كيف تصبر على الموت الأحبة؟ موعظة للشيخ الشعراوي تجعل نفسك راضية مطمئنة
تاريخ النشر: 16th, November 2024 GMT
ما فضل الصبر على ابتلاء موت الأحبة؟ الابتلاء قدرٌ من أقدار الله- تعالى-، ولا يُحكم عليه بظاهره بالضر أو النفع، كما أنَّه لا ينبغي للعبد أن ييأس من رحمة ربه، أو أن يضجر من الدعاء، أو يستطيل زمن البلاء، وليعلم أنه من أمارات محبة الله للعبد، وأن معنى الحديث الوارد في السؤال أن الله سبحانه وتعالى إذا أراد بالعبد خيرًا اختبره وامتحنه بأيِّ نوع من أنواع الابتلاء.
ويفرق بين ابتلاء الرضا وابتلاء الغضب بأن ابتلاء الرضا هو الذي يُقابل من العبد بالصبر على البلاء، وابتلاء الغضب يُقابل بالجزع وعدم الرضا بحكم الله تعالى، وأيضًا فإنَّ ابتلاء الغضب باب من العقوبة والمقابلة، وعلامته عدم الصبر والشكوى إلى الخلق، وابتلاء الرضا يكون تكفيرًا وتمحيصًا للخطيئات، وعلامته وجود الصبر الجميل من غير شكوى ولا جزع، ويكون أيضًا لرفع الدرجات، وعلامته الرضا وطمأنينة النفس والسكون لأمر الله سبحانه وتعالى.
الصبر على موت الأحبة
قال الإمام الراحل محمد متولي الشعراوي، إمام الدعاة، إن الله -عز وجل- قال لعباده بأنه لم يجعل الحياة الدنيا هي الغاية الأبدية كما ذكر في كتابه الكريم: «الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ»، مشيرًا إلى أنه لا يجب على الشخص أن يستقبل الحياة دون ناقدها وهو الموت.
وأضاف «الشعراوي» في لقاء سابق له، أنه إذا كان الموت غاية فإن الفراق ليس هين على أهل الميت، ولكن إذا كان المتوفي رجلاً صالحاً بين أهله فقد ذهب إلى خير مما ترك فيعد الحزن عليه «أنانية» وليس حب للمتوفى، أما إذا كان غير صالح فمن الواجب أن يحزن أهله على فراقه لقوله تعالى: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ»، ولذلك قال الشيخ محمد متولي الشعراوي: إن المصاب بالموت هو من حُرم ثواب الآخرة.
جاء في حديث أم سلمة -رضي الله عنها- أنها قالت: «سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يقولُ: ما مِن عَبْدٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ، فيَقولُ: {إنَّا لِلَّهِ وإنَّا إلَيْهِ رَاجِعُونَ}، اللَّهُمَّ أْجُرْنِي في مُصِيبَتِي، وَأَخْلِفْ لي خَيْرًا منها، إلَّا أَجَرَهُ اللَّهُ في مُصِيبَتِهِ، وَأَخْلَفَ له خَيْرًا منها».
«قالَتْ: فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو سَلَمَةَ، قُلتُ: كما أَمَرَنِي رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فأخْلَفَ اللَّهُ لي خَيْرًا منه، رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ».
قال النبي -صى الله عليه وسلم-: «إذا مات ولدُ العبدِ المؤمنِ قال اللهُ للملائكةِ: قبَضْتُم ولَد عبدي؟ قالوا: نَعم قال: قبَضْتُم ثمرةَ فؤادِه؟ قالوا: نَعم قال: فما قال قالوا: استرجَع وحمِدك قال: ابنوا له بيتًا في الجنَّةِ وسمُّوه بيتَ الحمدِ»
وثبت في الحديث الذي رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أَتَتِ امْرَأَةٌ النبيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- بصَبِيٍّ لَهَا، فَقالَتْ: يا نَبِيَّ اللهِ ادْعُ اللَّهَ له، فَلقَدْ دَفَنْتُ ثَلَاثَةً، قالَ: دَفَنْتِ ثَلَاثَةً؟ قالَتْ: نَعَمْ، قالَ: لَقَدِ احْتَظَرْتِ بحِظَارٍ شَدِيدٍ مِنَ النَّارِ».
