عقدت المؤسسة المارونية للانتشار جمعيتها العمومية، بحضور أكثرية أعضائها للتشاور في تداول السلطة بعد ان أعلن رئيسها شارل الحاج رغبته التنحي بعد انتهاء ولايته الثانية، رغم اصرار الأعضاء على بقائه، وذلك بهدف تفعيل مبدأ المداورة في المؤسسات المارونية وتسليم المشعل الى أحد الأعضاء الفاعلين.

وتم التوافق بالإجماع على طرح اسم نائبة الرئيس روز شويري على البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي ايدّ وزكّا هذا الطرح ووقّع مرسوماً بطريركياً دُوّنَ في سجل التفويضات عدد 65/2024 تاريخ 13/11/2024 عيّن بموجبه روز أنطوان شويري رئيسة للمؤسسة لمدة ثلاث سنوات.



الراعي

وظهر اليوم شارك أعضاء المؤسسة  في الصرح البطريركي باحتفال التسّلم والتّسليم بين الحاج والشويري برعاية الراعي الذي هنأ  المؤسسة على "الأسلوب الراقي والحضاري والسلِس في تداول السلطة وعلى الجهود الجبارة التي قام بها رئيس وأعضاء المؤسسة خلال السنوات السّت الماضية التي شهدت أزمات مالية واقتصادية وصحية وتربوية". كما حيّا شويري وشكرها على استعدادها حمل المشعل "لاسيّما وأنها واكبت المؤسسة مع افراد عائلتها منذ غياب المؤسّس الراحل أنطوان شويري وشاركت في تأسيس المكاتب وفي كافة النشاطات والزيارات والمؤتمرات وثبّتت علاقات مميّزة مع الابرشيات والبعثات اللبنانية والفاعليات في لبنان وفي بلاد الانتشار، كما ترأسّت الأكاديمية المارونية منذ تأسيسها عام 2013 والتي استقبلت حوالي 500 شاب وشابّة جامعيّين من أكثر من 30 بلدٍ في الاغتراب، متمنياً لها التوفيق والتألّق في مهامها السامية.

كذلك وجّه الراعي الى الرئيس السابق "تحية تقدير وافتخار لجدّية التزامه ومهنيّته ورؤيته البناءة وسهره الدائم على مصالح المؤسسة وسعيه الدؤوب في سبيل توسّع آفاق نشاطاتها وعملها في بلاد الانتشار،  وبالأخصّ لتضحياته وعطاءاته الجمة في المؤسسة وفي جمعية Solidarity التي قدّمت أكثر من 190,000 حصة غذائية لآلاف العائلات في أكثر من 750 بلدة وما تزال، وأيضاً لجهوده الجبّارة في المجال الصحي خلال جائحة الكورونا وفي الحقل التربوي حيث ساهم في تخفيف وطأة الأقساط المدرسية منذ سنتين ل 10.565 طالب وطالبة".

وقال الراعي: "اليوم الحاجات كبيرة وعدد الذين هاجروا من لبنان للاسف ضخم وكبير وعلى لجنة الانتشار أن تتحمل المسؤولية، وبكل اسف المسيحيون لا يلبون النداء بتسجيل وقوعات أبنائهم في السفارات اللبنانية في الخارج دون أن نتراجهم بذلك، وهذا له تأثير كبير علينا في لبنان، لكنني لا أفهم كيف أن المسيحي الذي هاجر من لبنان يقول ان هذا الوطن ليس له".

وأضاف: "نحن نعرف من خلال السفارات والقنصليات ومكاتب المؤسسة في الخارج كيف أن المسلمين اللبنانيين يسجلون وقوعات أبنائهم فور ولادتهم على عكس المسيحيين، ومن هنا يبدأ عمل المؤسسة باقناعهم انهم أن لم يسجلوا أبناءهم، فهذا يعني انهم أصبحوا امواتا وغير موجودين على لوائح الشطب في لبنان بينما هم في الخارج يملؤون الكون وهذا شيء غير طبيعي ان يستمر، لذلك نأمل منهم أن يعوا حقيقة هذا الموضوع".

وختم: "على من يهاجر ألا يبيع أرضه ولا يتماهل في تسجيل أبنائه الذين يولدون في الخارج"، مؤكدا ان "لبنان لم ينته ولن ينتهي بوجود قديسيه الذين بلغ عددهم التسع قديسين".

الحاج

من جهته شكر الرئيس السابق للمؤسسة للراعي "إحاطته الدائمة ومحبته وإرشاداته وتعهّد أمامه متابعة انخراطه في المؤسسة وبقاءه عضوا فاعلاً ونشيطاً".

