تنطلق في الثامنة والنصف من مساء اليوم بإستاد الثمامة المباراة المرتقبة التي تجمع العربي الوصيف مع الشمال في إطار الجولة الأولى لدوري نجوم Expo وكل التوقعات تؤكد ان المواجهة ستكون قوية ومثيرة كما هي عادة مباريات الفريقين.
ويأمل الفريقان في تحقيق نتيجة إيجابية تكون بمثابة دافع معنوي لهما في بداية المشوار الطويل والصعب والذي يسعى فيه العربي الى مضاعفة انجاز الموسم الماضي والحصول على اللقب بعد ان حقق الوصافة للمرة الأولى منذ عدة مواسم، بينما يأمل الشمال الا يكرر أخطاء الموسم الماضي التي أدت الى خوضه المباراة الفاصلة والبقاء بصعوبة بعد الفوز على الخور.

مباريات الفريقين تتسم دائما بالإثارة خاصة مع اهتمام الشمال بالهجمات المرتدة التي تشكل خطورة بالغة والتي استطاع العربي ايقافها الموسم الماضي سواء على مستوى الدوري او مستوى أغلى الكؤوس. 
ربما يختلف أداء الشمال هذا الموسم باختلاف مدربه حيث استعان بالسويدي بويا أسباغى الذي يقوده للمرة الأولى، كما ان الشمال من الفرق التي اجرت تغييرات شاملة على محترفيه وتعاقد مع اوميد براهيمي(إيراني) وريكاردو جوميز (الراس الاخضر) ويونس الحناش(مغربي )وعمر رفيق ( جزائري) وجيسون موريلو (كولومبي)، ولم يستمر معه الا ماتيس نانيه (ارجنتيني) وعلي علوان(أردني)، ومن المؤكد ان مباراة اليوم ستكشف الاتجاه الجديد لرياح الشمال.
اما العربي فقد كان الاستقرار شعاره باستمرار مدربه الوطني يونس علي ومعظم محترفيه يوسف المساكني (تونسي)وعمر السومة(سوري) ورافائيل الكانتار( برازيلي) وتعاقد فقط مع محمد التعبوني( تونسي) ووسيم قداري (جزائري).
العربي قد تكون المباراة صعبة في بدايته لغموض فريق الشمال، وهو ما سيجعله في قمة الحذر حتى لا يفاجأ بأمور غير متوقعة خاصة وهو يسعى وبقوة الى تحقيق الفوز في الخطوة الأولى.
والعربي تحت قيادة يونس علي دائما ما يكون الحذر شعاره في الدقائق الأولى من عمر المباريات ثم بعد ذلك ينطلق بقوة ويسيطر بعد ان يقرأ منافسيه ويكتشف نقاط قوتهم وضعفهم.
وتكمن خطورة العربي في تحركات يوسف المساكني العقل المفكر للهجوم، بجانب لدغات عمر السوما الذي يعرف الطريق جيدا الى المرمى سواء عن طريق الراس او القدمين .
ويأمل فريق الاحلام أيضا تحقيق الفوز في المباراة الأولى للحصول على دافع معنوية قبل المواجهة الاسيوية المرتقبة الأسبوع القبل في التصفيات المؤهلة الى دوري ابطال اسيا.

يونس علي: المنافسة لن تكون سهلة

أكد يونس علي مدرب فريق العربي: استعداد الفريق لانطلاق دوري نجوم إكسبو، في نسخته الجديدة، وذلك بمواجهة نادي الشمال بالأسبوع الأول على استاد الثمامة الدولي. وقال يونس في المؤتمر الصحفي: جاءت تحضيراتنا جيدة وكانت فترة المعسكر الخارجي مفيدة بشكل كبير، وقد بذل اللاعبون جهدا كبيرا استعدادا لانطلاق الدوري.
تابع قائلا: المنافسة هذا الموسم لن تكون سهلة، كل الفرق استعدت بشكل جيد من خلال استقدام لاعبين مميزين، ونتمنى أن تكون بدايتنا موفقة. وقال: راض تمام عما قدمه اللاعبون خلال المعسكر وقاموا جميعًا بعمل جيد خلال المرحلة التحضيرية للموسم أو ما قبل ذلك، وأضاف: كانت الأجواء إيجابية والجدية واضحة من كل اللاعبين كان ينقصها فقط اكتمال الصفوف.
وأشار يونس› الى ان التعاقد مع وسيم   وباقي الشباب سيكونون إضافة قوية للفريق بعد اندماجهم مع المجموعة. 
وأضاف: أن المباريات الأولى دائما ما تكون صعبة سواء على المستوى البدني أو على مستوى التحضير، خاصة أن الفرق تكون غامضة ما قبل الجولة الأولى. تابع مدربنا قائلا: أهمية المباراة تكمن في تحقيق الثلاث نقاط وبالتالي تعطينا أفضلية وأريحية كبيرة للاستمرار والوصول لأبعد نقطة ممكنة. 
وأكد أهمية دعم الجماهير، كما عهدناهم دائمًا خلف الفريق ونطمح في استمرار هذا الدعم.

