ملامح الانهيار الشامل داخل إسرائيل.
تاريخ النشر: 16th, November 2024 GMT
16 نوفمبر، 2024
بغداد/المسلة: عباس البخاتي
إعتمدت حكومة الكيان الإسرائيلي على الجانب الإعلامي، لاعتقادها بتأثيره المباشر، على العامل النفسي في المجتمعات، التي تنتمي للدول المطبعة، او تلك التي تتبنى موقف الحياد، تجاه تهور الكيان ضد شعوب المنطقة.
كان هذا ما يتعلق بالألية الصهيونية، وكيفية مناغمتها للدول “الحليفة”، أما سلوكها في الحرب المباشرة، مع خصومها في الساحتين الفلسطينية واللبنانية، فقد فاق كل التصورات، وتجاوز جميع القوانين والأعراف الدولية، وتعدى الخطوط المعروفة لقواعد الاشتباك، ولعل الحديث عن مصاديق لهذا الوصف سيكون مضيعة للوقت، بعد أن إعتاد سكان المعمورة على مشاهدة الصور المأساوية، لشعب محاصر برا، ويتلقى حمم النيران من الجو، ويمنع عنه الغذاء والدواء، وتمنع فرق الإسعاف من انتشال جثث الأطفال، من بين ركام الدور المهدمة، وسط صمت مخزي، من المجتمع الدولي والمنظمات والمؤسسات التي ترفع شعارات حقوق الإنسان!
تعتقد حكومة الاحتلال أن إصرارها، على إدامة الواقع الدموي، سيجعل العالم منشغلا، بمتابعة ما يجري في جبهات القتال، ويحلل مألات الوضع التفاوضي، ومدى قدرة أطراف النزاع، على كسب الرهان، وتأثيرات الحرب على الإنتخابات الأمريكية، وغيرها من القضايا ذات التأثر المباشر على ما يجري في الشرق الأوسط.
هذا التصور التي تعتقده حكومة الكيان، لا يمكنه التغطية على ما يجري في الأراضي المحتلة، ويتخلل كواليس الواقع السياسي والاجتماعي لهذا الكيان، خصوصا بعد المواقف والتصريحات، التي بدأت تظهر في الآونة الأخيرة، لشخصيات حكومية سابقة وإعلاميين، ونخب سياسية واجتماعية، رافضة لإطالة أمد الحرب.
يمكن اجمال المواقف، التي عكسها هذا الحراك في الداخل الاسرائيلي، على النحو الآتي:
أولا_ يعتقد غالبية الإسرائيليون، ان موافقة نتنياهو على الصفقة الجزئية، والمتعلقة بإفراج جزئي عن الرهائن، كانت ثمنا لبقاءه في السلطة.
ثانيا_ الاعتقاد السائد بأن نهاية الحرب، ستفضي لتغيير في الواقع السياسي داخل الكيان، لذا يتعمد نتنياهو اطالة أمد الحرب قدر المستطاع، للحيلولة دون حصول هذا التغيير، الذي سيبدأ به اولا.
ثالثا_ تنامي الشعور العكسي لدى نخب يهودية، بأن رئيس حكومة الكيان يتعمد استغفالهم، بعدم اطلاع الشارع الاسرائيلي، على حقيقة ما يجري، وخصوصا في جبهة القتال اللبنانية.
رابعا_مصطلح القيادة السامة، اصبح متداولا بين تلك الاوساط، في إشارة لخطوات الكنيسيت، ودعمه لحكومة نتنياهو، والتي ستفضي لنهاية الحركة الصهيونية كلها ربما..
خامسا_ اتهامات مباشرة وصريحة للحكومة، بعدم معرفتها بكيفية الوصول، لآلية معتبرة لإنهاء الحرب، والتشكيك أصلا بمصداقية رغبتها في إنهاءها.
سادسا_ مواقف حكومة الكيان، ولدت الشعور لدى مواطني الداخل الاسرائيلي، بخسارتهم لانسانيتهم وفقدانهم لهويتهم كبشر، وكشعب يمثل الديانة اليهودية.
سابعا _ تنامي تولد قناعة، تتجه للترسخ لدى غالبية في الداخل الاسرائيلي، بضرورة نهاية الاحتلال لبعض الأراضي العربية، لانه المدخل الوحيد للشعور بالأمن، والذي فقدوه طيلة عقود، وان استمرار الاحتلال ينافي القيم الديمقراطية، التي يدعيها صناع القرار هناك.
