لم يكن النزال الذي جمع أسطورة الملاكمة الأميركي مايك تايسون ضد مواطنه صانع المحتوى جيك بول على قدر التطلعات على المستوى الفني، فقد مني الأول بخسارة مدوية وغير متوقعة، لكن كلا منهما كسب مبلغا كبيرا من المال.

وأخفق تايسون (58 عاما) بتسديد اللكمات المهمة خلال نزال من 8 جولات، حسمه بول بفارق كبير بالنقاط (80-72، 79-73، 79-73).

واستخدم بول (27 عاما) سرعته وتحركاته للهيمنة على تايسون، ووضع بطل العالم السابق في الوزن الثقيل في مأزق عندما وجّه له سلسلة من اللكمات في الجولة الثالثة، بينما اكتفى "الرجل الحديدي" بإصابة خصمه بـ18 لكمة فقط من 97 محاولة، مقابل 78 لبول من 278 محاولة.

A ringside look at #PaulTyson ???? pic.twitter.com/WZlzvJ7gKX

— Netflix (@netflix) November 16, 2024

قبل مواجهة جيك بول استغرب كثيرون موافقة تايسون على العودة إلى الحلبات بعد نحو 20 عاما من آخر نزال احترافي له، خصوصا أن فارق السن بينه وبين منافسه يصل إلى 31 عاما.

لكن أحد هذه الدوافع -بحسب صحيفة ماركا- كان الجانب الاقتصادي، على الرغم من أن بطل الوزن الثقيل السابق أعلن أن المال لا يهمه كثيرا في هذه المعركة، كونها تحديا شخصيا أكثر من أي شيء آخر.

وطبقا للصحيفة، فقد حصل كلا الملاكمين على أكثر من 60 مليون دولار لمجرد خوضهما النزال، في حلبة ملعب "إيه تي آند تي" (AT&T) في أرلينغتون بولاية تكساس الأميركية، 40 مليونا منها كانت من نصيب بول مقابل 20 مليونا لتايسون.

وتشير الصحيفة إلى أن "الاعتقاد السائد هو أن تايسون مليونير بالفعل، لكن في واقع الأمر تبدو الصورة مختلفة، إذ أهدر الملاكم الشهير معظم ثروته بعد انتهاء حياته المهنية، لذا فإن ربحا بهذا القدر من نزال واحد هو مهم له".

أبرز صور وفيديوهات نزال مايك تايسون وجيك بولhttps://t.co/jtBdWDG0oa pic.twitter.com/qKGlZfTaq3

— الجزيرة نت رياضة (@AJASports) November 16, 2024

وكان تايسون حصل على مليون يورو فقط عام 2020 بعد خوضه آخر نزال استعراضي ضد روي جونز جونيور انتهى حينئذ بالتعادل، بينما كسب اليوم نحو 20 ضعفا في نزال انتهى بخسارته.

الجانب المالي كان مهما أيضا لجيك بول الذي حصل على مبلغ ضخم يُقدر بأكثر من 6 أضعاف ما كسبه بعد فوزه في نزاله الأخير ضد مايك بيري، وتقاضى وقتئذ 7 ملايين دولار.

وعادت ماركا إلى الوراء لإظهار مدى أهمية الجانب المالي في النزال، مشيرة إلى أن تايسون حصل عام 1997 وفي ذروة مجده على 30 مليون دولار، بعد فوزه في النزال الأسطوري على مواطنه إيفاندر هوليفيلد.

ويبدو أن هذا الجانب المتعلق بالمال دفع مايك تايسون ليضع جانبا احتمال الخسارة أمام جيك بول وما تعنيه من تلطيخ لسمعته في عالم الملاكمة، بل أكد بعد السقوط المدوي أنه قد يعود قريبا لخوض نزالات أخرى.

انتقادات لاذعة لتايسون

لم تتأخر الانتقادات اللاذعة لتايسون بعد خسارته في أوساط عالم الملاكمة وخارجها، بعدما بدا البطل السباق ظلا لشخصيته السابقة، بحسب وصف شبكة "فوكس نيوز" الأميركية.

وكتب الصحفي المخضرم في مجال الملاكمة دان رافائيل على منصة "إكس" أنه "كان حزينا وهو يشاهد النزال"، مضيفا "هيئة تايسون لم تتغير، لكن لا يوجد شيء متبقّ من تايسون الملاكم".

وعلق أسطورة فريق ليكرز لكرة السلة ماجيك جونسون "لقد قمت بإيقاف البث لأنني لم أعد أستطيع المشاهدة. من المحزن أن أرى مايك تايسون بهذا الشكل لأنني حضرت كل نزال له. لم تكن هذه المباراة الليلة رائعة في الملاكمة".

Just sad smh. I cut it off because I couldn’t watch anymore. It’s sad to see Mike Tyson like this because I went to every Tyson fight.

This fight tonight was not great for boxing.

— Earvin Magic Johnson (@MagicJohnson) November 16, 2024

أما الملاكم الأميركي في الوزن الخفيف الوسط تيرينس كروفورد فقال إن فريق التعليق -عبر منصة نتفليكس- كان يمنح تايسون "قدرا كبيرا من المجاملة".

