بغداد اليوم -  

أعلنت هيئة النزاهة الاتحاديَّة ضبطها خمسة مُتَّهمين مُتلبّسين بتسلُّم الرشوة بالجرم المشهود في بغداد؛ لقاء قيامهم بتمشية معاملات الإقامة للأجانب وإنجاح طلبة راسبين.


مكتب الإعلام والاتصال الحكومي أشار إلى أنَّ فريق عملٍ مُؤلَّفاً في قسم التحرّي والضبط في مُديريَّة تحقيق بغداد تمكَّن، بالتعاون والتنسيق والإشراف من قبل قاضي محكمة تحقيق الرصافة المُختصَّة بقضايا النزاهة وغسل الأموال والجريمة الاقتصاديَّـة، من نصب كمينٍ لمُوظَّفةٍ تعمل في مُديريَّة شؤون الإقامة، وضبطها مُتلبّسةً بالجرم المشهود وبحوزتها مبلغٌ ماليٌّ "رشوة" تسلَّمتها من أحد المُشتكين من جنسيَّةٍ عربيَّةٍ؛ مقابل تمشية معاملة الإقامة الخاصَّة به.


وأضاف المكتب إنَّه تمَّ خلال العمليَّة، التي تمَّت وفق مُذكَّرةٍ قضائيَّـةٍ صادرةٍ عن قاضي محكمة تحقيق الرصافة، ضبط سائق العجلة التي تستقلها المُتَّـهمة الذي يقوم بدوره بجلب وإيصال جوازات سفرٍ عائدةٍ إلى مُواطنين أجانب، لافتاً إلى ضبط (١٣) جواز سفرٍ في دار المُتَّـهمة، فضلاً عن ضبط  (٥) جوازات سفرٍ أصليَّـة تعود لمواطنين من جنسيَّةٍ عربيَّةٍ بحوزة السائق، مشيراً الى اعتراف المُتَّهمة بتعاون مُتَّهمٍ آخر معها، وبعد ضبطه وُجِدَ بحوزته (٢٠) جواز سفرٍ أصلياً لمُواطنين من الجنسيَّـة ذاتها. 


وعلى صعيدٍ مُتَّصلٍ، وتنفيذاً لقرار  قاضي محكمة تحقيق الرصافة المُختصَّة بقضايا النزاهة وغسل الأموال والجريمة الاقتصاديَّة المعطوف على قرار قاضي محكمة تحقيق الكرخ الثانية، تمكَّن فريق عمل المُديريَّة بعد المُراقبة والمُتابعة من ضبط صاحبة مكتبة وأحد العاملين معها مُتلبّسين بالجرم المشهود أثناء تسلُّمهما مبلغاً مالياً؛ لقاء إنجاح طلبة راسبين بالتعاون مع مُوظَّفين في أحد أقسام المُديريَّـة العامَّـة لتربية الكرخ الثانية.


وتابع المكتب إنَّ العمليَّتين تمَّ تنفيذهما بناءً على مُذكّرتين صادرتين عن القضاء المُختصّ وفق أحكام القرار (١٦٠ لسنة ١٩٨٣) المُعدَّل.


المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: ة تحقیق م دیری

إقرأ أيضاً:

صراع من أجل تحقيق العدالة

 

 

 

خالد بن أحمد الأغبري

 

شهر رمضان المُبارك شهر الخير والانفتاح والتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة والمواقف الإيجابية المحمودة، يقترب من مُغادرتنا ويتركنا في صراع مع هذا الزمن، والكل يترقب ذلك الانفراج الحقيقي لتلك الأزمة والمعاناة الإنسانية ومدى تأثيرها على المستوى الإقليمي والدولي.

ما نراه الآن مأساة متجذرة وصراع مستمر يتسع نطاقه وتتطور أيدولوجيته، ويتفاقم وضعه من حيث تعميق العنصريات على شكل خطط وبرامج تدعو إلى إثارة الفتنة وإراقة الدماء وتعطيل مصالح الآخرين وتضييق الخناق عليهم، متجاوزًا بذلك كل القيم الأخلاقية والمبادئ الإنسانية التي من المفترض أن تكون علامة واضحة وبارزة لترجمة قواعد هذه الحياة وأساسياتها ومبادئها الكريمة، والبُعد الحضاري والاجتماعي القائم على مُعطيات العدالة والمساواة والأمن والاستقرار الذي يخلق ذلك التوازن المادي والمعنوي؛ باعتباره مركز تحكم وسيطرة، ومنطلقًا لحياة فاضلة داعمة لتنمية المجتمعات والنهوض بها إلى آفاق أرحب، ونتيجة لفقدان هذه المعطيات من خلال هذه المفارقات؛ فهؤلاء الناس المضطهدون من المسلمين الذين يشكلون نسبة عالية في الكثير من بلدان العالم يعيشون في حروب دامية وفتن متأصلة وملتهبة ومناطق غير آمنة، وهم بين قتيل وجريح وفاقد لحريته وممتلكاته ومعرض لانتهاك كرامته وأعراضه.

إنِّهم بذلك يواجهون حياة غير طبيعية تتشكل في مفهومها وشرعنتها ذلك الجحيم الذي لا يُطاق، وأبناء الأمة الإسلامية يتابعون الأحداث وكأنهم يتابعون مسلسل تاريخي عبر شاشة التلفاز وضمائرهم متجمدة وقلوبهم متحجرة؛ بل هي أشد من الحجارة الصماء التي لا تتأثر بمن حولها، والعدو يسرح ويمرح مدعومًا بالخيانات المتفشية من قبل أصحاب المصالح وأذرعهم المنتشرة في مختلف بقاع الأرض، وبالمال والعتاد والسلاح تكتمل جاهزيتهم، للقيام بتلكم المجازر الوحشية والهمجية النتنة في ظل غياب الشهامة والشجاعة والنخوة العربية.

