أظهرت دراسة حديثة أن ارتفاع مستويات الجسيمات الملوثة يرتبط بارتفاع حالات الإصابة بالسرطان في الجهاز الهضمي العلوي في الرأس والرقبة. الدراسة التي نشرت في مجلة "ساينتفك ريبورتس" يوم 12 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري هي نتاج تعاون متعدد المؤسسات مع باحثين من جامعة ولاية واين وجامعة جونز هوبكنز ومستشفى ماساشوستس العام بريغهام في الولايات المتحدة الأميركية.

يشير تلوث الهواء عامة إلى تلوث البيئة الداخلية والخارجية بالغازات والأوزون والجسيمات الدقيقة. ولتلوث الهواء تأثيرات صحية ضارة متعددة ومعروفة، بما في ذلك الإصابة بأمراض الرئة مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن وسرطان الرئة والربو وأمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الكبد. وقد ارتبطت الجسيمات الدقيقة التي يقل قطرها عن 2.5 ميكرون على وجه التحديد، بأنواع معينة من السرطان.

سرطان الجهاز الهضمي العلوي في الرأس والرقبة

تعدّ أنسجة الرأس والرقبة معرضة بشكل خاص لتلوث الهواء نظرا للاتصال المباشر بهذه الجزيئات. كما يوجد ارتباط قوي معروف بين تدخين التبغ وسرطان الخلايا الحرشفية الأكثر شيوعا في الرأس والرقبة.

وبينما توجد روابط غير بيئية معروفة بهذه السرطانات، بما في ذلك ارتفاع حالات سرطان الخلايا الحرشفية في البلعوم الأنفي المرتبط بعدوى فيروس الورم الحليمي البشري وسرطانات البلعوم الأنفي المرتبطة بعدوى فيروس إبشتاين بار، يلعب تلوث الهواء دورا في تطور المرض.

وقال جون كرامر الأستاذ مشارك في طب الأنف والأذن والحنجرة في كلية الطب بجامعة ولاية واين، وفقا لموقع يوريك أليرت، "كانت هناك أبحاث سابقة حول تلوث الهواء، لكن التأثيرات كانت مرتبطة في الغالب بالسرطانات داخل الجهاز التنفسي السفلي.

أنسجة الرأس والرقبة معرضة بشكل خاص لتلوث الهواء نظرا للاتصال المباشر بهذه الجزيئات (وكالة الأنباء الألمانية)

ارتباط سرطان الرأس والرقبة أصعب في الإظهار، وهو أقل حدوثا بكثير من سرطان الرئة، ونظرا لأنه يحدث أيضا نتيجة للتدخين من مثل سرطان الرئة، أردنا استكشاف أي ارتباطات. من المفترض أن الارتباط بسرطان الرأس والرقبة يكون مع ما نتنفسه من المواد التي تؤثر على بطانة الرأس والرقبة. نرى الكثير من حالات ملامسة المواد المسرطنة أو تجمعها في الجسم حيث يمكن أن يحدث السرطان".

الجسيمات المسرطنة

استخدم البحث بيانات من قاعدة بيانات السرطان الوطنية التابعة لمركز مراقبة الأوبئة والنتائج النهائية (The Surveillance, Epidemiology, and End Results (SEER) Program) في الولايات المتحدة من عام 2002 إلى 2012. وكشف التحليل عن وجود ارتباط بين أنواع من سرطانات الرأس والرقبة والتعرض للجسيمات التي يقل قطرها عن 2.5 مايكرون في فترات زمنية مختلفة.

وقالت الدكتورة أماندا ديلجر، المؤلفة المشاركة الحاصلة على دكتوراه في الطب من كلية الصحة العامة بجامعة ماساشوستس والعضوة في نظام الرعاية الصحية في مستشفى ماساشوستس العام بريغهام، "إن الصحة البيئية والصحة الشخصية مرتبطتان ارتباطا وثيقا. وتسلط دراستنا الضوء على الحاجة إلى تحسين معايير جودة الهواء من أجل تقليل خطر الإصابة بالسرطان، بما في ذلك سرطان الرأس والرقبة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الرأس والرقبة سرطان الرأس تلوث الهواء

إقرأ أيضاً:

«الختم الفلكي» يرصد «سماعة الرأس»

أبوظبي (وام)

أخبار ذات صلة بشاير آل علي.. منصة تعزّز ثقافة الابتكار الإمارات أول دولة في آسيا تستضيف جولة كأس العالم للأندية

تمكن مرصد الختم الفلكي في صحراء أبوظبي، من التقاط صورة مذهلة لسديم «سماعة الرأس»، وذلك بعد تصوير استمر لمدة 39 ساعة. ويقع السديم في مجموعة «الوشق» وهو ناتج عن انفجار نجم مشابه لكتلة شمسنا، ويظهر في الصورة باللونين الأحمر والأزرق بفعل الغازات الناتجة عن الانفجار، بينما يظهر في منتصف السديم، نجم صغير كثيف يسمى، «قزم أبيض» بلون شديد الزرقة، وهو اللمعان المميز في الصورة. ويقع السديم في مجرة «درب التبانة»، ويبعد عن الأرض 1600 سنة ضوئية، بينما تظهر في الصورة مجرتان في الأعلى، ومجرة في الأسفل تصل مسافاتها إلى مليار سنة ضوئية.

مقالات مشابهة

  • رئيس المبادرة الرئاسية للأورام: مصر أصبحت خالية من فيروس "سي"
  • تلوث الهواء داخل المنزل قد يتخطى الخارجي
  • سماعات الرأس تزيد الاضطرابات العصبية
  • علماء يحذرون.. سرطان الرئة يهدد غير المدخنين أكثر من أي وقت مضى
  • لا تستخفوا بها.. أمراض الجهاز الهضمي التي تزيد من خطر الإصابة بالسرطان
  • دراسة: غبار مكابح السيارة أخطر من العادم!
  • دراسة جديدة: هل الزبادي سلاح فعال ضد سرطان القولون؟
  • دراسة: غبار المكابح قاتل صامت يتجاوز خطورة عادم الديزل
  • دراسة: تناول الزبادي يقلل خطر الإصابة بسرطان القولون
  • «الختم الفلكي» يرصد «سماعة الرأس»