يُثير الارتفاع الكبير في قيمة البيتكوين تساؤلات حول ما إذا كان يمكن اعتبارها “الذهب الجديد” في الاقتصاد الرقمي، هذه العملة الرقمية التي بدأت كمشروع تجريبي أصبحت اليوم محط أنظار واهتمام المستثمرين والأفراد، حيث يُنظر إليها على أنها وسيلة للاستثمار للمستقبل، كما يُستخدم الذهب التقليدي. لكن هل يمكن أن تنافس البيتكوين فعلاً الذهب كمخزن للقيمة؟ وهل تستحق فعلاً لقب “الذهب الجديد” أو كما يسميه الخبراء ومقتني البيتكوين “الذهب الرقمي”؟

في بداياتها، لم تكن البيتكوين محط اهتمام الناس أو المؤسسات المالية، بل كان يُنظر إليها كمشروع تجريبي في عالم العملات الرقمية، ولم يثر سوى اهتمام قلة من المبرمجين وعشاق التكنولوجيا، لم يكن يُعتقد أن هذا “المال الرقمي” الافتراضي، الذي يتم إنتاجه وتداوله خارج نطاق البنوك والحكومات سيكتسب أي قيمة حقيقية في تلك الفترة، لم يكن الكثيرون يتصورون أن البيتكوين ستصبح لاحقاً أداة استثمارية ضخمة ومنافساً فعلياً للذهب، بل اعتبرها البعض تجربة غير عملية وغير قابلة للتطبيق في العالم المالي التقليدي.

ورغم اعتبارها عملة غير ملموسة، إلا أن البيتكوين اكتسبت شعبية كبيرة كأصل استثماري بسبب ارتفاع قيمتها. على عكس العملات التقليدية، تُدار البيتكوين على شبكة غير مركزية بدون سيطرة حكومية، ما يجعلها أداة تحوط قوية ضد تقلبات الأسواق المالية. هذه السمات جذبت المستثمرين من مختلف الخلفيات، حتى أصبحت البيتكوين تُقارَن بالذهب من حيث كونها استثمارا ممتعا ومضمونا إلى حد ما.

أحد أهم أوجه الشبه بين البيتكوين والذهب هو محدودية العرض فعلى عكس العملات التقليدية الورقية التي يمكن طباعتها بلا حدود من قبل الحكومات، تم تصميم البيتكوين بعدد محدود من الوحدات في العالم (21 مليون وحدة فقط)، ما يعزز قيمتها بشكل كبير مع مرور الوقت، خاصة في ظل تزايد الطلب عليها كما يحصل حاليا وممكن أن يحصل في المستقبل.

ووفقا لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية فقد أصبح استخدام البيتكوين جزءاً من استراتيجيات الاستثمار الكبرى وصناديق التقاعد في العديد من الدول، وأثار أيضاً اهتمام حكومات ومؤسسات مالية. ومع وجود دعم من قادة سياسيين، يتضح أن البيتكوين قد تجاوزت مرحلة التجربة وباتت تشكل جزءاً من النظام المالي العالمي القابل للاستخدام في دفع الفواتير وغيرها من عمليات الدفع.

هناك جدل بين الجيل القديم والجيل الحديث حول الذهب والبيتكوين بشكل واضح، حيث يتمسك الجيل القديم بفكرة أن الذهب هو الأصل الآمن والمخزن التقليدي للقيمة الذي لا يمكن أن ينافسه أي أصل آخر. بالنسبة لهم، الذهب يمثل استقراراً تاريخياً وقيمة ملموسة صمدت على مر العصور. أما الجيل الحالي، فيرى في البيتكوين خاصة والعملات الرقمية عامة بديلاً حديثاً للذهب، ويعتبرها وسيلة للاستثمار في عالم رقمي متسارع ومتطور. هذا الخلاف بين الأجيال يعكس اختلافاً جوهرياً في التفكير تجاه الأصول والقيمة، ويرمز إلى التحول في طريقة النظر إلى المال والاستثمار بين الماضي والمستقبل.