اسباغي: مباراة صعبة

أعرب بويا اسباغي مدرب فريق الشمال عن تطلعاته لبداية جيدة في الموسم الجديد للدوري والذي سينطلق بمواجهة العربي في أولى جولات المسابقة.
وقال بويا في المؤتمر الصحفي: نتطلع لانطلاقة جيدة في الموسم الجديد، على الرغم من صعوبة المواجهة التي تنتظرنا أمام منافس قوي وهو العربي وصيف الدوري الماضي وبطل كأس الأمير، والذي يضم بين صفوفه نخبة من اللاعبين المميزين أصحاب المهارات الفردية العالية، وكل ذلك يتطلب منا مجهودا كبيرا لمواجهة هذا الفريق الصعب.
وحول الاستعداد للموسم الجديد قال مدرب الشمال: استعداداتنا كانت جيدة سواء في معسكر الفريق بالنمسا أو الفترة التي تلته، وتركيز اللاعبين كان جيداً للغاية، والفريق أصبح أفضل بعد هذه الفترة مقارنة ببداية مرحلة الإعداد والتي استمرت ما يقارب من شهر ونصف الشهر. وأضاف: اللاعبون متحمسون لانطلاقة الدوري، ونتمنى أن نقدم المطلوب في بداية الموسم، وأنا أثق في أن كل لاعب لن يبخل بذرة جهد لتقديم مباراة جيدة غداً رغم صعوبة المواجهة.

ريكاردو جوميز: انطلاقتنا مميزة

أكد ريكاردو جوميز لاعب الشمال جاهزية الفريق لانطلاقة «دوري نجوم إكسبو»، ومواجهة العربي. وقال ريكاردو في المؤتمر الصحفي: خضنا فترة إعداد جيدة وتدربنا بشكل جيد، وكانت لدينا فترة طويلة للعمل وفهم أفكار المدرب، كما أنها كانت فرصة للوصول لأقصى درجات الانسجام الممكنة بين اللاعبين خاصة الجدد. وتحدث لاعب الشمال عن المباراة الأولى للفريق أمام العربي، وقال: بالتأكيد ستكون صعبة أمام منافس قوي لديه لاعبون مميزون وهو وصيف الدوري الماضي وبطل كأس الأمير، لكننا عازمون على تقديم أفضل ما لدينا للخروج بأفضل نتيجة.
وأتمنى أن تكون انطلاقتنا مميزة رغم صعوبة المواجهة الافتتاحية، لكن علينا أن نكون إيجابيين ونسعى دائماً للأفضل ونقدم موسماً جيداً يرضي طموحات جماهير نادي الشمال.

عمر السومة: مستعدون وبقوة

أكد عمر السومة، لاعب الفريق أهمية الفوز في الجولة الأولى وتحقيق نتيجة إيجابية مما ينعكس على أداء الفريق فيما هو قادم من مباريات.
 وقال المواجهة الأولى دائما ما تكون صعبة وحماسية كعادة المباريات الافتتاحية لبطولة الدوري، ونحن على استعداد للمباراة وطموحنا الفوز وحصد الثلاث نقاط.
وأضاف السومة: المعنويات عالية وكما أنهينا الموسم الماضي بدأنا بنفس المعنويات هذا الموسم، وإن شاء الله تستمر الروح العالية ونستغلها من أجل تحقيق أكبر استفادة.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر فريق الشمال فريق العربي الموسم الماضی

إقرأ أيضاً:

أسماء الأسد.. إيما التي لم تكن تهتم بالشرق الأوسط

زوجة الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، ولدت عام 1975 في لندن، وأصبحت السيدة الأولى لسوريا بين عامي 2000 و2024، وتم الترويج لها على مدار سنوات، لا سيما في الصحافة الغربية، على أنها الوجه المتحضر لسوريا، لكن تلك الصورة لم تتمكن من الصمود بعد موقفها الداعم لزوجها وللنظام في قمع الثورة السورية التي اندلعت عام 2011.

