المسلة:
2024-12-17@04:37:09 GMT

ملامح الانهيار الشامل داخل إسرائيل‎.

تاريخ النشر: 16th, November 2024 GMT

ملامح الانهيار الشامل داخل إسرائيل‎.

16 نوفمبر، 2024

بغداد/المسلة: عباس البخاتي

إعتمدت حكومة الكيان الإسرائيلي على الجانب الإعلامي، لاعتقادها بتأثيره المباشر، على العامل النفسي في المجتمعات، التي تنتمي ‏للدول المطبعة، او تلك التي تتبنى موقف الحياد، تجاه تهور الكيان ضد شعوب المنطقة‎. ‎

كان هذا ما يتعلق بالألية الصهيونية، وكيفية مناغمتها للدول “الحليفة”، أما سلوكها في الحرب المباشرة، مع خصومها في الساحتين ‏الفلسطينية واللبنانية، فقد فاق كل التصورات، وتجاوز جميع القوانين والأعراف الدولية، وتعدى الخطوط المعروفة لقواعد الاشتباك، ‏ولعل الحديث عن مصاديق لهذا الوصف سيكون مضيعة للوقت، بعد أن إعتاد سكان المعمورة على مشاهدة الصور المأساوية، لشعب ‏محاصر برا، ويتلقى حمم النيران من الجو، ويمنع عنه الغذاء والدواء، وتمنع فرق الإسعاف من انتشال جثث الأطفال، من بين ركام ‏الدور المهدمة، وسط صمت مخزي، من المجتمع الدولي والمنظمات والمؤسسات التي ترفع شعارات حقوق الإنسان!‏

تعتقد حكومة الاحتلال أن إصرارها، على إدامة الواقع الدموي، سيجعل العالم منشغلا، بمتابعة ما يجري في جبهات القتال، ويحلل ‏مألات الوضع التفاوضي، ومدى قدرة أطراف النزاع، على كسب الرهان، وتأثيرات الحرب على الإنتخابات الأمريكية، وغيرها من ‏القضايا ذات التأثر المباشر على ما يجري في الشرق الأوسط‎.

هذا التصور التي تعتقده حكومة الكيان، لا يمكنه التغطية على ما يجري في الأراضي المحتلة، ويتخلل كواليس الواقع السياسي ‏والاجتماعي لهذا الكيان، خصوصا بعد المواقف والتصريحات، التي بدأت تظهر في الآونة الأخيرة، لشخصيات حكومية سابقة ‏وإعلاميين، ونخب سياسية واجتماعية، رافضة لإطالة أمد الحرب‎.‎

يمكن اجمال المواقف، التي عكسها هذا الحراك في الداخل الاسرائيلي، على النحو الآتي:

أولا_ ‎يعتقد غالبية الإسرائيليون، ان موافقة نتنياهو على الصفقة الجزئية، والمتعلقة بإفراج جزئي عن الرهائن، كانت ثمنا لبقاءه في ‏السلطة‎.‎

‎ثانيا_ الاعتقاد السائد بأن نهاية الحرب، ستفضي لتغيير في الواقع السياسي داخل الكيان، لذا يتعمد نتنياهو اطالة أمد الحرب قدر ‏المستطاع، للحيلولة دون حصول هذا التغيير، الذي سيبدأ به اولا‎.‎

‎ثالثا_ تنامي الشعور العكسي لدى نخب يهودية، بأن رئيس حكومة الكيان يتعمد استغفالهم، بعدم اطلاع الشارع الاسرائيلي، على حقيقة ‏ما يجري، وخصوصا في جبهة القتال اللبنانية‎.‎

‎رابعا_مصطلح القيادة السامة، اصبح متداولا بين تلك الاوساط، في إشارة لخطوات الكنيسيت، ودعمه لحكومة نتنياهو، والتي ستفضي ‏لنهاية الحركة الصهيونية كلها ربما..‏

‎خامسا_ اتهامات مباشرة وصريحة للحكومة، بعدم معرفتها بكيفية الوصول، لآلية معتبرة لإنهاء الحرب، والتشكيك أصلا بمصداقية ‏رغبتها في إنهاءها‎.‎
‎ ‎سادسا_ مواقف حكومة الكيان، ولدت الشعور لدى مواطني الداخل الاسرائيلي، بخسارتهم لانسانيتهم وفقدانهم لهويتهم كبشر، وكشعب ‏يمثل الديانة اليهودية‎.‎

‎سابعا _ تنامي تولد قناعة، تتجه للترسخ لدى غالبية في الداخل الاسرائيلي، بضرورة نهاية الاحتلال لبعض الأراضي العربية، لانه ‏المدخل الوحيد للشعور بالأمن، والذي فقدوه طيلة عقود، وان استمرار الاحتلال ينافي القيم الديمقراطية، التي يدعيها صناع القرار ‏هناك‎.‎

‎ثامنا_ تزايد القلق لدى مختلف الاوساط الإسرائيلية، بقرب نهاية الحلم الصهيوني، المتمثل بقيام دولة ذات هوية محددة، قوامها اليهودية ‏الديمقراطية‎.‎
تاسعا_ ‎ ‎اعتراف غالبية مواطني الداخل الاسرائيلي، بأحقية “بعض” المطالب الفلسطينية، وضرورة منح حرية ما لعرب فلسطين، والتي ‏كافح من أجلها كثيرا، لأن هؤلاء يعتقدون ان الفلسطينين، سيواصلهم القتال حتى ينالوا تلك الحقوق‎.‎

