افتتاح قناة السويس .. كيف كان الحدث الأسطوري؟
تاريخ النشر: 16th, November 2024 GMT
تُعد قناة السويس واحدة من أهم الممرات المائية في العالم، إذ تربط بين البحر المتوسط والبحر الأحمر، لتختصر المسافات وتغير ملامح التجارة البحرية الدولية.
تم افتتاح القناة رسميًا في 17 نوفمبر 1869، بحضور الإمبراطورة الفرنسية أوجيني، زوجة نابليون الثالث، في حفل تاريخي لواحد من أعظم المشاريع الهندسية في القرن التاسع عشر.
في عام 1854، نجح القنصل الفرنسي السابق في القاهرة فرديناند ديليسبس في التوصل إلى اتفاق مع حاكم مصر العثماني لبناء قناة بطول 100 ميل عبر برزخ السويس.
تبع ذلك تأسيس شركة قناة السويس في عام 1856، والتي حصلت على حق تشغيل القناة لمدة 99 عامًا بعد اكتمال بنائها.
بدأت أعمال الحفر في أبريل 1859، باستخدام أدوات يدوية كالمجارف. لاحقًا، تم إدخال الجرافات البخارية مع قدوم العمال الأوروبيين. رغم ذلك، واجه المشروع العديد من العقبات، بما في ذلك النزاعات العمالية وانتشار وباء الكوليرا، مما أدى إلى تأخير انتهاء القناة حتى عام 1869، بعد أربع سنوات من الموعد المحدد.
افتتاح القناة وتطورهافي 17 نوفمبر 1869، افتُتحت قناة السويس أمام الملاحة الدولية. حينذاك، كان عمق القناة 25 قدمًا فقط، وعرضها يتراوح بين 72 قدمًا عند القاع و300 قدم عند السطح. وفي السنة الأولى من التشغيل، أبحر عبر القناة أقل من 500 سفينة.
تفاصيل حفل افتتاح قناة السويساستمرت التحضيرات لحفل افتتاح قناة السويس لمدة 40 يومًا، وبلغت تكاليفه الإجمالية مليونًا ونصف المليون جنيه. شهد الحفل تنظيم موائد فاخرة ضمت أرقى وأشهى أنواع الأطعمة والمشروبات، مما يعكس فخامة الحدث.
حرص الخديوي إسماعيل على توثيق هذا الاحتفال الضخم، فكلف مجموعة من الرسامين برسم لوحات فنية تخلد المناسبة، نظرًا لغياب التصوير الفوتوغرافي في ذلك الوقت. لا تزال بعض هذه اللوحات محفوظة اليوم داخل ألبوم حائطي على متن يخت “المحروسة” الملكي بمصر.
أضاءت سماء بورسعيد بالألعاب النارية التي تم استيرادها خصيصًا للمناسبة، فيما ازدانت شوارع المدينة بالأضواء وأنغام الموسيقى.
كما شهد الحفل رقصات الإمبراطورة أوجيني المبهرة مع الخديوي إسماعيل، إلى جانب مشاركة الضيوف وحتى بعض الفلاحين في أجواء الاحتفال، رغم معاناة العديد منهم من الجوع.
أرسلت الإمبراطورة أوجيني برقية إلى زوجها الإمبراطور نابليون الثالث، أعربت فيها عن انبهارها الشديد بالاحتفال، واصفة إياه بأنه “الأفخم الذي شهدته في حياتها”. وزاد من روعة المشهد اصطفاف الجيش والأسطول المصري في ميناء بورسعيد، إلى جانب الفيالق المنتشرة على ضفاف القناة، ما أضفى على المناسبة أجواء مهيبة لا تُنسى.
مع ذلك، بدأت التحسينات على القناة في عام 1876، مما ساهم في جعلها واحدة من أكثر ممرات الشحن ازدحامًا في العالم. في عام 1875، اشترت بريطانيا العظمى أسهم الحاكم العثماني الجديد لمصر في شركة القناة، وبعدها بسبع سنوات غزت مصر وبدأت احتلالًا طويلًا، استمر حتى منتصف القرن العشرين.
بعد الحرب العالمية الثانية، بدأت مصر في الضغط لإجلاء القوات البريطانية من منطقة القناة. وفي يوليو 1956، أعلن الرئيس المصري جمال عبد الناصر تأميم القناة، مما أثار العدوان الثلاثي من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل. انتهى العدوان بانسحاب القوات الأجنبية بحلول مارس 1957، حيث استعاد المصريون السيطرة على القناة.
