الحرة:
2024-11-16@12:52:32 GMT

جدل حول الشفافية والرقابة على ميزانية 2025 في الجزائر

تاريخ النشر: 16th, November 2024 GMT

جدل حول الشفافية والرقابة على ميزانية 2025 في الجزائر

صادق أعضاء مجلس الأمة (الغرفة العليا للبرلمان الجزائري)، السبت، بالإجماع على مشروع قانون المالية لسنة 2025، وسط جدل نيابي حول شفافية إدارة القطاعات الوزارية المختلفة للموازنة التي بلغ مجموعها 126 مليار دولار.

واعتمد نص القانون الذي صادق عليه، بداية، أعضاء المجلس الشعبي الوطني، الأربعاء الماضي، سعرا مرجعيا لبرميل النفط الخام بـ 60 دولارا للفترة 2025-2027، بينما طرح النواب عدة تساؤلات بشأن عجز الموازنة المتوقع للسنة المقبلة، المقدر بـ 62 مليار دولار.

وتضمنت الميزانية عدة تدابير تهدف إلى دعم أسعار المواد الاستهلاكية الأساسية، بحشد موارد مالية إضافية، إذ بلغت الإعانات الموجهة للمنتجات ذات الاستهلاك الواسع، حوالي 600 مليار دج/ 4.5 مليار دولار.

فيما شدد عدد من نواب مجلس الأمة على "ضرورة تسريع وتيرة تنويع الاقتصاد، لخلق موارد مالية بديلة عن المحروقات"، و"دعم الاستثمارات خارج قطاع المحروقات، والتجسيد السريع لمختلف البرامج المقررة في هذا الإطار على أرض الواقع، من أجل نمو اقتصادي مستدام"، وفق تقرير لوكالة الأنباء الرسمية.

وكانت حركة مجتمع السلم (إسلامي) قد عارضت مشروع الموازنة، وصوت نوابها (البالغ عددهم 65 عضوا من أصل 407 نواب) بـ "لا". وأرجعت ذلك إلى مجموعة من "المخالفات القانونية شكلا ومضمونا في عرض مشروع القانون"، وفق بيان صادر عن كتلتها البرلمانية.

فما هو شكل الشفافية وآليات الرقابة على إنفاق الميزانية؟، وماهي المخاطر الاقتصادية على الموازنة المرتبطة بأسعار المحروقات؟

"شفافية واستثناءات"

يشير النائب بالمجلس الشعبي الوطني عن حركة مجتمع السلم، زكرياء بلخير، إلى أن العديد من مواد دستور 2020 "تتيح للنواب وسائل رقابية متعددة على الميزانية وإنفاقها، فضلا عن الأسئلة الشفوية والكتابية لأعضاء الحكومة".

وفي رده على سؤال من موقع "الحرة" بشأن وجود قطاعات مستثنية من الرقابة على نفقاتها، يقر المتحدث باستثناء "نفقات الدفاع" التي بلغت 25 مليار دولار، ويعتبرها "ملفا حساسا".

ويضيف: "إن الجزائريين حكاما ومحكومين يملكون الوعي الكافي بحساسية هذا الملف، ويقدمون صكا على بياض للسلطة الوصية للتصرف فيه"، وفق تعبيره.

ويرجع النائب بلخير ذلك إلى التطورات الحاصلة في الشرق الأوسط التي تستدعي "تعزيز الجزائر لأمنها القومي ونفقاتها على الدفاع"، لافتا إلى وجود "إجماع حزبي وسياسي بشأن خصوصية هذا الملف".

فيما انتقد السياسة الريعية للبلاد "القائمة منذ الاستقلال على عائدات النفط"، ممنوها بمحاولات إحداث التوازن والتعدد في مصادر الموارد، إلا أن ذلك يجري "ببطء"، حسب تعبيره.

"درجة وترتيب" الجزائر في الشفافية والرقابة

جاءت الجزائر في المرتبة 105 عالميا من بين 125 دولة، ضمن مؤشر الشفافية في الميزانية لسنة 2023، الذي تصدره منظمة "شراكة الموازنة الدولية"، مشيرة في تقرير لها حول الجزائر إلى حصولها على درجة 15 من 100.

وأظهرت مؤشرات المنظمة التباين في شفافية الميزانية بالجزائر، التي سجلت سنة 2019 أدنى مستوياتها بدرجتين فقط، لكنها سجلت في عام 2015 أعلى نسبها بـ 19 درجة.

وأكدت المنظمة أن نشر الموازنة على الإنترنت "رفع من نسبة درجة شفافية الميزانية في الجزائر وزيادة المعلومات حولها"، بينما حصلت على "صفر" درجة فيما يتعلق بمشاركة الجمهور بالصياغة والإعداد والنقاش.

وأوصت المنظمة وزارة المالية بـ"وضع آليات تجريبية لإشراك الجمهور أثناء صياغة الموازنة ورصد تنفيذها"، كما دعت البرلمان السماح لمواطنين بالإدلاء بآرائهم خلال المناقشة، بينما صنف التقرير الرقابة التشريعية والتدقيق في خانة "الضعيف"، عند الدرجة 28 من 100، داعية الحكومة إلى نشر تقارير التدقيق. 