وقال: "من أهم انجازات الست سنوات الماضية تأمين تداول للسلطة واستمرارية للمؤسسة،والجميع يعلم أن المؤسسات لا تعيش اذا لم تكن هناك استمرارية، والسيدة شويري يعلم الجميع انها كانت معنا كما جميع الأعضاء فاعلين لذلك اشكرهم جميعا على تعاونهم وانا على ثقة بأن السيدة شويري  ستكمل المسيرة وتستمر بالرسالة وسأكون داعما للرئيسة الجديدة".

وختم الحاج: "على الجميع أن يفتخر بدور المؤسسة خصوصا في هذه الأيام لأنه ولسوء الحظ هناك زيادة في هجرة اللبنانيين".

الشويري

بدورها شكرت شويري للبطريرك الراعي والأعضاء كافة ثقتهم وعطاءاتهم، وطلبت منهم "متابعة المسيرة متحدين مع بعضنا البعض التي رسمها الرئيس الأول الراحل الوزير ميشال اده مع  الاعضاء الحاليين ومع كافة الاعضاء الذين غابوا عنّا وبقيت ذكراهم راسخة  في وجدان وضمير المؤسسة".

أضافت: "اشكرك صديقي شارل على كل ما بذلته من جهود في المؤسسة أو من جلال تأسيس مؤسسة "سوليدارتي" التي ساعدت العائلات اللبنانية على تخطي المحن التي أصابت لبنانا العزيز من خلال مساهمتها على الاصعدة الصحية والتعليمية والغذائية وإعادة إعمار المنازل المتضررة جراء الانفجار المشؤوم في ٤ آب ٢٠٢٠".

وفي الختام قدم  البطريرك الراعي للحاج ميداليات البطريركية عربون وفاء وتقدير وبركة، سائلاً الله ان يوفقّه مع عائلته ويبقيه سنداً للكنيسة المارونية ويغدِقَ عليه بفائض نعمه وخيراته، كما سلم الشويري مرسوم تعيينها، متمنيا لها التوفيق في مسيرتها.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی الخارج

إقرأ أيضاً:

الراعي في أمسية ميلادك نوّر بلدنا: سيكون ميلاد السلام بعد الحرب

نظَّمَ مكتبا "راعويَّة الشبيبة" و"راعويَّة الأشخاص ذوي إعاقة" في الدائرة البطريركيَّة المارونيَّة مبادرةً ميلاديَّة، تحت عنوان: "ميلادَك نور بلادنا"، أحيتها جوقة "إسبيرانزا" Esperanza بقيادة فادي هاشم بالاشتراك مع مؤسَّسة "سيزوبيل" SESOBEL، برعاية وحضور غبطة البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، يرافقه كلّ من النائب البطريركيّ العام المطران حنّا علوان، النائب البطريركيّ العام السابق المطران بولس صيّاح، مرشد مكتب راعوية الشبيبة البطريركيّ الأب جورج يَرَق، مرشد مكتب راعويّة الأشخاص ذوي إعاقة الأب ميلاد سقيّم، ومكرّسين ومكرّسات، ومسؤولي الجماعات والحركات الرسوليّة والكشفيّة الكنسيّة والجمعيات الإنسانيّة ذات الصلة والشخصيات الوطنية والسياسية والأمنية والإعلامية والاجتماعية والشبيبة والعائلات بخاصة تلك التي عانت من الحرب.
 

استُهلت الأمسية الميلادية  باستقبال سيّد الصرح بالابتهاج والفرح على وقع الأناشيد مع موسيقى الكشاف الماروني. ورافق النشيد الوطني اللبناني دخول العلم اللبناني محمولاً من الشبيبة في موكب تقدمةٍ إلى مذبح كنيسة الصرح الخارجية علامةً على تسليم وطننا الحبيب الذي عانى ولا يزال يعاني من مخاض الصراعات كي تكون ولادة يسوع ولادة جديدة له.
 

ومن ثمَّ، كانت كلمةُ ترحيبٍ وإطلاقٍ للأمسية مع أمين عام مكتب راعويَّة الشبيبة البطريركيّ، السيّد كارلوس معوَّض. وقد تضمَّنت الأمسية تأملاتٍ روحيَّة ميلاديَّة مع الشبيبة، ترافقَت مع لغة الإشارة. كما وأحيَت مرنمات جوقة "إسبيرانزا" داليا فريفر، ريتا مارديني وأمال شعيا، بأصواتهن العذبة السماويَّة هذه الأمسية.


