بلوتو خارج قائمة كواكب نظامنا الشمسي.. ما القصة وراء تصنيفه المثير للجدل؟
تاريخ النشر: 16th, November 2024 GMT
فرنسا – أثار بلوتو منذ اكتشافه لأول مرة عام 1930 جدلا واسعا بين العلماء حول اعتباره الكوكب التاسع في المجموعة الشمسية، أو تصنيفه بأنه كوكب قزم.
وفي الوقت الذي تم فيه اكتشاف بلوتو، وتصنيفه ككوكب وإعادة تصنيفه ككوكب قزم، لم يكمل مدارا واحدا، حيث تعادل السنة الواحدة على الكوكب الجليدي البعيد 248 عاما أرضيا، ويعادل اليوم الواحد 153 ساعة أرضية.
وهذا العالم المعقد والغامض، المعروف الآن بأنه كوكب قزم، مليء بالجبال والوديان والسهول والحفر والأنهار الجليدية، ومع ذلك، تم تجريده من لقب الكوكب.
متى تم اكتشاف بلوتو؟
تم اكتشاف بلوتو في عام 1930، وكان يُعتبر لفترة طويلة الكوكب التاسع في النظام الشمسي.
وتم تسمية كل الكواكب في النظام الشمسي، باستثناء الأرض، على اسم آلهة رومانية وإغريقية.
ولذلك، عقب اكتشافه، حمل بلوتو اسم إله العالم السفلي في الأساطير الرومانية.
وتم اكتشاف بلوتو من قبل عالم الفلك الأمريكي كلايد تومبو، الذي كان يستخدم مرصد لوويل في أريزونا.
وفي العقود التي تلت اكتشافه، بدأ علماء الفلك يتساءلون عما إذا كان بلوتو قد يكون أول جسم يتم رصده كجزء من مجموعة من الأجسام الجليدية الصغيرة خارج مدار نبتون.
ما هو الجدل حول وضع بلوتو الكوكبي؟
بعد اكتشاف عوالم مماثلة في عمق حزام كايبر، وهي منطقة على شكل “دونات” من الأجسام الجليدية خارج نبتون، تم إعادة تصنيف بلوتو ككوكب قزم في عام 2006.
والكوكب القزم هو جسم سماوي يدور في مدار حول الشمس، وهو ضخم بما يكفي ليحافظ على شكله الكروي تحت تأثير الجاذبية، لكنه لا يملك قوة الجاذبية اللازمة لتطهير مداره من الأجرام السماوية الأخرى.
ومع اكتشاف المزيد من أجسام حزام كايبر، أصبح وضع بلوتو الكوكبي موضع تساؤل أكثر.
واكتشف علماء الفلك أجساما أخرى في حزام كايبر لها كتلة مماثلة لكتلة بلوتو، مثل كواوار (اكتشف في عام 2002)، وسيدنا (2003)، وإيريس (2005).
وفي الواقع، بدا أن إيريس على وجه الخصوص أكبر من بلوتو، ما أدى إلى تسميته بشكل غير رسمي بـ “الكوكب العاشر” في النظام الشمسي.
وأدى هذا إلى قيام الاتحاد الفلكي الدولي (IAU) بإنشاء لجنة مكلفة بتحديد معايير الكوكب.
وفي البداية، كانت الفكرة هي زيادة عدد الكواكب في النظام الشمسي إلى 12، مع اعتبار بلوتو وقمره شارون كوكبين توأمين. كما دخل كل من سيريس وإيريس إلى نادي الكواكب، لكن هذا قوبل بالمعارضة.
وفي 24 أغسطس 2006، حددت اللجنة معايير جديدة لتسمية كوكب، وهي كما يلي:
– يدور حول الشمس: يجب أن يكون الجسم في مدار حول الشمس
– يتمتع بكتلة كافية لتتغلب جاذبيته على قوى الأجسام الصلبة، لذا فإنه يتخذ شكلا متوازنا دائريا تقريبا
– إخلاء المنطقة المحيطة بمداره: يجب أن يكون الجسم قادرا على “تنظيف” مداره من الأجرام السماوية الأخرى أو أن تكون الجاذبية الخاصة به قوية بما يكفي لإبعاد أو استقطاب الأجرام التي قد توجد في مداره.
ولسوء الحظ، لا يفي بلوتو إلا بمعيارين من هذه المعايير، وهذا يعني أن بلوتو ليس كوكبا، بل كوكبا قزما.
وفي نظامنا الشمسي، هناك خمسة كواكب قزمة: سيريس، وهاوميا، وماكيماكي، وإيريس، وبالطبع بلوتو.
