رصدت عدسة البوابة نيوز فعاليات العرض الخاص لفيلم وش في وش والذي شهد حضور عدد من نجوم الفن والمشاهير وكان من أبرزهم أمينة خليل ومحمد ممدوح واسماء جلال ومحمد شاهين ومحمود الليثي ودنيا سامي وخالد كمال وأحمد خالد صالح وهنادي مهني وسوزان نجم الدين وعدد من النجوم.
واقيم العرض الخاص لفيلم وش في وش في مسرح موفنبيك بمدينة الإنتاج الإعلامي، في حضور أبطال الفيلم ووسائل الإعلام.


الفيلم من بطولة محمد ممدوح، امينة خليل، بيومي فؤاد، أنوشكا، أسماء جلال، محمد شاهين، أحمد خالد صالح، سلوى محمد علي، سامي مغاوري، محمود الليثي، دنيا سامي، ومن كتابة وإخراج وليد الحلفاوي، ومن إنتاج شركة "سي سينما برودكشنز" هاني نجيب وأحمد فهمي.

IMG-20230815-WA0147 IMG-20230815-WA0148 IMG-20230815-WA0143 IMG-20230815-WA0144 IMG-20230815-WA0141 IMG-20230815-WA0142 IMG-20230815-WA0140 IMG-20230815-WA0137 IMG-20230815-WA0139 IMG-20230815-WA0132 IMG-20230815-WA0136 IMG-20230815-WA0133 IMG-20230815-WA0134 IMG-20230815-WA0129 IMG-20230815-WA0131

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: وش في وش سينما IMG 20230815

إقرأ أيضاً:

«أرواحٌ ملتهبة».. مقاربة سينمائية للنار والماء والأسطورة

وجدتُ نفسي في تجربة مميزة وثرية داخل حلبة صراع في قرية عُمانية. هكذا أخذتني الرحلة إلى داخل الفيلم القصير «أرواح ملتهبة» للمخرج العُماني يعقوب الخنجري الذي يحكي قصة صراع عائلي صامت ينتهي بمأساة صارخة.

نجد أنفسنا أمام علاقات أسرية غير منسجمة وصراعات داخلية تحدث في مناخٍ قروي بحت. حضور الطبيعة بعناصرها البدائية وحضور النهايات المأساوية للشخصيتين الرئيسيتين مع وجود الصراع الداخلي في الفيلم بين أخوين من نفس الأم، كل هذا يحمل المُشاهد إلى الجذور الأصيلة للدراما: التنافس والكراهية وعناصر الطبيعة القاتلة.

يرسم المخرج على لوحة الفيلم أخوين غير شقيقين في حالة تناقض وصراع؛ سلمان الشاب البالغ من العمر خمسة وعشرين عامًا الذي يعاني من اضطراب عقلي يجعله يتصرف كطفل صغير، وأخيه الأصغر خالد ذي الأعوام العشرة، الذي يبدو من تصرفاته وتعبيرات وجهه الجادّة كأنه أكبر من عمره بكثير. سلمان يقضي معظم وقته في الخارج وسط عناصر الطبيعة المتنوعة للقرية العمانية، بينما خالد يقضيه منعزلا داخل غرفته مغموسا في الألعاب الإلكترونية العنيفة.

الفيلم يعطينا إشارات إلى الخلفية الاجتماعية للشخصيات الرئيسية، فالمشاهد الأولية تشير إلى أن العلاقة بين الزوج وزوجته متوترة دائما، وإلى أن العلاقة بين الزوج والابن الأكبر سلمان هي متوترة أيضا لأنه ابن زوجته من زواجها السابق، بينما الابن الأصغر خالد هو ابن للزوجين من هذا الزواج. الثلث الأول من الفيلم يرسم كل التناقضات الممكنة بين الأخوين وبالتالي يهيّأ المشاهد لتقبّل كل الصراعات التي سوف تأتي.

