بشارة من السماء: رحمة الله لا حدود لها
تاريخ النشر: 16th, November 2024 GMT
يؤكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن الآية الكريمة: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ...} [الزمر: 53] تعدّ أرجى آية في كتاب الله، إذ تحمل أعمق معاني الرجاء والأمل لكل مسلم، تشير الآية إلى عظمة رحمة الله واحتضانها لكل من يلجأ إليه بالتوبة الصادقة، مهما بلغت ذنوبه.
أوضح مركز الأزهر أن هذه الآية تمثل وعدًا إلهيًا بمغفرة جميع الذنوب لمن تاب ورجع إلى الله. وأشار إلى أن الخطاب الإلهي فيها بدأ بإضافة العباد إلى ذاته العلية بعبارة "يا عبادي"، مما يبرز التشريف الإلهي لعباده، وإرسال رسالة طمأنينة ومزيد من البشارة.
وأكد المركز أن رحمة الله تشمل غير المسلمين الذين يدخلون الإسلام، حيث تمحو التوبة كل ما سبقها من خطايا. كما تشمل العاصي الذي يعود إلى الله بتوبة صادقة، حتى لو بلغت ذنوبه عنان السماء أو كثرت كزبد البحر.
آية أمل لكل البشربحسب مركز الأزهر، فإن هذه الآية لا تقتصر على زمن أو مكان معينين، بل هي عامة لكل الناس إلى يوم القيامة. كما تعدّ دعوة للتصالح مع النفس والإيمان بأن باب التوبة مفتوح دائمًا أمام العبد.
"لا تقنطوا": رسالة للقلوب المثقلة بالذنوباستشهد مركز الأزهر بتفسير العلماء للآية، مشيرًا إلى أن عبارة "لا تقنطوا من رحمة الله" هي نداء لكل من أثقلته الذنوب وأحاط به اليأس، ليعلم أن رحمة الله أوسع من أي خطيئة.
دعوة للتأمل والعملاختتم مركز الأزهر حديثه بالتأكيد على أهمية استثمار هذه الرسالة في تصحيح المسار والتقرب إلى الله عز وجل، حيث تغلق التوبة الصادقة أبواب اليأس وتفتح طريقًا جديدًا للعودة إلى حياة طيبة مليئة برضوان الله.
حملة "هذا هدى"وجاء هذا ضمن حملة (هذا هدى) التي أطلقها مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية وهى حملة توعوية شاملة تحت عنوان "هذا هدى"، بهدف تعزيز القيم الإسلامية السمحة، وتقديم الصورة الحقيقية للإسلام التي تدعو إلى الرحمة، التسامح، والمغفرة. تسعى الحملة إلى معالجة المفاهيم المغلوطة التي قد يقع فيها البعض حول الدين، وتشجيع المسلمين وغيرهم على التفاعل مع رسالة الإسلام الوسطية التي تعزز السلام الداخلي والخارجي.
تركز الحملة على إبراز المبادئ والقيم الإسلامية من خلال نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية، بالإضافة إلى جهود الأزهر في مواجهة التشدد والغلو، ونشر الأمل في قلوب المسلمين. تأتي هذه الجهود استجابةً لتحديات العصر وما يرافقها من تصاعد لبعض التيارات الفكرية المتطرفة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأزهر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية التوبة ايه الله مرکز الأزهر رحمة الله
إقرأ أيضاً:
في قداس خميس العهد.. البابا تواضروس: فرصة لأن نجدد عهد التوبة مع الله
صلى قداسة البابا تواضروس الثاني لقان وقداس يوم الخميس الكبير (خميس العهد) صباح اليوم في دير الشهيد مارمينا العجائبي بمريوط، بالإسكندرية، بمشاركة نيافة الأنبا كيرلس آڤا مينا أسقف ورئيس الدير ومجمع رهبانه، وعدد من أبناء الكنيسة.
قداس خميس العهدوبدأت الصلوات بصلاة باكر خميس العهد التي تشتمل على رفع بخور باكر، ثم باقي صلوات السواعي النهارية (الثالثة والسادسة والتاسعة)، تلاها صلاة اللقان، ثم القداس الإلهي، أعقبه صلاة الساعة الحادية عشرة من يوم الخميس، لتختتم بذلك صلوات يوم خميس العهد الذي يحتل فيه تأسيس سر الإفخارستيا المساحة الأكبر من قراءته وألحانه وصلواته.
وألقى قداسة البابا عظة القداس وأشار في بدايتها إلى أن أحداث يوم خميس العهد، وهي إتمام السيد المسيح الشريعة بأكل الفصح، وغسل أرجل تلاميذه، وتأسيس سر الإفخارستيا الذي يعد قدس أقداس العبادة المسيحية، والحديث الوداعي لتلاميذه في العلية، ثم تسليم يهوذا المسيح لليهود بقبلة غاشة، والقبض على السيد المسيح.
وتناول قداسته ثلاثة أنواع من المحبة، وهي:
١- محبة عن بعد: وهي بالطبع محبة نظرية.
٢- محبة عن قرب: وهي محبة عملية، تتدفق فيها المشاعر.
٣- محبة عن عمق: وهو النوع الأسمى من المحبة وهي داخلية قلبية فيها اتحاد وامتزاج، وهي المحبة التي أحبنا المسيح بها. وبالتناول نصير أعضاء في جسد المسيح.
وأجاب قداسة البابا عن السؤال ماذا يعطينا سر الإفخارستيا؟
١- النمو الروحي: لأنه يغذي أرواحنا ويمنحنا مع سر التوبة الصحة الروحية.
٢- البهجة الروحية: يملأنا بالفرحة الروحية، وهو ما يفسر لماذا يتقدم الشهداء للموت بفرح، لأنهم مرتبطون بسر الإفخارستيا الذي يمنح البهجة الروحية.
٣- الوحدة الروحية: به نصير جميعًا في المحبة الأخوية، ونصير أعضاء في جسد المسيح "لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِدًا" (يو ١٧: ٢١). ففي سر الإفخارستيا لسنا مشاهدين وإنما مشاركين.
ثم شرح قداسته سر اختيار الخبر والخمر، لافتًا إلى أن الخبز مكون من حبات القمح التي تطحن فتصير "دقيق" نخبزه فيصبح خبزة واحدة مكونة من حبات عديدة من القمح، وهو ما يمثل المؤمنين الكثيرين الذين يصيرون بتناولهم جسدًا واحدًا.
وكذلك حبات العنب التي يجمعها عنقود واحد، يتم عصرها فتصبح عصير الكرمة، والقمح يتعرض للنار لكي ينضج، والعنب يتعرض للعصر لكي يصبح عصيرًا والنار والعصر يشيران لآلام السيد المسيح.
ونوه قداسة البابا إلى أنه ما نصنعه في سر الإفخارستيا ليس مجرد ذكرى وإنما فعل حقيقي، جسد ودم حقيقيين، فحينما قال السيد المسيح: خُذُوا كُلُوا. هذَا هُوَ جَسَدِي فإن كلامه يظل فاعلاً ومستمرًا عبر الزمن مثلما قال في العهد القديم: أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ فصار البشر يتوالدون باستمرار عبر الزمن.
ودعا قداسته إلى أن يجعل كل واحد خميس العهد فرصة لأن نجدد عهد التوبة مع الله وتكون حياتنا ملكًا له، فنكون أعضاء فاعلين في الكنيسة.