايد جعل من الإمارات نموذجاً عالمياً في البذل والعطاء
  • فرحات: مصر قدمت نموذجا يحتذى به في الصمود والثبات بفضل تماسك شعبها ومؤسساته