كان لها دور رئيسي في بناء شبكة من المتاحف والمؤسسات الثقافية التي خدمت سياسات النظام، كما أظهرت اهتماما بالغا بتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية، عبر إنشاء العديد من المؤسسات الخيرية غير الحكومية التي سيطرت على المعونات الدولية، ووجهتها نحو الفئات الداعمة للنظام، واستغلت الأعمال الخيرية في الهيمنة على قطاع الاقتصاد في البلاد.

أصيبت بسرطان الدم عام 2024، واضطرت إلى الانتقال إلى روسيا لتلقي العلاج قُبيل سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه، وأكدت تقارير صحفية دخولها في وضع صحي حرج.

المولد والنشأة

ولدت أسماء فواز الأخرس يوم 11 أغسطس/آب 1975 في العاصمة البريطانية لندن، لعائلة سورية من مدينة حمص، وكان والداها قد استقرا في لندن مع بداية سبعينيات القرن العشرين، وعمل والدها فواز طبيبا استشاريا في أمراض القلب، بينما كانت والدتها سحر عطري دبلوماسية في السفارة السورية بالعاصمة البريطانية.

ترعرعت أسماء في حي أكتون غربي لندن، بالقرب من المناطق الراقية، وعاشت في أسرة عُرفت بأنها عائلة مسلمة سنية محافظة، فقد كان والدها يتردد على المسجد، وكانت والدتها ترتدي الحجاب.

حملت أسماء الجنسية البريطانية، ونشأت نشأة غربية، إذ درست في مدارس إنجليزية، ولم تتميز عن غيرها من أقرانها، واشتهرت في المدرسة باسم "إيما"، ولم تُعرف بهويتها العربية أو الإسلامية، ولم تكن تُظهر ارتباطا بموطنها الأصلي سوريا أو اهتماما بالشرق الأوسط وقضاياه.

أسماء الأسد معروف عنها هوسها بالموضة والتسوق من المتاجر الفاخرة (رويترز) الدراسة والتكوين العلمي

تلقت تعليمها الأساسي في لندن، وتخرجت في مدرسة تويفورد الثانوية التابعة لكنيسة إنجلترا، ثم انتقلت إلى كلية كوينز التابعة لجامعة كامبردج في ماريلبون بلندن، وتخرجت فيها.

إعلان

التحقت بعدها بكلية كينغز التابعة لجامعة لندن، ونالت شهادة البكالوريوس مع مرتبة الشرف في علوم الكمبيوتر والأدب الفرنسي عام 1996، ولاحقا حصلت على دكتوراه فخرية في علم الآثار من جامعة لاسابينزا في روما، تقديرا لدورها في الحفاظ على التراث الثقافي السوري.

تجيد أسماء الأسد إلى جانب اللغة العربية 3 لغات أخرى، هي: الإنجليزية والفرنسية والإسبانية.

المسار المهني

في أعقاب تخرجها في الجامعة، خرجت في رحلة على مدى 6 أشهر، قضتها بين الشرق الأقصى وأوروبا، بعدها بدأت مسيرة مهنية ناجحة في مجال الخدمات المصرفية الاستثمارية، وعملت في مصارف دولية بارزة.

فقد حصلت عام 1997 على وظيفة محللة لصناديق التحوط في مصرف دويتشه بمدينة نيويورك، وفي العام التالي انتقلت للعمل في قسم الاستثمار في مصرف جي بي مورغان وعملت محللة نظم حتى عام 2000، ثم قدمت استقالتها منهية بذلك مسيرتها المهنية القصيرة.

الزواج ببشار الأسد

كان لقاؤها الأول ببشار الأسد عام 1992، حين سافر إلى لندن بغرض دراسة طب العيون، وقد كان على صلة بوالدها فعرفه إليها، وعلى إثر وفاة شقيقه باسل عام 1994 قفل بشار عائدا إلى دمشق تاركا الطب إلى الأبد ليبدأ مساره السياسي تمهيدا لتوليه السلطة.

