أسرار لا تنتهي| اكتشاف فريد قرب هرم خوفو يضاف لكنوز الجيزة
تاريخ النشر: 16th, November 2024 GMT
لا تزال منطقة أهرامات الجيزة تخبئ في جعبتها الكثير من الأسرار والكنوز، حيث أعلنت البعثة الأثرية الروسية التابعة لمعهد الدراسات الشرقية لدى أكاديمية العلوم الروسية، عن اكتشاف فريد بالقرب من هرم خوفو الأكبر، هذا الاكتشاف يسلط الضوء على أهمية المنطقة الغنية بالتراث الثقافي والتاريخي، ويعكس جهود العلماء لاستكشاف المزيد عن حضارة الفراعنة.
من المتوقع أن يسهم هذا الاكتشاف في جذب المزيد من السياح إلى المنطقة، مما يتيح لمصر فرصة لزيادة العوائد الاقتصادية من السياحة الأثرية، وتأتي هذه الاكتشافات ضمن سلسلة من الإنجازات الأثرية التي تحققت في السنوات الأخيرة.
من جانبه، قال الدكتور أحمد عامر، الخبير الأثري والمتخصص في علم المصريات، إن اكتشاف مقبرة نادرة تعود لأكثر من 4000 عام، وذلك وفقاً لما نشرته أكاديمية العلوم الروسية، يعتبر إنجازاً ضخماً في مجال الدراسات الأثرية، حيث إن منطقة أهرامات الجيزة دائماً ما كانت محط اهتمام العلماء والباحثين، نظراً لكونها مليئة بالأسرار والكنوز الأثرية التي لم تُكتشف بعد، والنقوش التي تحتويها هذه المقبرة تعكس جوانب من الحياة اليومية في مصر القديمة، مثل مشاهد تقديم القرابين والصيد، مما يعكس الثقافة الغنية لهذه الفترة.
وأضاف “عامر” لـ صدى البلد، أن أهمية هذا الاكتشاف تكمن في إمكانية فتح أبواب عديدة لاستكشاف المزيد من المقابر النادرة التي لم تُعرف من قبل، ويعكس اكتشاف المقبرة الجديدة حالة جيدة من الحفاظ عليها، حيث لم تتعرض للنهب أو السرقة، وهو ما يعكس عظمة الحضارة المصرية القديمة وما قامت به من جهود للحفاظ على قبورها وأماكن دفنها، مشيرا إلى أن هذا الاكتشاف يعزز من فهمنا لعهد الأسرة الخامسة، حيث معظم الآثار المستخرجة حتى الآن كانت في منطقة أبوصير، مما يعني أن هناك الكثير من الطموح والرغبة في الاستكشاف والتوسيع المعرفي في هذا المجال.
وأوضح أن معظم الآثار المرتبطة بعهد الأسرة الخامسة كانت تتركز في مناطق محددة، نظراً لاكتمال أهرامات الجيزة بعدد كبير من الأهرامات والمقابر، واكتشاف مثل هذه المقبرة التي تمثل جمال وروعة عهد الأسرة الخامسة يعتبر أمراً نادراً بالفعل نظراً لأن معظم الاكتشافات السابقة كانت تعود لعهد الأسرة الرابعة، فإن هذا الاكتشاف الجديد يقودنا إلى احتمالية العثور على آثار نادرة تنتمي لأسر أخرى، مما يوسع من معرفتنا بحضارة مصر القديمة ويظهر مدى تنوعها.
وأكد الخبير الآثري أن هذا الاكتشاف يفتح المجال واسعاً للتفكير في المستقبل في مجال الآثار المصرية، فالاكتشافات الجديدة لها القدرة على إعادة تشكيل فهمنا للتاريخ القديم وتاريخ الأسر الحاكمة في مصر، ويظل علم المصريات مجالاً غنياً بالمفاجآت والاكتشافات، ويمثل مصدر إلهام للباحثين وعشاق التاريخ على حد سواء، ومن المتوقع أن تسفر المزيد من البعثات الأثرية في المستقبل عن اكتشافات قيّمة تضيف فصولاً جديدة لهذا الإرث الحضاري العظيم.
الأسرة الخامسةجدير بالذكر أن عهد الأسرة الخامسة في مصر (حوالي 2494-2345 قبل الميلاد) يُعتبر فترة مهمة في تاريخ الحضارة المصرية القديمة بسبب التطورات الكبيرة في الفن، والمعمار، والدين، ومن أهمها:
الأهراماتُ: تعتبر أهرامات الأسرة الخامسة أقل حجمًا من أهرامات الأسرة الرابعة، لكنها تتميز بتصميمها المعماري الفريد. أبرز هذه الأهرامات هو هرم الملك أوسر كاف، وهو أول هرم في هذه الأسرة وأحد أعظم آثار هذه الفترة.
