أفاد العديد من اللاجئين بأنهم شهدوا حالات وفاة بين المرحلين بسبب سوء التغذية والأمراض بعد وصولهم إلى السودان، فيما لا يزال عشرات آخرون في انتظار الترحيل، وفقاً لبيان الهيئة.

الخرطوم: التغيير

أكدت هيئة محامي دارفور ترحيل لاجئين سودانيين قسراً من مصر إلى السودان مؤخراً بعد أن فروا من ويلات الحرب، في وقت حمّلت المفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة كامل المسؤولية عن وضعهم الإنساني.

وأوضح اللاجئون – بحسب بيان للهيئة الجمعة – أنَّهم تعرضوا للمعاناة أثناء توقيفهم وحبسهم في الأقسام الأمنية خلال فترة الترحيل، فضلاً عن معاناتهم من تقلبات الطقس وبرودة الأجواء على الطريق.

وأفاد العديد من اللاجئين بأنهم شهدوا حالات وفاة بين المرحلين بسبب سوء التغذية والأمراض بعد وصولهم إلى السودان، فيما لا يزال عشرات آخرون في انتظار الترحيل، وفقاً لبيان الهيئة.

وفي ذات السياق، أكدت الهيئة تقديرها لدور مصر في استقبال آلاف اللاجئين السودانيين الهاربين من الحرب. ورغم ذلك، أفاد اللاجئون المرحلون بأن بعضهم يحملون بطاقات صادرة عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين سارية المفعول، وأوضحوا أنهم تواصلوا مع المفوضية عبر ذويهم وأبلغوها عن توقيفهم دون أن تتخذ أي إجراءات لحمايتهم.

وأعربت الهيئة عن أسفها الشديد للأوضاع الإنسانية الصعبة التي يواجهها هؤلاء اللاجئون، كما تشير إلى التقصير الواضح من قبل المفوضية السامية لحقوق الإنسان في الوفاء بمسؤولياتها القانونية تجاه اللاجئين.

وذكرت الهيئة أن المفوضية تتحمل المسؤولية الكاملة عن حماية اللاجئين وفقاً للقوانين الدولية، ويجب أن تتدخل بشكل عاجل لضمان حقوقهم في الحصول على الحماية اللازمة.

كما أكدت أن إعادة هؤلاء اللاجئين إلى مناطق الصراع مجدداً، في ظل الأوضاع الراهنة في السودان، يعتبر خرقاً واضحاً لمبادئ حقوق الإنسان، داعيةً السلطات المصرية إلى مراعاة أوضاع هؤلاء اللاجئين وإيقاف عمليات الترحيل القسري في ظل الظروف الراهنة.

وحمّلت هيئة محامي دارفور وشركاؤها المفوضية السامية للاجئين كامل المسؤولية عن هذا الوضع الإنساني، وتدعوها إلى اتخاذ كافة التدابير لحماية اللاجئين السودانيين بما يتماشى مع التزاماتها القانونية.

الوسومآثار الحرب في السودان اللاجئين السودانيين في مصر المفوضية السامية لشؤون اللاجئين النزوح واللجوء

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: آثار الحرب في السودان اللاجئين السودانيين في مصر المفوضية السامية لشؤون اللاجئين النزوح واللجوء المفوضیة السامیة

إقرأ أيضاً:

هجوم لقوات الدعم السريع يحول مخيما للنازحين في السودان "ساحات موت"  

 

 

الخرطوم - صمدت سارة في وجه المجاعة والحروب وسنوات النزوح في مخيم زمزم في إقليم دارفور بغرب السودان من دون أن تفكر بالفرار يوما، إلى أن أتى هجوم قوات الدعم السريع وحول ملجأها إلى "ساحات موت".

بدأت عمليات القصف وإطلاق النار الثلاثاء الماضي عندما هاجمت قوات الدعم السريع التي تخوض حربا مع الجيش منذ قرابة السنتين، مخيم النازحين هذا مضرمة النار في السوق الرئيسية، على ما أفاد شهود.

وتروي سارة لوكالة فرانس برس لدى وصولها إلى طويلة التي تبعد 60 كيلومتر غرب زمزم "كانت القنابل تقع في بعض البيوت والجثث كانت في الشارع. لم تكن ثمة وسيلة للبقاء".

