يمانيون/ تقارير في ظل الصراع العربي – الصهيوني المستمر منذ سبعة عقود، دأب معظم حكام الأنظمة العربية والإسلامية الموالين لقوى الاستكبار العالمي بقيادة أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني، على خذلان قضايا الأمة وفي مقدمتها القضية الأولى والمركزية “فلسطين”.

تعرضت الأمة الإسلامية عبر تاريخها لنكسات، أبرزها الحروب الصليبية والغزو المغولي، إلاّ أن إصرار المسلمين وقوة إيمانهم وثقتهم بالله وتوكلهم عليه، أعطاهم الثقة في مواجهة كل التحديات والمخاطر والانتصار للحق في مواجهة الباطل عبر تجميع عناصر القوة من الوحدة والتمسّك بخيار المقاومة ضد الأعداء في مراحل متعددة ومتفرقة من تاريخها.

ما تعاني منه الأمة الإسلامية اليوم من انكسار وضعف وخضوع للقوى الاستعمارية، شبيه بما حصل لها نهاية الخلافة العباسية، عندما غزاها التتار وأسقطوا الدولة الإسلامية، وهو الأمر ذاته، باختلاف أن الأعداء زرعوا الكيان الصهيوني اللقيط في “فلسطين” كذريعة لهم لاحتلال البلدان والشعوب العربية والإسلامية ونهب الخيرات والثروات التي تمتلكها.

ما تعيشه الأمة الإسلامية حاليًا أسوأ بكثير مما طالها سابقًا من مؤامرات استهدفت وجودها البشري، وما يُقدّمه محور المقاومة الإسلامية اليوم من تضحيات في فلسطين ولبنان واليمن والعراق وسوريا وإيران شواهد حيّة على المضي في التحرر من هيمنة القوى الاستعمارية.

لطالما انعقدت قمّم عربية وإسلامية وراء قمم ومشاورات واجتماعات ولقاءات منذ منتصف القرن الماضي، لتدارس القضايا على الساحة العربية والإسلامية، وفي مقدمتها “قضية فلسطين”، لكن مخرجاتها مع الأسف تأتي مخيبة لآمال وتطلعات الشعوب في الحرية والكرامة والاستقلال ودحر المحتل الصهيوني من الأراضي العربية المحتلة.

بعد أكثر من عام على حرب الإبادة الصهيونية في غزة بمشاركة أمريكية وبريطانية مباشرة وسقوط ما يقارب من 150 ألف شهيد وجريح وأسير ومفقود، تداعى حكام العرب والمسلمين المتخاذلين لعقد قمة في مدينة الرياض السعودية، لبحث العدوان الإسرائيلي المتواصل على فلسطين ولبنان وانعكاساته على المنطقة والتحرك إزائه، ويا ليتها لم تُعقد!!

كالعادة لم تأت هذه القمة بأي جديد ولم تكن مخرجاتها عند مستوى التحدي الذي تواجهه الشعوب العربية والإسلامية إزاء العدوان الصهيوني الأمريكي البريطاني على غزة ولبنان ومعظم الدول المناهضة لإسرائيل، ولم تتخذ أية قرارات شجاعة، وإنما صدر بيان أجوف مشحون بعبارات الشجب والتنديد والمطالبة بإيقاف العدوان الصهيوني على غزة ولبنان.

وبالنظر إلى مستوى الجُرم الذي ترتكبه إسرائيل وما تزال حتى اليوم منذ أكثر من عام في غزة، وما تفرضه من حصار وتضييق وتجويع للمدنيين، كان يُؤمّل من المجتمعين في قمة الرياض، كأقل واجب تصنيف إسرائيل كياناً إرهابياً ومطالبة العالم بتصنيفه وإيقاف دعمه بالأسلحة المحرمة دوليًا التي تقتل المدنيين في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن.

