شهدت القضية الفلسطينية مؤخراً تطورات جديدة حيث ارتفعت حدة التصعيد الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة في ظل هذه الظروف العصيبة، اتفقت مصر وروسيا على ضرورة تكثيف التحركات الدبلوماسية من أجل الوصول إلى وقف إطلاق النار وتعزيز الاستقرار في المنطقة.

القضية الفلسطينية 

تعتبر هذه الخطوة تعبيراً عن التزام الدولتين بتحمل مسؤولياتهما تجاه الأمن والسلم الدوليين، حيث يدعو المجتمع الدولي إلى اتخاذ مواقف حاسمة لوقف الأعمال القتالية، وتسعى مصر إلى استعادة الهدوء والتوصل إلى حل دائم للقضية الفلسطينية، بينما تسعى روسيا لتعزيز دورها في المنطقة من خلال المساهمة في الجهود الدولية.

التقى الدكتور بدر عبدالعاطي وزير الخارجية والهجرة اليوم مع نظيره الروسي «سيرجي لافروف»، خلال أعمال منتدى صير بني ياس بدولة الإمارات العربية المتحدة.

اتفق الوزيران خلال اللقاء على أهمية استمرار وتيرة التنسيق المشترك بين البلدين، خاصة في ضوء توجيهات قيادتي البلدين في هذا الشأن، ومشاركة رئيس الجمهورية في فعاليات قمة بريكس التي انعقدت مؤخرًا بمدينة كازان، وتناول الوزيران تطورات عدد من المشروعات الاقتصادية الثنائية الهامة التي يتم تنفيذها بشكل مشترك بين الجانبين.

كما تبادل الوزيران الرؤى إزاء التطورات الخاصة بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ولبنان، حيث اتفقا على ضرورة التوصل لوقف فوري لإطلاق النار، والنفاذ غير المشروط للمساعدات الإنسانية، وناقش الوزيران عدد من القضايا المطروحة على الساحتين الإقليمية والدولية.

مصر وروسيا تبحثان تطورات المشروعات الاقتصادية ووقف إطلاق النار في غزة ولبنان رسائل قوية من السيسي وبوتين.. خطوات جديدة لتعزيز التعاون بين مصر وروسيا

من جانبه، أكد الدكتور حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية، أن روسيا تنظر إلى القضية الفلسطينية كتهديد خطير للأمن القومي في منطقة الشرق الأوسط، مما يوضح اختلافاً في النظرة الروسية مقارنة بالدول الأخرى، مشيرا إلى أن روسيا تركز على مبدأ حل الدولتين، متماشية مع قرارات الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة. 

وأضاف فارس في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن روسيا تهدف إلى لعب دور ريادي في القضايا العربية، وتهدف لإيجاد حلول سلمية تتماشى مع الرؤية العربية. وأكد أن الصين تتبنى نفس الاتجاه، مما يشير إلى وجود تحالفات دولية جديدة، موضحا أن التحولات الجارية في العالم، من نظام قطبية أحادية إلى نظام ثلاثي الأقطاب، قد تتيح لروسيا ممارسة دور فعّال في دفع العملية السلمية قدماً وإيجاد حلول للقضية الفلسطينية.

وأكد على أن روسيا تسعى لدعم القضية الفلسطينية على المستوى الدولي، من خلال إيجاد دعم دولي حقيقي يُمكن أن يُشكّل ضغطاً على إسرائيل للعودة إلى طاولة المفاوضات. تأمل روسيا أن تؤدي هذه الجهود إلى تغييرات جديدة في المنطقة، وتضع حلاً دائمًا ومقبولاً لجميع الأطراف، بعيدًا عن موازين القوى العسكرية، بما يتيح للفلسطينيين حقوقهم وأمنهم.

وفي إطار قمة "بريكس" المنعقدة مؤخرًا، التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، حيث جرى الحديث عن سبل تعزيز التعاون بين البلدين، وأكد بوتين خلال اللقاء على اهتمام موسكو بتطوير العلاقات الثنائية مع القاهرة، مما يعكس الالتزام المتبادل بمزيد من التعاون والتنسيق في المجالات المختلفة.

دور مصر وروسيا في دعم القضية

أشار بوتين إلى أن روسيا تولي اهتمامًا خاصًا لتوسيع العلاقات الودية مع مصر، منوهًا إلى أن البلدين يحتفلان بالذكرى الثمانين لإقامة العلاقات الدبلوماسية، هذا التاريخ يحمل رمزية قوية تُظهر عمق الروابط التاريخية بين الجانبين، مما يعزز الرغبة في إقامة شراكات استراتيجية تخدم المصالح المشتركة.