ثامنا_ تزايد القلق لدى مختلف الاوساط الإسرائيلية، بقرب نهاية الحلم الصهيوني، المتمثل بقيام دولة ذات هوية محددة، قوامها اليهودية الديمقراطية.
تاسعا_ اعتراف غالبية مواطني الداخل الاسرائيلي، بأحقية “بعض” المطالب الفلسطينية، وضرورة منح حرية ما لعرب فلسطين، والتي كافح من أجلها كثيرا، لأن هؤلاء يعتقدون ان الفلسطينين، سيواصلهم القتال حتى ينالوا تلك الحقوق.
عاشرا_ الاعتراف الصريح عند عدد لا يستهان به، داخل مجتمع الكيان، بأن الأرض للشعب الفلسطيني “بشكل ونسبة ما” ولن يشعر الاسرائيلي، بالأمن دون ان تقسم الارض بين الطرفين، بطريقة ما.
رغم أن كل تلك المؤشرات، هي أمور وملامح قد تبدوا طبيعية لتغير الواقع الإجتماعي، عندما يمر بحروب او احداث مزلزلة، لكنها أيضا تؤشر لبداية انهيار، منظومة كيان بني على عنصرية وفكر منحرف، وأسس قسرا وتحت قوة قاهرة وظلم وتعدي، وليس بشكل طبيعي كما هو المعتاد في تشكل الدول.. وهذه علامة خطيرة يخافها مؤسسوا الكيان ودعموه، وحتى أشد المنظرين له فكريا وعقائديا.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: الداخل الاسرائیلی حکومة الکیان ما یجری
إقرأ أيضاً:
ارتفاع جرائم قتل الأقارب في مناطق سيطرة حكومة عدن .. أزمة تُنذر بالخطر
الجديد برس| خاص|
تشهد المناطق الخاضعة لسيطرة حكومة التحالف السعودي-الإماراتي في اليمن ارتفاعًا حادًا في جرائم قتل الأقارب، ما يُثير قلقًا متزايدًا حول تفاقم الأزمة الاجتماعية والنفسية في تلك المناطق، نتيجة الظروف الصعبة التي يعيشها السكان.
فخلال الأشهر الأخيرة، تكررت حوادث القتل داخل الأسر بوتيرة متسارعة، شملت حوادث قتل الآباء والأشقاء وحتى الأطفال، مما يكشف عن أزمة عميقة تعصف بالعلاقات الأسرية. ومن بين هذه الجرائم المروّعة، حادثة وقعت يوم أمس الأول الأربعاء في مديرية المنصورة بالعاصمة عدن، حيث أقدم شاب على قتل والدته طعنًا بالسكين، في حادثة أثارت صدمة واسعة في المجتمع المحلي.
وفقًا للخبراء، فإن تصاعد هذه الجرائم لم يحدث صدفة، بل هو نتيجة تراكمات متعددة، من أبرزها:
انتشار المخدرات بين الشباب، حيث يُعتقد أن التحالف يلعب دورًا في تسهيل انتشارها بغية إضعاف المجتمع المحلي وإلهائه عن التحرك ضد سياسات التحالف ونهب ثروات البلاد. غياب الوازع الديني والقيم الأخلاقية، نتيجة سنوات من الفوضى والصراع، مما أدى إلى انهيار النسيج الاجتماعي وتدهور القيم الأسرية. الأوضاع الاقتصادية المتردية، حيث يعاني السكان من الفقر والبطالة بسبب الفساد المالي والإداري في حكومة عدن، والتدهور للعملة والاقتصاد الوطني في تلك المناطق، وانعدام الخدمات العامة كـ المياه والكهرباء. هذه الظروف خلقت ضغوطًا نفسية كبيرة داخل الأسر، مما تسبب في أمراض نفسية وتراجع في القيم الاجتماعية.وتُخلّف هذه الجرائم أثرًا كارثيًا على المجتمع، حيث تُفقد الأسر استقرارها وتنتشر مشاعر الخوف وعدم الثقة داخل العائلة الواحدة. كما أن تصاعد العنف الأسري يهدد بتفكيك النسيج الاجتماعي في المناطق المتأثرة، مما يُساهم في إضعاف الثقة بين أفراد المجتمع.
وتؤكد المؤشرات إلى أن التحالف السعودي-الإماراتي يسعى من خلال هذه الأزمات إلى تشتيت انتباه المواطنين في المناطق التي يسيطر عليها، بهدف منعهم من التحرك ضد سياسات النهب والاستغلال التي تمارسها القوى الخارجية على الثروات في اليمن.