كما أشارت إلى أنه "يتعين الحصول على موافقة البرلمان لإقالة رئيس مجلس المحاسبة".

مؤسسات الرقابة ومكافحة الفساد

من جانبه، يرى الخبير في الإحصاء المالي، نبيل جمعة، أن الجزائر "أتاحت عدة أجهزة فعالة للرقابة على نفقات الحكومة والحد من الهدر المالي"، موضحا لـ"الحرة" أن مجلس المحاسبة "هو الجهاز الأعلى للرقابة على الذي يفحص صحة وشرعية النفقات، ويحقق في الأداء المالي ويحيل قضايا الفساد على القضاء".

كما تحدث جمعة عن دور المراقب المالي في كل ولاية ووزارة، "لضمان الالتزام بالقوانين وفق تشريعات المحاسبة العمومية، ومراقبة أوامر الدفع، والتدقيق المسبق فيها قبل صرفها، وفحص الصفقات".

أما المديرية العامة للميزانية فمهمتها، حسب المتحدث، "مراجعة تنفيذ الميزانية، والتحقق من تنفيذ قانون المالية، وإعداد تقارير دورية للهيئات الرقابية".

الاستثناء.. الدفاع والخارجية وبنك الجزائر

وبخصوص مراقبة نفقات الدفاع، يشير خبير الحسابات نبيل جمعة، إلى أنها "مستثناة من رقابة مجلس المحاسبة"، مضيفا أن نفقات الدفاع "تخضع لمراقبة وتدقيق مديرية الرقابة المالية التابعة للوزارة".

كما ذكر جمعة أن بنك الجزائر "غير خاضع" لرقابة مجلس المحاسبة، موضحا أنه "يخضع للتدقيق من قبل محافظين اثنين للحسابات يعينهما رئيس الجمهورية، ويقدمان له تقريرا بذلك "، كما يتحصل الرئيس على "تقارير الرقابة الداخلية لنفقات الدفاع باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة".

إلا أن وزارة الخارجية، وفق المصدر نفسه، "تخضع استثناء لرقابة مجلس المحاسبة في حالات محددة للكشف عن ثغرات محتملة، رغم وجود هيئة داخلية للرقابة على نفقاتها".

"خصوصية وشفافية"

من جانبه، يرى المحلل السياسي، عبد الرحمان بن شريط، أنه "لا يمكن إشهار أو النشر بشكل كامل لكافة التفاصيل الدقيقة للموازنة"، مرجعا ذلك إلى "وجود آليات رقابة داخلية في بعض القطاعات الحساسة، وهي ذات مرجعية دستورية تقوم بالمراقبة والتدقيق".

ويشير بن شريط في حديثه لـ"الحرة"، إلى أن المواطن "يتطلع من خلال الموازنة العامة إلى ما يضمن له حقوقه المادية من الزيادة في الرواتب وتخفيض الضرائب أو الحد منها، والحفاظ على الدعم الاجتماعي"، مؤكدا أن هذه الاعتبارات "ما زالت متوفرة في قوانين المالية، بما في ذلك موازنة 2025".

لكن في المقابل، فإن المتحدث دعا الحكومة إلى "إنفاق عائدات المحروقات في دعم قطاعات الفلاحة والسياحة وتطوير التعليم والصحة والبنية التحتية، وخلق فرص الاستثمار ودعم المؤسسات الناشئة".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: مجلس المحاسبة نفقات الدفاع ملیار دولار إلى أن

إقرأ أيضاً:

الرقابة الصحية تنظم أول ويبينار علمي بعنوان «حياة أفضل لمرضى السكري».. السبت

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعلنت الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية برئاسة الدكتور أحمد طه عن تنظيم أول ويبنار علمي بعنوان:"حياة أفضل لمرضى السكري" يوم السبت المقبل الموافق 16 نوفمبر، في تمام الثامنة مساء ولمدة ساعتين، وذلك بمناسبة اليوم العالمي لمرض السكر.

يناقش الويبينار التحديات الرئيسية والحلول الاستراتيجية للعناية بمريض القدم السكرية في مصر، وأهم الجوانب التثقيفية والوقائية من الإصابة بمرض السكر للحفاظ على الصحة العامة، ويلقي الضوء على الدلائل الاسترشادية الوطنية لمرضى السكري، وكذلك كيفية وضع وتنفيذ خطة الرعاية التمريضية لمريض السكري، وذلك بحضور نخبة من خبراء جودة الرعاية الصحية والصحة العامة.

وأوضح بيان الهيئة أن حضور الويبنار الذي تنظمه أونلاين مجاني تماما من خلال التسجيل بالرابط: https://forms.gle/YfqL9xRibQVKYb5A7


وفي سياق متصل، شارك رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، بالجلسة الافتتاحية للملتقى الافتراضي الأول لجودة الرعاية الصحية، الذي نظمته مستشفيات شفاء الأورمان لعلاج الأورام، بمناسبة الأسبوع العالمي للجودة، بمشاركة نخبة من الخبراء الدوليين في مجال جودة الرعاية الصحية من مصر، الولايات المتحدة، السعودية، الأردن، الإمارات، والكويت.