قال -صلى الله عليه وسلم-: «ليسَ مِنَّا مَن ضَرَبَ الخُدُودَ، وشَقَّ الجُيُوبَ، ودَعا بدَعْوَى الجاهِلِيَّةِ»، وقال -صلى الله عليه وسلم-: «لا يَمُوتُ لأحَدٍ مِنَ المُسْلِمِينَ ثَلاثَةٌ مِنَ الوَلَدِ تَمَسُّهُ النَّارُ، إلَّا تَحِلَّةَ القَسَمِ».
دعاء الصبر على الموتيا ربّ إنّ الموت حقّ والساعة حق والجنة حق والنار حق، والموت قضاءٌ من عندك وقدر ونحن عبيدك وميّتنا عبدك ابن عبدك.
اللهم برحمتك التي وسعت كلّ شيء، اجعلنا من الصابرين، وارحم ميتنا واغفر له.
اللهم أنت الله الواحد الأحد الذي لم يلد ولم يولد، فارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم إنّك خلقت الموت والحياة لتبتلينا أيّنا أحسن عملًا، وجعلت الموت آيةً للناس فكلّ خلقك راجعٌ إليك، اللهم فقدنا أخًا عزيزًا غاليًا على قلوبنا، ونحن نشهد أنّه كان يشهد أنّك أنت الله لا إله إلا أنت وأن محمدًا عبدك ورسولك، اللهم فاغفر له وارحمه، وألهمنا الصبر والسلوان.
دعاء الصبر على الهميارب من كادني رد كيده وكده، ومن عادني ابعده عني وعادهِ، ومن بغي عليه وأهلكني فانتقم لي يالله وأهلكه، يارب من أرداني بسوء فاصرفه عني، وأبعد عن ظلم ونار من أشب ناره لي.
رب اكفني شر من يُدخل علىَّ الهموم، واحمني يالله وأدخلني في درعك الحصين، رب أنزل عليَّ رحمتك واسترني بسترك الواقي بالله.
اللهم ارزقنا الصبر على البلاء والرضا بالقضاء.
ربي إني أسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك، وأعوذ بك من شر ما عاذ به عبدك ونبيك. يا الله أدعوك باسمك الصبور أن تمنح قلبي الصبر على تحقيق الأمنيات وانتظار النعم.
ربي أني أنتظر فرجك، وأرقب لطفك، صل على محمد وآل محمد والطف بي ولاتكلني الى نفسي ولا الى أحد من خلقك طرفة عين ولا أقل من ذلك، ياجبار السموات والأرض.
الصبر في القرآن الكريم
ورد ذِكر الصبر في القرآن في أكثر من سبعين موضعًا في موطن المدح والثناء والأمر به، وذلك لعظم موقعه في الدين، وقال بعض العلماء: كل الحسنات لها أجر معلوم إلا الصبر، فإنه لا يحصر أجره لقوله تعالى: «إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ» (الزمر 10).
تحصر الناس الصبر في نوع واحد وهو الصبر على البلاء، ولكن للصبر 4 أنواع، وهي: صبر على البلاء وهو: منع النفس عن التسخط والهلع والجزع، وصبر على النعم وهو: تقييدها بالشكر وعدم الطغيان والتكبر بها، وصبر على الطاعة وهو: المحافظة والدوام عليها، وصبر على المعاصي وهو: كف النفس عنها.
فضل الصبر
أولًا-: على الثواب العظيم في الآخرة قال تعالى: «إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ».
ثانيًا: محبة الله قال تعالى: «وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ».
ثالثًا: الجنة لمن صبر على البلاء في الدنيا قال عطاء بن أبي رباح: قَالَ لي ابنُ عَبَّاسٍ: ألَا أُرِيكَ امْرَأَةً مِن أهْلِ الجَنَّةِ؟ قُلتُ: بَلَى، قَالَ: هذِه المَرْأَةُ السَّوْدَاءُ، أتَتِ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقَالَتْ: إنِّي أُصْرَعُ، وإنِّي أتَكَشَّفُ، فَادْعُ اللَّهَ لِي، قَالَ: إنْ شِئْتِ صَبَرْتِ ولَكِ الجَنَّةُ، وإنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أنْ يُعَافِيَكِ فَقَالَتْ: أصْبِرُ، فَقَالَتْ: إنِّي أتَكَشَّفُ، فَادْعُ اللَّهَ لي أنْ لا أتَكَشَّفَ، فَدَعَا لَهَا» (متفق عليه).
