رسميا.. فتح المجال الجوي الشرقي أمام حركة الطيران
تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT
بورتسودان – نبض السودان
أعلنت سلطة الطيران المدني عن فتح المجال الجوي السوداني أمام حركة الطيران بالمسارات الشرقية للبلاد ( القطاع الشرقي) وذلك اعتبارا من اليوم 15 أغسطس وتدشين مركز الملاحة الجوية البديل في مدينة بورتسودان.
.المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: الجوي الشرقي المجال رسميا فتح
إقرأ أيضاً:
ماذا يحدث في أبيي، هل هي على طريق حلايب؟
منطقة أبيي الحدودية بين السودان وجنوب السودان تُعد واحدة من أكثر المواضيع حساسية وتعقيداً في العلاقات بين السودان وجنوب السودان. هذا النزاع المستمر يعكس التداخل بين الطموحات السياسية والإقتصادية والإثنية، حيث يتنازع الدينكا نقوك والمسيرية على تبعية هذه الأرض الغنية بالموارد الطبيعية. يعتبر النزاع على أبيي أحد الملفات العالقة بعد انفصال واستقلال جنوب السودان في ٢٠١١، وما زال يمثل تحدياً كبيراً للبلدين، وتقوم قوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة في أبيي (يونيسفا) بحفظ السلام في المنطقة منذ ٢٠١١.
الأسابيع القليلة الماضية شهدت أخبار وإدعاءات متعلقة بمنطقة أبيي، وهي لم تجد الإنتباه الكافي وهو أمر مفهوم في ظل الحرب الدائرة، وكالمعتاد لم تصرح حكومة بورتسودان بهذا الخصوص. الخبر الأول هو إتفاق بين جنوب السودان وحكومة بورتسودان على تقاسم عائد مرور البترول الجنوب سوداني بعد استئناف الضخ، ثم ظهور عمد ونظار المسيرية في فيديوهات على وسائط التواصل الإجتماعي للاستنفار لصالح الدعم السريع، تلاه قيام سلاطين دينكا نقوك وبعض أهالي أبيي بتسليم مذكرة لقيادة قوة الأمم المتحدة (يونيسفا) تطالب بحكم ذاتي إنتقالي، ثم جاء تصريح لمسؤولة أممية بشأن تواجد وانتشار قوات جنوب سودانية في المنطقة، وأخيراً جاء في موقع الشرق الإخبارية بحسب مصادرها أن زيارة وليام روتو، الرئيس الكيني، المؤكدة إلى جوبا قد رافقه فيها عبد الرحيم دقلو، ولم يتأكد خبر مرافقة عبد الرحيم لروتو من مصدر آخر. يحلل هذا المقال هذه الأحداث والإدعاءات على خلفية الحرب الحالية.
في الأسابيع الأخيرة، انتشرت أخبار عن اتفاق بين حكومة جنوب السودان وحكومة بورتسودان، يقضي بتقاسم عائدات مرور بترول جنوب السودان، الذي يمر عبر الأنبوب السوداني إلى موانئ التصدير على البحر الأحمر، وذلك بعد سماح بورتسودان والدعم السريع بصيانة الأنابيب في مناطق سيطرة كل طرف. والذي لم يتأكد بعد هو هل الدعم السريع مضمن في هذا الإتفاق أم لا، خصوصاً وأن الدعم السريع يسيطر على مساحات واسعة من الأراضي التي يمر بها خطي أنابيب البترول لشركتي بترودار والنيل الكبرى بل ويسيطر على محطات ضخ مثل العيلفون وود شلعي. ويعكس هذا الإتفاق تداخل المصالح بين الأطراف، في وقت يشهد السودان صراعاً داخلياً شديد التعقيد.
ثم خرج قادة ونظار قبيلة المسيرية يعلنون التحشيد والتعبئة لصالح الدعم السريع. هناك إحتمال بأن يكون هذا التحشيد رسالة غير مباشرة لحكومة جنوب السودان إذا لم يكن الدعم السريع مضمن في هذا الإتفاق، وربما يرى بأن له الحق في الحصول على بعض عوائد البترول بحكم سيطرته على بعض أراضي مرور البترول، وربما ليس لتحشيدهم هذا علاقة بإتفاق تقاسم عوائد النفط هذا، وقد يكون في إطار التصعيد الذي هدد به حميدتي في خطابه الأخير. وتُعد هذه الدعوات مؤشراً على حجم التأييد الشعبي الذي تحظى به قوات الدعم السريع في أوساط قبيلة المسيرية، التي تعتبر أبيي جزءاً من أراضيها التقليدية.