معابد الشمس: تم إنشاء عدة معابد مخصصة لعبادة الشمس خلال عهد الأسرة الخامسة، مثل معبد أهرم أوسر كاف ومعبد مونتو، وكانت هذه المعابد مراكز دينية هامة، وتم تصميمها بطريقة تعكس التوجه المبعوث نحو الشمس.
التماثيل والنقوش: الفن خلال هذه الفترة شهد تطورات ملحوظة، حيث تم العثور على العديد من التماثيل والنقوش التي تُظهر تفاصيل الحياة اليومية ونمط المعيشة، بالإضافة إلى تصوير الآلهة والملوك. من أبرز التماثيل هو تمثال الملك إسماعيل الذي يمثل المختلفة في تصميمها ودقتها.
الفنون التطبيقية: الآثار المرتبطة بالفنون التطبيقية مثل الأواني الفخارية، والمجوهرات، والأدوات المنزلية تعكس براعة الحرفيين في تلك الفترة، وصناعة الفخار والمجوهرات تطورت بشكل ملحوظ، وتم العثور على قطع أثرية رائعة تبرز الحرف اليدوية الدقيقة.
الأدب والنقوش الجنائزية: النصوص المدونة على جدران المقابر والمعابد تحمل أهمية كبيرة من الناحية الأدبية والدينية، الكتبة كتبوا عن حياة الملوك والآلهة، وأيضًا عن المعتقدات المتعلقة بالحياة بعد الموت، مثل الأناشيد ونصوص الأهرامات التي تعكس المعتقدات الدينية.
المقابر: تم اكتشاف العديد من مقابر النبلاء التي تعود لعهد هذه الأسرة، والتي تحتوي على مجموعة كبيرة من الهدايا الجنائزية، هذه المقابر تُظهر الممارسات الجنائزية والتوجهات الفنية التي كانت سائدة في تلك الفترة.
وتلقي الآثار المرتبطة بعهد الأسرة الخامسة الضوء على تطور الحضارة المصرية القديمة في مجالات الدين والفنون والهندسة المعمارية، وهي تعكس الهوية الثقافية والاجتماعية في تلك الفترة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أهرامات الجيزة منطقة أهرامات الجيزة البعثة الأثرية مقبرة اكتشاف مقبرة نادرة الأسرة الخامسة أهرامات الجیزة الأسرة الخامسة هذا الاکتشاف التی ت
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة الأزهر: التشبيه القرآني للهلال بالعرجون القديم إعجاز لغوي وبياني فريد «فيديو»
أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، أن التشبيه القرآني للهلال بالعرجون القديم يعد إعجازًا لغويًا وبيانيًا فريدًا، يفوق جميع التشبيهات التي قدمها العرب للقمر في صورهم الأدبية والشعرية.
وأوضح الدكتور سلامة داود، في تصريحات له خلال حلقة برنامج «بلاغة القرآن والسنة»، الذي يُعرض على قناة الناس، أن العرب اجتهدوا في وصف الهلال، حيث شبهوه بالمنجل الذي يحصد الأيام، وبحاجب الرجل، وبالزور، وبحرف النون، لكن تبقى هذه التشبيهات ضمن حدود قدرة البشر وبيانهم المحدود.
التشبيه القرآني للهلالوأشار الدكتور سلامة داود إلى أن القرآن الكريم جاء بتشبيه يخرج عن طوق البشر، حيث قال الله تعالى في كتابه الكريم: (والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم) (يس: 39)، مضيفًا أن هذا التشبيه يحمل أبعادًا إعجازية كبيرة، إذ يذكر في آية واحدة جميع منازل القمر، ثم يُخص بالذكر منزل الهلال الذي يعد من أهم المنازل، حيث يعرف به الناس بداية الشهور ومواقيت العبادات مثل الصيام والحج.
إعجاز الآية القرآنيةوتابع رئيس جامعة الأزهر موضحًا أن الآية افتتحت بتأكيد أن الذي قدَّر هذه المنازل هو (العزيز الحكيم)، وهو ما يضفي على المعنى جلالًا وفخامة، مما يبرز العظمة في خلق الله عز وجل، لافتًا إلى أن وصف العرجون القديم يشبه الهلال في تقوسه ونحافته، مؤكداً أن وصف العرجون بـ«القديم» هو أساس التشبيه، حيث يمر العرجون بمراحل من الذبول والانحناء بفعل الشمس، حتى يصل إلى صورته النهائية، ما يعكس دورة القمر بشكل دقيق.
دورة القمر والمراحل المتشابهةوأضاف الدكتور سلامة داود أن دورة القمر تماثل رحلة العرجون، حيث يبدأ الهلال ثم يكتمل بدرًا، ثم ينقص حتى يختفي، ليعود مجددًا، مثل المسافر الذي يعود إلى نقطة انطلاقه.
اقرأ أيضاًرئيس جامعة الأزهر: الصيام قائم على اليقين والوضوح لا على الظن والتخمين | فيديو
رئيس جامعة الأزهر: اللغة العربية تاج البيان وأعظم وسيلة للتعبير عن الندم في القرآن