في عام 1975، أعاد الرئيس المصري أنور السادات فتح القناة بعد محادثات السلام مع إسرائيل. أصبحت القناة اليوم شريان حياة للتجارة العالمية، حيث تبحر عبرها عشرات السفن يوميًا، وتنقل أكثر من 300 مليون طن من البضائع سنويًا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: قناة السويس جمال عبد الناصر الحرب العالمية الثانية القوات البريطانية شركة قناة السويس التجارة البحرية قناة السویس فی عام
إقرأ أيضاً:
اقتصادية قناة السويس تُطلق المرحلة الأولى من التشغيل التجريبي للخدمات الرقمية
أعلنت الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، اليوم الأحد، عن الإطلاق التجريبي لحزمة من الخدمات الرقمية المخصصة للمستثمرين، في إطار جهود ميكنة الخدمات وتعزيز التحول الرقمي، بدعم وتمويل البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية.
وذكرت المنطقة الاقتصادية -في بيان- أن هذه الخطوة تأتي ضمن المرحلة الأولى لرقمنة مجموعة من الخدمات، من بينها خدمتان تابعتان لإدارة علاقات المستثمرين، : خدمة الاستقبال والمشورة، وخدمة تأهيل المستثمر والموافقة على المشروع. كما تشمل هذه المرحلة أيضًا مجموعة من خدمات الشباك الواحد، مثل إصدار التراخيص الدائمة بنظام الإخطار، والمتابعة السنوية للمنشآت الحاصلة على تراخيص التشغيل.
وأكد البيان أنه من المقرر أن يتم إطلاق خدمات إضافية تدريجيًا، تشمل إصدار تراخيص التشغيل بالنظام المسبق، وإصدار التراخيص المؤقتة لأول مرة بنظام الإخطار، بالإضافة إلى التعديل الإداري والفني للتراخيص الدائمة، وإصدار تراخيص البناء.
وقال رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس وليد جمال الدين -في البيان- إن الهيئة أطلقت أول حزمة من الخدمات الرقمية الجديدة ضمن خطتها للتحول الرقمي، والتي تشمل استقبال الطلبات، وإصدار التراخيص، والمتابعة السنوية، مؤكدا أن هذه الخطوة تأتي في إطار تسهيل الإجراءات على المستثمرين وتقديم خدمات أكثر كفاءة وشفافية، مما يعزز مناخ الاستثمار في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
وأضاف أن الهيئة تسعى باستمرار لتطوير نموذج الأعمال القائم على دعم المستثمرين بكافة السبل الممكنة، من خلال تبسيط الإجراءات، وتحسين البنية التحتية، وتقديم مزايا تنافسية تعزز من جاذبية المنطقة الاقتصادية.
وتابع أنه من خلال دعم وتمويل البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية ويتم تبادل الخبرات، وتطبيق أفضل الممارسات العالمية في مجالات التحول الرقمي، وتسهيل الإجراءات الاستثمارية، وتطوير البنية التحتية الرقمية، وتحقيق التكامل بين مختلف الخدمات، مما يعزز من كفاءة العمليات ويساعد على خلق بيئة أعمال جاذبة ومرنة تواكب التطورات الاقتصادية العالمية.
كما شدد على أهمية مواكبة التطورات التكنولوجية لتوفير بيئة استثمارية متكاملة تساهم في جذب المزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية.
بدوره، قال مارك ديفيس المدير التنفيذي للبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية منطقة جنوب وشرق البحر المتوسط، إن هذه المبادرة الرائدة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس ستعمل على إنعاش منظومة الاستثمار، ودفع عجلة النمو الاقتصادي، وخلق فرص عمل، مما سيسهم في نهاية المطاف في تأسيس بيئة ديناميكية ومزدهرة لجذب الاستثمار الأجنبي المباشر (FDI) في مصر.
جدير بالذكر أن رقمنة خدمات المستثمرين تأتي في إطار دعم وتمويل البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، والذي يوفر خدمات دعم فني للمنطقة لرفع مستوى الأداء بمنفذ الشباك الواحد، كما يتم تنفيذ المشروع بواسطة شركة أجيليتي الكويتية التي تعمل مع المنطقة الاقتصادية على تنفيذ الرؤية الاستراتيجية في مجال الخدمات اللوجستية ودعم المناطق الصناعية ورقمنة الخدمات.