ولأن بلوتو لم يستجب لمعيار “إخلاء المنطقة المحيطة بمداره”، خفض الاتحاد الفلكي الدولي تصنيف الكوكب إلى قزم لأنه يشترك في المنطقة المحيطة به مع أجسام أخرى في حزام كايبر.
وأوضحت البروفيسورة بيث بيلر، رئيسة قسم توصيف الكواكب الخارجية بجامعة إدنبرة: “لقد أعيد تصنيف بلوتو لأنه تبين أن هناك الكثير من الأجسام الصغيرة التي تشبه بلوتو والتي تشكلت بطريقة مختلفة إلى حد ما عن الكواكب الثمانية الرئيسية في نظامنا الشمسي”.
ومع ذلك، فإن هذا التعريف للكوكب لا يبدو أنه يرضي الجميع. فالأرض، التي تم تصنيفها ككوكب، تشترك في مجالها الكوني مع 12 ألف كويكب قريب من الأرض، بينما يقع 100 ألف كويكب طروادة داخل مدار المشتري.
لذا يمكن القول إن كلا من المشتري والأرض يفشلان أيضا في تحقيق تعريف الاتحاد الفلكي الدولي للكوكب.
المصدر: مترو
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: فی النظام الشمسی
إقرأ أيضاً:
كوكب الشرق أم كلثوم برؤية سينمائية ودرامية مثيرة للجدل
يمن مونيتور/القدس العربي
لا شك في أن سيدة الغناء العربي كوكب الشرق أم كلثوم قد حظيت من دون غيرها من المُطربات بقدر وفير من الاهتمام تجاوز حدود الاهتمام العادي بمطربة أو مُغنية، ولعل الشهرة الواسعة التي حققتها أم كلثوم على مستوى العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط والقارة الأفريقية كانت دافعاً قوياً لتسجيل سيرتها الذاتية وتعقب تفاصيل حياتها في العديد من الدراسات والكتابات والأعمال الإبداعية المُختلفة ما بين السينما والدراما التلفزيونية.
وبالقطع ليست الشهرة وحدها هي السبب الذي أدى إلى التركيز على أم كلثوم كظاهرة غنائية فريدة من نوعها، لكن ثمة عوامل كثيرة وقفت وراء الاهتمام بها والرغبة في توثيق حياتها وسيرتها وإبداعها بطُرق مُتباينة وبرؤى مُختلفة من حيث المنظور والشكل والتقييم الخاص للشخصية القوية المُبهرة.
في أولى التجارب السينمائية لتجسيد شخصية أم كلثوم على الشاشة كانت الفنانة فردوس عبد الحميد هي البطلة التي أدت الدور بقدر كبير من الاجتهاد وبطريقة مُختلفة ربما كانت أكثر تلقائية من فكرة المُحاكاة التامة أو الالتزام الحرفي بكل سكنات وحركات المطربة الشهيرة.
ولكن تقديم الشخصية بتصرف شخصي من البطلة والإفراط في التساهل من ناحية المخرج محمد فاضل بعدم التطابق الكامل بين الشخصية الواقعية والشخصية الدرامية، باعد المسافة بشكل كبير بين الصورتين الحقيقية والافتراضية، فخرج الفيلم ناقصاً غير مُقنع على مستوى الأداء والتوظيف الدقيق لموهبة الفنانة القديرة فردوس عبد الحميد.
كما أن الفيلم اعتنى بجوانب أخرى من حياة أم كلثوم لم تكن هي الأهم بالنسبة للجمهور الذي اغترب بشكل كبير مع بعض التفاصيل السياسية وقصص الحُب والغرام الخفية التي عاشتها البطلة من طرف واحد، فضلاً عن علاقتها بالسرايا والملك والحاشية وغير ذلك من الإضافات غير الضرورية التي اعتبرها كاتب السيناريو اكتشافاً درامياً وتاريخاً متوارياً لابد أن يُوثق في سيرتها الفنية والشخصية على حد اعتقاده.
تلك كانت الغلطة التي جعلت الشخصية تبتعد كثيراً عن الجمهور العادي الذي لم يكن مشغولاً قط بالخلفيات السياسية لمطربته المُفضلة التي أراد أن يراها كما تصورها مجرد فنانة أخلصت لفنها وجمهورها وثابرت من أجل تحقيق ذاتها حتى أتتها الشهرة وتحقق لها النجاح فصارت النموذج المثالي للعطاء الفني بلا حدود.