وأضاف "أنا أحب مايك لكنه بدا كأنه (قمامة)، أن يتدرب كل هذه المدة ويسدد 97 لكمة فقط طوال النزال أمر جنوني. أنا سعيد لأنه لم يتعرض لأذى هناك".

I love Mike Tyson, but they giving him too much credit. He looked like trash, to train that long and only throw 97 punches the whole fight is crazy. I’m just glad he didn’t get hurt out there.

— Terence Crawford (@terencecrawford) November 16, 2024

في المقابل، انبرى البعض للدفاع عن مايك تايسون، ومنهم جيرفونتا ديفيس بطل الوزن الخفيف السابق الذي كتب على إنستغرام "ستظل أسطورة إلى الأبد، سواء أعجبهم ذلك أم لا، ولن يكون هناك أسطورة أخرى أبدا، وأنا أفهمك جيدا، كل هذا الهراء لا يعني شيئا".

أما توني بيلو وهو ملاكم سابق في الوزن الثقيل، فقال إن جيك بول تعامل بلطف مع تايسون لتجنب تعرضه لإصابة بالغة خلال النزال.

وأضاف "أنا لا أحب هذا الطفل الأحمق الغبي (يقصد جيك بول) ولكنني سأقول هذا: لقد توقف عن ضرب مايك وأظهر له بعض الاحترام والكرامة بالسماح له بالبقاء على قيد الحياة!".

وأكمل "لم يذهب بول للضربة القاضية، لقد نزل عنه وتركه. مايك، نحن جميعا نعشقك يا ملك، أنت بطل خارق بنظرنا جميعا؛ من عالم القتال الحقيقي!".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات مایک تایسون جیک بول

إقرأ أيضاً:

«حسن النية».. طريق آخر نحو الضياع !

قريبًا، سيشرع الجميع في الاستعداد لرحلاتهم إلى الخارج، سواء كانوا من المواطنين أو المغتربين. فقد بدأ موسم الإجازات الصيفية يفتح أبوابه أمام كل من يتطلع لاكتشاف آفاق جديدة أو العودة إلى الوطن لقضاء لحظات مميزة برفقة العائلة.

لكن ما إن بدأنا في الحديث عن هذا الموضوع حتى استرجعنا مشهدًا أصبح مألوفًا مع مرور الأعوام، حيث تتكرر مشكلات لم تنقضِ فصولها أو تُجتث جذورها بسهولة. فبعض هذه المشكلات قد تطور بشكل ملحوظ حتى وصل إلى ساحات القضاء، وتم بالفعل إصدار أحكام بالسجن على بعض من أساؤوا تقدير حدود مسؤولياتهم، معتقدين أنهم يطبقون مبدأ «حسن النية»، دون أن يدركوا أحيانًا أنهم يتسببون في الإضرار بالأمن العام وتجاوز القانون، ليجدوا أنفسهم في موقع «ضحايا» يسهلون عمليات تهريب المواد الممنوعة محليًا ودوليًا.

لن نخوض في الحديث عن بعض شركات ومكاتب السفر والسياحة التي تستغل حاجة الناس لتذاكر السفر المخفضة أو العروض الترويجية لأماكن سياحية رائعة في فصل الصيف، حيث تقوم بنشر إعلانات تضليلية وتذاكر وهمية وأفعال أخرى مشينة تهدف إلى جذب الزبائن تحت مسمى «عروض الصيف»، مستغلةً بذلك حماس الناس ورغبتهم في الاستمتاع بإجازاتهم.

ولكن سوف نذهب إلى منعطف آخر ليس ببعيد، ونبدأ بسؤال كثر الحديث عنه وأصبح معتادًا البحث عن إجابته في محركات البحث وغيرها:

هل حسن النية لدى الأفراد يعفيهم من المسؤولية القانونية؟

في حقيقة الأمر، ثمة إجماع من رجال القانون على أن حسن النية «لا يعفى من المساءلة القانونية»! وإثبات حسن النية أمر ليس سهلًا على الإطلاق في حال توجيه التهمة، وهناك مشقة كبرى في إثبات الشخص أمام القضاة بأن ما فعله لم يكن إلا بدافع «حسن النية»، وبالطبع يكون حينها موقوفًا في السجن وقد أصابه الكثير من الضرر النفسي والمجتمعي.

إذن ما العلاقة بين «السفر وحسن النية»؟

تبدأ المشكلة أحيانًا قبل أن يصل المسافر إلى المطار استعدادًا لرحلته، حيث يقوم البعض الذين يعلمون بنية الشخص السفر بتسليمه بعض المتعلقات الخاصة بهم، مُقنعين إياه بحمل ما سيحمله ضمن أمتعته الشخصية. وفي أحيان أخرى، تبدأ القصة عند منضدة تخليص إجراءات السفر ووزن الأمتعة، حيث يقترب منا بعض الأشخاص «المجهولين» بأسلوب التودد، رغم أننا لا تربطنا بهم أي صلة قرابة أو صداقة. يستغلون حماسة المسافر ورغبته في السفر، ليطلبوا منه «العون والمساعدة» في توصيل حقيبة سفرهم إلى أقاربهم في البلد الذي يتوجه إليه، أو يتوسلون إليه بحمل بعض الأدوية وتسليمها لشخص ينتظره عند وصوله إلى وجهته. هذه المواقف، التي تبدو للوهلة الأولى عادية، قد تحمل في طيّاتها مخاطر كبيرة.