تولى بشار الرئاسة عام 2000 خلفا لوالده، وحينئذ استقالت أسماء من عملها، وكانت قد خططت لإكمال الماجستير في جامعة هارفارد، إذ تمكنت من الحصول على مقعد لها في كلية إدارة الأعمال، لكنها فضلت أن تترك كل شيء وراءها، وتنتقل إلى سوريا حيث لم تلبث أن تزوجت ببشار في 18 ديسمبر/كانون الأول 2000، بعد أشهر قليلة من توليه السلطة.

وفي بداية زواجها لم يكن مرحبا بها من قبل عائلة زوجها، لا سيما والدته أنيسة مخلوف التي لم توافق على زواجهما، ويعزو البعض ذلك إلى انتماء أسماء للطائفة السنية، في حين أن عائلة الأسد من الطائفة العلوية، فضلا عن عدم قدرتها على الاندماج في المجتمع الشرقي، خصوصا أن لغتها العربية في تلك الأيام لم تكن جيدة بما فيه الكفاية، كما ضاعف المشكلة عدم معرفتها باللهجة العلوية المتداولة في البيئة حولها.

إعلان

وفي السنوات الأولى من زواجها، أنجبت 3 أولاد: الابن البكر حافظ المولود عام 2001، والابنة الوسطى زين المولودة عام 2003، والأصغر كريم الذي كان مولده في عام 2004.

أسماء الأخرس ولدت في لندن وتزوجت ببشار الأسد عام 2000 (الفرنسية) سيدة سوريا الأولى

أصبحت أسماء سيدة سوريا الأولى، وعملت على تغيير الصورة النمطية للعائلة، بإظهارها بمظهر أكثر تواضعا وعصرية، إذ انتقل الزوجان من القصر الذي كان يساوي مليار دولار، وعاشا في بيت مكون من 3 طوابق، في أحد أحياء دمشق.

وفي الوقت نفسه، انخرطت في الحياة العامة وسجلت حضورا قويا في المناسبات الرسمية، وأطلقت مبادرات لتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية في البلاد، وكان لها دور محوري في بناء شبكة من المتاحف والمؤسسات الثقافية التي كانت تخدم سياسات النظام.

فقد بدأت مشروعا وصفته بأنه يمثل "النهضة الثقافية"، يهدف إلى بناء معارض فنية ومتنزهات ثقافية وإنشاء شبكة مواصلات تربط دمشق مع المدن التاريخية في شمال شرقي البلاد، واستعانت على تنفيذ ذلك المشروع بمسؤولين سابقين في الأمم المتحدة وأعضاء في شركات أجنبية وخبراء في متاحف أوروبية وسوريين متأثرين بالثقافة الغربية.

ونجحت جهودها في تحسين صورة النظام، فاستقبلت وفودا برلمانية أجنبية ونجوما من هوليود، وتعاطف معها الفرنسيون بعد زيارتها إلى باريس، ولفت نشاطها الثقافي والاجتماعي نظر الأميركيين، فحظيت البلاد بزيارة مسؤولين أميركيين، خاصة بعد انتخاب باراك أوباما رئيسا للولايات المتحدة عام 2008.

نالت أسماء الأسد تكريمات عدة منها: جائزة السيدة العربية الأولى المقدمة من مؤسسة المرأة العربية بالتعاون مع جامعة الدول العربية عام 2008، وميدالية رئاسة الجمهورية الإيطالية الذهبية في العام نفسه، اعترافا بجهودها في المجال الإنساني.

وعمل الإعلام المحلي والدولي على إبرازها حتى باتت تعرف بأنها "الوجه العصري للنظام السوري"، وقدمتها الصحافة الغربية على أنها امرأة متطورة وأنيقة، فضلا عن كونها ذكية وواثقة بنفسها، وتبذل جهودا كبيرة في تعزيز الانفتاح السوري على العالم عبر الفن والعمل الخيري.

إعلان

وأثناء زيارتها الرسمية للمملكة المتحدة عام 2002، أطلقت عليها الصحافة البريطانية "ديانا الشرق"، بينما وصفتها مجلة "باري ماتش" الفرنسية بأنها "مصدر ضوء في بلد ممتلئ بالمناطق المظلمة".

وروّجت لها مجلة فوغ الأميركية عام 2011، حين نعتتها بأنها "وردة في الصحراء"، ولكن المقال برمته حذف لاحقا من الموقع، بعد قمع النظام السوري للاحتجاج الشعبي السلمي في سوريا الذي انطلق بعد مدة وجيزة من نشر المقال.