خلال الاجتماع، أكد الرئيس الروسي أن التعاون الثنائي يمتد إلى مجالات متعددة تشمل التجارة والاقتصاد، موضحًا أن مصر تمثل نحو ثلث إجمالي حجم التجارة الروسية مع إفريقيا. هذا الترتيب يعكس المكانة المهمة لمصر في استراتيجية روسيا الاقتصادية على مستوى القارة.

وأعرب الرئيس السيسي عن حرص مصر على المشاركة في الأنشطة والمبادرات التي يتم تنظيمها على هامش رئاسة روسيا لقمة "بريكس"، مؤكدا على أهمية تعزيز أطر التعاون الثنائي، مشيدًا بالدعم الروسي المستمر لمصر، مما يعكس ثقة القاهرة في قدرة موسكو على الاضطلاع بدور فعّال في القضايا الإقليمية.

جدبر بالذكر أن الدولة المصرية أكدت التزامها بالتصدي لمخطط التهجير الذي تتبناه دولة الاحتلال الإسرائيلي، والذي كان آخرها خلال القمة العربية الإسلامية التي عُقدت بالعاصمة السعودية الرياض منذ أيام قليلة.

الجهود المصرية لوقف العدوان الإسرائيلي على فلسطين لم يبدأ من أكتوبر 2023، بل هو ممتد منذ عقود، حيث تعمل القاهرة على دعم تطلعات أبناء الشعب الفلسطيني فى إقامة دولتهم المستقلة على حدود 4 يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم، من خلال وضع استراتيجية ثابتة وواضحة، ولأن فلسطين جزء لا يتجزأ من الأمن القومى المصرى، ونظرا لارتباط مصر بالقضية الفلسطينية، الذى يعد ارتباطا دائما ثابتا تمليه اعتبارات الأمن القومي المصري، وروابط الجغرافيا والتاريخ والدم مع شعب فلسطين، تبذل القيادة المصرية كل الجهود من أجل حقن دماء الشعب الشقيق، وتعمل كل المحاولات من أجل إعادة الحق لأبناء الشعب الفلسطيني.

بوتين: مصر وروسيا تجمعهما شراكة تاريخية وإستراتيجية في مختلف المجالات مصر وروسيا يبحثان سبل التعاون لتحقيق أهداف بنك التنمية الجديد

وباعتبار مصر هى القوة الإقليمية الأكبر والمساند الأكثر فى نصرة القضية الفلسطينية، نفذت القاهرة ملحمة دبلوماسية عابرة للحدود، واتخذت تدابير وقرارات ذات طبيعة سياسية لمساندة القضية منذ نشأتها، وتمثل ذلك فى مواقف القيادة المصرية، فى المحافل والمؤتمرات الإقليمية والدولية.

وجه الرئيس عبد الفتاح السيسى، منذ اللحظة الأولى لاندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة فى السابع من أكتوبر عام 2023، بتكثيف اتصالات مصر مع جميع الأطراف ذات الصلة والأطراف الإقليمية والدولية وحتى الآن، من أجل وقف الحرب وتجنب مخاطر وخيمة للتصعيد الجارى.

ومنذ اندلاع أحداث السابع من أكتوبر، وقفت الدولة المصرية وقفة جادة وحازمة، وبذلت جهودا مكثفة من أجل وقف النزيف المستمر ومعالجة الأوضاع الإنسانية الكارثية فى غزة عبر عدة مسارات متوازية، أبرزها التصريحات التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى، وشددت على الوقف الفورى لإطلاق النار، وتنظيم قمة القاهرة للسلام، وبادرت بالجهود الحثيثة لتنفيذ هدنة إنسانية ووقف إطلاق النار بقطاع غزة، وفتح معبر رفح لإدخال المساعدات الإنسانية، وكذلك عمليات الإنزال الجوى، بالإضافة إلى المرافعة التاريخية للقاهرة فى محكمة العدل الدولية، ولم تعتمد مصر فى التعامل مع تلك الحرب من خلال الجهود الدبلوماسية والسياسية فقط لحل الأزمة، وإنما اعتمدت أيضا على قوتها الناعمة التى سيظل التاريخ يتحدث عنها للأجيال القادمة، كما استطاعت خلق رأى عام عالمى داعم لحل الدولتين، ووأد مخطط التهجير الصهيوني.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: القضية الفلسطينية الفلسطينيين غزة مصر روسيا مصر وروسيا القضیة الفلسطینیة مصر وروسیا أن روسیا من خلال من أجل

إقرأ أيضاً:

القضية الفلسطينية في قلب مصر منذ عام 1948.. تضحيات بالعرق والدم

على مدار التاريخ ومصر تحمل القضية الفلسطينية على عاقتها، منذ عام 1948 وصولا ببدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر 2023 وحتى التوصل إلى اتفاق بوقف إطلاق النار داخل القطاع، والوصول إلى هدنة من الجانبين، كل هذا كانت مصر حاضرة فيه، وكان لها النصيب الأكبر من المجهود، حيث اعتبرت أن القضية الفلسطينية قضية أمن قومي مصر وهى قضية كل المصريين قيادة وشعبا.

