ديسمبر يلوّح ببرده.. ونازحو الخيام بعوزة ألحفة تواريهم من قسوة الشتاء
تاريخ النشر: 16th, November 2024 GMT
خانيونس - خاص صفا
لم يكن النازح إبراهيم العمصي "45 عاما" يتوقع بأن تكون أسعار الأغطية والملابس المتوفرة بشكل شحيح في بعض البسطات في سوق العطار بمواصي خانيونس جنوبي قطاع غزة، بهذا الغلاء، حتى تلك القديمة والمستخدمة، والتي قصد شراؤها قبل أن تزداد أجواء البرد في خيمته.
فما أن دخل شهر نوفمبر بهوائه البارد، حتى بدأ النازحون الملتحفون بالخيام في مواصي خانيونس جنوبي قطاع غزة، رحلة البحث عن لباسٍ يواري أجسادهم من برد الشتاء المقبل، وألحفة تدفئ على الأقل أجساد أبنائهم ليلاً، في مسيرة كانوا يحملون همها، بعد أن غادر الصيف خيامهم بمأساته وحره الشديد، راحلًا، ملوحًا لهم ببرد قارس من بعده.
وبينما يفتش العمصي في السوق، أخذ يردد متسائلًا وهو يفتش ببعض الأغطية واللحافات: "قديم وبأسعار مضاعفة على سعر الجديد أيام العز؟!"، قاصدًا أسعارها قبل حرب الإبادة المستمرة على قطاع غزة منذ ما يقارب عام وشهرين.
ويقول لوكالة "صفا": "نزحنا من الشمال بملابسنا التي علينا، ودبرنا أمورنا بمعية الله حينما كنا في رفح، من توفير بعض ملابس البالة، حتى نزحنا مرة أخرى إلى خانيونس، وها هو الشتاء يعود ونحن ما عدنا".
ويضيف "استلمنا أغطية رمادية اللون في الشتاء الماضي، الكل يعرفها، ووضعنا اثنتين لنكمل ترقيع الخيمة، وظلت اثنتين من نصيب أولادي".
ويعيل العمصي ستة أفراد في الخيمة، وهو يعي أن غطاءً هنا أو هناك لا يكفي ليقيهم برد الشتاء المقبل، ولهذا قصد السوق باحثًا عن أغطية، "بدلًا من انتظار المساعدات".
واستشهد منذ بدء العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة في 43736 مواطنًا، فيما وصل عدد المصابين إلى 103370، كما أن 72% من الضحايا هم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة.
مستخدمة شحيحة وغالية
وتتوفر في الأسواق الشحيحة بمواصي خانيونس، أغطية وملابس شتائية مستخدمة في معظمها، يعرضها بعض المواطنين الذين يجدون فيها زيادة عن حاجتهم، فأرادوا بها ربحًا ليُخرجوا دخلًا على أسرهم، في ظل الأسعار المرتفعة التي وُصفت بالقياسية في القطاع.
ويقول النازح من منطقة الفراحين لمواصي خانيونس،محمد أبو دقة: "بيوتنا مسحت وسويت بالأرض، ولم نقدر على انتشال شيء منها، واليوم نبحث هنا وهناك عن ملابس أو حرامات، حتى لو كانت مستخدمة".
ويؤكد أنه اضطر لشراء حرامات مستخدمة بأسعار الجديدة وأكثر، خشية من ألا تتوفر مع قرب الشتاء وازدياد حاجة النازحين لها، خاصة وأن "الجمعيات الخيرية والمساعدات حبالها طويلة"، في إشارة لبطئ وصولها إلى النازحين.
ولكن بعض النازحين الذين لا يملكون ما يشترون به أغطية وملابس شتوية، وبالكاد يستطيعون توفير طعامهم اليومي من المعلبات في ظل المجاعة التي تضرب بالجنوب، لجأوا للبحث عن ملابس وأغطية مهترئة نسبيًا، من تحت ردم منازلهم، كالنازح عمر أبو شاب.
وهو يقول: "تحت ردم بيتنا ملابس وحرامات شتوية، كسّرنا ما استطعنا وأخرجنا ما يصلح للبس والاستعمال، ومن هنا لأربعينية الشتاء الله يفرجها من عنده".
أما الفئة الأخرى من النازحين الذين طحنتهم الحرب، فهم ممن خرجوا بملابسهم ولا وجدوا شيئًا تحت الركام ولا الأسواق، وهؤلاء استعانوا بأقاربهم ومعارفهم من الميسورين والذين ما زالوا في منازلهم، ليساعدونهم ببعض الملابس والأغطية.
ففي خيمتها بمنطقة "بئر 20"، فرحت الأم خديجة الفقعاوي بأكياس الملابس والأغطية التي ساعدتها فيها شقيقتها المقيمة بمخيم خانيونس.
وهي تقول: "الحمد لله ما انقطعنا، وأهلنا وأحبتنا ما زالوا بخير، لولا الله أولًا وهم من بعده".
ومؤخرًا، حذرت منظمات دولية وأممية من إعلان المجاعة رسمياً في قطاع غزة جراء الإبادة المتواصلة منذ 5 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والمتزامنة مع حصار عسكري مطبق أدى إلى منع دخول إمدادات الغذاء والمياه والأدوية والمساعدات إليها.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: نازحو الخيام الشتاء ديسمبر قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
غارة على بلدة الطيبة وقصف مدفعي استهدف الخيام
شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي غارة على بلدة الطيبة في قضاء مرجعيون. كما تعرّضت بلدة الخيام لقصف مدفعيّ.