وكان لشبيبة بيت العناية الإلهيّة مشاركة أيضًا برقصاتٍ تعبيريَّةٍ تسبيحيَّة زرعَت في قلوب الحاضرين بسمةً ورجاء. وشاركت جوقة أطفال وشبيبة مؤسَّسة "سيزوبيل" في احتفاليةٍ ميلاديَّةٍ ختاميَّة. بعدها، كانت كلمةٌ للآنسة داليا فريفر، منسقة مكتب راعويّة الأشخاص ذوي إعاقة البطريركيّ، شكرت فيها غبطة البطريرك على "محبّته الأبويَّة الكبيرة وبركته الدائمة التي احتضن بها المكتب منذ إنطلاقته، أيّ منذ ما يقارب السنة، فهو علامةٌ فارقةٌ في الكنيسة لأنه يُعنى براعويّة الأشخاص ذوي إعاقة ويحمل صوتهم وقضيتهم لكلّ مكان كي يكون لهم مكانتهم وحضورهم الفاعل حيثما حلّوا".


وشكرت الرَّبّ على "وزناته الكبيرة التي يمنحنا إياها لنمجِّده بها". وشكرت مكتب راعويّة الشبيبة "على هذه الشراكة وهذا التعاون المميّز في التنظيم الذي أثمر بعد الجهد المشترك ثمار بركةٍ وفرح".


وشدَّدت على "أهمية تعاون مكاتب الدائرة البطريركيّة المارونيّة في حمل كلّ رسالةٍ إنسانيَّةٍ بمختلف أبعادها". متمنية أن يحمل ميلاد الرَّبّ يسوع هذه السنة بشكلٍ خاص السلام لقلوبنا ولبناننا".
 

وبعد تسليم هدايا لأطفال وشبيبة مؤسَّسة سيزوبيل عربون محبّةٍ وشكر على مشاركتهم المميَّزة في هذه الأمسية، كانت لهم ترنيمة ختاميَّة مع داليا.



ومن ثمَّ، كانت كلمةٌ لغبطة البطريرك الراعي عبَّر فيها عن فرحه العميق بهذه الأمسية، قائلاً: "أنا أعتقد أنَّ ما من أحدٍ تجرّأ على النظر إلى ساعته.. لروعة هذه الأمسية التي لا نريدها أن تنتهي. أنا شخصيًّا لم أنظر إلى ساعتي، وكذلك الأمر بالنسبة لكم. بالحقيقة ما سمعناه من داليا فريفر وريتا مارديني كان يمجِّد الخالق وقد رفعنا إلى فوق.. لذلك نسينا أنَّنا على الأرض، ولم نفكِّر في النظر إلى ساعاتنا. أودّ أن أقول لداليا، مبروك مرور سنةٍ على حياة مكتب راعويّة الأشخاص ذوي الإعاقة. لكنَّنا نعترف لكِ أنَّنا لم نحلم يومًا بأن تَصِلي بهذا المكتب إلى ما وصلتي إليه. بالحقيقة هذا إعتراف، لأنَّ ما قمتِ به وتقومين به وستقومين به أمرٌ كبير. والليلة، رأينا إلى جانبكِ ريتا مارديني، هذا الصوت الرائع. أنتما صوتان رائعان... شكرًا لكِ لأنَّكِ ستُعرّفيننا على كلّ الأشخاص ذوي إعاقة. لكنَّكِ تُظهرينَ لنا أن الإعاقة.. وأظنّ أنَّنا يجب أن نجد تعبيرًا مختلفًا غير إعاقة لأنَّكم بمواهبكم، داليا وريتا وأطفال وشبيبة سيزوبيل خالينَ من أيّ إعاقة. نريد أن نطلق عليكم اسم "جرح من جروحات المسيح" و"تكملة لآلام المسيح". لا يجب أن نطلق عليكم اسم ذوي إعاقة. لأنَّكم أظهرتم لنا المقدرة العظيمة التي تمتلكونها. على سبيل المثال، كيف تستطع داليا وريتا حفظ وتذكّر كل هذه الترانيم من دون أيّ ورقة أو كتاب أو أي شيءٍ آخر... أين حفظنَ كلّ هذه الكلمات؟ في ذاكرتهنّ؟! في قلبهنَّ؟! وبالتالي، كيف يمكننا القول بأنهم أصحاب إعاقة؟! ربّما نحن المعوَّقين.. لأنَّنا لا نملك قدراتهم، ولا نستطيع أن نحفظ مثلهم.. لذلك، أرى أنَّه يجب أن نطلق على أنفسنا أصحاب إعاقة وهم سليمين. أودّ أن أشكركم باسم كلّ الحضور، لأنَّكم هيّأتُم هذا الميلاد ليكون أجمل ميلاد في حياتنا. لأنَّكم رنَّمتم من كلّ قلبكم... أنتما وجوقة سيزوبيل.. غنَّيتم وصلَّيتم. سمحتُم لنا بأن نعيش أجمل ميلاد، أجمل تهيئة للميلاد. شكرًا لكم، لأنَّكم سمحتم لنا بعيش الميلاد الذي تشير كلّ الأمور إلى أنَّه سيكون ميلادًا مختلفًا عمّا مضى. سيكون ميلاد السلام بعد الحرب. وسيكون ميلاد رئيس جمهوريَّة في 9 كانون الثاني.. بالتأكيد".
 

