عززت سلطنة عمان حضورها في عالم تكنولوجيا الفضاء عندما نجحت في إطلاق أول قمر صناعي مسجل باسم سلطنة عُمان لدى المنظمة الدولية للاتصالات (ITU)، ويختصُّ بتقنيات الاستشعار عن بُعد ومراقبة الأرض، ومُعزز بتقنيات الذّكاء الاصطناعي.

يهدف المشروع إلى الوصول إلى بيانات الاستشعار عن بعد ودعم مشاريع التنمية المستدامة، وتحقيق مستهدفات الرؤية الوطنية 2040 في الابتكار والتكنولوجيا.

وقال علي بن ناصر الوهيبي مدير المبيعات والتسويق بـشركة (عدسة عُمان)، المشرفة على المشروع: إن انضمام سلطنة عمان إلى مجال تكنولوجيا الفضاء يفتح آفاقا جديدة للابتكار والتطوير التقني، ويحفز بناء الكفاءات الوطنية في مجالات علمية متقدمة، ويعزز دور سلطنة عمان كمساهم فعال في الاقتصاد الرقمي وتكنولوجيا المستقبل.

وأوضح أن القمر الصناعي OL-1 يهدف إلى دعم التنمية الوطنية ببيانات دقيقة تساعد على اتخاذ قرارات مدروسة تعزز الاستدامة في مختلف القطاعات، ويستخدم في عدة مجالات من للأغراض الزراعية، بحيث يمكن مراقبة حالة المحاصيل وتقييم صحة التربة، مما يسهم في تحسين الإنتاجية الزراعية المستدامة، وإدارة الموارد المائية من خلال تتبع مصادر المياه وتحليل مستويات الجفاف، لدعم كفاءة إدارة الموارد المائية، كما يستخدم للأغراض البيئية من خلال مراقبة التغيرات في الغطاء النباتي، وتحليل المناطق المتأثرة بالتصحر والتلوث البيئي، كما يستخدم في التخطيط العمراني من خلال تقديم بيانات دقيقة لدعم تطوير البنية الأساسية والتخطيط الحضري المستدام، وفي إدارة الكوارث عبر رصد الظواهر الطبيعية كالفيضانات والجفاف، للمساعدة في الحد من تأثيرها والاستعداد لها بشكل أفضل.

وأشار الوهيبي إلى أن القمر الصناعي OL-1 يعزز هذه المجالات من خلال تحليل البيانات عبر الذكاء الاصطناعي، ما يوفر رؤى معمقة تدعم اتخاذ القرارات الاستراتيجية.

وقال: إن القمر الصناعي يسهم في تحسين المستوى العلمي والبحثي باستخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات، حيث يمكن للباحثين الحصول على رؤى دقيقة حول التغيرات البيئية وأنماط المناخ، مما يسهم في تطوير حلول فعالة للتحديات البيئية والاقتصادية.

وعلى المستوى التعليمي يسمح القمر الصناعي للطلاب والباحثين بتطوير مهارات تحليل البيانات وتطبيق الذكاء الاصطناعي في علوم الفضاء، مما يعزز مناهج تعليمية متقدمة ويُنتج كوادر علمية مؤهلة.

وعلى المستوى المستوى الاقتصادي فإن القمر الصناعي عبر الذكاء الاصطناعي يدعم القطاعات الاقتصادية بتحليل البيانات الفضائية لتطوير استراتيجيات فعالة في الزراعة، والنفط، والمياه، مما يؤدي إلى تحسين الإنتاجية وتعزيز الاستدامة الاقتصادية.

وعلى مستوى المؤسسات والمشاريع الوطنية فإن القمر الصناعي يقدم رؤى قابلة للتنفيذ للمؤسسات الحكومية والشركات، مما يسهم في تحسين كفاءة المشاريع الوطنية مثل التخطيط العمراني وإدارة الموارد، ويدعم التحول الرقمي في سلطنة عمان.

وأكد علي الوهيبي أنه باستخدام الذكاء الاصطناعي، يتيح OL-1 لسلطنة عمان القدرة على تحويل البيانات الفضائية إلى قرارات واقعية تخدم أهداف التنمية الوطنية المستدامة وتعزز موقع عُمان كرائد في تكنولوجيا الفضاء.

خطط مستقبلية

وحول خطة الشركة المستقبلية قال مدير المبيعات والتسويق بـ «عدسة عُمان»: تخطط الشركة لإطلاق كوكبة من الأقمار الصناعية خلال السنوات الخمس المقبلة، بهدف تقليل زمن إعادة الزيارة إلى نفس النقطة على سطح الأرض، موضحا أن هذا التوجه سيمكن من الحصول على بيانات محدثة بشكل أسرع، مما يعزز قدرات المراقبة والاستشعار عن بُعد في سلطنة عمان، ويأتي ذلك في إطار الجهود المستمرة لتعزيز البنية الأساسية الفضائية وتطوير التطبيقات المرتبطة بها، بما في ذلك رسم الخرائط، والرصد البيئي، وإدارة الموارد، والزراعة، وإدارة الكوارث.

