الاحتلال يسجل قفزة تاريخية بهدم منازل الفلسطينيين في الضفة منذ اتفاق أوسلو
تاريخ النشر: 16th, November 2024 GMT
لا تخفي أوساط الاحتلال ترحيبها بالسلوك الحكومي ضد البناء الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة، لاسيما في مناطق (ج)، في ظل أداء وزير المالية المتطرف بيتسلئيل سموتريتش، الذي أنشأ "مديرية الاستيطان" الجديدة بالوزارة، ما أدى لحدوث انقلاب سكاني وديموغرافي لصالح المستوطنين.
كالمان ليبسكيند الكاتب اليميني بصحيفة "معاريف" العبرية، ذكر أنه "بعد سنوات من التزايد المستمر في حجم السيطرة الفلسطينية على المنطقة (ج) في الضفة الغربية، وحجم البناء الفلسطيني في محاولة لإثبات الحقائق على الأرض، شهد العام 2023 تغييرا في الاتجاه، وانخفاضا حادا منذ عدة سنوات، حيث تتابع حركة ريغافيم الاستيطانية، من خلال الصور الجوية والجولات الميدانية، أن الجهد الفلسطيني لإثبات الحقائق والسيطرة الاستراتيجية على الأرض آخذ في التراجع بفعل سياسة الحكومة".
سياسة الضم
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21"، أن "فريق ريغافيم يقوم بفك رموز الصور الجوية التي يلتقطونها من حين لآخر، ويقومون بإحصاء المباني، وقياس الفدانات، ومقارنتها بالمعلومات التي تم فك شفرتها في الصور السابقة، والتعرف على الاتجاه منذ بدء هذه المراقبة، وهكذا أصبح اتجاه الرسم البياني واضحًا وحادًا، ففي بعض الأحيان يزداد عدد المباني الفلسطينية بشكل حاد، وأحيانًا بشكل معتدل، لكنه يرتفع دائمًا، لكن النتيجة تقول إن الفلسطينيين يضعون أياديهم على أراضٍ أقل بكثير هذا العام 2024، وقاموا ببناء منازل أقل بكثير من الأعوام الماضية، وهذه الوقائع على الأرض تؤدي لنتيجة واحدة مهمة تتعلق بسياسة الضم المرتقبة".
وأوضح أنه "بناء على تحليل الصور الفوتوغرافية التي تم إجراؤها قبل نصف عام، وتم تحليلها هذه الأيام، فقد تم إنشاء 2868 مبنى فلسطيني جديد من يونيو 2023 إلى مايو 2024، أقل من نصف المباني التي تم بناؤها في الفترات المقابلة في السنوات السابقة منذ 2018، حيث يبلغ المتوسط الشهري 260 مبنى فلسطيني جديد لكل منها مقارنة بـ 608 مباني شهريًا في المتوسط في 2023، بانخفاض 57%، و547 مبنى جديدًا شهريًا في 2022، بانخفاض 52%".
وأشار إلى أنه "لفهم مدى تأثير الانخفاض في الأرقام، يمكن العودة لسنوات حكومة بينيت- لابيد في يونيو 2021، حين أعلن رؤساء الأحزاب الشريكة أنه فيما يتعلق بالمسائل السياسية والأمنية والقضية الفلسطينية، سيتم الحفاظ على الوضع الراهن، ولن يتم بناء أي مستوطنات جديدة، ولن يتم إخلاء أي مستوطنات قائمة، لكن تقرير ريغافيم، المستند لصور جوية سابقة، وجد أن الفترة بين مايو 2021 وأبريل 2022، وهي حكومة التغيير، حصلت زيادة بنسبة 80% بوتيرة البناء الفلسطيني في المناطق "ج"، وكل مبنى يحتل في المتوسط 1.3 دونم".
وزعم أنه "في أكتوبر 2022، بنى الفلسطينيين كل يوم 15 مبنى جديدا، و105 مبنى أسبوعياً، و450 مبنى شهرياً، مع العلم أن السلطة الفلسطينية منخرطة حتى العنق في جهود الاستيلاء على الأراضي، مع تقديم المساعدات وتخصيص الميزانيات، باعتباره مشروعا وطنيا فلسطينيا واسع النطاق، وممول بشكل جيد، ولد عام 2009 بعد إعلان رئيس الوزراء آنذاك سلام فياض عن خطته لإقامة دولة فلسطينية فعلية ضمن حدود 67 التي سعى إليها آنذاك، وتتضمن طمس الحدود بين مناطق أ، ب، ج".