وعلى الجانب الآخر، وفي خضم تلك الأحداث المتلاحقة، يوجد من يقف خلف الكواليس ليؤنب أبناء جلدته وعروبته ويقف ضد قضيتهم ويحملهم مسؤولية ما فرض عليهم من أحداث دامية وانفلات أمني ومسار غير منضبط؛ ذلك المسار الذي يبدو في ظاهره الرحمة والمواقف النبيلة الخيرة ذات البعد الإنساني، لكنه في المقابل وللأسف الشديد يخبئ في باطنه الخبث والنفاق والسعي الحثيث لتركيع وتصفية أصحاب الحق وزعزعة أمنهم وملاحقتهم، والتكالب عليهم من أجل التخلي عن قضيتهم وإخراجهم قسرًا من ديارهم وأراضيهم، في سياق متصل بمسارات القتل والظلم والتدمير؛ بما يجسد مخططات وطموحات عدوهم التي أصبحت ظاهرة للعيان دون خوف ولا حياء ولا وجل؛ وذلك بقدر ما هو مشروع تبنى عليه آمال المحتل وتتبلور من خلاله تلكم المخططات ذات القيمة المضافة لصالح العدو الصهيوني على حساب أصحاب الحق الذين ضحّوا ولا يزالون يضحّون بأموالهم وأولادهم وانفسهم من أجل قضيتهم.

إلى متى هذا الاستهتار وإلى متى هذه العنجهية؟ ألم يحن الوقت إلى مراجعة حساباتنا والقيام بواجباتنا وتمزيق ثوب الخوف والجبن والعمل في مقابل ذلك بما يرضي الله من أجل توحيد الصفوف والدخول في مفاوضات جادة وفاعلة تضمن لكل ذي حق حقه باستعمال وسائل الضغط المتاحة بحكم تداخل المصالح الدبلوماسية والاقتصادية والسياسية والأمنية مع توافر مراكز التحكم والسيطرة وتفعيلها في رسالة شديدة اللهجة وواضحة العبارات والمعاني تترجم تلكم المشاعر الايمانية والإنسانية في إطار نافذ البصر والبصيرة.

إن أسلوب التعاطي مع تلك العنجهية والوحشية والهمجية الصهيونية التي تعمل على تشكيل تلك المفارقات الكبيرة والعمل على ديمومتها في محيط العالم المتغطرس الذي أصبح لا يدرك مدى الخطورة الكبرى وما ينتج عنها من إبادة جماعية وتدمير شامل وانتهاك صارخ لحقوق الإنسان وللقوانين والأنظمة الدولية التي يفترض أن تكون محل تقدير واحترام، لكنها بهذا الوضع المأساوي لم يبق لهذه القوانين والأنظمة أي تأثير أو دور يذكر، وهذا شيء لا ينم عن عقلية واعية وإنسانية متحررة من قيود الجاهلية وثقافة عالية تدرك معنى القيم والسلوك الحضاري.

ومن المؤشرات السيئة غير محسوبة العواقب هي تلك التي تواجه الإنسان في حياته ضمن سلسلة من المتغيرات التي تدعو إلى أخذ الحيطة والحذر؛ بما تجسده من واقع مؤلم ومقلق يتعارض مع تطلعات وطموحات هذا الإنسان الذي يراقب الوضع عن كثب من أجل أن يرى العالم من حوله قادرًا على التحرر من قبضة الطغاة الذين تستهويهم الأنانية والكراهية والحقد المتأصل الذي يعتبرونه مصدر قوة من أجل تحقيق نفوذهم والعمل على استعباد النَّاس وقتلهم وتدمير حياتهم وممتلكاتهم في صورة بشعة ومخزية دون الشعور بمدى أهمية ذلك الموقف العظيم الذي ينتظرهم أمام عدالة الخالق سبحانه وتعالى.

نسأل الله أن يُوحِّد كلمة المُسلمين ويخرجهم من هذه الأزمة القاسية التي فُرضت عليهم ويأخذ بأيديهم للخروج من حالة اليأس والخوف إلى حالة مليئة بالتفاؤل والرضا التام تتجدد من خلالها العزيمة المتوقدة بطاعة الله والسير وفق منهجه سبحانه وتعالى ودستوره الكريم، إن الله على كل شيء قدير.

مقالات مشابهة

  • لخصم أمام قاضي التحقيق بتهم ثقيلة
  • بغداد.. اعتقال 3 متهمين باغتصاب وقتل فتاة متسولة
  • بينهم عصابة تتاجر بالأعضاء البشرية.. القبض على متهمين بقضايا مختلفة في بغداد
  • صراع من أجل تحقيق العدالة
  • جلالة الملك يعين حسن طارق وسيطاً للمملكة وعمارة رئيساً للمجلس الإقتصادي والإجتماعي وبنعليلو رئيساً لهيئة النزاهة
  • القبض على متهمين إثنين بتهريب المشتقات النفطية في صلاح الدين
  • رئيس هيئة النزاهة يشيد بالتعاون الدولي في تقليص مكامن الفساد واسترداد الأموال المهربة
  • الأنبار.. صراع المناصب والسلطة يحتدم قبيل الإنتخابات
  • الاستخبارات العسكرية تطيح بـ8 متهمين بالارهاب في ثلاث محافظات
  • النزاهة: السجن ست سنوات لمسؤولة بضريبة كركوك اقترفت جريمة الرشوة