مناظير السبت 16 نوفمبر، 2024
زهير السراج
manazzeer@yahoo.com
* كنتُ وما زلت وسأظل من الداعين لايقاف الحرب وانقاذ الشعب السوداني من المحنة الصعبة التي يعيشها منذ اكثر من عام ونصف بسبب حرب قذرة على السلطة والمال، لا ناقة له فيها ولا جمل ولا مصلحة!
* كما انها تهدد وجود السودان خاصة مع المطامع الخارجية الواضحة في خيراته وموراده وارضه، فضلا عن المحاولات السافرة الخبيثة للبعض لفصل إقليم دارفور عن السودان، ظناً منهم أن السودان (الموحد) يقف ضد طموحاتهم السياسية في الحكم أو العودة الى الحكم مرة أخرى، وهو بالفعل كذلك !
* ولكى اكون اكثر وضوحا فإنني أقصد قائد مليشيا الجنجويد (حميدتي) من جانب، ومن الجانب الآخر (بعض) قادة النظام البائد وحزب المؤتمر الوطني المحلول، ويتضح ذلك من الإستراتيجية التي تُدار بها الحرب والواقع الميداني، والأمنيات المعلنة لبعض قادة النظام البائد عن تكوين (دولة النهر والبحر) باعتبارها الوسيلة الوحيدة للعودة الى الحكم بعيدا عن حميدتي ودارفور !
* كما ان (حميدتي) يعلم أنه من المستحيل أن يحكم السودان بسبب الكراهية الشديدة والعداء المتنامي له ولعصابته والجرائم والانتهاكات الفظيعة التي انتهكوها ضد الشعب، وأن الوسيلة الوحيدة لتحقيق طموحه السياسي هى فصل دارفور!
* أى أن كلا الطرفين يعتقد ويؤمن، بأن الفصل هو الحل الوحيد لتحقيق طموحاته ورغبته الجامحة في الحكم، ولا أستبعد على الاطلاق أن يتفق الإثنان في أي وقت من الأوقات على هذا الحل، أو الذي (يعتقدون) انه الحل أو الوسيلة لتحقيق الطموح، خاصة أن تحقيق النصر العسكري بواسطة أي طرف شبه مستحيل في الوضع الراهن إلا إذا حدثت تطورات في المستقبل تجعله احد الاحتمالات الممكنة!
* في رأيي الشخصي أن الشئ الوحيد الذي منع الطرفين من الاتفاق على فصل دارفور هو الموقع الاستراتيجي بالغ الاهمية لمدينة (الفاشر) بالنسبة للسودان وبعض الدول الحدودية، وإصرار الجيش (تحت ضغوط خارجية قوية) على التمسك بها والزود عنها بكل ما يملك من جهد وعدم التخلي عنها لـ(حميدتي) بسهولة مثلما حدث في بقية ولايات إقليم دارفور، كما أنها الموطن لبعض الحركات المسلحة التي تحارب بجانب الجيش!
* ولولا ذلك لتخلى عنها قادة النظام البائد والمؤتمر الوطني بسهولة كما تخلوا من قبل عن إقليم جنوب السودان قبل بضعة اعوام ظنا منهم ان ذلك سيُسهِّل عليهم حكم السودان ويقوي قبضتهم على السلطة، وكلنا نذكر عبارات السخرية للمخلوع البشير التي يُظهر فيها فرحه وسروره بانفصال الجنوب مما سيتيح لهم تطبيق (الشريعة الاسلامية) بدون (جغمسة أو دغمسة) ــ بدون مواربة ــ ولم يكن يقصد بالطبع سوى تشديد قبضتهم على السلطة، وليس تطبيق الشريعة التي لم نرهم يطبقونها طيلة فترة حكمهم الفاسد الذي يتناقض مع حكم الله وعدالته، ولكن هل سيؤدى فصل دارفور لتحقيق احلام الطرفين (قادة النظام البائد وحميدتي)، ام سيكون وبالا عليهم كما كان فصل الجنوب وبالا على النظام البائد ؟!
* ولكن بعيدا عن احلام وامنيات زعيم عصابة الجنجويد وقادة النظام البائد بفصل دارفور حتى يتيسر لهما الحكم (لو حدث ذلك)، فإلى متى يظل الشعب بلا منقذ ولا حامٍ من القتل والنهب وهتك العرض والجرائم التي يتعرض لها كل يوم بل كل لحظة، ام يجب ان يهرب من وطنه ويتذوق طعم الهوان والاهانة والتشرد كما حدث لغيره، أم أن قدره أن يبيد عن بكرة أبيه حتى يرضى عنه الجيش والجنجويد وعصابة النظام البائد والمؤتمر الوطني المحلول ؟!
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: فصل دارفور
إقرأ أيضاً:
قصف معسكر شالا: مقتل 7 أشخاص وإصابة 11 في هجوم بدارفور
قتل 7 أشخاص، بينهم 4 أطفال، وأصيب 11 آخرون جراء قصف مدفعي نفذته قوات الدعم السريع على معسكر شالا للنازحين بمدينة الفاشر، شمال دارفور، وفق شبكة أطباء السودان.
التغيير: الخرطوم
أعلنت شبكة أطباء السودان أن القصف الذي استهدف معسكر شالا للنازحين أسفر عن مقتل 7 أشخاص بينهم 4 أطفال، وإصابة 11 آخرين بجروح متفاوتة.
ويأتي هذا الهجوم ضمن سلسلة من القصف الممنهج الذي يستهدف المدنيين ومعسكرات النازحين في الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وفق الشبكة.
وأضافت الشبكة عبر بيان السبت أن استهداف المدنيين العزل في معسكرات النزوح يشكل تهديدًا متزايدًا للأوضاع الإنسانية في المدينة، التي تضم عشرات الآلاف من النازحين الذين فروا من الصراعات في مناطقهم، بالإضافة إلى مئات الآلاف من السكان المحليين.
وحذرت شبكة أطباء السودان من أن استمرار القصف والهجمات سيؤدي إلى موجات نزوح جديدة من مدينة الفاشر التي تشهد بالفعل أوضاعًا إنسانية متردية، مشيرة إلى أن المدينة أصبحت إحدى النقاط الساخنة في النزاع المستمر.
ودعت الشبكة قوات الدعم السريع إلى الامتثال للقرارات الدولية التي تنص على وقف القصف والحصار والهجمات ضد المدنيين.
كما أشارت إلى أن الهجمات المتكررة على مدينة الفاشر أدت إلى مقتل المئات من المدنيين في الأسواق، وتسببت في تهجير الآلاف من منازلهم التي تحولت إلى مواقع قتال.
ومنذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل 2023 بين القوات المسلحة بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، تشهد مناطق واسعة من دارفور تصعيدًا خطيرًا في الصراع المسلح.
وتعرضت معسكرات النازحين، التي تأوي الفارين من النزاعات السابقة، إلى هجمات عنيفة، مما زاد من تدهور الوضع الإنساني في المنطقة.
ويواجه السودان أزمة إنسانية غير مسبوقة مع ارتفاع أعداد القتلى إلى عشرات الآلاف وتشريد أكثر من 11 مليون شخص داخل البلاد وخارجها.
كما أن تدمير البنية التحتية واستمرار القتال بين طرفي النزاع يعيق جهود الإغاثة الدولية، ويضع المدنيين في دائرة الخطر المستمر.
الوسومالسودان دارفور قوات لدعم السريع معسكر شالا