وأكد طه خلال كلمته أن الجودة هي حجر الزاوية في تطوير النظام الصحي المصري، تماشياً مع الدستور المصري وتوجيهات فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، مؤكدا على أهمية الالتزام بتطبيق معايير الاعتماد الوطنية الصادرة عن "جهار" والمُعتمدة دوليا من منظمة "الإسكوا" في ضمان تقديم خدمات صحية تتماشى مع أعلى المستويات العالمية وتلبي تطلعات المواطنين.

وأشار طه إلى الدور الهام الذي تقوم به "جهار" في نشر ثقافة الجودة، ودعم المؤسسات الصحية لتحسين خدماتها وتطبيق أفضل الممارسات الدولية التي تضمن أمان وسلامة المريض.

وأضاف، أن تطبيق معايير الجودة في الرعاية الصحية يلعب دورا محوريا في الحد من الوفيات بين المرضى، من خلال  تحسين مستوى الرعاية الصحية، وتقليل الأخطاء الطبية، وضمان تقديم الرعاية وفقاً لأعلى معايير السلامة العالمية.

وتابع، أن  التأمين الصحي الشامل يعد مشروعاً وطنياً محورياً يهدف إلى توفير الأمان الصحي للأسرة المصرية، من خلال تقديم خدمات صحية متكاملة وذات جودة عالية، وبأسعار عادلة، مما يسهم في تحسين تجربة الرعاية الصحية للمواطنين.

واستعرض إصدارات هيئة الاعتماد والرقابة الصحية لعدد 7 حزم من المعايير المختلفة والمعتمدة من منظمة الاسكوا الدولية، والتي تتناسب مع طبيعة كل منشأة، وتهدف إلى توفير خدمات صحية وفقا لأعلى معايير الجودة العالمية، إلى جانب الحصول  على الاعتماد الدولي لبرنامج تدريب مراجعي ومقيمي الهيئة من الجمعية الدولية لجودة الرعاية الصحية (ISQUA ) بنسبة نجاح بلغت 96%، بما يضمن استدامة الالتزام بتطبيق المعايير بالمنشآت الطبية المعتمدة.

وأضاف، رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، أن الاحتفال بالأسبوع العالمي للجودة يمثل فرصة لتعزيز الجهود المشتركة مع كافة المؤسسات الصحية نحو تحقيق الأهداف الاستراتيجية للرعاية الصحية في مصر.

وتوجه رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية بالشكر لمستشفى شفاء الأورمان على تنظيم هذا الملتقى الهام، الذي يعكس دور المستشفى الرائد في مجال علاج الأورام، وحرصها على تعزيز الجودة وتقديم رعاية صحية متكاملة وآمنة للمرضى، مشيدا بالجهود المبذولة من إدارة المستشفى في رحلة حصولها على شهادة الاعتماد كأول مستشفى خضراء وفقا للمتطلبات الوطنية للتميز البيئي الصادرة عن الهيئة،   كخطوة هامة نحو دعم توجه الجمهورية الجديدة لتحقيق مستويات عالية من الجودة في الخدمات الصحية، بما يسهم في تحسين حياة المرضى وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

شارك بالجلسة الدكتور محمد هاني حسين، المدير التنفيذي لمستشفيات شفاء الأورمان، الدكتور باتريشيا رينسك، الرئيس التنفيذي لهيئة NAHQ الأمريكية، الدكتور أحمد صفوت، مدير إدارة الجودة بمستشفيات شفاء الأورمان،  والتي شهدت حضور 720 مشارك من مختلف الدول ومن المهتمين بجودة الرعاية الصحية.

IMG-20241114-WA0009

مقالات مشابهة

  • النواب المغربي يصادق على مشروع موازنة 2025 بـ72 مليار دولار
  • الرقابة الصحية يزور المنشآت الصحية بالإسماعيلية لتعزيز جودة الرعاية الصحية
  • غدًا ..«الرقابة الصحية» تنظم أول ويبينار علمي بعنوان «حياة أفضل لمرضى السكري»
  • رئيس«الرقابة الصحية» يبحث مع محافظ الإسماعيلية التعاون في دعم تطبيق معايير «جهار»
  • الجزائر.. إقرار مشروع قانون الموازنة الأكبر في تاريخ البلاد
  • ميزانية مجلس جهة الدارالبيضاء مثقلة بالديون ومعزوز يلجأ إلى الإقتراض من الخارج
  • الرقابة الصحية تنظم أول ويبينار علمي بعنوان «حياة أفضل لمرضى السكري».. السبت
  • محافظ الإسماعيلية يناقش مع رئيس الرقابة الصحية تقديم خدمة طبية متميزة للمواطنين
  • الجزائر.. المجلس الشعبي الوطني يعتمد بالأغلبية أكبر ميزانية في تاريخ البلاد