لكن من يُقيم مهرجانات الرقص والمجون ويستقطب فنانين وفنانات عرب وأجانب إلى بلاد الحرمين الشريفين، في ظل مأساة كبيرة يعيشها الشعبان الفلسطيني واللبناني، لا يُؤمل فيهم الانتصار لقضايا الأمة ولا إيقاف حملات التشويه التي تسيء للإسلام والمسلمين ولا دعم الدول والفصائل المناهضة للمشروع الأمريكي، الصهيوني، الأوروبي في المنطقة.

وبهذا الصدد قال قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في كلمة الخميس الماضي “لقد أدمى قلوبنا وأحزننا وأغضبنا وآسفنا جدًّا، إعلان النظام السعودي عن موسم الرياض، موسم الرقص والمجون، يستضيف فيه عدداً كبيراً من الفرق الغربية، من أمريكا وأوروبا من الفرق المروِّجة للشذوذ والفاحشة والرذيلة، بالتزامن مع ما يحصل في غزة من جرائم رهيبة من العدو اليهودي الصهيوني، ومن مأساة كبيرة للشعب الفلسطيني”.

وأضاف “أنَّ الأنظمة العربية ونعني أكثرها تفقد الجدية وانعدام الإرادة للتحرك الجاد تجاه ما يجري في فلسطين، في غزة، وهذا شيءٌ واضح، أكثر الأنظمة العربية لم تتوفر لديها الجدية، ولم تمتلك الإرادة للتحرك الجاد بحجم المسؤولية كما ينبغي، ولو في الحد الأدنى؛ ولذلك حتى مع القمة الأخيرة، التي هي عنوان قمة طارئة عربية إسلامية لـ 57 دولة، لم تخرج بأي موقفٍ أو إجراءٍ عملي، وهذا أمرٌ محزن، ومخزٍ”.

وتساءل السيد القائد “يقولون عن القمة أنها تمثل كل المسلمين، المليار وأكثر من نصف مليار مسلم، تمثل 57 بلداً عربياً وإسلامياً، وقمَّة طارئة، وتخرج فقط ببيان، وبيان مطالبة، ومطالبة كلامية، بدون أي مواقف عملية، هل هذه قدرات 57 بلداً مسلماً وعربياً؟! هل هذه هي قدرات وإمكانات وثقل ودور أكثر من مليار ونصف مليار مسلم وعربي؟! أن يخرجوا ببيان يمكن أن يصدر من مدرسة ابتدائية، يمكن أن يصدر من شخص واحد، يُصدِر بياناً يطالب فيه، ويناشد فيه، ويقدِّم ما قدَّموا فيه، ليس هناك أي إجراء عملي”.

خلاصة القول: كل عناوين القومية العربية، والحماية للعروبة والراية والحضن العربي، تلاشت مع ما يحصل في غزة ولبنان من مذابح صهيونية، بتخاذل عربي وإسلامي وتواطؤ دولي، وما يحتاجه حكام الأنظمة العربية والإسلامية اليوم، الجرأة والشجاعة في مواجهة المشروع الصهيوني، الأمريكي، الأوروبي، وليس المشاورات ولا انعقاد القمم الجوفاء.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: العربیة والإسلامیة الأنظمة العربیة أکثر من فی غزة

إقرأ أيضاً:

فيلم ماينكرافت إيرادات قياسية وفانتازيا صاخبة وعمل مخيب للآمال

إذا كنت من عشاق سلسلة أفلام مثل "جومانجي" أو "ذا ليغو موفي" الغنية بالدعابة والمغامرة من دون أن تخلو من العواطف؛ فإنك على الأرجح سوف تحب فيلم اليوم وتصبح من الراغبين لتحويله هو الآخر إلى سلسلة متعددة الأجزاء.