رابعًا: تحقق معية الله للصابرين قال تعالى: «وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ».
خامسًا: خير عطاء من الله للمؤمن كما ورد في الصحيحين قال النبي صلى الله عليه وسلم: «وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنْ الصَّبْرِ».
سادسًا: لذة الإيمان وحلاوته لمن صبر على ترك المعاصي، «وكذلك ترك الفواحش يزكو بها القلب وكذلك ترك المعاصي فإنها بمنزلة الأخلاط الرديئة في البدن».
سابعًا: للصابر ثلاث بشائر بشر الله بها فقال تعالى: «وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ».
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الصبر على البلاء فضل الصبر الموت الصبر صلى الله علیه وسلم على البلاء قال تعالى علیه و س ل الصبر على ه علیه
إقرأ أيضاً:
أبواليزيد سلامة: كرم النبي النساء وأعطاهن من الحقوق ما لم يعط لغيرهن
عقد الجامع الأزهر، اليوم الأربعاء، عقب صلاة التراويح، ملتقى الأزهر للقضايا الإسلامية المعاصرة، وجاء موضوع اليوم تحت عنوان: "حقوق المرأة في الإسلام"، وذلك بحضور الدكتور محمود عبدالرحمن، أستاذ أصول الفقه بجامعة الأزهر، الدكتور أبواليزيد سلامة، مدير عام شؤون القرآن الكريم بقطاع المعاهد الأزهرية، وأدار الملتقى الشيخ إبراهيم حلس، مدير إدارة الشؤون الدينية بالجامع الأزهر.
وقال الدكتور محمود عبدالرحمن، إن المرأة جزء أصيل في المجتمع، بل إن الأنثى جزء أصيل في الكون كله، حتى أن الله تعالى بث الخلق كله على نمط الزوجية فلا يعمل الكون من ذراته ومجراته ومن الإنسان والحيوان والنبات، حتى الجماد، إلا على نمط الزوجية، مصداقا لقوله تعالى: " وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ"، فلا تكتمل الوظيفة الزوجية إلا بجناحين أحدهما الرجل والآخر المرأة، فالكلام عن المرأة كلام عن الأمة وعن المجتمع، باعتبارها ليست مضافة إلى الكون، بل هي جزء من الكون ومن الإنسان، كما أن الشرع الشريف حفل بها واعتنى بها أيما عناية وأعلى شأنها، فهي مكرمة بنتا وأختا وزوجة وأما، بل هي تفوق الرجل في الحقوق، فنفقة الأم مقدمة على نفقة الوالد.
وبين أستاذ أصول الفقه بجامعة الأزهر أن المرأة حقها مكفول رعاية وهي طفلة، ورعاية وهي بنت، ورعاية وهي زوجة، ورعاية وهي تقدم على الحياة الزوجية أن تختار زوجها، فلا تجبر ولا يستطيع أحد أن يجبرها، ولو كان أبوها، ومن ذلك ما ذكره ابن جرير الطبري في تاريخه: "أن أم كلثوم بنت أبو بكر الصديق، رضي الله عنه، خطبها عمر بن الخطاب رضي الله عنه، إلى عائشة، فأطمعته فيها، فقالت له فأين بها أن تذهب عنك، فذهبت إليها وقالت لها: "لقد تقدم إليك عمر بن الخطاب، أمير المؤمنين" فقالت لها، لا أريده فإن عمر خشن العيش شديد على النساء، فحارت السيدة عائشة في الأمر، ماذا تقول لعمر، فأرسلت عائشة إلى عمرو بن العاص فأخبرته، فقال: أكفيكِ . فأتى عمر فقال: يا أمير المؤمنين، بلغني خبر أعيذك بالله منه، قال: وما هو؟ قال: خطبت أم كلثوم بنت أبي بكر! قال: نعم، أفرغبت بي عنها، أم رغبت بها عني؟ قال: لا واحدة، ولكنها حدثة نشأت تحت كنف أم المؤمنين في لين ورفق، وفيك غلظة، ونحن نهابك، وما نقدر أن نردك عن خلق من أخلاقك، فكيف بها إن خالفتك في شيء، فسطوت بها! كنت قد خلفت أبا بكر في ولده بغير ما يحق عليك، قال: فكيف بعائشة وقد كلمتها؟ قال: أنا لك بها، وأدلك على خير منها، أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب ".
