"الجهاد" تنعى إثنين من قادتها استهدفتهما غارة إسرائيلية بدمشق
تاريخ النشر: 16th, November 2024 GMT
دمشق - صفا
نعت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، اثنين من قادتها اغتالهما الاحتلال الإسرائيلي بغارة جوية في العاصمة السورية دمشق الخميس الماضي.
وقالت "الجهاد" في بيان لها وصل وكالة "صفا"، يوم السبت، "ننعى القائدين الشهيدين عبد العزيز الميناوي (أبو السعيد)، ورسمي أبو عيسى (أبو عصام) مسؤول العلاقات العربية".
وأضافت أن القائدين الميناوي وأبو عيسى "استشهدا مع ثلة من كوادر الحركة في عدوان الاحتلال الغادر على مكاتب مدنية وشقق سكنية للحركة في دمشق الخميس الماضي".
وأوضحت أنه تم إخراج جثماني الشهيدين القائدين فجر اليوم، فيما لا يزال العمل جاريا لرفع الأنقاض.
وأكدت "الجهاد" أن "غدر العدو وإجرامه لن يزيدنا إلا صلابة وعزيمة على استمرار المقاومة حتى إفشال أهداف العدو ودحر الاحتلال عن أرضنا".
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: الجهاد الإسلامي نعي غارة إسرائيلية دمشق
إقرأ أيضاً:
معتقلون سابقون في دمشق يصفون "اليأس" من زنزانات الماضي
بعد أيّام من سقوط بشار الأسد، عاد محمد درويش إلى الزنزانة رقم 9 في "فرع فلسطين" أحد فروع المخابرات العسكرية السورية في دمشق، حيث أوقف قيد الحقيق لأكثر من 120 يوماً قبل سنوات، متحدثاً عن "اليأس" الذي راوده خلف القضبان.
وفي الزنزانة الواقعة تحت الأرض في المبنى الكبير المؤلف من طوابق عدة، تنتشر رائحة العفن ومياه الصرف الصحي الجارية في الأروقة بين الزنزانات. لا نافذة تدخل الضوء من الجدران السوداء المليئة بالدبق في الغرفة الضيقة، التي بالكاد اتسعت لأكثر من 100 شخص.
وهذا الفرع الذي يخشاه السوريون كثيراً، كان يستقبل خصوصاً موقوفين بتهم "الإرهاب"، لكنّ كثراً يدخلونه على قيد التحقيق وتنقطع أخبارهم تماماً عن ذويهم.
ودخل الصحافي محمد درويش (34 عاماً) إلى السجن في فرع فلسطين لمدة 120 يوماً، قيد التحقيق في العام 2018 بتهمة "تمويل الإرهاب بالمعلومات، والترويج للإرهاب".
وفي الزنزانة رقم 9، يتذكّر البقعة الضيقة التي حجر فيها مع 50 آخرين لإصابتهم بالسلّ. يتذكّر الشاب التركي الذي كان موقوفاً معهم وأصيب بـ"الجنون" على حدّ قوله من كثرة الضرب.
ويروي الشاب "أنا من أكثر الأشخاص الذين حققوا معهم، لأن تهمتي بالنسبة لهم كانت كبيرة جداً، تهمة الإعلام، كانوا يحققون معي مرة في الصباح ومرة في المساء".
ويضيف "كانوا يقولون لي إن المسلح برصاصة يقتل شخصاً واحداً، بينما أنا بكلمتي أقتل الآلاف"، بينما يقول إنه كان يصور تقارير عن الواقع الخدمي في دمشق.
وبعدما نقل إلى سجن آخر، خرج بعد عام وأكثر من "التوقيف العرفي". ويصف الشعور خلف القضبان "بشعور فقدان الأمل واليأس، عندما يغلقون هذا الباب عليك، تفقد الأمل بالغد، هذه البقعة شهدت مآسي، عائلات فقدت معيلها فقدت أبوها فقدت أخوها".
ويتابع "يكفي كنتيجة لهذه الثورة كلها، إنهاء الاعتقال القسري والعرفي من دون أي تهمة واضحة".
معاوية.. طفل أشعل ثورة سوريا بـ4 كلمات على جدار - موقع 24كتب معاوية صياصنة، البالغ من العمر 16 عاماً وأصدقاؤه 4 كلمات على جدار في ملعب مدرستهم في محافظة درعا، معبرين عن غضبهم من الحياة في ظل حكم الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد. نخرج الموتى من الزنزاناتوفرغ "فرع فلسطين" أو الفرع 235 في المخابرات العسكرية، تماماً من كلّ العناصر الأمنية التي كانت موجودة فيه منذ الأحد. لكنّ زواره الآن على غرار محمد، هم موقوفون سابقون جاؤوا تحدياً للألم الذي عانوه هنا، أو تحدياً للخوف.