في ذات الوقت، قدم سلاطين الدينكا نقوك وعدد من الأهالي مذكرة إلى رئاسة بعثة الأمم المتحدة في أبيي (اليونيسفا)، طالبوا فيها بمنحهم الحكم الذاتي الانتقالي. ويبدو أن هذا التحرك يأتي كرد فعل على تصاعد التوترات في المنطقة أو تواجد مسلحين من الدعم السريع من أبناء المنطقة من المسيرية، أو كمحاولة من الدينكا نقوك للضغط نحو إدارة مستقلة كخطوة أولى نحو تبعية أبيي بالكامل لجنوب السودان.
لاحقاً، أصدرت مارثا بوبي، مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الأفريقية وشؤون السلام، تصريحات تدين فيها استمرار انتشار قوات من جنوب السودان في المنطقة، مؤكدةً أن ذلك ينتهك اتفاقية ٢٠١١ بين السودان وجنوب السودان التي تنص على إدارة مشتركة لأبيي، وتمنع أي تواجد عسكري من الطرفين. وأوضحت بوبي أن هذا التواجد عرقل حركة بعثة الأمم المتحدة في أبيي (اليونيسفا)، مما زاد الوضع تعقيداً وأثار قلق الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.
وفي تطور لافت قبل أيام، قام رئيس كينيا، وليام روتو، بزيارة إلى جوبا برفقة عبد الرحيم دقلو بحسب الشرق الإخبارية، فهل لهذه الزيارة علاقة بملفي البترول وأبيي خصوصاً وأن المسيرية يشكلون قسماً كبيراً من مقاتلي الدعم السريع، ومن مصلحة الدعم السريع عدم حدوث أي تصعيد حالي في أبيي. وفي السياق نفسه، تبرز عدة سيناريوهات محتملة حول موقف حكومة بورتسودان. فمن جانب قد تكون متواطئة أو دفعت بشكل مباشر أو غير مباشر بالتواجد العسكري الجنوب سوداني كأداة ضغط على المسيرية، ومن خلال إثارة قضية أبيي تسعى بورتسودان لتشتيت المسيرية ودفع مقاتليهم في الدعم السريع للعودة إلى مناطقهم، للدفاع عن أبيي ضد التواجد العسكري الجنوب سوداني الذي حذرت منه المسؤولة الأممية، مما يخفف من الضغط العسكري على حكومة بورتسودان، أو يُفشل مساعي قادة ونظار المسيرية للتحشيد لصالح الدعم السريع. من جانب آخر، هناك احتمال بأن حكومة بورتسودان عاجزة أو تتجاهل الوضع بسبب الحرب الدائرة، أو قد تكون قلقة من أن تدخلها قد يدفع لتقارب بين جنوب السودان والدعم السريع ما قد يزيد من الضغط عليها. أما بالنسبة لجنوب السودان فقد تكون الرؤية أن الوضع الحالي هو فرصة للسيطرة على أبيي أو إتخاذ خطوات تعزز موقفها في أي تفاوض مستقبلي، مدفوعةً بالضغط من دينكا نقوك بأبيي أو هي التي تدفعهم للمطالبة بالحكم الذاتي، وهو أمر غير مستبعد في الخلافات الحدودية الدولية، حيث أن الطرفين السودان وجنوب السودان يدفعان بأحقيتهما في المنطقة. وهناك سؤال ما ستكون ردة فعل المسيرية كقبيلة على هذه السيناريوهات إن حدث أياً منها وماهو موقفها. أم أن زيارة عبدالرحيم دقلو رفقة روتو لجوبا قد تكون لمساومة جنوب السودان للحصول على عائد من تصدير البترول إذا لم يكن هناك إتفاق بالفعل، الغالب أن الدعم السريع قد يسعى للحصول على مصلحة ما ربما تكون وعداً من جنوب السودان بعدم التدخل في أبيي، حتى لا يفقد جزءاً من مقاتليه المسيرية، وربما كان تسليم سلاطين دينكا نقوك للمذكرة لِ (اليونيسفا) لشعورهم ربما بتخلي حكومة الجنوب عنهم مقابل سماح الدعم السريع بصيانة خطي أنابيب البترول، تقاطع المصالح هذا يُبقى الوضع مفتوحاً على كل الإحتمالات، إلا أن المرجح هو أن هناك شيئاً سيحدث في ملف أبيي.
mkaawadalla@yahoo.com
محمد خالد