إندبندنت: بوتين وترامب يتخاعدان وأوكرانيا هي من سيدفع الثمن
تاريخ النشر: 16th, November 2024 GMT
قالت صحيفة إندبندنت البريطانية إن مسؤولين أميركيين وبريطانيين سابقين علقوا على تعهد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بإنهاء الحرب في أوكرانيا بسرعة، وقالوا إن لدى كل من ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظرة مفرطة في التفاؤل بشأن مواقفهما اتجاه بعضهما.
ويرى أولئك المسؤولون أن كلا الرئيسيين يقللان بشكل خطير من تقدير ما يمكن للآخر القيام به، مما يحمل مخاطر بعيدة المدى لأوكرانيا بشك.
وأوضحت الصحيفة أن فوز ترامب في الانتخابات الأميركية الأسبوع الماضي قلب خطة أوروبا لدعم كييف، لأن الرئيس المنتخب يركز على إنهاء الحرب بسرعة، حتى لو كان ذلك يعني دفع أوكرانيا للتنازل عن الأراضي التي تحتلها روسيا حاليا.
ثقة مفرطة؟وبحسب الإندبندنت، يعتقد السير أليكس يانغر، الرئيس السابق لجهاز المخابرات البريطاني (إم آي 6)، أن ترامب يبالغ في تقدير قدرته على إجبار بوتين على تبادل الأراضي، مع أن بوتين يريد بوضوح أكثر من ذلك بكثير، لأنه يشعر بالفوز وبالتالي يرى أن عليه أن يكسب المزيد لتبرير التضحية المروعة التي فرضها على الشعب الروسي، في حين يقلّل ترامب من شأن التحدي ويبالغ في تقدير نفوذه.
ويقول السفير البريطاني السابق في موسكو السير لوري بريستو إن مثل هذه الخطوة ستكون لعبة خطيرة، وقد تكون أيضا مؤشرا على غطرسة ترامب الذي تعرض لانتقادات شديدة خلال ولايته الأولى عندما التقى بوتين عام 2018 في هلسنكي بفنلندا، دون حضور مستشاريه.
وأوضح السير لوري بريستو قائلا إن هذا يظهر كثيرا ثقة ترامب المفرطة، ونقص فهمه للشخصية التي يتعامل معها، ووصف بوتين بأنه "رجل من المخابرات السوفياتية، ولذلك يجب أن يكون من الخطير جدا محاولة التعامل مع أي مسائل ذات أهمية معه دون وجود مسؤولين في الغرفة.
ضمانات أمنية لأوكرانياويرى كيرت فولكر، الممثل الخاص الأميركي السابق للمفاوضات بشأن أوكرانيا أثناء ولاية ترامب الأولى، أن قوة ترامب تكمن في أنه "لا يحب استغلال الناس له ولا محاولة خيانته. أعتقد أن هذا سيكون عاملا أساسيا في التعامل مع بوتين".
ويعتقد فولكر أن بوتين لن يحترم أي اتفاق، وسيستخدم وقف إطلاق النار لإعادة بناء قواته ومحاولة مهاجمة أوكرانيا، ولذلك سيقدم ترامب ضمانات أمنية لأوكرانيا تمنع قدرة موسكو على تحقيق النجاح في أي هجوم مستقبلي "ترامب سوف يخلق قوة كافية بحيث لا يتحداها الروس".
ويعتقد فولكر أن ترامب سوف يضمن انضمام أوكرانيا لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، ويجعل الأوروبيين يدفعون ثمن ذلك، وفي الوقت نفسه، سوف يزود أوكرانيا بالأسلحة الكافية لضمان بقاء خط المواجهة مجمدا، لأن موسكو -حسب رأيه- ليس لديها خيار.
وأشارت الصحيفة إلى أن أي مفاوضات مع بوتين بشأن أوكرانيا يجب أن تأخذ في الاعتبار أن روسيا تقاتل إلى جانب القوات الكورية الشمالية، وهي مسلحة بطائرات مسيرة إيرانية، كما أنها تحاول تحقيق أقصى استفادة من علاقتها مع الصين.
وخلصت الصحيفة إلى أن هناك قضية واحدة اتفق عليها جميع المسؤولين السابقين الذين تحدثت إليهم، وهي أن أوروبا بحاجة إلى تكثيف جهودها للدفاع ليس فقط عن أوكرانيا، بل عن القارة دون اعتبار لمن يفوز برئاسة الولايات المتحدة مستقبلا.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
بوتين يتحدث حول لقاء ترامب واجتماع الرياض والحرب في أوكرانيا
تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الأربعاء حول اللقاء المرتقب بينه وبين نظيره الأميركي دونالد ترامب، والذي من المتوقع أن يركز على وضع حد للحرب في أوكرانيا.