وآخرون قرروا زيارة المكان للبحث في الوثائق والأوراق والملفات التي تركت فيه، علّهم يجدون قريباً لهم فقد في السجون السورية ولم يسمعوا عنه خبراً، كما فعل كثر منذ سقط حكم حزب البعث قبل أيام.
وفي غرفة سوداء توزعت فيها آلاف الأوراق والملفات، وقفت امرأة وهي تقلب بين بطاقات هوية بحثاً عن قريب لها. وتقول فيما غطت وجهها بوشاح رمادي إن "اليائس يبحث عن أي خيط يوصله إلى ما يريد"، مفضلة عدم كشف اسمها.
وآلاف فعلوا مثلها منذ الأحد الماضي، حين فتحت أبواب السجون والمقرات الأمنية في مناطق مختلفة من سوريا، لا سيما سجن صيدنايا السيئ الصيت.
وعند مدخل "فرع فلسطين"، شاحنة عسكرية متوقفة، فرش مبعثرة، وأوراق خضراء وصفراء صغيرة رميت على الأرض. تركت بعض البدلات العسكرية والأحذية في مكانها.
عاد أدهم بجبوج (32 عاماً) أيضاً، لزيارة زنزانته السابقة، الزنزانة رقم 7. ويقول الشاب المتحدر من درعا والذي سجن في 2019 لانشقاقه عن الجيش مع بداية خروج التظاهرات المناهضة للسلطة في العام 2011: "قيل لنا إن دخولنا هنا إلى فرع فلسطين، من الشرطة العسكرية، لن يتعدى السؤال والجواب، لكنني بقيت 35 يوماً، أو 32 يوماً، لم أعد أذكر، في الزنزانة هذه".
ويقاطعه شقيقه الذي كان يقف قربه قائلاً: "دخل وزنه 85 كيلوغراماً، وخرج 50 كيلوغراماً". وكانت وظيفة القابعين في هذه الزنزانة تحديداً هي "السخرة" وفق أدهم. ويقول "نخرج من الخامسة صباحاً، نمسح الأرضيات، ننظف مكان التعذيب، نخرج الموتى من الزنزانات، ننظف الحمامات والمكاتب".
ويضيف أدهم النحيل الجسد أنه عاد إلى هنا الآن تحدياً للخوف الذي كان يشعر به من هذه الأروقة. ويروي الرجل "بعدما خرجت من هنا... بتّ أخاف أن أمر من قربه، حتى لو كان على طريقي، أبدل الطريق وأختار طريقاً أطول لكي لا أمر من أمامه".
ويتذكر اللحظة الأولى التي دخل فيها الفرع قائلاً: "ضربونا ضربتين أو 3 بالكرباج... يحتاج المرء لعلاج يومين من بعدها من شدّة قوتها".
وفي الطابق الأعلى، "غرف التعذيب" كما يصفها المساجين السابقون. غرف معتمة رمادية، على أحد جدرانها نافذة زجاجية كبيرة، لكن "كانوا يعذبوننا في الرواق أيضاً"، يقول أحدهم.
وفي الجناح الآخر من المبنى الضخم، مكاتب وغرف الضباط والمسؤولين التي حرقت بالكامل. تنبعث رائحة دخان قوية من المكان الذي خلّعت أبوابه وتحوّل أثاثه إلى رماد. وفي غرفة بالكاد فتح بابها، تظهر رفوف وزّعت عليها آلاف الأوراق المحروقة التي يعتقد زوار المقر أنها أوراق "مهمة" و"سرية" أحرقها المسؤولون قبل فرارهم.
ومن بين تلك الأوراق، رسالة من القيادة العامة للجيش إلى "النيابة العامة المختصة بمعالجة قضايا الإرهاب"، تحتوي على تفاصيل توقيف مجند في الجيش لملاحقته "بجرم علاقته بالمجموعات الإرهابية المسلحة وبكل جرم يظهر بحقه خلال مرحلتي التحقيق والمحاكمة"، موقعة من رئيس شعبة المخابرات في العام 2022.
ويقول وائل صالح (42 عاماً)، الذي جاء أيضاً لزيارة زنزانته رقم 9 "جرّموني بالإرهاب، حتى اللحظة أنا مجرم بالإرهاب". ويضيف الرجل فيما حدّق بسجنه السابق "كانت مأساة، حتى هذه اللحظة أتذكر الأيام التي كنا فيها هنا، كنا 103 أشخاص، كنا نقف نحن ونترك الكبار في السن ينامون".