وأشار إلى أن استخدامات الأقطار الصناعية التي تعتزم الشركة إطلاقها ستعمل في عدد من المجالات بينها أقمار مخصصة للزراعة وستوفر بيانات دقيقة عن صحة المحاصيل والتربة، مما يساعد المزارعين على تحسين الإنتاجية وتقليل الاستخدام غير الضروري للموارد، وأقمار تختص بإدارة الموارد المائية لتسهم في مراقبة موارد المياه، ومستويات الجفاف، وإدارة الأحواض المائية بفعالية، وهو أمر حيوي لسلطنة عمان، إضافة إلى أقمار لحماية البيئة ستتيح مراقبة الغطاء النباتي، والتصحر، ومصادر التلوث، مما يعزز جهود حماية البيئة واستدامة الموارد الطبيعية، وأقمار للتخطيط العمراني ستدعم البيانات الأقمار الصناعية رسم خرائط دقيقة للتوسع الحضري وتطوير البنية الأساسية بطرق مستدامة، ما يضمن تحسين تخطيط المدن، وأقمار لإدارة الكوارث ستساعد في التنبؤ بالكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والعواصف الرملية، مما يتيح للجهات المختصة الاستعداد واتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من تأثيرها.

إضافة إلى أقمار تختص بمجال النفط والغاز ستستخدم الأقمار لرصد المواقع وإدارة العمليات بطرق تساهم في زيادة الكفاءة وتقليل الأثر البيئي.

وقال الوهيبي: إن هذه المجالات تعكس استراتيجية «عدسة عُمان» في تسخير تكنولوجيا الفضاء لدعم التنمية المستدامة، تحسين جودة الحياة، وتعزيز الاقتصاد الرقمي في السلطنة.

تعزيز القدرات الفضائية

واكد الوهيبي أن سلطنة عمان عززت مكانتها في مجال الفضاء من خلال مجموعة من المبادرات والخطوات الاستراتيجية التي تشمل إطلاق كوكبة من الأقمار الصناعية لتوفير بيانات فضائية دقيقة ومحدثة، مما يسهم في تحسين الخدمات المرتبطة بالاستشعار عن بعد والتطبيقات العلمية وتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات الفضائية لتحليل البيانات الضخمة الناتجة عن الأقمار الصناعية، وبهذا الجانب يمكن لسلطنة عمان تحسين فعالية وأداء القطاعات الحيوية كالزراعة والمياه والتخطيط الحضري.

وفي مجال التعاون الدولي قال الوهيبي: إن تعزيز الشراكات مع وكالات الفضاء العالمية والمؤسسات الدولية يسهم في نقل المعرفة والتكنولوجيا المتقدمة إلى سلطنة عمان، مما يدعم بناء بنية أساسية فضائية قوية، كما يعزز تمكين الكفاءات الوطنية من خلال تدريب الكوادر العمانية وإشراكهم في المشاريع الفضائية.

وفي مجال دعم البحوث والتطوير قال الوهيبي: إن الاستثمار في البحث العلمي وتشجيع المؤسسات الأكاديمية على إجراء أبحاث متقدمة في علوم الفضاء يسهم في إيجاد بيئة بحثية داعمة لتطوير تكنولوجيا الفضاء، كما أن وجود تطبيقات متنوعة لبيانات الأقمار الصناعية يمكن من استخدام بيانات الأقمار الصناعية في مجالات متعددة، مثل التخطيط العمراني، وإدارة الكوارث، والزراعة، وهذا الجانب يعزز دور سلطنة عمان كمركز إقليمي للابتكار في الاستشعار عن بعد، مؤكدا على أنه بتنفيذ هذه الخطوات، ستتمكن سلطنة عمان من تعزيز مكانتها كمساهم فعال في تكنولوجيا الفضاء على المستويين الإقليمي والدولي، وتكون قدوة في تحقيق التنمية المستدامة من خلال الابتكار العلمي والتقني.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: تکنولوجیا الفضاء الذکاء الاصطناعی الأقمار الصناعیة القمر الصناعی یسهم فی تحسین مما یسهم فی سلطنة عمان فی مجال من خلال سلطنة ع عدسة ع

إقرأ أيضاً:

"الأحمر" للطيران الشراعي يحقق ميداليتين بـ"دورة الألعاب الشاطئية الخليجية"

مسقط- الرؤية

حقق منتخبنا الوطني للطيران الشراعي الميدالية الفضية والبرونزية ضمن منافسات الطيران الشراعي ضمن دورة الألعاب الشاطئية الثالثة بمجلس التعاون لدول الخليج العربية ـ مسقط 2025م، توجت دولة الامارات العربية المتحدة بالمركز الأول والميدالية الذهبية على المستوى الفردي بالتعاون مع اللجنة العمانية للرياضات الجوية وبإشراف وزارة الثقافة والرياضة والشباب واللجنة الأولمبية العمانية، وبمشاركة 14 متسابقا يمثلون ثلاث منتخبات وهي سلطنة عمان ودولة الامارات العربية المتحدة ودولة الكويت، حيث تقام المنافسة على مدى يومين ويحتضنها شاطئ الحيل بولاية السيب بمسقط.