يأتي ذلك بعد يوم من مباحثات في الرياض بين الولايات المتحدة وروسيا، لتسوية خلافات البلدين بشأن الحرب في أوكرانيا وقضايا التجارة والطاقة والتسلح.
ومن مدينة سان بطرسبورغ الروسية، قال بوتين: "مستعد بكل سرور للقاء ترامب ولكن بعد التحضير المناسب".
وأوضح الرئيس الروسي أن مجرد الاجتماع مع ترامب ليس كافيا "بل يتعين العمل على حل القضايا الأكثر أهمية بما في ذلك أوكرانيا".
وقال: "قبل الاجتماع مع ترامب نحتاج إلى إعداد الأسئلة للوصول إلى حلول مقبولة للطرفين بما في ذلك بشأن أوكرانيا".
وأوضح أن روسيا والولايات المتحدة تعملان على القضايا الاقتصادية وأسواق الطاقة والفضاء ومجالات أخرى.
زيادة الثقةوبخصوص اللقاء الروسي الأميركي الذي استضافته الرياض الثلاثاء، لفت بوتين إلى أن الهدف كان زيادة الثقة بين البلدين اللذين تضررت علاقاتهما كثيرا في السنوات الأربع الماضية.
وقال إنه سيتصل بولي العهد السعودي "لأشكره شخصيا على دور بلاده في المحادثات".
وأضاف: "المفاوضات في الرياض جرت في أجواء ودية وكانت نتائجها إيجابية".
إعلانوقال الرئيس الروسي إن نظيره الأميركي وعد بحل الأزمة الأوكرانية سريعا، لكنه غير موقفه بعد تلقيه معلومات في منصبه الرئاسي "وهذا أمر طبيعي".
وقد أوضح بوتين أن بلاده مستعدة للعودة إلى طاولة المفاوضات بشأن أوكرانيا التي غزتها روسيا في 2022 وسيطرت على مساحات كبيرة من أراضيها.
ونفى أن تكون موسكو رفضت الاتصالات مع الأوروبيين وأوكرانيا "بل هم من أوقفوا أو منعوا الاتصالات".
وقال: "لا مبرر لرد الفعل الأوكراني على اجتماع الرياض ولم يستبعد أحد كييف من عملية التفاوض".
وشدد بوتين على أنه يعطي أولوية كبرى لتسوية الوضع في أوكرانيا.
وأكد أنه لا يمكن تسوية الأزمة الأوكرانية من دون رفع مستوى الثقة بين روسيا والولايات المتحدة؟
سياسي مستقلمن جانبه، أشاد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأربعاء بالرئيس الأميركي دونالد ترامب لإلقائه اللوم في النزاع الأوكراني على التحركات الرامية إلى ضم كييف إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وقال لافروف أمام المشرعين في مجلس الدوما الروسي "إنه أول قائد غربي حتى الآن، وفي رأيي، القائد الغربي الوحيد الذي قال في العلن وبصوت عالٍ إن أحد الأسباب العميقة للوضع الأوكراني كان موقف الإدارة (الأميركية) السابقة وإصرارها على جر أوكرانيا إلى الناتو".
ونقلت وكالة أنباء تاس الروسية عن لافروف قوله "ترامب سياسي مستقل تماما. بالإضافة إلى ذلك، فهو شخص اعتاد على الحديث بكل صراحة. مثل هؤلاء الأشخاص لا يخفون عادة آراءهم حول أفراد مثيرين للشفقة مثل زيلينسكي".
وكانت العاصمة السعودية الرياض استضافت أمس الثلاثاء اجتماعات بين مسؤولين أميركيين وروس لإجراء أهم محادثات حتى الآن بين الجانبين بشأن إنهاء حرب موسكو في أوكرانيا.
ويأتي الاجتماع بعد شهر واحد فقط من تولي الرئيس الأميركي دونالد ترامب منصبه، ويعكس تحولا كبيرا عن موقف واشنطن خلال إدارة الرئيس جو بايدن، الذي تجنب الاتصالات العلنية وخلص إلى أن روسيا ليست جادة بشأن إنهاء حرب أوكرانيا.
إعلان