أسماء الأسد أثناء زيارة لطلاب بدمشق في فترة الامتحانات (الفرنسية) العمل الخيري والنفوذ الاقتصادي

ولجت أسماء الأسد منذ السنوات الأولى من زواجها مجال العمل الخيري، واستغلته لتوسيع نفوذها في البلاد، لا سيما الاقتصادي، وكانت المبادرة الأولى لها هي الصندوق السوري للتنمية الذي أسسته عام 2001.

وفي عام 2007 وسعت نشاطاتها، حين أنشأت مؤسسة "الأمانة السورية للتنمية"، وهي عبارة عن مشروع خيري غير حكومي ضخم، ترأست السيدة الأولى مجلس أمنائه منذ تأسيسه حتى سقط نظام الأسد عام 2024.

وامتدت سيطرة الأمانة حتى شملت 15 مركزا مجتمعيا في العديد من المحافظات السورية، واندرجت تحتها مجموعة من المشاريع والمؤسسات الخيرية غير الحكومية، مثل: الصندوق السوري للتنمية الريفية (فردوس) ومشروع "مسار" الداعم للطفولة، ومؤسسة "مورد" التي اعتنت بتقديم قروض للنساء، في إطار تفعيل دور المرأة في الاقتصاد.

وكانت الأمانة هي المنظمة غير الحكومية الوحيدة التي تعمل في ظل نظام الأسد، ولم يكن مسموحا بذلك لأي منظمة أخرى غير حكومية، وهو ما جعلها تحتكر الأعمال الخيرية.

وبحسب الخبير الفرنسي في شؤون الشرق الأوسط جان بيير فيليو، فقد كانت الأمانة وسيطا إلزاميا للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، وأجبرا على التعاون معها للحفاظ على نشاطهما الخيري في سوريا.

وكانت المؤسسة الخيرية تتلقى أغلب التمويلات الواردة من الخارج إلى سوريا، فقد قُدمت للمانحين الدوليين بصفتها شريكا رئيسيا في إعادة إعمار دولة دمرها الصراع، وبذلك هيمنت على المساعدات الدولية.

إعلان

وفضلا عن تلك الممولة دوليا، اندرجت تحت الأمانة مشاريع أخرى محلية، مثل المؤسسة الوطنية للمشاريع الصغيرة التي حققت أرباحا لا تقل عما تحققه بنوك التمويل المتوسطة.

وانتُقدت الأمانة لارتباطها الوثيق بنظام بشار وتواطئها في انتهاكات النظام لحقوق الإنسان، واتُهمت بمنع المساعدات عن المناطق المتضررة من الحرب، وتحويلها نحو الفئات الموالية للنظام، واستخدام المعونات في دعم المليشيات الموالية للرئيس المخلوع.

وعلى مدار سنوات نفوذها، استغلت أسماء الأسد الأعمال الخيرية لبناء شبكة محسوبيات واسعة. ووفق تقرير نشره موقع "تقرير سوريا"، فقد استغلت هي وزوجها ظروف الصراع التي أدت إلى سقوط نخبة رجال الأعمال التقليدية، وصعود طبقة تجار الحرب، ليصبحا اللاعبين الاقتصاديين الرئيسيين في البلاد، مما سمح لهما ببسط نفوذهما على قطاعات عدة منها الاتصالات والخدمات المصرفية والعقارات والموانئ.

عقوبات دولية

مع استمرار الثورة الشعبية التي اندلعت في مارس/آذار 2011، أعلنت أسماء الأسد دعمها لزوجها، وأدت دورا محوريا في تنفيذ سياسات النظام، منها التلاعب في توزيع المساعدات بما يعزز أعمال القمع وجرائم الحرب في البلاد، وهو ما أدى إلى انهيار "الصورة المشرقة" التي حاولت رسمها على مدار السنوات التي سبقت الثورة.

وتراجعت تبعا لذلك الحفاوة الدولية التي حظيت بها، وتوقفت بعض مشاريع الأمانة نتيجة للعقوبات المفروضة على النظام السوري، وأبقت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) على الدعم الموجه لمؤسسات النظام غير الحكومية، إذ اعتبرت الأمانة السورية للتنمية هي الممثل المعتمد لديها لصون التراث الثقافي اللامادي في الشرق الأوسط.

وفي مارس/آذار 2012، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على أسماء، في إطار العقوبات المفروضة على نظام الأسد، وتمثل ذلك في حظر سفرها وتجميد أصولها. ورغم خروج بريطانيا من الاتحاد، وحمل أسماء للجنسية البريطانية، التزمت لندن بالعقوبات المفروضة، فلم تلق زوجة الأسد ترحيبا في البلاد لكونها داعمة للنظام، وطالب كثيرون في المملكة المتحدة بسحب جنسيتها البريطانية.