خنق الاستيطان
وأشار إلى أن "الخطة الفلسطينية تقضي بضمّ الأراضي الواقعة تحت سيطرة الاحتلال بخلق تواصل إقليمي بين المناطق المختلفة الواقعة تحت السيطرة الفلسطينية، مع خنق الاستيطان اليهودي، ومنع توسعه، والوصول إلى الطرق الاستراتيجية، بما يتعارض مع إمكانية التخطيط الإسرائيلي المستقبلي، مما أوصل البناء الفلسطيني وحده آنذاك لأكثر من 60٪، لكن الوقائع في العامين الأخيرين تتحدث عن انخفاض البناء الفلسطيني لأكثر من 50٪، في ضوء النشاط المكثف للغاية لجيش الاحتلال في الضفة الغربية، مما دفع العديد من الفلسطينيين للبقاء في بيوتهم، وتأجيل خططهم لوضع أيديهم على المزيد من الأراضي، واستئناف البناء فيها".
وأوضح أن "الوضع الاقتصادي للفلسطينيين لم يسهّل عليهم مواصلة عمليات البناء في المناطق "ج" بالضفة الغربية، بجانب تفعيل العمليات القانونية واإادارية للإدارة المدنية كجزء من اتفاقيات الائتلاف الموقعة مع حزب الصهيونية الدينية، وتعيين سموتريتش بجانب وزارة المالية، وزيرا إضافيا بوزارة الحرب، وإنشاء "مديرية الاستيطان" فيها، التي تتولى مسؤولية السيطرة على الأراضي في الضفة الغربية على عدة مستويات، بدءاً من بناء استراتيجية للعمل، وتحديد موقع كل بداية بناء، مروراً بنظام استشارات قانونية نشط يتعامل مع الالتماسات، والتواجد في الميدان، ومصادرة المعدات الهندسية، وصولاً لعمليات الهدم التي تخلق الردع".
وزعم أن "هناك عاملا أساسيا في تراجع البناء الفلسطيني يتمثل في التحرك الحاسم لوزارة المستوطنات برئاسة أوريت ستروك، لتمويل منسقي الأراضي في جميع المجالس الاستيطانية، ممن يتجولون في المنطقة بمركبة وطائرات بدون طيار، ويبلغون عن أي بناء فلسطيني، والنتيجة مصادرة أكثر من 440 جرارًا وشاحنةً صغيرةً وأدوات هندسية يستخدمها الفلسطينيون في البناء، مما يترك المقاولين الفلسطينيين بدون أدوات لفترة من الوقت، بما يكلّفهم الكثير، ويجعلهم يفكرون مرتين قبل مشروع البناء التالي".
مصادرة المعدات
وكشف أن "سلطات الاحتلال لا تتوانى في هدم أي بناء فلسطيني جديد ضمن إجراء قصير وسريع، مقارنة بالسياسات البطيئة السابقة التي ظلت معلّقة لفترة طويلة، وقد ساهم هدم المباني الفلسطينية والمباني متعددة الطوابق في إيصال رسالة لرؤساء القرى الفلسطينية، مفادها أنه طالما أن البناء الذي يروجون له يتعدى خارجها، فإن فرص بقائه غير مرتفعة، وأي انحراف خارج المنطقة المبنية سيقابل بإنفاذ صارم، وهكذا فإن الرسالة قد وصلت، والفلسطينيون يفهمون جيدًا أين ينبغي عليهم البناء، وأين لا ينبغي عليهم البناء".