وشهدت البطولة منافسة قوية بين المشاركين حيث قام بتتويج الفائزين المهندس خلفان بن صالح الناعبي عضو مجلس إدارة اللجنة الأولمبية العمانية رئيس مجلس إدارة الاتحاد العماني لكرة السلة، وقد توج المتسابق عبدالله الحمادي من دولة الامارات العربية المتحدة بالمركز الأول وخطف الميدالية الذهبية بواقع 2350 نقطة وجاء في المركز الثاني والميدالية الفضية متسابق منتخبنا الوطني الخليل التوبي بواقع 2175 نقطة فيما حقق المركز الثالث والميدالية البرونزية متسابق منتخبنا الوطني عبدالعزيز الذهلي بواقع 2000 نقطة.

وقال الدكتور أحمد زاهر العلوي رئيس اللجنة العمانية للرياضات الجوية: "اللجنة استعدت لهذا الحدث الهام مبكرا من خلال أعداد المنتخب العماني والذي اصبح جاهزا للمنافسة على للحصول على نتائج مشرفة وقد استبشرنا في عناصر المنتخب الخير لما يملكوه من روح قتالية تؤهلهم للحصول على افضل النتائج بإذن الله تعالى، ومن الجانب الاخر تم تهيئة كافة المتطلبات من اجل ضمان استضافة ناجحة لجميع الدول الشقيقة المشاركة ونتمنى النجاح للجميع".

وأعرب الدكتور عبدالمنعم بن محمد السعدي عضو اللجنة العمانية للرياضات الجوية عن ارتياحه لما وصلت إليه سلطنة عمان من استضافة ذات مستوى رفيع للرياضات الجوية، مبينا: "تأتي بطولة الطيران الشراعي ضمن دورة الألعاب الشاطئية الثالثة بمجلس التعاون لدول الخليج العربية ـ مسقط 2025م لتكون فرصة كبيرة لتبادل الخبرة واكتساب المعرفة والمهارة، كما تعد فرصة للتعريف بالرياضات الجوية، وهناك حضور جماهيري حضر لمتابعة ومشاهدة والاستمتاع بأجواء المنافسة ونتمنى التوفيق للجميع".

وقال الحكم الدولي روبرت جورج من الاتحاد الدولي للرياضات الجوية: "مشاركتي في سلطنة عمان هي الأولى من نوعها على اعتبار ان هذه البطولة هي أول بطولة تقام تحت اشراف الاتحاد الدولي وبمشاركة عدد من المنتخبات من دول الخليج، حيث تلقيت الدعوة للإشراف على التحكيم في البطولة وشاهدنا في اليوم الأول منافسة رائعة بين المشاركين، ولمسنا ارتفاع درجة الحرارة بشكل تدريجي ولكن عزم وإصرار المتسابقين كان مميز لاستكمال المنافسة، وأنا سعيد بالمشاركة واشكر اللجنة العمانية للرياضات الجوية المستضيفة للبطولة وأتمنى التوفيق للجميع".

وأوضح أحمد موهج الشلاحي رئيس النادي الكويتي للرياضات الجوية: "نشكر سلطنة عمان على استضافتها لدورة الألعاب الشاطئية الثالثة بمجلس التعاون لدول الخليج العربية ـ مسقط 2025م ومن بينها الرياضات الجوية وحقيقة هي فرصة مميزة للمنافسة والالتقاء بين دول مجلس التعاون والمنافسة الشريفة بينهم بالإضافة الى اكتساب الخبرات والمهارات اللازمة في هذه الرياضة المحببة للكثيرين، كما أن البطولة كانت مميزة بأجوائها وتنظيمها ومنافساتها، ويشارك المنتخب الكويتي بعدد 4 لاعبين يفترض أن يكون العدد مكتمل الا ان لاعب واحد حدث معه ظرف أبعده عن المشاركة، وكلنا امل ان نحقق نتائج جيدة من مشاركتنا، ونتمنى استمرار الدورات الخليجية الرياضية وتتضمن الرياضات الجوية مع كل دورة".

مقالات مشابهة

  • علماء صينيون يتوقعون فترة زلازل قوية في آسيا في السنوات القادمة
  • السيد ذي يزن يفتتح جناح سلطنة عمان في إكسبو 2025 أوساكا ويؤكد على تعزيز الروابط
  • الاقتصاد الاجتماعي.. رافعة لتمكين التنمية المحلية في سلطنة عمان
  • "الأحمر" للطيران الشراعي يحقق ميداليتين بـ"دورة الألعاب الشاطئية الخليجية"
  • 2.5 مليون مسافر و16.7 ألف رحلة عبر مطارات سلطنة عمان خلال شهرين
  • غداً.. انطلاق فعاليات أسبوع عُمان للمياه 2025
  • واردات سلطنة عمان من الذهب تسجل 372 مليون ريال
  • العقيل: الأقمار الصناعية تظهر حزاماً من السحب على بعض المناطق .. فيديو
  • سلطنة عمان تشارك في ملتقى القمة العالمية للذكاء الاصطناعي في أفريقيا
  • إطلاق 27 قمراًً جديداً من ستارلينك إلى الفضاء