الأمر قد تطور بشكل أكبر من ذلك، حيث أصبح بعض الأشخاص يعرضون على راغبي السفر الذين يعانون من ظروف مالية صعبة تحمُّل نصف أو حتى كامل ثمن التذكرة، بشرط الحصول على الوزن المحدد في التذكرة. كما يذهب البعض إلى شراء بعض من الوزن الإضافي بسعر يتراوح ما بين «الريال والريالين» للكيلوجرام الواحد. وفي هذه الحالة، يتحمل المسافر تبعات الوزن الإضافي غير القانوني. وهناك أيضًا من يتبرع بفائض الوزن الذي يمتلكه للآخرين، فيما يُعتبر نوعًا من التضامن الاجتماعي؛ سعيًا لكسب الأجر والثواب!

في الوقت الراهن، تغمر وسائل التواصل الاجتماعي العشرات بل وربما المئات من الإعلانات التي يعرض فيها أصحابها «شراء الوزن» أو طلب «المساعدة في توصيل متعلقاتهم» إلى وجهات مختلفة. ورغم هذه الإعلانات المتعددة، يبقى المسؤول الأول والأخير عن أي عمل غير قانوني هو المسافر نفسه.

تُعد عمليات التهريب واستغلال الأشخاص البسطاء، الذين يعانون من حاجة ماسة إلى المال، أو استغلال النوايا الحسنة عبر إقناعهم بحمل أمتعة الآخرين وتسجيلها على أسمائهم، سواء كان ذلك مجانًا أو مقابل مبلغ زهيد، مسألة تستدعي التروي والتحكيم العقلي والمنطقي، بعيدًا عن الانجراف وراء العاطفة الإنسانية. فقد أصبحنا نشهد مواقف غريبة ومؤلمة بشكل مستمر، وفي كثير من الأحيان تتوالى سلسلة من الأحداث المؤلمة التي يتم تداولها عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي. وقد صدرت بحق البعض عقوبات بالسجن لفترات طويلة، بينما نال آخرون أحكامًا مشددة، رغم أن الكثيرين منهم كان من الممكن تجنب هذه المواقف لو تم التعامل مع الأمر بحذر وبعيدًا عن التساهل.

عندما تقدم النصيحة لمن يقف بجانبك في صف تخليص الإجراءات بعدم أخذ أمتعة الغير، يعتبرك شخصًا حاسدًا أو ناقمًا عليه، ولا يعي بأن نصائحك واهتمامك بأمره قد ينقذه من مشكلة يمكن أن يتعرض لها في أي لحظة.

في بعض الحالات، قد يعرض عليك شخص ما أن تحمل حقيبته حتى تتجاوز نقطة التفتيش ومنضدة ختم الجوازات، مبررًا ذلك بأن لديه حقيبة ثقيلة أخرى لا يستطيع حملها. ومن باب حسن النية والرغبة في المساعدة، قد توافق على عرضهم، ولكن بعد وقوع المشكلة، تجد نفسك في موقف حرج، تتلفت حولك فلا تجد الشخص الذي طلب منك تلك المساعدة، وحتى إذا تمكنت من تحديد شكله، قد تجد نفسك في دائرة الاتهام أثناء التحقيقات، تكمن المشكلة في أن المسؤولية الكاملة تقع على عاتقك عند حمل متعلقات الآخرين. أحد زملاء العمل حدثني عن تجربته في الماضي عندما قدم تنازلات كثيرة فيما يتعلق بالوزن المسموح له لصالح أشخاص لا يعرفهم فقط لمساعدتهم، لكنه الآن يعترف أنه لو عاد به الزمن لما وافق على ذلك، فالمواقف التي يراها اليوم وسمع عنها تفوق الوصف.

مقالات مشابهة

  • فستانك الأبيض حديث الملايين.. وغياب تامر حسني عن زفاف ليلى وهشام يثير الجدل
  • دراسة حديثة: التقلبات الحرارية المفاجئة تهدد حياة الملايين بحلول نهاية القرن| فيديو
  • العراق يتحرك لإعادة تشغيل خط أنابيب النفط عبر سوريا إلى موانئ المتوسط
  • «حسن النية».. طريق آخر نحو الضياع !
  • منظمات دولية تحذر: أمراض يمكن الوقاية منها تهدد الملايين
  • لطافتك تكلف الذكاء الاصطناعي الملايين!
  • اتحاد الملاكمة يقيم تجارب انتقاء للمنتخب الوطني للشباب تحضيراً للاستحقاقات الخارجية
  • تركي آل الشيخ رئيسا لـ اتحاد الملاكمة السعودي
  • ترامب يحذر من رفع الضرائب على أصحاب الملايين
  • أسطورة الوزن الثقيل يعود للحلبة بعد رحلة إنقاص وزن مذهلة .. فيديو