ورصد المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، في دراسة لها، المجهودات المصرية منذ عام 1948، حيث عملت مصر طوال عقود على حشد الجهود السياسية الدبلوماسية والعسكرية أيضًا للدفاع عن حقوق الفلسطينيين في أراضيهم، وتنوع الجهد المصري ما بين المشاركة والدعوة لعقد المؤتمرات الداعمة للقضية وطرح الحلول العادلة، ومنها التالي: 

- مشاركة مصر في المؤتمر الإسلامي الأول بالقدس عام 1931، ومؤتمر بلودان في عام 1937، والمؤتمر البرلماني للبلاد العربية والإسلامية بالقاهرة في 1938، كما دعت مصر لإقامة المؤتمر الإنساني الشرقي في القاهرة في نفس العام، وشاركت في مؤتمر لندن عام 1939، وفي نفس العام، فضلا عن تنظيم مصر بتنظيم المؤتمر النسائي العربي بالقاهرة في عام 1944.

إنشاء جامعة الدول العربية

وحرصت مصر مع محاولات إنشاء جامعة الدول العربية على بلورة موقف عربي جماعي تجاه الأوضاع في فلسطين، وهو ما تبلور عبر صدور قرار عن اجتماع الإسكندرية المنعقد خلال الفترة من 25 سبتمبر- 7 أكتوبر1944، والذي نص على أن فلسطين ركن هام من أركان البلاد العربية.

- استضافت مصر أول مؤتمر عربي في أنشاص في مايو 1946، وحرصت خلال المؤتمر على تأكيد أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب جميعًا.

وردا على ما ارتكبه إسرائيل من مجازر بحق العديد من القرى الفلسطينية واستيلائهم على مدينة حيفا، أعلنت الحكومة المصرية الموافقة على التدخل العسكري المسلح، ولكن من خلال إرسال المتطوعين إلى فلسطين تحت مظلة الجامعة العربية مع قيام ضباط الجيش المصري بالإشراف على تدريبهم وتأهليهم عسكريًا.

ما بعد عام 1948

لجأ عدد من الفلسطينيين إلى مصر ممن نزحوا قبل اندلاع الحرب في 15 مايو 1948، فشكلت الحكومة المصرية لجنة خاصة لمتابعة شؤونهم وخصصت لهم النفقات اللازمة لرعايتهم.

وشاركت مصر في مؤتمر بيروت خلال الفترة من 31 مارس إلى 15 أبريل 1949 وأصرت خلاله على وضع مشكلة اللاجئين على رأس الأولويات.

قدمت مصر تضحيات بالدم من أجل القضية الفلسطينية، فخلال معارك فلسطين عامي 1948 و1949، استشهد عددًا كبيرًا من ضباط وأفراد الجيش المصري ومن المدنيين.

مقالات مشابهة

  • القضية الفلسطينية في قلب مصر منذ عام 1948.. تضحيات بالعرق والدم
  • نائب رئيس حزب المؤتمر: مصر تلعب دوراً محورياً في دعم القضية الفلسطينية
  • «ملف الاستيطان».. أبرز نقاط مؤتمر أوسلو لدعم القضية الفلسطينية وحل الدولتين
  • «ملف الاستيطان».. أبرز نقاط مؤتمر أوسلو لدعم القضية الفلسطينية وحل الدولتين
  • أستاذ علاقات دولية: تصريحات وزير الخارجية تعكس الرفض العالمي للسياسات الإسرائيلية
  • أستاذ علاقات دولية: مصر بذلت جهودًا لتذليل العقبات وتحقيق وقف إطلاق النار بغزة
  • أستاذ علاقات دولية،: مصر تبذل جهودا لتذليل العقبات وتحقيق وقف إطلاق النار بغزة
  • أستاذ علاقات دولية: جهود كبيرة من مصر وقطر وأمريكا لوقف إطلاق النار في غزة
  • أستاذ علاقات دولية: مفاوضات نهائية لوقف كامل لإطلاق النار في قطاع غزة
  • أستاذ علوم سياسية: القضية الفلسطينية أولوية في الأمن القومي المصري