إعلان

وفي عام 2020 فرضت عليها الولايات المتحدة عقوبات، باعتبارها من أكبر المستفيدين من الحرب في سوريا، واتهمتها بالتكسب غير المشروع على حساب الشعب السوري، واستخدام المنظمات الخيرية لتعزيز نفوذها الاقتصادي والسياسي.

ورفعت شركة "جيرنيكا 37″، وهي شركة محاماة متخصصة في العدالة الدولية تركز على النزاعات، قضية ضد أسماء الأسد عام 2021، وعلى إثرها فتحت شرطة لندن تحقيقا في اتهامات بالتحريض على ارتكاب أعمال إرهابية، والمشاركة في جرائم حرب في سوريا.

الموضة والحياة الباذخة

اشتهرت بولعها بالحياة الباذخة، وحبها للموضة والأزياء الفاخرة التي تُجلب من أرقى دور الأزياء الأجنبية، والتي تحمل توقيع كبار المصممين العالميين، وبفضل ذلك أعطتها مجلة "أبل" الفرنسية المتخصصة في عالم الأزياء لقب "سيدة الأناقة الأولى" عام 2008.

ورغم اندلاع صراع دموي لقي فيه الآلاف حتفهم، صاحبه تدهور كبير لاقتصاد البلاد، وظروف معيشية قاسية عانت منها معظم طبقات الشعب، استمرت السيدة الأولى بالتسوق من المتاجر والمحلات الفاخرة، وانغمست في عيش مترف، وزينت بيتها بالتحف واللوحات الفنية التي تكلف الواحدة منها عشرات الملايين من الدولارات، وبدت غير مهتمة بالوضع المزري الذي يواجهه السوريون.

فقد كشفت رسائل بريد إلكتروني مسربة من حسابات خاصة بأسماء الأسد وزوجها، نشرتها صحيفة الغارديان البريطانية عام 2012، أنها أنفقت عشرات آلاف الدولارات على الملابس والمجوهرات والأثاث واللوحات الباهظة الثمن.

كما نشرت زوجتا السفيرين البريطاني والألماني لدى الأمم المتحدة فيديو موجها لأسماء الأسد، يعرض المفارقة بين الحياة الفاخرة التي تعيشها أسرتها وما يعانيه ضحايا الحرب في سوريا.

صراع مع المرض

أصيبت أسماء بسرطان الثدي عام 2018، وخضعت للعلاج في أحد المستشفيات العسكرية في دمشق، وبعد عام من العلاج شفيت لأن المرض كان في مراحله المبكرة.

وفي مايو/أيار 2024، كشفت الرئاسة السورية عن إصابتها بسرطان الدم (اللوكيميا)، وبدأت بروتوكول علاج خاص يتطلب عزلا صحيا كاملا، وتم الإعلان عن توقفها عن المشاركة في الأحداث والمناسبات العامة.

إعلان

وقبل أسابيع من سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، انتقلت أسماء إلى موسكو للحصول على رعاية طبية متقدمة، وأفادت تقارير صحفية بأنها تعيش وضعا صحيا حرجا، وأنها تخضع للعزل الصحي التام.

مقالات مشابهة

  • مايا دياب تطرح “قلبي قفلتو”.. وأصداء إيجابية منذ الساعات الأولى
  • ورقة بحثية إسرائيلية ترصد المخاطر التي تهدد تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان
  • الفريق أسامة ربيع: مؤشرات إيجابية لعودة حركة السفن عبر قناة السويس
  • ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة منذ بداية العدوان الإسرائيلي
  • أسماء الأسد.. إيما التي لم تكن تهتم بالشرق الأوسط
  • رسالة أكرم توفيق لجماهير النادي الأهلي قبل الرحيل لـ الشمال القطري
  • «إكس آر جي للدراجات» يكشف عن قائمة الفريق لـ«طواف الإمارات»
  • اتجاه لتجميده.. أكرم توفيق يلغي متابعة حساب الأهلي عبر إنستجرام
  • الأهلي يتجه إلى تجميد أكرم توفيق.. إعلامي يكشف الأسباب
  • قمة عربية مرتقبة لبحث مواجهة خطة ترامب بشأن تهجير سكان غزة