في قلب الفيلم يكمن صراع معقّد بين الأخوين سلمان وخالد، يمكن تفسيره من خلال عدسة علم التحليل النفسي. سلمان، بشخصيته الطفولية، يعاني من صعوبة في التكيف مع الواقع ومع مجتمع البالغين الصّارم مما يجعله هدفًا للسخرية والأذى من الآخرين. مع الإشارات في الفيلم إلى أن سلمان تربّى داخل بيت زوج الأم فإننا نشعر أن نموه العاطفي والعقلي لم يكتمل بشكل طبيعي وكأنما هو مقيّد إلى طفولة لم تكتمل كما ينبغي. من ناحية أخرى، خالد يُظهر انفصالًا عن الواقع من خلال انغماسه في الألعاب العنيفة، مما يعكس رغبته في الهروب من واقع الحياة المعقدة ويمارس إسقاطا نفسيا لعدوانه الداخلي على شخصيات افتراضية في الشّاشة المضيئة. الصراع بين الأخوين تتم الإشارة إليه من خلال خيط سرد رفيع يكاد لا يُرى.

المشهد الذي يفتح عيني المشاهد على وجود هذا الصراع هو مشهد يحدث على أرض الحقل أو المزرعة بجوار فزاعة الطيور، الشاهدة الأيقونية على هذا الصراع.

يتعارك سلمان مع أخيه خالد على أرض الحقل ثم نعرف لاحقا أن السبب هو أن خالد قد وضع ملابس سلمان على الفزّاعة ثم أخذ يرميها بالحجارة في إشارة تقليدية إلى الرغبة في الانتقام والقتل الجسدي مرموزا له بالدمية.

أعتقد أن المشهد يخدم الرمزية المعبرة عن كلا الشخصيتين، فمن ناحية هو عملية إزاحة نفسية يمارسها خالد تجاه أخيه، فهو يرجم الفزاعة بعد أن ألبسها ملابس أخيه، إنه أقصى اقتراب له من إيذاء أخيه. ومن ناحية أخرى فإن الفزّاعة تخدم رمزية سلمان من منطلق كونها تتشابه مع مفهوم الأنا في التحليل النفسي حيث إن مهمة الأنا هي حراسة الذّات من العالم الخارجي ومن رغباتها البدائية الداخلية في الوقت نفسه. من ناحية العالم الخارجي فإن مشهد رجم الفزّاعة يشير إلى الخطر الداهم على شخصية سلمان خارجيا التي يبدو أن الأنا فيها معطوب ولا يقوى على صد أية هجمات اجتماعية ضد الذات والتي تتمثّل في تعرضه للسخرية اللفظية. ومن الناحية الداخلية فإن الأنا الخاص بسلمان يفشل في صدّ رغباته هو نفسه. الأنا يعمل كحارس للذات من «الهو» أي الرغبات البدائية في الأعماق. هذا الجزء يظهر في مشهد تالٍ حيث يمر شباب في سيارتهم بسلمان ويدعونه لمرافقتهم في رحلة تخييمية وهو يرفض ثم يوافق حين يعدونه بتناول اللحم المشوي (المشاكيك) في الرحلة. يمكننا قراءة شهوانية سلمان للحم المشوي كتعبير عن رغبات بدائية مكبوتة يفشل الأنا في كبح جماحها فتؤدي إلى تدميره لأن سلمان سوف يرافقهم من أجل تذوق اللحم المشويّ وهناك سيلقى حتفه بسقوطه في بحيرة مائية.

يظهر خالد عدوانه المكبوت تجاه الآخرين كطريقة لتجنب مواجهة مشاعره الحقيقية تجاه سلمان والوضع الأسريّ المعقد. في المقابل، يمثل هروب سلمان من الرجال الأشرار الذين يسخرون منه في مشاهد الرحلة التخييمية محاولته للفرار من واقع حياته القاسي، وهو ما يؤدي في النهاية إلى موته المأساوي.