صحيفة البيان

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

رئيس مؤسسة النفط: عودة كبرى الشركات للاستكشاف ستعزز مكانة ليبيا بين الدول النفطية

أعلن رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط المكلف، المهندس مسعود سليمان، إطلاق جولة العطاء العام للاستكشاف بعد توقف دام سبعة عشر عامًا متواصلة، حيث ظلت مساحات شاسعة من الأراضي الليبية خارج دائرة الاستكشاف النفطي.

وذكر بيان نشرته مؤسسة النفط، على فيسبوك، أن “مسعود” أكد خلال كلمة ألقاها في مراسم إطلاق الجولة، بحضور عبد الحميد الدبيبة، ووزير نفطه خليفة عبد الصادق، ووليد اللافي، أن أكثر من ثلثي الأراضي الليبية تنتظر من يستكشف الخيرات الوفيرة الكامنة في باطنها.

وأشار إلى أن “عظمة هذا الحدث تستحضر من الذاكرة التضحيات الجسام التي قدمها جنود المؤسسة الوطنية للنفط، لتتوج اليوم تحت مظلة حكومة الوحدة الوطنية بهذا الإنجاز، الوعد بكل خير لليبيا والليبيين”.

ولفت إلى أن “الاستكشاف في مناطق جديدة لا يعني فقط إنتاج النفط والغاز، بل هو مبعثًا للحياة في تلك المناطق وتنميتها، الأمر الذي سيسهم في دعم القطاع الخاص الذي سيشارك في تقديم الخدمات المساندة لأعمال الاستكشاف والحفر، وبالتالي زيادة الدخل القومي، فضلاً عن توفير مساحات واسعة من فرص العمل الجديدة للشباب الليبي الباحث عن عمل”.

وأوضح أن “عودة كبرى الشركات للاستكشاف في ليبيا ستعزز مكانة ليبيا بين دول العالم النفطية، وستضيف احتياطيات جديدة من النفط والغاز تعوّض الكميات المنتجة في السابق، مما سيسهم في زيادة إنتاج ليبيا من النفط والغاز وفقًا لخطة المؤسسة الرامية لذلك”.

وشارك في مراسم الإعلان عن جولة العطاء العام للاستكشاف التي تمت في مجمع قاعات ريكسوس، عدد من المسؤولين في المؤسسات الليبية، وثلة من أعضاء السلك الدبلوماسي، وممثلي الشركات النفطية الأجنبية، وأعضاء مجلس الإدارة بالمؤسسة، ومديري الإدارات ورؤساء الأقسام، وجمع من موظفي القطاع. بحسب بيان مؤسسة النفط

الوسومرئيس مؤسسة النفط

مقالات مشابهة

  • ”غبقة الخبر“.. فعاليات رمضانية تعزز مكانة المدينة سياحيًا وثقافيًا
  • مشاريع ضخمة تعزز مكانة المدينة المنورة اقتصادياً وسياحياً
  • أحمد عمر هاشم: للبيت النبوي مكانة عظيمة عبر التاريخ وحفظه الله من كل دنس
  • ما مكانة سورة البقرة وما أبرز قصصها؟
  • تراجع مؤشر الدولار لأدنى مستوى منذ أكثر من 3 أشهر أمام سلة العملات
  • التقدم والاشتراكية: الحكومة فشلت في تحويل الفرص والمؤهلات إلى نموٍّ اقتصادي وتقدُّم استثماري
  • برلماني: مشروع الهيدروجين الأخضر يعزز مكانة مصر الاقتصادية عالميًا
  • انخفاض كبير في سعر البيتكوين وسط مخاوف المستثمرين وتقلبات السوق
  • السويد في مواجهة الجدل.. هل أكياس النيكوتين تقلل من التدخين التقليدي؟
  • رئيس مؤسسة النفط: عودة كبرى الشركات للاستكشاف ستعزز مكانة ليبيا بين الدول النفطية