من لعبة هي الأكثر مبيعا في تاريخ ألعاب الفيديو بمعدل 300 مليون نسخة وما يقارب 174 مليون مشترك نشط سنويا، إلى عمل سينمائي مُنتظر أتى فيلم "ماينكرافت موفي" (A Minecraft Movie) الذي لم يمر على عرضه سوى أيام قليلة ومع ذلك تجاوزت إيراداته ربع مليار دولار.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تتويج أحمد حلمي بجائزة الإنجاز في مهرجان هوليود للفيلم العربيlist 2 of 2فيلم "إسكندر" لم يعوض غياب سلمان خان السينمائيend of list فانتازيا للصغار

"فيلم ماينكرافت" عمل كوميدي يجمع بين الفانتازيا والمغامرة، مناسب للأعمار بداية من 8 سنوات وعلى الأرجح هذه هي الفئة العمرية التي قد تقع بغرام الفيلم. بدأ عرضه بالتزامن مع عيد الفطر ولعب بطولته كل من جايسون موموا، وجاك بلاك، وجينيفر كوليدج، وإيما مايرز، وكايت مكينون، ودانيال بروكس، وسيباستيان يوجين هانسن.

تدور أحداثه حول 4 أشخاص يعانون في الحياة، كل لسبب مختلف ويحاولون التأقلم مع العالم الذي لا يُشبههم في شيء، بداية من غاريت/رجل القمامة (جايسون موموا) الرجل الذي احترف ألعاب الفيديو بالثمانينيات ولا يزال يتشبث بذاك العالم رغم التحديات وما يقابله به الجميع من استخفاف.

إعلان

مرورا بهنري (سيباستيان يوجين هانسن)، الصبي الخجول المائل للابتكار، محب الرسم والذي لا يهاب التجربة لكنه يعاني من سخرية زملائه وفشل مساعيه، وصولا إلى شقيقته ناتالي (إيما مايرز) وداون (دانيال بروكس) اللتين تسعى كل منهما لإثبات نفسها بطريقتها الخاصة في عالم لا يستسيغ الغرباء.

يقود القدر الأربعة نحو بوابة غامضة تقودهم بدورها إلى العالم العلوي الذي يمكنهم أن يفعلوا فيه ما يحلوا لهم ويبتكروا كل ما يجول بخيالهم مهما كان جامحا أو غير قابل للتصديق، قبل أن يُفاجؤوا بمجموعة من الزومبي الذين يرغبون بالقضاء عليهم طمعا بالحصول على المكعب الذي قادهم إلى ذاك العالم السحري ومنحه لرئيستهم الشريرة.

وهنا يتقاطع طريقهم مع ستيف (جاك بلاك) الذي سبقهم لهذا العالم قبل سنوات وكان سببا غير مباشر لقدومهم نحوه، فيمنحهم من خبرته ويتكاتف معهم من جهة لإنقاذ كلبه ومن جهة أخرى لمساعدتهم على العودة إلى الأرض. كل ما عليهم فعله الدخول في مغامرة مثيرة وطريفة وإبراز أفضل صفاتهم لإنقاذ العالم العلوي من الخطر إذا ما أرادوا الرجوع مرة أخرى إلى عالمهم القديم.

صاحب أكبر افتتاحية

بدأ الحديث عن النية لإنتاج فيلم ماينكرافت عام 2014، إلا أن التصوير والإنتاج تأجل أكثر من مرة كذلك تغيّر القائمون على العمل، المرة الأولى بسبب تفشي جائحة كوفيد-19 ثم لتجنب المنافسة مع فيلم باتمان (2022)، وأخيرا جراء إضراب نقابة ممثلي الشاشة في هوليود "ساغ أفترا" (SAG-AFTRA)، وهذا جعله يُعرض العام الحالي قبل أيام.

ورغم ردود الأفعال المتفاوتة التي لاقتها الإعلانات الدعائية التي سبقت العمل، بين انتقادات لرسوم الكومبيوتر والتصميمات وبين التخوّف من الإصابة بالإحباط وانتظار جمهور اللعبة عرض الفيلم بتقنية الآيماكس، وانتصر المنتظرون وحقق العمل أرباحا قياسية بلغت 344 مليون دولار خلال الأسبوع الأول من عرضه.

إعلان

ليصبح صاحب أفضل افتتاحية لعام 2025، وأكبر افتتاح لفيلم مقتبس عن لعبة فيديو على الإطلاق متفوقا على افتتاحية فيلم "سوبر ماريو بروس" (The Super Mario Bros Movie) الذي صدر في 2023 وجنى 146 مليون دولار.

