اكتشاف متحجرة توفّر معطيات جديدة عن تطور الطيور
تاريخ النشر: 16th, November 2024 GMT
توفّر متحجرة اكتُشِفَت في البرازيل وتعود إلى نحو 80 مليون سنة معطيات جديدة عن تطور الطيور في عالم الحيوان، وعن الرابط بينها وبين ديناصورات أركيوبتركس المجنّحة، وفقاً لدراسة نشرت في مجلة «نيتشر».
وهذه المتحجرة المكتشفة التي سُمّيَت «نافاورنيس هيستيا» Navaornis hestiae هي عبارة عن جمجمة صغيرة لا يتعدى طولها ثلاثة سنتيمترات، بما في ذلك المنقار، محفوظة بشكل ممتاز.
ويضع هذا الاكتشاف «نافاورنيس» في منتصف الطريق بين ديناصورات أركيوبتركس المجنّحة التي كانت موجودة قبل 150 مليون سنة، والطيور الحديثة التي تعود بدايات وجودها إلى نحو 75 مليون سنة.
وأتاحت حال الحفظ الجيدة للجمجمة الصغيرة إعادة تكوين شكلها الهندسي، فتبيّن أنها تشبه تلك العائدة إلى الطيور الحالية، ومن بينها الجنس الذي ينتمي إليه الغراب مثلاً.
ومكّنت تقنية مسح متطورة بعد ذلك من إعادة بناء دماغ الأحفورة، مما جعله، وفقاً لمكتشفيه، بمنزلة «حجر رشيد» يتيح فهماً أفضل لألغاز تطور دماغ الطيور.
وأوضح المشرف على الدراسة البروفيسور دانيال فيلد من قسم علوم الأرض في جامعة كامبريدج، لوكالة فرانس برس، أن دماغ أركيوبتركس «كان مشابهاً أكثر بكثير لأدمغة الديناصورات» غير الطائرة.
وشرح عالِم المتحجرات أن دماغ الديناصور المجنّح كان «صغيراً نسبياً بالمقارنة مع جسمه»، على عكس ما هو لدى الطيور الحديثة، وكان تطوره محدوداً في المنطقتين المختصتين بالإدراك والطيران.
ونقل بيان لجامعة كامبريدج عن المعدّ المشارك للدراسة الدكتور غييرمو نافالون قوله إن «بنية دماغ نافاورنيس تكاد تكون متوسطة تماماً بين بنية دماغ أركيوبتركس وأدمغة الطيور الحديثة».
- اكتشافات جديدة
وأشار البروفيسور فيلد إلى أن دماغ المتحجرة «أكبر بكثير» بالنسبة إلى حجم جسمها مما كان دماغ أركيوبتركس، و«مشابه جداً لدماغ الطيور الموجودة اليوم».
وفي المقابل، يبدو أن المخيخ، الذي يؤدي دوراً أساسياً في التحكم بطيران الطيور الحديثة، كان أقل تطوراً.
إلاّ أن التركيب البنيوي لنافاورنيس وخصائص ريش الطيور القريبة منه وأنسجتها الرخوة تشير إلى مهارات طيران حقيقية، وهو ما يعود ربما، بحسب ما قال الدكتور نافالون لوكالة فرانس برس، إلى احتواء أذنه الداخلية على جهاز دهليزي «عملاق» مرتبط بالتوازن، «أكبر بكثير من الجهاز المماثل لدى الطيور الحديثة».
وأضاف البروفيسور فيلد أن «من المعقول جداً» أن تكون هذه الخاصية بمثابة آلية تعويضية «تسمح لنافورنيس بتوجيه نفسه في الجو».
وأفادت دراسته بأن وجود دماغ أكبر وأكثر تعقيداً لدى نافورنيس تعني أن الحيوان يتمتع أيضاً بميزة التطور في بيئة معادية أو العثور على الطعام.
ويعلق الباحثون آمالاً كبيرة على اكتشافات جديدة في الموقع الذي ظهرت فيه بقايا نافاورنيس، تتيح معرفة المزيد.
فالموقع يضم متحجرات من أواخر العصر الطباشيري، وهي حقبة جيولوجية انتهت قبل 65 مليون سنة بانقراض جماعي للأنواع، وخصوصاً الديناصورات غير القادرة على الطيران.
ويزخر الموقع «بمتحجرات الفقاريات مع أنه صغير نسبياً»، إذ لا تتجاوز مساحته ستة أمتار مربعة، وفقاً للبروفيسور فيلد، ويمكن أن تُكتَشَف فيه «معطيات جديدة مثيرة للاهتمام عن بيولوجيا الطيور في عصر الدهر الوسيط».