عاشرا_‎ ‎الاعتراف الصريح عند عدد لا يستهان به، داخل مجتمع الكيان، بأن الأرض للشعب الفلسطيني “بشكل ونسبة ما” ولن يشعر ‏الاسرائيلي، بالأمن دون ان تقسم الارض بين الطرفين، بطريقة ما‎.‎

رغم أن كل تلك المؤشرات، هي أمور وملامح قد تبدوا طبيعية لتغير الواقع الإجتماعي، عندما يمر بحروب او احداث مزلزلة، لكنها ‏أيضا تؤشر لبداية انهيار، منظومة كيان بني على عنصرية وفكر منحرف، وأسس قسرا وتحت قوة قاهرة وظلم وتعدي، وليس بشكل ‏طبيعي كما هو المعتاد في تشكل الدول.. وهذه علامة خطيرة يخافها مؤسسوا الكيان ودعموه، وحتى أشد المنظرين له فكريا وعقائديا.‏

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: الداخل الاسرائیلی حکومة الکیان ما یجری

إقرأ أيضاً:

إيهود باراك: “انقلاب سلطوي نشط” يجري في إسرائيل

#سواليف

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك، الأحد، إن الحكومة الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو تنفذ “انقلاباً سلطوياً تحت رعاية الحرب” في البلاد.

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها باراك (1999-2001) لهيئة البث الإسرائيلية على خلفية سعي الحكومة الإسرائيلية إلى اتخاذ خطوات تعتبرها المعارضة “انقلاباً سلطوياً”، بما في ذلك تغيير تشكيل لجنة تعيين القضاة، وإقالة المستشارة القضائية للحكومة غالي بهاراف ميارا.

وهاجم باراك بشدة تحركات الحكومة الإسرائيلية، قائلاً إنها “تدمّر الديمقراطية من الداخل”.

مقالات ذات صلة قرار رفع الحد الأدنى للأجور غدا الاثنين 2024/12/15

وأضاف: “إننا ننجرف إلى زاوية حيث يجري انقلاب سلطوي نشط تحت رعاية الحرب”.

وتابع: “يجب على الديمقراطية أن تعرف كيف تدافع عن نفسها ضد أولئك الذين يستخدمون الحريات والأدوات التي توفرها لتدميرها من الداخل، وهذا ما تفعله الحكومة الإسرائيلية”.

وتخيم على إسرائيل مخاوف من عودة خطة “إصلاح القضاء” المثيرة للجدل إلى الواجهة، والتي تحد من صلاحيات القضاء لصالح السلطة التشريعية والتنفيذية.

وبحسب صحيفة “معاريف” العبرية، من المقرر أن يناقش نتنياهو، في وقت لاحق من صباح الأحد، مع رؤساء أحزاب الائتلاف الحكومي بقيادته، تغيير تشكيل لجنة تعيين القضاة بحيث يتم منح المزيد من السلطة للسياسيين في عملية التعيين.

وبحسب الصحيفة، سيبحث نتنياهو، خلال الاجتماع، طلب وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير إقالة المستشارة القضائية.

ومساء الأربعاء، صدّق الكنيست الإسرائيلي، بإجماع الحاضرين، على مقترح بمناقشة إقالة المستشارة القضائية للحكومة غالي بهاراف ميارا، في جلسة تصويت قاطعتها المعارضة، وفق إعلام عبري.

ويتهم اليمينُ المتطرف ميارا بـ”اختراع عوائق قانونية لا أساس لها من الصحة وتجاوز حدود التفويض القانوني الممنوح لها، انطلاقاً من آراء يسارية، لعرقلة سياسات الحكومة”.

وكثيراً ما أبدت ميارا آراء معارضة لتوجهات حكومة نتنياهو.

ومنذ بداية عام 2023 وحتى اندلاع حرب الإبادة بغزة في أكتوبر/تشرين الأول من العام ذاته، سادت إسرائيل تظاهرات شبه يومية احتجاجاً على خطة “إصلاح القضاء”.

وتحدّ الخطة من دور المحكمة العليا (أعلى سلطة قضائية) وتمنح الحكومة صلاحية تعيين القضاة، ويصفها معارضون بالانقلاب السلطوي، فيما قالت الحكومة إنها تعيد التوازن بين السلطات (القضائية والتشريعية والتنفيذية).

مقالات مشابهة

  • ملامح العداء تظهر.. دمشق تعين سلفياً إيرانياً مسؤولا عن الشؤون الإيرانية في سوريا
  • رئيس وزراء فرنسا يجري مشاورات لتشكيل حكومة
  • الزغاوة هم القوى الاجتماعية الوحيدة في دارفور التي رفضت الجنجويد وصارعتهم مرتين
  • متحدث الدفاع المدني في غزة: المجازرُ التي ارتكبها الكيانُ الصهيونيُّ في غزةَ لم يحدُثْ مثلُها في القرن الـ 21
  • الانهيار من الداخل
  • إيهود باراك: “انقلاب سلطوي نشط” يجري في إسرائيل
  • إيهود باراك: ننجرف إلى وضع يجري فيه تنفيذ انقلاب تحت غطاء الحرب
  • ثلثا النازحين في شرق السودان “على شفا الانهيار” لهذه الأسباب
  • قبيسي: اللجنة المشرفة على اتفاق وقف النار تتحمل مسؤولية ردع الكيان الاسرائيلي
  • المقدسات الشيعية و “اسرائيل” ترسم ملامح علاقة ايران بسوريا الجديدة