يستثمر الفيلم عناصر الطبيعة كرموز تعكس الصراعات الداخلية للشخصيات. النار والماء يؤديان دورًا محوريًّا في تصوير هذا الصراع. سلمان يلقى حتفه غريقا في الماء وخالد محترقا في النار. تمثل النار غضب خالد المشتعل وتدميريته لذاته، وهو ما يتجلى في مشهد موته في الحريق أثناء محاولته إيذاء زملائه الأطفال. النار هنا ترمز إلى الغضب الداخلي والدمار الذاتي، مما يعكس المسار التدميري الذي سلكه خالد. في المقابل، يمثل الماء براءة سلمان وأعماقه اللاواعية التي يغرق فيها. إنه يذهب إلى البدايات التي لم يغادرها أبدا (يتصرف ويتكلم كالأطفال طوال الفيلم). مشهد غرق سلمان في البحيرة يرمز إلى عودته إلى حالة بدائية، حيث يمكن اعتبار الماء رمزًا للاوعي والتحرر من العذاب الخارجي وعودة إلى الطفولة التي لم يغادرها تماما. يستخدم الفيلم هذه العناصر الطبيعية لتعميق فهمنا للصراعات النفسية التي تعصف بالشخصيات، مما يضفي على القصة بُعدًا رمزيًّا يثري هذه التجربة السينمائية.

الملحوظات التي يمكن ذكرها والتي قللت من قدرة الفيلم على إكمال دائرة النجاح هي أن رمزية عناصر الطبيعة كانت تتطلب استثمارها في مشاهد أكثر مما قدم الفيلم. فرغم أن الفيلم ينجح في تكثيف هذا الرمز عبر النهاية المأساوية لسلمان إلا أنه لم يمهّد لهذه النهاية عبر مشاهد أولية، وأعني أنه كان يمكن أن يزيد من مشاهد يظهر فيها الفلج مثلا على اعتباره عنصرا أصيلا في ملامح القرية العمانية وكذلك رمزا للماء ورمزا لجهد الإنسان في تطويع الطبيعة.

وأعتقد أيضا أن الصيغة السّردية التي استخدمها الفيلم حول علاقة الابن الأصغر خالد بالألعاب الإلكترونية العنيفة قد وضعت هذه العلاقة سببًا للعنف بينما أعتقد أن إعادة ترتيب هذه المشاهد مع بثّ خيوط سردية في البدايات سوف تحول انطباع المشاهد لاعتبار هذا العنف مع الألعاب نتيجةً وليس سببا، وأعتقد أن ذلك أعمقُ سيكولوجيّا وثقافيّا.

في الختام، يقدم هذا الفيلم القصير رؤيته عن الصراعات النفسية الخافتة عبر استخدام عناصر الطبيعة كرموز للصراعات الداخلية وكذلك عبر رؤية بصرية اجتهدت كثيرا لتذهب داخل أرجاء القرية بما تمثله من كثافة للمشاعر المكبوتة والرغبات السرية التي قد تنتهي إلى مأساة.

أعتقد أن طاقم العمل يستحق إشادة كبيرة لمحاولته خلق سياق سينمائي محلي يمكن أن تنشأ من خلاله أعمال قادمة تثري الساحة السينمائية المحلية والعربية.

عبدالله خليفة عبدالله كاتب وقاص عماني

مقالات مشابهة

  • أروى جودة تروج لمسلسل "حرب نفسية"
  • بفستان أبيض.. درة تبهر جمهورها في أحدث ظهور لها
  • برفقة أصدقائها٠٠ أحدث ظهور لـ علا رشدي
  • «أرواحٌ ملتهبة».. مقاربة سينمائية للنار والماء والأسطورة
  • بإطلالة سوداء٠٠ نيللي كريم تتألق في أحدث ظهور لها
  • شاهد.. أحدث ظهور لـ نيللي كريم في باريس
  • فيلم «أهل الكهف» لـ خالد النبوي يحقق 300 ألف جنيه بالسينمات أمس
  • (خاص) خالد النبوي.. هل خانه الحظ مع "أهل الكهف"
  • رغم الحرب.. دور العرض في أوكرانيا تستقبل A Quiet Place: Day One
  • فيلم «أهل الكهف» يواصل تذيل قائمة شباك التذاكر بالسينما