ومع أن العمل جاء بمثابة انتعاشة بعد الإيرادات السيئة التي مُني بها فيلم "سنووايت" (Snow White)، وحقيقة أن ماينكرافت تفوق على كل توقعات صانعيه وجمهوره على حد سواء، لكن ذلك لا ينفي الانتقادات اللاذعة التي وجهت له بعد عرضه وإن كان ذلك لم يؤثر بعد على الزخم الجماهيري المحيط وجمهور اللعبة الأوفياء سواء اللاعبين الحاليين أو هؤلاء من كانوا روادها في الصغر.

A Minecraft Movie opening to $150m in 3 days which is more than Snow White took in 16 days pic.twitter.com/fzNrI8e6k9

— Andrew McBride (@andrewmcb) April 5, 2025

عيوب قاتلة رغم الإيرادات

سعى صانعو "ماينكرافت" إلى تكريم حرية الإبداع مع الالتزام بإطار اللعبة والاستعانة بالعناصر البصرية الأساسية المعروفة للاعبين في ظل وجود كَمّ لا بأس به من النكات الموجهة لمحبي اللعبة وهو ما يتماشى مع أسلوب المخرج غاريد هيس وميله للكوميديا الجافة غير المتوقعة.

ومع أن السرد الافتتاحي للعمل بدا جذابا ومُتخما بالحيوية والإثارة، لكن الفيلم مع الوقت أصاب المشاهدين بالملل بسبب مشاهد الأكشن غير الممتعة، والأهم عدم تطور شخصياته وما عاناه السيناريو من تناقضات.

وسبب ذلك ممكن أن يعود إلى اشتراك 6 مؤلفين بالكتابة، الأمر الذي نتج عنه الكثير من الفوضى أسفرت عن مشاهدة الشخصيات تُقدم على اتخاذ قرارات ما أو تقع بمواقف معينة تنتهي سريعا من دون الاستفادة منها دراميا كما لو أن لكل ممثل نسخة سيناريو خاصة تختلف عن نسخ زملائه.

من الأخطاء التي وقع بها صانعو الفيلم أيضا خلوه من التفاصيل الدقيقة التي يحتاجها المتفرجون خاصة الكبار أو غير اللاعبين للتماهي مع النص، وهذا يجعل مهمة صانعي الفيلم شاقة للغاية إذا أرادوا تقديم جزء ثان وتحويل العمل إلى سلسلة واعدة.

إعلان

لكن رغم العيوب كلها السابق سردها، تظل فكرة تحويل أكثر ألعاب الفيديو مبيعا في العالم إلى فيلم سينمائي إنجازا إبداعيا في ذاته.

مقالات مشابهة

  • مستقبل وطن: جولات الرئيس السيسي تجسد رؤية مصر لتعزيز التضامن العربي ودعم فلسطين
  • عاجل | أبو عبيدة: فلسطين وشعبها لن ينسوا الوقفة المشرفة من الإخوان باليمن وتلك العزيمة الصلبة التي تبشر بخيرية الأمة
  • البحوث الإسلامية يشارك في مؤتمر اللغة العربية بجرجا حول جهود علمائها في خدمة العلوم الإنسانية
  • ختام “جولة الرياض” للجياد العربية 2025 في نسختها الثانية
  • الاتحاد الدولي للفروسية يُشيد بالنجاح الكبير لاستضافة المملكة “جولة الرياض” للجياد العربية
  • الاتحاد الدولي للفروسية يُشيد بنجاح المملكة في استضافة “جولة الرياض” للجياد العربية
  • رئيس الاتحاد العربي لجمعيات بيوت الشباب في حوار لصدي البلد: قرار اختيار مدينة الإسماعيلية عاصمة بيوت الشباب العربية ليس وليد صدفة
  • فلسطين في قلوب اليمنيين .. مسيرات الوفاء تحمل رسائل قوية للعدو والصديق
  • البرلمان العربي يناقش مشروع قانون استرشادي لمكافحة الهجرة غير المشروعة في الدول العربية
  • فيلم ماينكرافت إيرادات قياسية وفانتازيا صاخبة وعمل مخيب للآمال