وأضاف: "أريد أن أقول بكلمةٍ واحدةٍ شكرًا على الـ "هللويا" التي تخرج من صميم قلبكم، وأنتم تنشدون أناشيد الميلاد ليسوع الذي صار إنسانًا، الذي أحبَّنا، الذي هو إلهُنا معنا، الذي خلق السلام، الذي ترك لنا السلام، السلام الذي أنشده الملائكة يوم ميلاده كان "المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام". نحن حاملين سلام المسيح. هذا ما نستنتجه الليلة من خلال كلّ شيء رائع سمعناه منكم ومن جوقة سيزوبيل. السلام الحقيقي هو السلام الذي في قلوبكم، والسلام الذي يكون في قلوب كلّ الناس، والسلام الذي يكون في ربوع الوطن. هذه هدية الميلاد لنا. يمكننا أن نرنم المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام. نعم، يسوع بميلاده زرع السلام في الأرض، وسلَّمنا إياه كي نبني نحن بدورنا للسلام، هذا عملنا. هذا ما عشتموه داليا وريتا الليلة وهذا ما يعيشُهُ إخوتنا في سيزوبيل. هذا هو السلام الذي يحتاجه العالم. هذا هو السلام الحقيقي. لقد شبعنا حروب، وشبعنا بغض، وشبعنا ضغينة".
 

وتابع: "آن الأوان لنبني هذا السلام، سلام المسيح. نتمنّى أن نحمل معنا في هذه الليلة هذه الزوادة، وهي أن يبني كلّ واحدٍ منّا السلام في بيته وفي بيئته الصغيرة، أن يكون من جماعة المحبّة والسلام. أتمنى أن يكون هذا العيد مباركًا عليكم، عيد الميلاد والسنة الجديدة، وأن تكون سنة 2025 سنة سلامٍ حقيقي وسنة إعادة بناء الدولة اللبنانيّة، بدءًا بانتخاب الرئيس في 9 كانون الثاني. هذا رجاؤنا وهذا أملنا وهذا وطيد إيماننا".
 

وأثنى البطريرك الراعي على "جهود الشبيبة واندفاعهم وعطاءاتهم النوعيّة مع مكتب راعوية الشبيبة" شاكرًا لهم "مساهمتهم في إنجاح هذه الأمسية".
 

وختَمَ غبطته قائلاً: "ميلاد مجيد وسنة مباركة عليكم جميعًا.. ولد المسيح، هللويا".

 
وبعد الكلمة، تمَّ تقديم هدية تذكاريَّة لغبطته من قبل المكتبين، مكتب راعويّة الشبيبة ومكتب راعويّة الأشخاص ذوي إعاقة، عربون محبّة بنويَّة عميقة على محبَّته وثقته. كما وقَدَّمَ مكتب راعويّة الشبيبة باقات ورود للمرنمات عربون شكر وتقدير على مواهبهنّ التي يضعنها في خدمة الرَّبّ. وفي الختام، بعد التقاط الصورة التذكاريّة، تمَّ توزيع هدية تذكاريَّة للحضور المشارك عربون محبَّةٍ وتقدير من المكتبين.

 

مقالات مشابهة

  • انطلاق الدورة الثالثة من جائزة حمدان EFQM التعليمية العالمية
  • "حصاد 2024".. أبرز الفنانين الذين فقدناهم وأثروا الساحة الفنية بأعمالهم الخالدة
  • الراعي في أمسية ميلادك نوّر بلدنا: سيكون ميلاد السلام بعد الحرب
  • مصر للطيران الراعي الرسمي لسباق نصف ماراثون الأهرامات.. صور
  • مصر للطيران الراعي الرسمي لسباق نصف ماراثون الأهرامات
  • مجلس إدارة «دبي للمرأة» يستعرض مشاريع 2025
  • ‏إسرائيل تعلن أنها ستغلق سفارتها في دبلن بسبب السياسات المعادية التي تنتهجها الحكومة الأيرلندية
  • وزير الداخلية التركي يكشف عن عدد السوريين الذين عادوا الى بلادهم بعد سقوط النظام
  • جاد شويري يعلن إفلاسه لهذا السبب .. تفاصيل
  • جاد شويري يكشف سر ارتدائه حذاء مكتوب عليه خدني على بيروت