ونقل عن حركة "السلام الآن"، أن "سلطات الاحتلال دمّرت 901 مبنى فلسطينيا في المنطقة (ج)، ويُظهر الرسم البياني أنه في عام 2024 وحده، تم الإعلان عن 24,193 دونمًا في الضفة الغربية كأراضي دولة، بما يعادل نصف المساحة بأكملها التي تم الإعلان عنها كأراضي الدولة منذ اتفاق أوسلو 1993 حتى اليوم، وبلغة الأرقام فإنه في 2021 تم تدمير 19% من المواقع الفلسطينية، وفي 2022، تم تدمير 27% منها، وفي 2023، تم تدمير 22% منها، وفي 2024، تم تسجيل قفزة مذهلة، حيث تم تدمير 68% من المباني الفلسطينية".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال الضفة الاستيطان الاحتلال الاستيطان الضفة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة البناء الفلسطینی فی الضفة الغربیة تم تدمیر التی تم
إقرأ أيضاً:
عشرات الآلاف من الفلسطينيين يغادرون مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية
القدس المحتلة - الوكالات
قالت السلطات الفلسطينية إن عشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين يعيشون في مخيمات اللاجئين بالضفة الغربية المحتلة تركوا منازلهم بسبب هجوم إسرائيلي مستمر منذ أسابيع أدى إلى هدم المنازل وتدمير البنية الأساسية الحيوية في البلدات كثيفة البناء.
وبدأت القوات الإسرائيلية عمليتها في مخيم اللاجئين بمدينة جنين شمال الضفة الغربية في 21 يناير كانون الثاني، ونشرت مئات الجنود والجرافات التي هدمت منازل وجرفت الشوارع، مما أدى إلى نزوح جميع سكان المخيم تقريبا.
وقال محمد الصباغ رئيس لجنة خدمات مخيم جنين لرويترز "لا نعلم ماذا يجري داخل المخيم ولكن هناك عمليات هدم مستمرة وتوسيع للشوارع".
ومنذ ذلك الحين، امتدت العملية إلى مخيمات لاجئين أخرى، ولا سيما طولكرم ونور شمس القريب، وكلاهما تعرض للتدمير أيضا. وتقول إسرائيل إن هدفها هو قمع الجماعات المسلحة المدعومة من إيران في الضفة الغربية.
وظلت المخيمات منذ فترة طويلة معقلا لجماعات مسلحة، ويعيش بها أحفاد اللاجئين الفلسطينيين الذين غادروا أو طردوا من منازلهم في حرب عام 1948 خلال فترة إنشاء دولة إسرائيل.
وتعرضت المخيمات لمداهمات متكررة من الجيش الإسرائيلي لكن العملية الحالية تجري على نطاق واسع وبشكل غير معتاد، وبدأت بعد الاتفاق على وقف إطلاق النار في غزة.
وبحسب بيانات السلطة الفلسطينية، غادر نحو 17 ألف شخص مخيم جنين للاجئين ليصبح خاليا بالكامل تقريبا، كما غادر نحو ستة آلاف شخص مخيم نور شمس، أي نحو ثلثي العدد الإجمالي بالمخيم، وغادر عشرة آلاف آخرون مخيم طولكرم.
وقال نهاد الشاويش رئيس لجنة خدمات مخيم نور شمس لرويترز "يسكن في المخيم تسعة آلاف شخص نزح منهم تقريبا 70 في المئة، ومن بقي محاصر داخل المخيم".
وأضاف "الدفاع المدني والهلال الأحمر والأجهزة الأمنية الفلسطينية أدخلوا لهم أمس بعض المساعدات الغذائية، جيش الاحتلال يواصل عمليات التجريف والتدمير داخل المخيم".
وأدت الهجمات الإسرائيلية إلى هدم عشرات المنازل وتدمير مساحات كبيرة من الطرق بالإضافة إلى انقطاع المياه والكهرباء، لكن الجيش الإسرائيلي نفى إجبار السكان على مغادرة منازلهم.
وقال اللفتنانت كولونيل نداف شوشاني وهو متحدث باسم الجيش الإسرائيلي للصحفيين "الناس لديها بالتأكيد إمكانية الانتقال أو الذهاب إلى أي مكان يريدونه، لكنهم إذا لم يرغبوا في ذلك، فمسموح لهم بالبقاء".
وبدأت العملية حين تحركت إسرائيل لحظر عمل منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من مقرها في القدس الشرقية وقطع أي اتصال لها مع المسؤولين الإسرائيليين.
وأثر الحظر، الذي دخل حيز التنفيذ في نهاية يناير كانون الثاني، على عمل الأونروا في الضفة الغربية وغزة حيث تقدم مساعدات لملايين الفلسطينيين في مخيمات اللاجئين.
واتهمت إسرائيل الأونروا بالتعاون مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وقالت إن بعض موظفيها شاركوا في الهجوم الذي نفذته الحركة على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 مما أشعل فتيل حرب على غزة استمرت 15 شهرا.