وأضاف أن الإسلام قد كفل لها حق التعلم والتعليم، بل من النساء من قعدن في مجالس التدرس يتلمذ عليهن أكابر العلماء، وقد أحصيت من أساتذة الإمام الصيوتي تسع من النساء، وذكر الإمام الذهبي أن شيوخه من النساء بلغن ثمانين شيخة، فالمرأة مكرمة ولها الحق أن تكون شيخة، وكان من أعظم رواة البخاري السيدة كريمة بنت أحمد، وكانت من أصحاب الأسانيد العالية في البخاري، حيث كان يأوي إليها الرجال لسماع أحاديث رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، كما أن المرأة هي التي بايعت النبي صلى الله عليه وسلم على حفظ الكليات الخمس، مصداقا لقوله تعالى: "يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ".
من جانبه، أوضح الدكتور أبواليزيد سلامة أن القرآن الكريم والسنة النبوية بهما كلام كثير عن تكريم المرأة، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "من أحق الناس بحسن صحابتي قال، أمك"، إذا المرأة هنا في صورة الأم هي أحق الناس بحسن الصحبة، بل أن النبي صلى الله عليه وسلم حين سئل عن من أكثر الناس حقا على الرجل قال الأم أيضا، أي أن المرأة لها مكانة عظيمة في الإسلام، لافتا أن تكريم المرأة يبدأ من هناك، من حيث بدأ الإسلام ليصف حال المرأة فيقول:" وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ"، فكان الرجل في الجاهلية بمجرد أن يبشر بالأنثى يسود وجهه ويتوارى من قومه، فجاء الإسلام فأعلى مكانتها وكرمها، فيقول له الله تعالى: " أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ"، أفأنت تكره المرأة، وهي تنشأ في الحلية، فأنت حين تهين المرأة فأنت تهين نفسك، وتنزل من مراتب البشرية إلى مراتب الحيوانية، لأنك لا تعرف أن تلك المرأة قد خلقت منك مصداقا لقوله تعالى: "وخلق منها زوجها"، فيجب عليك أن تحتويها وأن تحترمها وأن تدافع عنها.
وأضاف مدير عام شؤون القرآن الكريم بالأزهر أن النبي صلى الله عليه وسلم أحب النساء، فأكرمهن وأعطاهن من الحقوق ما لم يعط لغيرهن، حيث كفل لهن الحياة الكريمة، فالبنات دائما ما يكن طريقا سهلا وجميلا لآبائهن إلى جنة الله تعالى، مؤكدا أن للمرأة الحق في اختيار الزوج ومن ذلك أن الخنساء جاءت إلى رسول الله صلوات الله وسلامه عليه. وقالت له: يا رسول الله، إن أبي زوَّجني من ابن أخيه وأنا كارهة، فقال: أجيزي ما صنع أبوك، فقالت: ما لي رَغبة فيما صنع أبي، فقال ـ ﷺ ـ اذْهبي فلا نكاحَ له، انكحي مَن شئتِ، فقالت: أجزتُ ما صَنَع أبي، ولكني أردتُ أن يعلَمَ الناس أن ليس للآباء من أمور بناتِهِم شيءٌ"، فالرجل حين يكون وليا عن المرأة فهو يجلس نيابة عنها، ليعبر عن رغبتها، لأن يكون متاجرا بها ولا ليجبرها على شيء على غير رغبتها، فإكرام المرأة في الإسلام واجب علينا سواء كانت أما أو أختا أو زوجة امتثالا لسنة نبينا صلى الله عليه وسلم.