وتضيف سارة التي كانت تدرُس الأدب قبل اندلاع الحرب في بلادها "في منتصف الليل قمنا مع الأولاد والجدات وبدأنا نمشي، والطريق كان طويلا".

والتقى صحافي في فرانس برس عائلات فرت في هذه المدينة الصغيرة التي يعاني سكانها الجوع، وتكاد لا تدخلها المساعدات الإنسانية ولا الصحافيون.

ومشت سارة وأفراد عائلتها على مدى ثلاثة أيام فيما الخوف يهيمن عليهم من الطائرات التي تحلق فوق رؤوسهم وعناصر قوات الدعم السريع الذين يلتقونهم.

وتقول الشابة البالغة 22 عاما التي فضلت استخدام اسم مستعار خشية من أي انتقام "ثمة ناس قبلنا تعرضّوا للنهب وثمة ناس تعرّضوا للضرب، وتوفي شاب".

ومخيم زمزم وهو الأكبر في دارفور ويضم نصف مليون إلى مليون شخص بحسب المصادر الإنسانية المختلفة، كان أول مكان تعلن فيه المجاعة في السودان في آب/أغسطس الماضي.

ويشهد السودان منذ نيسان/أبريل 2023 حربا بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوّات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب "حميدتي".

لكن الأسبوع الماضي اضطر سكان مخيم زمزم الذي أقيم في العام 2004، إلى مغادرته.

- "دماء" و"جثث" -

منذ أيار/مايو 2024، تحاصر قوات الدعم السريع الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور من دون أن تنجح في السيطرة على هذه المدينة الواقعة شمال زمزم.

وقد كثفت هجماتها على المدينة والبلدات المجاورة في الأسابيع الأخيرة ما اضطر آلاف العائلات إلى الفرار بحسب الأمم المتحدة.

وأظهرت صور ملتقطة بواسطة الأقمار الاصطناعية عاينتها وكالة فرانس برس الخميس أبنية وقد سويت بالأرض عند المدخل الشرقي للمخيم.

وقالت المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين في بيان "إنها مجزرة جديدة تُضاف إلى تاريخ المعاناة الطويل للنازحين، حيث تحولت شوارع المعسكر إلى ساحات موت، وامتلأت بالدماء والأشلاء، فيما عاش الأطفال والنساء ساعات من الرعب والجوع والخذلان".

وأضاف البيان "النيران تلتهم البيوت، والصرخات تختلط بأزيز الرصاص، بينما يسقط العشرات بين قتيل وجريح".

واستمر الهجوم ما لا يقل عن ثلاثة أيام على ما أفاد شهود وكالة فرانس برس ما أسفر عن سقوط 19 قتيلا على الأقل على ما قال الأحد حاكم دارفور مني مناوي الذي تقاتل قواته إلى جانب الجيش قوات الدعم السريع.

وأعلنت الأمم المتحدة أن عاملين في المجال الإنساني على الأقل قتلا أيضا.

ويعتبر المستشفى الميداني الذي تديره منظمة "أطباء بلا حدود" الوحيد القادر على استقبال المصابين، لكن لا يمكنه توفير العلاج المناسب في غياب قسم للجراحة.

ويقول آدم عيسى الذي اضطر إلى مغادرة منزله بعدما اندلعت فيه النيران "بعض الناس تركناهم مصابين على الأرض".

وفرت العائلات مع ما تمكنت من حمله من معلقات لكن عند وصولها إلى طويلة لم يبق معها شيء.

وتروي مقبولة محمد لفرانس برس "عند خمسة حواجز، قام (عناصر الدعم السريع) بتثبيتنا وتفتيشنا، وقالوا إننا مؤيدون للجيش وأن رجالنا من العسكر".

تضيف السيدة البالغة 37 عاما وسبق لها أن نزحت مرات عدة "أخذونا هواتفنا والأموال ولم يبقوا لنا شيئا، أخذوا حتى بطانياتنا".

وتقول محمد التي فرّت من قرية شقرة، إن عناصر الدعم السريع حذّروا الناس من أنهم حتى "اذا ذهبتهم الى زمزم، اذا ذهبتهم الى الفاشر، سنلاحقككم".