المصدر: آ ف ب
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: ديناصور
إقرأ أيضاً:
تطور جديد في وفاة أسطورة كرة القدم مارادونا
ماجد محمد
أُزيح الستار لأول مرة عن نتائج تشريح جثة أسطورة كرة القدم الأرجنتينية دييغو مارادونا، في تطور جديد يتعلق بوفاته، وذلك أثناء جلسة محاكمة 7 من الأطباء والممرضين المتهمين بالإهمال الطبي الذي أدى إلى وفاته في نوفمبر 2020.
القضية التي أثارت جدلاً واسعاً في الأرجنتين وحول العالم سلطت الضوء على الظروف المأساوية التي رافقت رحيل أحد أعظم لاعبي كرة القدم في التاريخ.
وشهد الطبيبان الشرعيان ماوريسيو كاسينيلي وفيديريكو كوراسانيتي، اللذان أجريا تشريح جثة مارادونا، أمام المحكمة في سان إيسيدرو بضواحي بوينس آيرس، وكشفا تفاصيل صادمة.
وأكد الطبيب كاسينيلي أن قلب مارادونا أظهر “علامات عذاب” واضحة، وأشارً إلى أن الألم بدأ “قبل 12 ساعة على الأقل” من وفاته، مضيفا أن وزن القلب كان ضعف الوزن الطبيعي لقلب شخص بالغ وهو ما يعكس حالة صحية متدهورة، كما تبين أن رئتي مارادونا كانتا مليئتين بالماء نتيجة وذمة رئوية حادة مرتبطة بفشل القلب وتشمع الكبد، بينما كان دماغه أثقل من المعتاد.
وأشار الطبيب كوراسانيتي إلى أن مارادونا “عانى من عذاب شديد”، مؤكداً أن حالته الصحية كانت واضحة للعيان، وكان من الممكن ملاحظتها بسهولة من خلال فحص بسيط كوضع اليد على ساقيه أو الاستماع إلى رئتيه بسماعة طبية، ومع ذلك، لم يتم العثور على أي آثار للكحول أو المواد السامة في جسده، ما يعزز فرضية الإهمال الطبي كسبب رئيسي للوفاة.
وتوفي دييغو مارادونا في 25 نوفمبر 2020 عن عمر 60 عاماً في منزله بمنطقة تيغري شمال بوينس آيرس، بعد أسبوعين فقط من خضوعه لجراحة في الدماغ لإزالة جلطة دموية.
وأثيرت تساؤلات كثيرة منذ ذلك الحين حول جودة الرعاية الطبية التي تلقاها خلال فترة نقاهته، واتهمت النيابة العامة الأرجنتينية 7 أشخاص، من بينهم طبيبه الشخصي ليوبولدو لوكي، والطبيبة النفسية أوغوستينا كوساشوف، بتقديم رعاية متهورة وضعيفة تركته لمصيره لفترة طويلة ومؤلمة، وفي حال إدانتهم قد يواجه المتهمون أحكاماً بالسجن تتراوح بين 8 و25 عاماً.
وأثارت نتائج التشريح غضباً عارماً بين عشاق اللاعب، الذين تجمعوا خارج المحكمة حاملين لافتات تطالب بالعدالة لدييغو، وقال أحد المشجعين: “كان بإمكانهم إنقاذه لو أُعطي الرعاية اللازمة، لكنهم تركوه يعاني”.
وتستمر المحاكمة التي بدأت في 11 مارس 2025، ومن المتوقع أن تستمر حتى يوليو، مع شهادات أكثر من 100 شخص بينهم أفراد عائلته وأصدقاؤه.
ولد دييغو أرماندو مارادونا، المولود في 30 أكتوبر 1960 في ضاحية فيلا فيوريتو ببوينس آيرس، وقاد منتخب الأرجنتين للفوز بكأس العالم 1986 في المكسيك، حيث سجل هدفين لا يُنسيان أمام إنجلترا في ربع النهائي (الأول المثير للجدل بـ«اليد»، والثاني الذي وُصف بأنه «هدف القرن» بعد مراوغته 5 لاعبين).
لعب مارادونا لأندية كبرى مثل بوكا جونيورز، وبرشلونة، ونابولي، حيث حقق مع الأخير لقبي الدوري الإيطالي، لكن على الرغم من تألقه في الملاعب، عانى مارادونا من مشكلات شخصية، بما في ذلك إدمان الكوكايين والكحول، مما أثر على مسيرته وصحته لاحقاً، ورغم ذلك، بقي رمزاً وطنياً في الأرجنتين، حيث يُخلّد اسمه على الجدران والتماثيل، ويُحتفى به كبطل شعبي.
اقرأ أيضا:
محاكمة الطاقم الطبي لمارادونا تكشف تفاصيل صادمة عن لحظاته الأخيرة