الرؤية الدرامية
في الرؤية الدرامية الموسعة والشاملة التي قدمتها المخرجة الكبيرة إنعام محمد علي في مسلسلها الأهم “أم كلثوم” الذي قامت ببطولته صابرين كانت المساحة تسمح بإفساح المجال لفرد السيرة الذاتية عن آخرها وتمددها إلى أقصى حيز ممكن لتشمل قصة المطربة الكبيرة وحكايتها من البداية للنهاية.
وقد كان، فالمسلسل بدأ في تسجيل وقائع حياة أم كلثوم منذ طفولتها النابهة وغرامها بالفن والموسيقى، مروراً ببداية ممارستها للغناء وهي طفلة صغيرة ترتدي العقال العربي إمعاناً في لفت النظر وإبراز سماتها البريئة كوجه باعث على التفاؤل والحُب والتأييد المُطلق للموهبة الصاعدة الواعدة.
كانت هذه البداية هي أولى حيثيات نجاح المسلسل، فالجمهور كان شغوفاً بشكل الطفلة الموهوبة وصوتها وطريقة أدائها التلقائي الفطري الصادق.
وعبر مراحل التطور الطبيعي في حياة أم كلثوم تصاعد الاهتمام تدريجياً بتفاصيل النبوغ والنضج والتعلم كمحطات رئيسية أهلت الطفلة الصغيرة للنجاح وعبور مرحلة البداية إلى ما بعدها.
وكانت هذه هي فترة البحث والتدريب والنزوح إلى القاهرة والمُضي قُدماً بخطوات ثابتة وواثقة على طريق التقدم بمعاونة الأساتذة وأساطين الفن الكبار، محمد القصبجي والسنباطي وزكريا أحمد ورامي وغيرهم من كبار الشعراء والكُتاب ورجال الفكر والصحافة، وصولاً إلى التعاون المُثمر مع عبد الوهاب والامتداد الطبيعي مع بليغ حمدي، أصغر من لحن للسيدة أم كلثوم إبان مجدها ونجوميتها الطاغية.
لم تستهلك المخرجة إنعام محمد علي الزمن الدرامي المُخصص للإبداع الكلثومي ورفاق المرحلة الغنائية الخصبة في الاستغراق داخل تفاصيل فرعية لا تهم الجمهور في شيء، بل ركزت على الجميل والمحوري في السيرة الذاتية واعتنت بشكل البطلة ومواصفاتها الجسمانية وهذا ما حققته صابرين فعلياً بإجادتها الكاملة للدور.
لم تقترب المخرجة من الصراعات أو التحديات التي واجهتها أم كلثوم في حياتها الشخصية أو الفنية بشكل مُبالغ فيه، لذا حافظت على البنيان الدرامي الإبداعي بإبهاره وتألقه وتأثيره ولم تُلق بالاً للآراء الناقدة التي أخذت عليها تجريد الشخصية تجريداً تاماً من العيوب والمساوئ، فهي لم تصنع عملاً فنياً للإثارة والتشهير.
فيلم “الست”
فيلم “الست” هو المشروع الثالث الذي يتم إنتاجه وتصويره حالياً ليُمثل نموذجاً آخر لقصة حياة أم كلثوم وفق رؤية المؤلف أحمد مراد والمخرج مروان حامد.
فرغم اعتراضات البعض على قيام منى زكي بتجسيد شخصية أم كلثوم لعدم توافر أوجه الشبه بينهما، إلا أن هناك إصراراً من جانب المخرج على نجاح التجربة الجديدة وتميزها، حيث تمت الاستعانة بخبراء عالميين لعمل المكياج اللازم للشخصية للتغلب على مُعضلة الشكل والمواصفات الجسمانية، ليبقى عنصر التمثيل والتوظيف مسؤولية المخرج والبطلة، مع التأكيد على حرفية الكتابة الدرامية للمؤلف بوصفها المقياس والعنصر التأسيسي للعمل ككل.
إلى هذه اللحظة لا يزال الفيلم مُحاطا ببعض السرية منعاً لتسرب أي من صور البطلة منى زكي وهي بمكياج الشخصية، وذلك حتى إتمام جميع مراحل التصوير والانتهاء من كافة التفاصيل الخاصة بالمشروع السينمائي الأكبر من نوعه والذي يتم الإنفاق عليه بسخاء.
ويمكن القطع في هذا السياق بأن منى زكي دخلت في تحد مع قُدراتها الفنية وتخوض حالياً أصعب امتحان لها في التمثيل برغم احترافها وخبراتها الطويلة والمتراكمة.
فيلم “الست” يشارك في بطولته محمد فراج وعمرو سعد وأحمد داود وتامر نبيل وأحمد حلمي كضيف شرف.