- "تواطؤ" -

وفي بيان أصدرته الخميس، أكدت قوات الدعم السريع أنها نفّذت عمليات سريعة "لتحرير "النازحين" في زمزم، معللة ذلك بأن المخيم تحول "قاعدة عسكرية" لمجموعات مسلحة موالية للجيش.

وشددت قوات الدعم التي تتهمها الولايات المتحدة بارتكاب إبادة جماعية في دارفور، بأنها لم تستهدف المدنيين على الإطلاق.

وبحسب الأمم المتحدة، كثفت قوات الدعم في الأسابيع الماضية هجماتها ضد هذه المدينة والقرى المحاذية لها، ما أرغم آلاف الأشخاص على الفرار.

وفي أيلول/سبتمبر، أفادت منظمة الصحة العالمية بأن ما لا يقل عن 20 ألف شخص قتلوا منذ بداية الحرب في السودان، بينما تصل بعض التقديرات الى 150 ألف قتيل، بحسب ما أفاد المبعوث الأميركي توم بيرييلو في تصريحات سابقة.

وحذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) من أن تصاعد أعمال العنف في زمزم والفاشر "يهدد مئات الآلاف من الأطفال".

وفي بيان أرسل الى فرانس برس، حذّرت "الإدارة العليا لمعسكر زمزم للنازحين"، وهي مجموعة مدنية تتولى إدارة المخيم، من أن قوات الدعم السريع تسعى الى "تصفية النازحين واستئصال وجودهم بالكامل".

وحذّرت من أن "ما يحدث الآن في دارفور ليس مجرد نزاع، بل إبادة جماعية موثقة تستوجب تحركا دوليا فوريا، وإلا فإن التاريخ سيحفظ هذا التواطؤ الدولي القبيح كوصمة عار في جبين العالم الحر".

من جهتها، شددت منظمة العفو الدولية على الحاجة الطارئة الى "ضغط دولي فعلي" على طرفي الحرب في السودان، خصوصا لجهة توسيع حظر الأسلحة ليشمل كامل السودان وليس فقط دارفور.

ويواجه طرفا النزاع اتهامات بارتكاب جرائم حرب واستهداف المدنيين وقصف المنازل والأسواق والمستشفيات، وعرقلة دخول المساعدات الإنسانية وتوزيعها.

أدّى النزاع في السودان إلى كارثة إنسانية هائلة مع مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون شخص فيما الملايين على حافة المجاعة.

وتعهد "جيش تحرير السودان" بقيادة عبد الواحد محمد أحمد النور، وهو جماعة مسلحة مستقلة عن الجيش وقوات الدعم السريع، حماية المدنيين في طويلة.

لكن ذلك ليس كافيا بالنسبة الى سارة التي تفتقد المأوى والغذاء والمال.

وتقول "تمكنا من الفرار بما كان علينا. بعدما وصلنا الى طويلة، ليست لدينا منازل ولا خدمات ولا قدرة لدينا بأن نمشي الى المستشفى. الجو برد وليس لدينا ما نغطي أنفسنا به".

 

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • السودان يفرض مبلغ ضخم للتقديم لـ”الحج”
  • على الحكومة السودانية التحلي بروح المسؤولية وممارسة المزيد من الضغوط على ذلك الروتو المرتشي
  • حماس: جيش الاحتلال قتل أسراه بقصف أماكن احتجازهم وحكومته النازية تتحمل المسؤولية
  • الأمم المتحدة: 638 ألف شخص يواجهون الجوع الكارثي في السودان
  • رئيس هيئة قناة السويس: أزمة البحر الأحمر أكدت أن لا بديل للقناة
  • السودان.. القتال يجبر 10 آلاف عائلة على النزوح من مخيم دارفور
  • هيئة الأوقاف تستنكر إحراق مسجد تاريخي في تعز وتحمِّل حزب الإصلاح المسؤولية
  • هجوم لقوات الدعم السريع يحول مخيما للنازحين في السودان "ساحات موت"  
  • حكومة أولاد دارفور
  • لليوم الثالث.. موظفو هيئة النفط بعدن يواصلون إغلاق مقر الهيئة